يضم الجيش الإسرائيلي في صفوفه ووسط جنوده، الذين يُقاتلون في الحرب على غزة، عناصر ينتمون لطوائف وديانات مختلفة غير اليهود، حيث إنَّ بينهم مسلمين ومسيحيين وآخرين ينتمون للطائفة الدرزية والشركس، وجميعهم من الإسرائيليين العرب.

ومنذ عام 1948، قاتَل هؤلاء ضمن "كتيبة السيف" أو "الوحدة 300 "، كإحدى الكتائب الإسرائيلية التي يتكوَّن أفرادها مِن مجموعة من العرب الدروز والعرب الشركس، وقاتلت مع اليهود في مواجهة العرب والفلسطينيين، كما يحصل أفراد الكتيبة على دعم معنوي وترحيب من أبناء الطائفة.

ودُمِجت تلك الكتيبة، التي تُسمّى بالعبرية "غدود خِريف" عام 2015، بقرارٍ مِن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بحل الكتيبة والسماح لأفرادها بالاندماج داخل وحدات الجيش المختلفة بعد ما قدَّموه مِن ولاء وتضحيات عبر سنوات طويلة.

ماذا عن الجنود المسلمين بالجيش الإسرائيلي؟

وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإنَّه خلال الحرب الحالية على غزة يُقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي جنود عرب وبينهم مجنّدون قُتلوا في المعارك، حيث نشرت أسماء بعضهم، وأشارت إلى أنَّ مجنّدين عرب ومسلمين يخدمون في صفوف الجيش وبالمعارك الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، فإن عدد الجنود المسلمين في الجيش ارتفع بشكل ملحوظ في عام 2020، وأشارت إلى أن:

يبلغ عدد الجنود المسلمين 606 في عام 2020. وصل عددهم إلى 489 في عام 2019 و436 في عام 2018. جُنِّد أكثر من نصفهم في وحدات قتالية. تقلَّص عددهم بنسبة 7 بالمئة في 2020، مقارنةً بنسبة 30 بالمئة عام 2019. يحلفون على القرآن فوق البنادق. الزيادة الكبيرة في عدد المسلمين المجنّدين هي في المقام الأوّل بين السكان البدو. جُنِّد البدو في حملة كبيرة ودعوات إلى 4 آلاف شاب بالجيش. نحو 1200 من هؤلاء الشباب اهتمّوا بالتجنيد، وجُنِّد 250 منهم، وفقا للصحيفة.

كما أضافت "جيروزاليم بوست" أنه يتم اختيار العديد مِن البدو للانضمام إلى كتيبة الاستطلاع البدوية بالقرب من معبر كرم أبو سالم، وهذه الكتيبة مُكلّفة بالدفاع عن المنطقة القريبة من مكان التقاء الحدود الإسرائيلية ومصر وغزة، والدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية القريبة، كما تشير إلى أن نحو 40 بالمئة من قوامها العسكري يتألّف من عرب مسلمين ومسيحيين وشركس من غير البدو.

ما وحدة "غادسار" و"وحدة استطلاع الصحراء" الإسرائيلية؟

وفق تقديرات إسرائيلية، فالعرب يُشكّلون نسبة 1.6 بالمئة من سكان إسرائيل أي 20 بالمئة، موزّعين على العديد من المناطق، لا سيما الجليل والكرمل والجولان، وشغل عدد منهم عضوية الكنيست، وتقلَّدوا مواقع حكومية ووزارية ودبلوماسية في الحكومات الإسرائيلية.

وحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإنَّ إسرائيل تشهد اتجاها متزايدا للشباب العرب الإسرائيليين العاطلين، وأشارت إلى تقرير "مراقب الدولة" الإسرائيلي الذي صدر عام 2023، بأنّ ما يقرب مِن ثلث العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاما في إسرائيل عاطلون عن العمل.

كما يضم الجيش الإسرائيلي وحدة عسكرية عربية خالصة تُعرَف بالوحدة العسكرية "غادسار"، وتضم وفق أحدث المعطيات 500 عنصر، كما تعتبر:

أوَّل وحدة عسكرية إسرائيلية تتكوَّن حصريا من العرب الإسرائيليين. تعمل بالضفة الغربية. يؤدّي المجندون المسلمون في تلك الكتيبة يمين الولاء لإسرائيل، ويحلفون على القرآن فوق بنادقهم.

ويضاف إلى ذلك، أن الجيش الإسرائيلي يضمّ كذلك وحدة تُسمَّى بـ"كتيبة البدو" أو "وحدة استطلاع الصحراء" أو "الفوج 585"، وهي وفق موقع "واللا" الإسرائيلي، عبارة عن:

وحدة مشاة قوامها من الجنود العرب البدو الذين يقطنون بلدات في الشمال وأخرى في صحراء النقب. يعمل حاليا 1541 جنديا من البدو؛ منهم 84 ضابطا. إسرائيل وضعت خطة لتجنيد 4500 عربي، خصوصا من البدو خلال الأعوام الـ10 المقبلة.

