هكذا تحولت اضطرابات البحر الأحمر إلى فرصة لخطوط الشحن الصينية
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تعيد خطوط شحن صينية عدة نشر سفنها لخدمة البحر الأحمر وقناة السويس، فيما يراه محللون أن هذه الخطوة هي محاولة لاستغلال "حصانة الصين المُتصوّرة" من هجمات الحوثيين التي دفعت معظم المشغلين الآخرين إلى الخروج من المنطقة.
وقال تقريره بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن هذه الخطوط الأصغر تخدم مواني؛ مثل: "دوراليه" في جيبوتي و"الحديدة" في اليمن و"جدة" في السعودية، التي عانت جميعها من انخفاضات كبيرة في حركة المرور، مع إعادة توجيه خطوط شحن الحاويات الدولية بعيدا عن الهجمات المحتملة من الحوثيين.
ومن بين خطوط الشحن التي أعادت نشر أسطولها -تقول الصحيفة- شركة "ترانسفر" للشحن ومقرها في تشينغداو، التي تصف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "لاعب ناشئ في السوق عبر المحيط الهادي"، وتقدم خدمات بين الصين والولايات المتحدة.
وتعمل اثنتان من السفن الثلاث التابعة لشركة "ترانسفر" للشحن حاليا في الشرق الأوسط، وتُظهر مواقع تتبع السفن أن إحداهما جاءت من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن تركت العديد من الخطوط الأخرى المنطقة.
وتحدثت الصحيفة -كذلك- عن شركة "تشاينا يونايتد لاينز"، التي أعلنت أنها بدأت خدمة البحر الأحمر السريعة.
ونقلت الصحيفة عن "سيتشن شين"، الخبير الصيني في شركة "لويدز ليست إنتليجنس"، المتخصصة في مجال البيانات البحرية، قوله إن التفسير الأسهل لاندفاع المشغلين الصينيين إلى المنطقة هو سعيهم إلى استغلال حصانتهم النسبية ضد هجوم الحوثيين للفوز بالأعمال، مضيفا أن المصلحة التجارية هي السبب الأكبر.
مخاطر أمنية
وأورد التقرير أن انتقال الخطوط الصينية إلى البحر الأحمر يأتي بعد تخلّي معظم خطوط شحن الحاويات الكبيرة -بما في ذلك شركة "كوسكو" الصينية، المشغلة لرابع أكبر أسطول في الصناعة- عن جنوب البحر الأحمر بسبب المخاطر الأمنية.
وتظهر الأرقام الصادرة عن شركة "كلاركسونز" لخدمات الشحن أن وصول سفن الحاويات بالقرب من مصبّ البحر الأحمر انخفض في منتصف يناير/كانون الثاني الحالي بنسبة 90%عن متوسط النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأظهرت البيانات الواردة من "مارين ترافيك" لخدمة تتبع السفن، أن 7 من السفن التي نشرها الوافدون الجدد كانت تعمل في أسواق أماكن أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2022، قبل الاضطراب الحالي.
وأعلن الموقع الإلكتروني لشركة "سي ليجيند" ومقرها "تشينغداو" أن سفنها ترفع العلم الصيني بشكل بارز، وتبحر عبر منطقة الخطر في البحر الأحمر برفقة البحرية الصينية.
وكانت شركة "سي ليجيند" مشغّلا غير معروف سابقا، لكنها أطلقت هذا الشهر خدمة باستخدام 7 سفن لربط المواني التركية، بما في ذلك إسطنبول، مع الصين عبر البحر الأحمر، حسب فاينانشال تايمز.
وتقدم الشركة خدماتها لمواني عدن في اليمن، ودوراليه في جيبوتي، وجدة في السعودية، والعقبة في الأردن، والسخنة في مصر.
ونقلت الصحيفة عن الشركة أنها أضافت منطقة البحر الأحمر إلى خدماتها، لتقديم حل لشركات الشحن في الشرق الأقصى مع توفير الأمان المناسب.
وحسب الصحيفة، هناك شركة أخرى من هذا النوع، وهي شركة "فوجيان هواهوي" للشحن، التي تشغل سفينتين عبرتا مؤخرا قناة السويس.
