موقع النيلين:
2025-04-18@00:45:37 GMT

عنتر حسن: اعذروا الفاضل الجبوري

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT


كل السودانيين من الشمال والشرق والغرب والجنوب كانوا يستمعون إلى مقاطع الفاضل الجبوري ابن كردفان بشغف وحب وامتنان، فقد كان كلامه يلامس حسهم الوطني وكان ينبذ العنصرية ويهاجم دعاة الكراهية والقبلية، يدافع عن مؤسسة القوات المسلحة ويدافع عن الشمال والشرق والجنوب وكان صوت الحكمة والمعرفة العميقة بأحوال السودانيين بمختلف قبائلهم والراي الراجح الصائب والموضوعي الحكيم بكلمات بسيطة وامثال شعبية متأصلة في مجتمعاتنا، وكان يحبه الشمالي قبل الغربي وكان بحق من حكماء السودان، وأنا أستغرب من هجوم الناس عليه هذه الايام بسبب الحيادية او الميل للجنجويد في بعض المواقف، ونحن بالطبع لاندري سبب هذا الموقف بعد أن كان مبدأه الوطني واضحا، لان هنالك فقه في الشرع يسمى فقه الاكراه، وهو نفس الموقف الذي جعل من الكوز انس عمر القيادي بحزب المؤتمر الوطني بشخصيته المقاومة والمصادمة أن يكون خائفا ويقول أنه هو من اشعل الحرب ومن كان يامر اللجنة الأمنية للجيش، وكان على استعداد تام في أن يقول انه هو من يأمر البرهان ويعطيه التعليمات، وهو نفس الموقف الذي جعل محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون والتنمية يقول على الملأ انه ياتمر من امير الدواعش في حركاته وسكناته وكان مستعدا أن يقول انه تغدي مع ابوبكر البغدادي قبل الحرب بيوم، وكيف لنا أن نعذر الاسرى والمكرهين في تصريحاتهم ولا نعذر الفاضل الجبوري في موقفه، فربنا سبحانه وتعالي أعطى رخصة في حالة الاكراه في أن يقول الصحابي ياسر بن عمار رضي الله عنه كلمة الكفر فما بالنا لا نعذر الفاضل الجبوري في حياديته وتغيير موقفه السياسي وهو من مشاهير و اعيان المنطقة وفي أرض المعركة وفي متناول ايدي الجنجويد في أي لحظة .

.

د. عنتر حسن

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

غزة.. بين «فزعة» أمريكا و«فزعة» العرب

بعد أحداث السابع من أكتوبر الفلسطينية التي هزت العالم، وقبل أن تستفيق إسرائيل من صدمتها المدوية، كانت الخزائن الأمريكية مفتوحة لمساعدة الكيان الغاصب، والأساطيل الحربية على أهبة الاستعداد للتدخل، والمليارات تتدفق، والجنود الأمريكيون على فوهة البنادق. تدفقت المساعدات بمليارات الدولارات، وجاءت المعونات بكافة أشكالها، وألوانها، وأنواعها من على بُعد آلاف الأميال لتمد يد العون والمساندة لدولة مغتصبة، همجية، لا تشبه أمريكا إلا في المصالح والمفاهيم المقلوبة. كانت «الفزعة» الأمريكية عاجلة، وغير مترددة، وحاسمة، وما زالت الطائرات، والصواريخ، والقنابل تُرسل بشكل يوميّ لقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ في «غزة» دون خجل. وما زال الدعم الأمريكي المعنوي حاضرًا وبقوة ضد أي إدانة أو موقف ضد الكيان المحتل القاتل، بل واتخذت الإدارات الأمريكية إجراءات عدائية ضد كل من سوّلت له نفسه مقاضاة أو محاكمة أي من مجرمي الحرب الإسرائيليين.

في المقابل.. كانت الدول العربية، التي تتوزع على خارطة الجغرافيا، على بُعد عشرات الأمتار من موقع الحدث، يشاهدون المجازر، ويبحثون التداعيات، ويناقشون الأسباب، ويتخيّرون «ألفاظ» الإدانة في مؤتمراتهم واجتماعاتهم، كي لا يخدشوا حياء القتلة. اكتفوا بالتفرّج على إبادة إخوتهم في «غزة»، دون أن يرفعوا أصواتهم بشكل واضح لوقف المجازر. لم يكن الموقف الرسمي العربي مفاجئًا، لكنه كان مخيّبًا لكل الآمال التي كانت تعتقد أن الدم العربي أغلى من أن يُراق على مذابح الكيان القاتل بهذه المجانية والسهولة. وظلت العلاقات الاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والرسمية بين الدول المطبّعة وإسرائيل على ما هي عليه دون أي خدش، وهو ما شكّل دعمًا غير مباشر للكيان الصهيوني لزيادة جرعة الوحشية، والتجرؤ بشكل فاضح على الموقف العربي. ولو أن دولة واحدة اتخذت إجراءً حازمًا وواضحًا، لتغيّرت المعادلة الحالية.