"كتيبة السيف" و"حلف الدم" بين الدروز وإسرائيل

تبلغ نسبة الدروز، الذين يُؤدّون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، 85 بالمئة، وهي تفوق نسبة اليهود المنخرطين في صفوف الجيش، كما سجّلت الحروب التي خاضتها إسرائيل مقتل قرابة 400 درزي، ممَّن خدموا في مختلف وحدات الجيش، خاصة ألوية المشاة المختارة المقاتلة، والشرطة، وحرس الحدود.

وترجّح تقديرات إسرائيلية أنه منذ قيام إسرائيل في 1948 تطوَّع الدروز للخدمة في الجيش، ضمن كتيبة ضمَّت الدروز والبدو والشركس، تحقيقا لما سمِّي في حينه بـ"حلف الدم"، الذي شرعنه ديفيد بن غوريون، أوّل رئيس حكومة إسرائيلية.

وتعتبر "كتيبة السيف" واحدةً مِن الكتائب الإسرائيلية التي تأسَّست في عام 1948، وقد تم دمج المنشقّين عن جيش التحرير العربي، والذين هم مِن الدروز العرب، مع مجموعة من البدو والشركس.

اخْتير اسم "كتيبة السيف" لهذه الكتيبة من قبل العقيد نبيه مرعي، حيث كان أفراد الكتيبة يتجوَّلون وهم يحملون السيوف كرمز للكرامة والقوّة. يتلقّى أفراد الكتيبة تدريبات في سلاح المشاة؛ مثل أي كتيبة إسرائيلية أخرى. ما يميّزها هو أنّهم مِن جنسية عربية، إذ هم مجموعة مِن الضباط والمقاتلين أبناء الطائفة الدرزية ويقدّمون الولاء والطاعة الكاملة لليهود، ويُدافعون عنهم ويُساعدونهم في توسيع عملية الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية. مِن الأسماء البارزة منهم غسان عليان، وهو قاد لواء غولاني، وأصيب خلال حرب غزة 2014 بنيران مقاتلي "حماس"، وفي 2018 قتلت كتائب القسّام الجناح العسكري لحماس الضابط الدرزي "م"، قائد الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لقطاع غزة. داخل الجيش الإسرائيلي هناك علاقة وطيدة بين الجنود اليهود والدورز تسمَّى بـ"حلف الدم"، حيث تقدّم الطائفة الدرزية الولاء والإخلاص لهم منذ عام 1947، عندما سمح زعماء الدروز لأبنائهم بالتطوّع مع عصابات الهجانة الإسرائيلية. مع حلول عام 1956، أصبح التجنيد إلزاميا على أفراد الطائفة الدرزية بعد أن كان تطوعيا. عام 2015، تمّ تفكيك كتيبة السيف ودمجها في وحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي. دراسة أجراها مؤتمر "هرتسيليا" الإسرائيلي السنوي، أظهر أن 54 بالمئة من الدروز يرفضون حاليا التجنيد، بينما دراسة لجامعة حيفا قالت إن 65 بالمئة منهم يرفضون الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات العرب الدروز اليهود أركان الجيش الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي كرم أبو سالم الحدود الإسرائيلية مصر إسرائيل الجيش الإسرائيلي العرب الإسرائيليين الجيش الإسرائيلي الكتائب الإسرائيلية الطائفة الدرزية الجيش الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي حرب غزة قتلى حرب غزة إسرائيل العرب الدروز اليهود أركان الجيش الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي كرم أبو سالم الحدود الإسرائيلية مصر إسرائيل الجيش الإسرائيلي العرب الإسرائيليين الجيش الإسرائيلي الكتائب الإسرائيلية الطائفة الدرزية الجيش الإسرائيلي أخبار إسرائيل الجیش الإسرائیلی بالمئة من فی الجیش ن البدو فی عام

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عدة عمليات في قطاع غزة

كشف أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر قناته على "تلجرام"، أن قوات الجيش نفذت عدة عمليات في الساعات الأخيرة في قطاع غزة، بذريعة "التصدي لتهديدات شكلها مشتبه بهم".

إسرائيل: إطلاق سراح ثمانية رهائن من غزة.. غدًا جوتيريش يطلب من إسرائيل العدول عن قرار وقف عمل الأونروا في القدس

وبحسب روسيا اليوم، أوضح أدرعي أن "طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أغارت على مركبة مشبوهة تحركت من وسط قطاع غزة نحو شماله"، مشيرا إلى أن "المركبة كانت تتحرك في منطقة غير مسموح بانتقال السيارات فيها وخرقت المسار المتفق عليه، ورغم ذلك، استمرت السيارة في التحرك نحو الشمال".