وتؤكد بعض السفن، من خلال بيانات تحديد الهُوية عبر الأقمار الاصطناعية، أن مالكيها صينيون، ولكن وفقا لسايمون هيني، مدير أبحاث الحاويات في شركة "دروري" لاستشارات الشحن في لندن، فإن الوافدين الجدد ربما "يختفون بسرعة كبيرة" عندما ينتهي الاضطراب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصين أمريكا البحر الأحمر الحوثي البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الفريق أسامة ربيع:"وصول الوحدات البحرية الخاصة بأسطول شركة آنتي بوليوشن إيجيبت"
أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الإثنين، وصول بعض الوحدات البحرية الخاصة بأسطول شركة آنتي بوليوشن إيجيبت" تمهيدًا لبدء تقديم خدمة جمع المخلفات والتخلص الآمن منها من السفن العابرة للقناة في نطاق المدخلين الشمالي والجنوبي وذلك خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، جاء ذلك خلال جولته التفقدية للوحدات البحرية بمرسى مبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
وأوضح رئيس الهيئة أن الخدمة الجديدة ستراعي تطبيق المعايير البيئية الدولية وفقا للمنظمة البحرية الدولية "IMO" وذلك باستخدام معدات بحرية متقدمة ومتخصصة في أعمال رفع المخلفات البحرية وفقا لأساليب صديقة للبيئة أبرزها سفينة جمع المخلفات ECO SUEZ 1 التي تعد أول وحدة فى أسطول الشركة الصديق للبيئة حيث تمتاز بتصميم هيكل فعال، ودهانات صديقة للبيئة، ومحركات منخفضة الانبعاثات مصممة لتحقيق أعلى قدر من كفاءة استهلاك الوقود، بالإضافة إلى عدد من الصالات البحرية ذاتية القيادة، واللنشات السريعة.
وأشار الفريق ربيع إلى أنه جارى التعاقد على بناء مجموعة من سفن جمع المخلفات الصديقة للبيئة وذلك بالتعاون مع ترسانات وشركات الهيئة على أن يتضمن التعاقد إمكانية إنشاء وحدات هجينة تعمل بالوقود البديل.
وأكد رئيس الهيئة على أن إضافة خدمة جديدة لجمع المخلفات من السفن العابرة والتخلص الآمن منها وإعادة تدويرها يأتي تفعيلا لاستراتيجية هيئة قناة السويس للتحول الأخضر بانتهاج سياسات صديقة للبيئة في الأنشطة المختلفة، وهو التوجه الجاد الذي تبلور في إلتزام الهيئة بوجود مندوب بيئي دائم خلال فترة تقديم الخدمة، علاوة على التعاون مع مقاولين الأشغال العاملين في المجال وتدريبهم على الأساليب والمعايير الدولية لجمع المخلفات من السفن وذلك تفعيلا للاتفاق الساري مع الشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل وكلاً من هيئة موانئ البحر الأحمر والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتوفيق أوضاع مقاولي الأشغال من مقدمي الخدمة.
من جانبه، أكد فيرون فايسيليادس رئيس مجلس إدارة مجموعة V المالكة لشركة Antipollution اليونانية أن الشراكة الجديدة مع قناة السويس تعد نقطة انطلاق قوية نحو توطين تكنولوجيا جمع المخلفات من السفن بطريقة مستدامة وآمنة لخلق مستقبل أفضل مستدام لقناة السويس والمنطقة المحيطة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة V المالكة لشركة Antipollution اليونانية أن المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى جمع المخلفات الصلبة من السفن بمناطق الانتظار على أن يليها في المراحل التالية إنشاء مصنع للوقود المشتق من النفايات وصولاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
جدير بالإشارة، أن شركة "آنتي بوليوشن إيچيبت" هى شركة مساهمة مصرية بالشراكة بين هيئة قناة السويس ممثلة في كل من شركة القناة للحبال وشركة ترسانة السويس البحرية( من الشركات التابعة للهيئة)، وشركة Antipollution اليونانية والسيد إيريك آدم رجل الأعمال المصري اليوناني لإضافة خدمة جديدة وهى جمع المخلفات البحرية الصلبة والسائلة وإعادة تدويرها ضمن الخدمات اللوجيستية المقدمة للسفن العابرة للقناة وفقا لأحدث المعايير البيئية الدولية.