وبغض النظر عن الموقف الرسمي الأمريكي، والغربي البائس تجاه أحداث غزة، إلا أن الموقف الشعبي فـي دول كثيرة كان مغايرا، ومساندا فـي كثير من الأحيان للفلسطينيين، ودفع الكثير من مواطني تلك الدول أثمانا باهظة بسبب مناهضتهم للحرب المجنونة التي تشنها إسرائيل على «غزة»، وكلنا يذكر المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت فـي جامعات أمريكية، وأوربية عديدة منددة بالمجازر، وحرب الإبادة، وداعمة لـ «غزة»، وكيف تشكّل وعي جمعي جديد ـ نوعا ما ـ فـي العقل الغربي المغيّب تجاه القضية الفلسطينية، بعد أن ظلّت الرواية الإسرائيلية والغربية الرسمية المضللة تقود التوجه الشعبي فـي تلك البلاد، والتي تتبنّى فكرة «المظلومية» اليهودية، و «معاداة السامية»، ونتذكر كيف قاطع الكثير من الغربيين المنتجات التي تساند الكيان الصهيوني، وكان ذلك بمثابة صفعة غير مسبوقة على وجه إسرائيل، ومن يدعمها، بل أن كثيرا من اليهود المنصفـين وقفوا ضد تلك المجازر، ونددوا بها.

وعلى النقيض من الموقف الشعبي الغربي، شهد الموقف الشعبي العربي تراجعا ملحوظا، وخاذلا للقضية الفلسطينية، فبينما خرجت ـ كما ذكرتُ ـ دعوات غربية لمقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، أخذ كثير من الشعوب العربية موقفا مساندا للمنتجات التي تمد الاحتلال بالدعم المالي، وتسهم فـي قتل أخوانهم الفلسطينيين، بل ولم تتحرك ذرة من ضمير عربي، لنصرة «غزة» ولو بأقل القليل، ولم تهتز شعرة لدى بعض العرب وهم يشاهدون دماء أخوتهم تراق، و «الغزيون» يموتون جوعا، وعطشا، بينما هم يملأون بطونهم بالوجبات السريعة الغربية، ويشترون المنتجات الداعمة للقتلة، وظلّوا يدعمون المجرمين دون حياء، ودون أي وازع إيماني، وأخلاقي تجاه أخوانهم فـي الدم، والعقيدة. هكذا أصبح ضمير العالم يموت فـي مكان قريب من «غزة»، بينما تعود له الحياة فـي أقصى بقعة منها..فـيا لعجب الزمان، وهوانه.

مقالات مشابهة

  • جمعية اسناد لدعم المتضررين بالحروب والكوارث تنظم ملتقى الشباب للإعمار بالقاهرة
  • زوجة إبراهيم شيكا تحكي آخر لحظات حياته: مات على إيدي وكان عندي أمل لآخر لحظة
  • زيلينسكي يقول إن مبعوث ترامب “ينشر روايات روسية”
  • ترامب يقول إن اتفاق المعادن في أوكرانيا سيتم توقيعه الأسبوع المقبل
  • ابن فضل شاكر يقول إن والده بُرئ من تهمة قتال الجيش اللبناني
  • لبنان يتدارك الموقف ويهدئ الأجواء مع العراق بعد تصريحات عون
  • غزة.. بين «فزعة» أمريكا و«فزعة» العرب
  • وزير الخارجية الإيراني يقول إنه سينقل رسالة من خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
  • في عيد ميلاد إيفا.. من هي بطلة عنتر شايل سيفه
  • شاهد بالفيديو.. طفل سوداني يفاجئ المطربة عشة الجبل ويرمي عليها أموال النقطة أعلى المسرح الذي كانت تغني فيه وساخرون: (المشكلة بعد الحفلة تنتهي يبكي يقول عاوز قروشي)