يبدو أن "حزب الله" لن يتراجع تحت أي ضغط عن قراره المتصل بأن لا مفاوضات في اي ملف يتصل بالترسيم  البري والقرار الدولي 1701 إلا بعد انتهاء الحرب على غزة، فنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان واضحا وحاسماً عندنا أكد أن "أي نقاش سياسي له علاقة بجبهة الجنوب مؤجل إلى ما بعد الحرب في غزة". إلا أن حزب الله في المقابل أكد أن لا ربط للاستحقاقات السياسية بالوضع في الجنوب ولا يوجد اي مقايضة في هذا الشأن.

   وسط هذه الأجواء، وبعد اجتماع سفراء الدول الخماسية المعنية في لبنان في اليرزة ولقاء السفيرين السعودي وليد بخاري والايراني مجتبى اماني، يمكن القول، وفق مصادر سياسية أن الوقت حان لتصبح "الخماسية" سداسية، في إشارة إلى انضمام طهران إلى "اللجنة الخماسية" في أسرع وقت، مع تشديد المصادر على ان اللقاء بين السفيرين بخاري واماني  أكد الاستمرار في المصالحة وبحث في الوضع في غزة واهمية عودة الاستقرار إلى جنوب لبنان، فالملف اللبناني حضر بشكل واسع من دون الغوص في التفاصيل، وقد أكد سفير ايران مجددا أن حزب الله يقرر في الملف الداخلي اللبناني.

وبينما لم يتحدد رسمياً بعد موعد اجتماع ممثلي اللجنة الخماسية في باريس او الرياض او القاهرة، وبالتالي لا موعد محددا بعد لزيارة جان ايف لودريان إلى بيروت، فإن حراك سفراء الخماسية تجاه القيادات السياسية سوف يبدأ الأسبوع المقبل ضمن تفاهم  ضمني بين السفراء حول نقاط تتصل بالاستحقاق الرئاسي بعيدا  عن الدخول في الاسماء، بعدما حاول اجتماع اليرزة التوفيق بين الآراء والأفكار وأبقى النقاط الخلافية جانباً.  وانطلاقاً مما اتفق عليه، سيبدأ سفراء الخماسية جولتهم من عين التينة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري  مطلع الأسبوع المقبل  ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على أن يلتقي السفراء القوى السياسية الأخرى في محاولة لإحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية.

ومع ذلك لا تتوقع أوساط سياسية  أن يشهد البلد انفراجا رئاسيا في القريب العاجل، معتبرة أن التحركات الدبلوماسية ليست إلا  للعمل على إيجاد أرضية  للتسوية عندما يحين موعدها، مع تشديد الاوساط نفسها أن الرئاسة اليوم خارج الاهتمام الجدي والحقيقي، وأن كل القوى تتطلع إلى انتهاء الحرب على غزة.   وفي هذا السياق، تعتبر الاوساط أن هذه الحرب باتت أيامها أو اسابيعها محدودة وليس أشهرا، فهناك عوامل عديدة اقليمية ودولية استجدت وستفرض على حكومة بنيامين نتنياهو  أن يوقف الحرب. ولذلك، يمكن القول وفق الاوساط  نفسها ان انتهاء الازمة في لبنان ليس قريبا وهو مرتبط بتسوية كاملة لن تتظهر معالمها قبل آذار المقبل، وأن لودريان لن يزور لبنان قبل أن يتبلور  معطى جديد يفترض أن يتظهر من لقاءات السفراء  مع القوى السياسية اللبنانية.   وفي هذا الإطار، أشارت المعلومات الى ان الموفد القطري الذي زار بيروت اجتمع مع مسؤولين في حزب الله وتم البحث في الملف الرئاسي وفي ملف الجنوب، كما التقى الموفد القطري رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية. وفي السياق الرئاسي أيضاً، تقول أوساط سياسية متابعة أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي بات يؤيد انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، لن تذهب كتلته النيابية إلى التصويت للأخير في المجلس النيابي إذا بقيت مواقف الكتل المسيحية  الأساسية معارضة لانتخاب رئيس المرده، فانتخاب كتلة اللقاء الديمقراطي لفرنجية رهن تبدل موقف كتلة من هذه  الكتل.   على الصعيد الحكومي، وبعدما أقر مجلس النواب  الموازنة التي أرسلتها الحكومة الى المجلس النيابي في توقيتها، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، نجح مجدداً خلال جلسات مناقشة وإقرار الموازنة في امتصاص منطق المزايدة وأثبت أنه قادر على الرد بالحجة والدليل على كل انتقاد، وتجاوز التجريح ومحاولات جره الى السجالات، مركزاً على أهمية اضفاء روح التعاون بين الحكومة والنواب ومجلس النواب.   ويمكن القول بحسب مصدر سياسي، ان "التنسيق المحكم الإيقاع بينه وبين الرئيس نبيه بري هو جزء أساسي من الإنسيابية والمرونة التي اقرت فيها الموازنة"، مع إشارة المصدر إلى "أن هذا التنسيق  قائم على الاحترام  الدقيق لاستقلالية السلطتين التشريعية والتنفيذية وان هناك تناغما بينهما في العمل، انطلاقا من أن مصلحة البلد تبقى الحاكم والحكم، وهذا يتجلى بالتعاطي مع المخاطر المحدقة بالبلد من العدو الإسرائيلي (إدارة المعركة في ظل الخطر)،  فالرئيس  ميقاتي  يتعاطى  بمسؤولية عالية وتشخيص دقيق لخطر العدو وبمرونة مع الخارج وموفديه، ربطا بمساعيه  الدؤوبة لتجنب لبنان الحرب وكل ذلك بالتوازي مع حرصه على التشاور والتنسيق مع الاطراف الداخلية وعلى رأسها حزب الله".     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي: لبنان يحتاج 11 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار بعد الحرب

