علي جمعة: معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء، لأن الذي خلق المكان والزمان، اختصرهما وطواهما لسيد الأنام، كما لا يمكن أن يفسر ذلك وفق قوانين الأرض، فهو خروج جزئي وكلي عن قوانين الأرض ومدارك الإنسان.
معجزة الإسراء والمعراجوتابع: هو ما تفرد به سيدنا النبي ﷺ حيث جمع الله عز وجل له في حادثة واحدة بين هذين الخروجين.
واستدل بقوله تعالى فيما يتعلق بإسراء سيدنا النبي ﷺ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) إنها لحظة لطيفة لا يدركها الإنسان بحواسه، فهي معجزة زمانية ومكانية، وهي منحة إلهية وتسرية ربانية للحبيب المصطفى ﷺ حيث تجلى علم الغيب للرسول المجتبى فأصبح علم شهادة، وذلك في انتقاله اللحظي من مكة إلى بيت المقدس.
وأكمل علي جمعة: معجزة الإسراء هي كشف وتجلية للرسول ﷺ عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة، وكل من له علم بالقدرة الإلهية وطبيعة النبوة لا يستغربون من ذلك شيئا، فالقدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء وتتساوي أمامها جميع الأشياء والمقدرات، فما اعتماد الإنسان أن يشاهده ويدركه بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو الحكم في تقدير الأمور بالقياس أمام القدرة الإلهية، ومن جهة أخرى فإن من خصائص طبيعة النبوة أن تتصل بالملأ الأعلى، وفي هذا الأمر تجليات وفتوحات ربانية يمنحها اللطيف القدير لمن يصطفيه ويختاره من رسله.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن الوصول إلى الملكوت الأعلى بأي وسيلة كانت -معلومة أو مجهولة- ليس أغرب من تلقي الرسالة والتواصل مع الذات العلية، ولهذا فقد صدق أبو بكر رضي الله عنه هذه المعجزة قائلا: إني لأصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء (مستدرك الحاكم) وأبو بكر الصديق يشير من واقع إيمانه العميق إلى أن هذه الحادثة ليست قضية مهولة ولا هي ضربا من الخيال، بل هي مسألة معتادة بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الله ورسله، ومن كشف الغيب لسيدنا رسول الله ﷺ أنه عندما عاد وجادله المشركون في مكة غير مستوعبين لتلك المعجزة، وطلبوا منه وصف المسجد الأقصى , جلى الله له المسجد رأي العين , فأخذ يصفه لهم ركنا ركنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معجزة الإسراء معجزة الاسراء والمعراج هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة المعراج معجزة الإسراء
إقرأ أيضاً:
مفتاح النجاة للمسلم.. يدخلك الجنة بغير حساب
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن من مفاتيح النجاة: التوكل على الله تعالى.
وقال علي جمعة، في منشور له عن التوكل على الله، إن الإمام الغزالي قد عرَّف التوكل بأنه اعتماد القلب على الوكيل وحده.
وتابع: فإذا اعتقد الإنسان اعتقادًا جازمًا أنه لا فاعل إلا الله، وآمن مع ذلك بكمال علمه وقدرته سبحانه وتعالى، وأنه هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، فإن هذا هو حقيقة التوكل.
وأضاف أن التوكل على الله يعني الاعتماد عليه، أي: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا التوكل بهذه الكيفية ينشئ في القلب التسليم والرضا، وهو مبنيٌّ على أمر الله تعالى، وعلى حب الله لهذا المقام، قال سبحانه: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}، وقال: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
وأضاف أنه لابد أن نتدبر ونتفكر أن {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}، فإذا كان الله سبحانه يملك خزائن السماوات والأرض، فكيف يُتوكل على غيره؟!
التوكل على اللهوقد قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} كل شيء بأمر الله تعالى، {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.
وأكد أن التوكل أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وله آثار طيبة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك قال رسول الله: «يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب». قيل: من هم يا رسول الله؟
قال ﷺ: «الذين لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون». والمفتاح هنا أنهم "على ربهم يتوكلون".
وأشار إلى أنه لابد من التنبه إلى الفرق بين "التوكل" و"التواكل":
- فالتواكل هو ترك الأسباب، وهذا جهل.
- أما التوكل فهو: فعل الأسباب مع الاعتماد على الله.
وقد قيل: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد عليها شرك".
وقد ثبت أن ترك الأسباب لم يكن من سنة الأنبياء عليهم السلام.
ويقول سيدنا النبي: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».
فالتوكل مأمور به، وهو يولد الرضا والتسليم.
وقال رسول الله: «من سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله أوثق منه بما في يده».