كما أشار المتحدث إلى أن "الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات إطلاق نار لإبعاد مشتبه بهم تحركوا نحو القوات الإسرائيلية في عدة مناطق من قطاع غزة، حيث شكلوا تهديدا على الجنود الإسرائيليين".

وأكد أدرعي، أن "الجيش الإسرائيلي مصمم على تطبيق شروط الاتفاقات المتعلقة بإعادة المختطفين، وهو مستعد لمختلف السيناريوهات"، موضحا أن الجيش سيواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتصدي لأي تهديدات فورية على جنوده.

وكرر أدرعي، دعوته لسكان قطاع غزة بالالتزام بتعليمات الجيش الإسرائيلي وعدم الاقتراب من القوات المنتشرة في المنطقة.

هذا ودخل وقف إطلاق النار في غزة اليوم الأربعاء يومه الـ11 حيث يواصل ولليوم الثالث تواليا، آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى وسط وشمال القطاع تدفقهم، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور "نتساريم".

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، إن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة خلال اليومين الماضيين.

وأوضح "أوتشا" أن نصف هؤلاء النازحين هم من الرجال، فيما كان ربعهم من النساء والربع الأخير من الأطفال، مشيرا إلى أرقام مجموعة عمل تضم منظمات عدة أقامت نقاط تعداد في مختلف أنحاء القطاع.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن 80% من النازحين تمكنوا من العودة إلى مناطق شمال القطاع خلال اليومين الماضيين، ويواصل جهود تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين العائدين إلى شمال القطاع.

وفي سياق أخر، كشف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن الحديث عن تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم بدأ مبكرًا في سياق الاستيلاء على قطاع غزة.

وأوضح شقرة خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" الذي يُبث عبر قناة صدى البلد، أن الوضع الديموغرافي في المدن والقرى الفلسطينية قد شهد تغييرات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف جمال شقرة أن الصهاينة هم من قاموا بتغيير هذا الوضع الديموغرافي لتحقيق أهدافهم والضغط على الشعب الفلسطيني.

وأشار أستاذ التاريخ الحديث إلى أن نتنياهو يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وإذا كانت لديه القدرة على القضاء على جميع الفلسطينيين، فإنه لن يتردد في القيام بذلك.

كما نوه إلى أن فكرة تهجير الفلسطينيين تمثل جزءًا من عقيدة اليهود التي تعتمد على تطهير الأرض، موضحًا أن أي تهديدات قد تواجه المنطقة العربية ستنعكس سلبًا على مصر بشكل خاص.

وأكد الدكتور جمال شقرة أن الدولة المصرية واجهت العديد من التحديات والصعوبات في الفترة الأخيرة نتيجة تدهور الأوضاع الإقليمية في العالم العربي.

وأضاف أن مصر تدرك تمامًا المخاطر الكبيرة التي تهددها، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة والبحر الأحمر، مشيرا إلى أنه رغم الخسارة في حرب 1967، إلا أن مصر لم تستسلم، حيث إن الشعب المصري لم يقبل الهزيمة أبدًا.

وبيّن أن هدف إسرائيل هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مما يسعى إلى تفكيك الشرق الأوسط وزرع شرطي في المنطقة.

وذكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس أن المملكة العربية السعودية كانت من أكبر الدول الداعمة لمصر في حرب 67، وأن الجيش المصري استعاد عافيته في فترة قصيرة.

كما أوضح أن مصر لم تتخلَ عن القضية الفلسطينية عبر العصور، مشيرًا إلى أن السياسات الأمريكية لم تتغير في انحيازها للجيش الصهيوني.

وتابع: "الرئيس الأسبق السادات اعتبر أن السلام خيار استراتيجي، حيث كان يرى أن الحرب شيء بشع، وتمكن من استعادة أراضيه بالكامل".

وذكر أن مصر لا تزال متمسكة بموقفها تجاه القضية الفلسطينية، مضيفًا: "الرئيس مبارك أيضًا رفض فكرة تهجير الفلسطينيين، حيث تم طرح فكرة تهجيرهم إلى سيناء أكثر من مرة وتم رفضها بشكل قاطع".

مقالات مشابهة

  • غويري يلتحق بصفوف أولمبيك مارسيليا
  • الجيش الأمريكي يعلن أسماء اثنين من الجنود الثلاثة ضحايا هليكوبتر مطار ريجان
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب من معبر رفح جنوبي غزة
  • أطلقوا الرصاص ترهيبًا.. الجيش الإسرائيليّ يتقدم باتجاه هذه البلدة
  • مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين لدى استقبالهم الأسرى
  • هآرتس: لماذا تغطي الشرطة الإسرائيلية أعين المشتبه بهم العرب؟
  • هل هي خيمة دائمة؟
  • كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تشكيل الجيش وأوامره التنفيذية بطردهم
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عدة عمليات في قطاع غزة
  • عاجل| القناة 14 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي أنشأ مهبطا للطائرات العمودية على جبل الشيخ في #سوريا