لبنان – قدر البنك الدولي احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أعقاب الحرب على لبنان بنحو 11 مليار دولار أمريكي.

ووفقا لتقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان لعام 2025 (RDNA)، الذي يقيم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 أكتوبر 2023 حتى 20 ديسمبر 2024، هناك حاجة إلى تمويل بنحو 3 إلى 5 مليار دولار أمريكي من قبل القطاع العام، منها مليار دولار لقطاعات البنية التحتية (الطاقة، والخدمات البلدية والعامة، والنقل، والمياه والصرف الصحي والري).

وذكر أنه ستكون هناك حاجة إلى تمويل من القطاع الخاص بنحو 6 إلى 8 مليار دولار، يكون معظمه موجها إلى قطاعات الإسكان، والتجارة، والصناعة، والسياحة، مشيرا إلى أن “التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار”.

ولفت التقرير إلى أن “قطاع الإسكان هو الأكثر تضررا، حيث تُقدر الأضرار فيه بنحو 4.6 مليار دولار أميركي. كما تأثرت قطاعات التجارة، والصناعة، والسياحة بشكل كبير، حيث تُقدر الخسائر فيها بنحو 3.4 مليار دولار أميركي في جميع أنحاء البلاد. ومن حيث النطاق الجغرافي، يخلص التقرير إلى أن محافظتي النبطية والجنوب هما الأكثر تضرراً، تليهما محافظة جبل لبنان (التي تضم ضاحية بيروت الجنوبية)”.

ومن ناحية الاقتصاد الكلي، أوضح أن “الحرب أدت إلى انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للبنان بنسبة 7.1% في عام 2024، وهي انتكاسة كبيرة مقارنة بنسبة النمو المقدر بنحو 0.9% في حال عدم حصول الصراع. ومع نهاية عام 2024، لامس الانخفاض التراكمي في إجمالي الناتج المحلي للبنان منذ عام 2019 الـ40%، مما يؤدي إلى تفاقم آثار الركود الاقتصادي متعدد الجوانب، ناهيك عن الآثار السلبية على آفاق النمو الاقتصادي في البلاد”.

المصدر: barrons

Previous صادرات تركيا من البندق تتجاوز 1.5 مليار دولار في 6 أشهر Related Posts صادرات تركيا من البندق تتجاوز 1.5 مليار دولار في 6 أشهر إقتصاد 7 مارس، 2025 قطاعا الأعمال الروسي والأمريكي يبحثان سبل رفع العقوبات لتعزيز التعاون الاقتصادي إقتصاد 7 مارس، 2025 أحدث المقالات البنك الدولي: لبنان يحتاج 11 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار بعد الحرب صادرات تركيا من البندق تتجاوز 1.5 مليار دولار في 6 أشهر قطاعا الأعمال الروسي والأمريكي يبحثان سبل رفع العقوبات لتعزيز التعاون الاقتصادي روما: اتفاقية بايكار التركية وليوناردو الإيطالية تمثل فرصة هامة أسعار البيض في G20.. أرخصها في روسيا وأغلاها في الولايات المتحدة

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • هنا والآن .. في بيروت: القلق!
  • ترامب يعين سفراء جددا في 3 دول عربية.. تعرف عليهم
  • هذا ما يشهدهُ وسط بيروت
  • من أصل لبناني.. ترامب يُعين مايكل عيسى سفيرا أميركيا جديدا في بيروت
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • لبنان.. استجواب ثلاثة مدعى عليهم في ملف انفجار مرفأ بيروت
  • 11 مليار دولار لإعادة الإعمار.. البنك الدولي يكشف خسائر لبنان من الحرب
  • لبنان: استجواب 3 مدعى عليهم في ملف انفجار مرفأ بيروت
  • البنك الدولي: لبنان يحتاج 11 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار بعد الحرب
  • تعيين حاكم مصرف لبنان قبل نهاية آذار واتجاه لتعيين اسم غير المطروحَين