مسؤولو الجيش الأوكراني يقدمون رواية صريحة عن ساحة المعركة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
(CNN)-- قدمت سلسلة من التعليقات التي أدلى بها مسؤولون ومتحدثون عسكريون أوكرانيون، السبت، تقييمًا صريحًا لموقف أوكرانيا الحالي في ساحة المعركة، ووصفت العمليات الروسية الهجومية على طول جزء كبير من خط المواجهة.
يحتدم القتال في الشمال الشرقي على طول منطقة تلتقي فيها منطقتا خاركيف ولوغانسك، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت أوكرانيا أنها سحبت قواتها من قرية كروخمالين لتولي مواقع دفاعية أكثر فائدة على الأراضي المرتفعة، في حين تشير التقارير إلى أن القوات الروسية تواصل الضغط في المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني على فيسبوك أن القوات الأوكرانية تصدت لـ 13 هجومًا على منطقتي تاباييفكا وستيلماخيفكا، شمال غرب وجنوب كروخمالين على التوالي.
وتقع منطقتي تاباييفكا وستيلماخيفكا على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميلاً) شرق خاركيف، بالقرب من ممر مائي رئيسي بين الشمال والجنوب، وهو نهر أوسكيل، وقد حررتها القوات الأوكرانية جميعها في أواخر صيف عام 2022، بعد ما يقرب من ستة أشهر من الاحتلال الروسي.
وتعليقا على القتال هناك، قال متحدث باسم قيادة القوات البرية للتلفزيون الأوكراني: "العدو يركز على عدد كبير من الهجمات المدفعية، ويحاول التقدم".
وإلى الجنوب الشرقي، في المنطقة المحيطة بباخموت، والتي كانت التركيز الساحق للهجوم الشتوي الروسي قبل عام بالضبط، أفادت القوات الأوكرانية أيضًا أنها تتعرض لضغوط متزايدة.
وفي وصفه لوضع القوات الروسية إلى الجنوب الغربي من المدينة، حول قريتي كليششيفكا وأندريفكا المدمرتين إلى حد كبير، قال الرقيب أوليس مالياريفيتش من اللواء 92 للتلفزيون الأوكراني: "العدو يحشد القوات... إنهم يهاجمون كل يوم".
وتمثل كليششيفكا وأندرييفكا أقصى الأطراف الشرقية للمكاسب الإقليمية المتواضعة التي حققتها أوكرانيا حول باخموت، وهي الأرض التي تم استصلاحها في سبتمبر/ أيلول كجزء من الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في النصف الثاني من العام الماضي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني الجيش الروسي كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.