يناير 28, 2024آخر تحديث: يناير 28, 2024

المستقلة/- يعد هدر الطعام من القضايا المهمة التي تواجه العالم اليوم، لما له من آثار سلبية على الاقتصاد والبيئة والمجتمع. ويعتبر العراق من بين أكثر البلدان هدراً للطعام في العالم، حيث يهدر الفرد العراقي نحو 120 كيلوغراماً من الطعام سنوياً، ويصل إجمالي الهدر السنوي إلى نحو 5 ملايين طن.

وتشكل العادات والتقاليد الموروثة السبب الرئيس في هدر الطعام في العراق، حيث يفضل العراقيون تحضير كميات طعام أكبر من الحاجة لدى تناولهم الطعام داخل المنازل أو في المطاعم، خاصة في المناسبات الاجتماعية الكبرى، مثل الأعراس والمآتم ومؤتمرات مرشحي الانتخابات.

ويقول سهيل حردان، وهو شيف متخصص في إعداد الطعام لمناسبات اجتماعية كبيرة، إن من “غير المعقول إعداد طعام لوليمة في العراق مع وضع تخطيط مسبق للكميات، لذا لا يمكن تجنب مشكلة الفائض في الكميات والهدر الكبير في نهاية المناسبات”. ويتابع: “يخبرني أشخاص يطلبون مني أن أجهّز موائد كبيرة لإحياء مناسباتهم الاجتماعية أنهم يريدون أن يفوق الطعام حاجة العدد المتوقع للحاضرين. وتصل كميات الطعام الذي يجري تجهيزه أحياناً إلى ضعف الحاجة أو تتجاوزها”.

ويعزز العادات الاجتماعية الموروثة هذه الظاهرة، حيث يشعر العراقيون بشيء من العار إذا لم يقدموا وجبات طعام تفيض عن حاجة المدعوين، خاصة في الأرياف والمناطق المعروفة بالتزامها العادات القبلية.

ويقول الباحث الاجتماعي فراس العيسى، إن “قلة الوعي تشكل الدافع الرئيس لاستمرار ظاهرة هدر الطعام في العراق، والعادات الاجتماعية الموروثة تشجع على تقديم كميات كبيرة في المناسبات، حتى إذا حصل هدر كبير”. ويضيف: “يحتاج المجتمع إلى توعية في موضوع التأثيرات السلبية الاقتصادية والزراعية والبيئية لهدر الطعام”.

ويؤثر هدر الطعام سلباً في الاقتصاد والبيئة، حيث يتسبب في ضياع الموارد الطبيعية وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة.

ويقول الخبير البيئي أحمد عباس: “يتحلل الطعام لدى رميه في المكبات، وينتج غاز الميثان الذي يعتبر أحد الغازات الدفيئة التي تساهم في تغيّر المناخ. كما أن إنتاج الطعام يستهلك موارد طبيعية ضخمة مثل الماء والأراضي الزراعية والطاقة، وبالتالي عندما يهدر الطعام تهدر هذه الموارد أيضاً”.

ويضيف: “ولأن إنتاج الطعام يعتمد في شكل كبير على المياه يعني هدره استنزاف المياه التي استُخدمت في إنتاجه، وأيضاً الأموال التي أنفقت على إنتاجه ونقله وتخزينه من دون استهلاكه بالكامل”.

وتسعى الجهات الرسمية العراقية إلى وضع حدّ لهدر الطعام، حيث دعت وزارة التخطيط إلى تشريع قانون خاص لتنظيم ومكافحة هدر الطعام، وتشجيع إعادة توزيعه وتدويره والتبرع به.

ويمكن الحد من ظاهرة هدر الطعام في العراق من خلال مجموعة من الإجراءات، منها:

نشر التوعية المجتمعية حول مخاطر هدر الطعام وآثاره السلبية.تشجيع المطاعم والمنازل على إعداد كميات الطعام المناسبة للحاجة.دعم الجمعيات الخيرية التي تعمل على جمع وتوزيع فائض الطعام على المحتاجين.

ويعتبر الحد من هدر الطعام مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني، حيث يجب العمل معاً لتعزيز الوعي المجتمعي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة.

نقلا عن صحيفة العربي الجديد القطرية

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

للحفاظ على قوة عقلك وتركيزه.. 5 عادات يومية ضارة ابتعد عنها

العقل هو مركز التحكم في الجسم، بل وفي حياته بالكامل؛ فهو المسؤول عن الذاكرة والتفكير والتركيز واتخاذ القرارات، وللحفاظ على صحة هذا العضو الحيوي وقوته، من الضروري تبني نمط حياة صحي يتضمن عادات مفيدة وتجنب العادات الضارة.. وللحفاظ على صحة العقل وقوته، نستعرض في السطور التالية بعض العادات اليومية الضارة التي يجب الابتعاد عنها قدر الإمكان.

5 عادات يومية تضر العقل

وحسب ما ورد على موقع «هيلث لاين»، فإن صحة العقل وقوته تتأثر بالسلب نتيجة بعض العادات اليومية الضارة، منها:

1- إهمال النوم:

النوم هو بمثابة إعادة تهيئة للجسم والعقل؛ فخلال النوم، يقوم الدماغ بمعالجة المعلومات وتخزينها، والتخلص من السموم المتراكمة خلال اليوم، كما أن قلة النوم أو النوم المتقطع تؤدي إلى ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز والشعور بالإرهاق الذهني، ولذلك يجب الحصول على قسط كاف من النوم يتراوح بين 7-8 ساعات يوميًا، في بيئة هادئة ومظلمة، والالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة قدر الإمكان، حتى في أيام العطلات.

2- التوتر والقلق المزمن:

التعرض المستمر للتوتر والقلق يرفع مستويات هرمون الكورتيزول في الدماغ، ما يؤثر سلبًا على خلايا المخ ووظائفه، بما في ذلك الذاكرة والتركيز، ولذلك من الأفضل ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتأمل واليوجا والتنفس العميق، وأيضًا ممارسة الأنشطة الممتعة التي تساعد في تخفيف التوتر، إلى جانب طلب المساعدة المتخصصة إذا كان القلق يؤثر بشكل كبير على الحياة.

3- اتباع نظام غذائي غير صحي:

التغذية السليمة هي وقود الدماغ، والإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة يضر بصحة الدماغ وقدراته؛ لذا يجب اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية والدهون الصحية كالأوميجا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية، وأيضًا شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم والدماغ.

4- قلة الحركة والخمول:

النشاط البدني لا يفيد الجسم فقط، بل يعزز صحة الدماغ أيضًا، وممارسة الرياضة بانتظام تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، وتحفز نمو خلايا جديدة، وتحسن المزاج والتركيز؛ لذا يجب ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، ويمكن البدء بالمشي أو الركض الخفيف أو ركوب الدراجة أو السباحة.

5- إهمال التواصل الاجتماعي والعزلة:

التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين يحفز الدماغ ويحسن وظائفه الإدراكية، كما أن العزلة الاجتماعية قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والتدهور المعرفي؛ لذا يجب قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، إلى جانب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، مثل التطوع في الأعمال الخيرية.

مقالات مشابهة

  • كميات الأمطار حتى صباح الاحد
  • السائق الأمين وعصابة البساتين.. كيف تصنع الشائعة أزمة؟..محمد شكر : الهدف من وراها مكاسب مادية او اجتماعية أو تحقيق شهرة
  • شبكات العناكب والاحتفال بالأموات .. أغرب عادات الاحتفال بالكريسماس
  • سبب تقديم إيهاب توفيق للآذان بصوته
  • تسجيل الأذان بصوته.. إيهاب توفيق يحكي أسرارا عن ألبومه الديني
  • الاثنين المقبل.. مناقشات حول تعزيز دور المتاحف كمراكز اجتماعية
  • الوكالة اليابانية للتعاون الدولي قدمت للعراق (36)قرضاً بمبلغ (11) مليار دولاراً لتعزيز التنمية الاجتماعية والبنية التحتية
  • للحفاظ على حدة العقل.. 8 عادات يجب توديعها
  • للحفاظ على قوة عقلك وتركيزه.. 5 عادات يومية ضارة ابتعد عنها
  • 3 عادات خاطئة تسبب احتباس السوائل في الجسم.. نصائح هامة لتجنبها