تجمع العرب واليهود.. توتر واحتقان في اللد ينذر بـانفجار
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
سلط تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية على حجم التوتر والغضب والخوف الذي تشهده مدينة اللد، حيث يعيش نحو 80 ألف نسمة من اليهود والعرب الإسرائيليين، وذلك في أعقاب القتال الدائر في غزة على مدار الأربعة أشهر الماضية.
وعلى الرغم من خروج السكان للتسوق في مشهد يبدو وأنه انسجام بين اليهود والعرب، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الوضع مختلف تماما حيث هناك إشارات على حجم المخاوف، يحث يغلق المسجد أبوابه المعدنية وكذلك الكنيسة والكنيس بالمدينة.
ولفت التقرير إلى أن كل مكون هناك يدرك ما يمكن حدوثه حال خروج مشاعر "الخوف والغضب" المتراكمة بين بعض العرب واليهود على مدار الأشهر الماضية بسبب الحرب في غزة، والتي بدأت بهجوم غير مسبوق لحركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، استهدف بلدات جنوبي إسرائيل.
وأدى هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف نحو 250 شخصا خلال الهجوم أطلق سراح 100 منهم في نهاية نوفمبر خلال هدنة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
ردا على الهجوم، بدأت إسرائيل "للقضاء" على حماس عملية عسكرية واسعة النطاق خلفت أكثر من 26 ألف قتيل، الغالبية منهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال محمد أبو أشرف (71 عاما)، وهو أحد سكان اللد، للغارديان، إن الوضع في المدينة يمكن "أن ينفجر في أي ثانية".
كيف تضغط الحرب في غزة على عرب إسرائيل؟ تضغط الحرب في غزة على عرب إسرائيل بشكل متزايد، ويتعرض طلاب وعمال للفصل والتحقيق بسبب ملاحقات قضائية، وتحدث أعمال شغب ومواجهات تنتهي باعتقالات أحيانا، في بلد يشكلون فيه أقلية، وفق شهادات جمعها واطلع عليها موقع "الحرة". "مدينة الخوف"وتسببت الحرب في أزمة في العلاقات بين الأقلية العربية من سكان إسرائيل وبين الأغلبية اليهودية، بحسب التقرير الذي أشار إلى "مدينة اللد كنقطة ساخنة شهدت بعض من أسوأ أعمال العنف بين المجتمعين العربي واليهودي".
وفي مايو 2021، اندلعت أعمال عنف واشتباكات واسعة في المدينة بين العرب واليهود في المدينة، لدرجة أن الرئيس الإسرائيلي آنذاك، رؤوفين ريفلين، حذر من نشوب حرب أهلية، وفق وكالة رويترز.
كيف يحاول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وعرب إنهاء الحرب في غزة؟ يعمل مسؤولون كبار فيما لا يقل عن 10 إدارات مختلفة في الحكومة الأميركية على صياغة مجموعة من الصفقات المثيرة للاهتمام لإنهاء الحرب في غزة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".واندلعت المواجهات آنذاك بسبب احتجاجات عربية داعمة للفلسطينيين في غزة إثر تعرضهم لقصف إسرائيلي، وذلك بعد إطلاق حركة حماس وابلا من الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية.
وبحسب الغارديان، منذ هجمات السابع من أكتوبر، زادت وتيرة الاعتقالات بحق العرب الإسرائيليين، فيما وصف بأنه "مناخ من الخوف" بواسطة قادة من المجتمع العربي المحلي في إسرائيل.
أشارت الصحيفة إلى أن جذور التوترات في مدينة اللد تعود إلى الحروب التي دارت إبان إعلان تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
وبحسب الغارديان فإن تلك "الندوب لم تلتئم أبدا"، وفي أي وقت تشهد في البلاد أي توتر يسود الخوف في مدينة اللد.
من جانبها، قالت الناشطة المجتمعية في اللد، فداء شحادة: "يخاف الناس أن يغادروا منازلهم ليلا، نخشى من الشرطة ومن المجرمين".
سكان محاصرونوأوضحت الناشطة (40 عاما) التي طالما عملت على تعزيز الروابط في مجتمع مدينتها بين مكوناته المختلفة، إن العقود الأخيرة شهدت موجات من العودة للعرب الإسرائيليين إلى اللد، في وقت غادر فيه اليهود منها بسبب ارتفاع مستويات جرائم العنف والفقر.
ولفتت في حديثها للصحيفة، إلى أن الكثيرين في المدينة لديهم أقارب في قطاع غزة، وفقد كثيرون منهم بعض هؤلاء الأقارب خلال الضربات الإسرائيلية في القطاع، مشيرة إلى أن أي مراسم تأبين تتم بشكل سري ولا يتم الإعلان عن الوفيات في المساجد خوفا من السلطات، على حد تعبيرها.
على الجانب الآخر، أشارت الغارديان إلى حركة غير حكومية تحمل اسم "لودايم – Lodaim" أو "غارين توراني"، وتصف نفسها بأنها تعمل على تعزيز الوجود اليهودي في اللد، وقال رئيسها نوعام دريفوس للصحيفة إن عدم اندلاع أعمال عنف في المدينة على الرغم من الحرب الدائرة يعود إلى "الخوف من رد الفعل ومما حدث في 7 أكتوبر".
"مخاطر وجودية وأهداف طموحة".. هل تتحول حرب غزة لصراع طويل؟ رغم مرور 110 يوما على الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، "لا تلوح نهاية في الأفق"، فمازال الجانبان يرى في الأخر "تهديدا وجوديا"، ولا يوجد طريق واضح لأي نوع من "السلام الدائم" بينهما، ما دفع مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" لتوقع تحول الحرب إلى "صراع طويل" بين الجانبين.أشارت الغارديان إلى أن "توراني" حركة دينية تتبع الأيدلوجية القومية وتتبنى أفكارا يمينية متطرفة، وانتقل العديد من أعضائها أو داعميها إلى اللد خلال السنوات الأخيرة.
وقال موسى العبرة (49 عاما) من سكان اللد، إن العرب في المدينة يشعرون بالحصار بين "المطرقة والسندان"، موضحا: "لو قلنا إننا ندعم غزة سيقولون إننا موالون لحماس. ولكن لو قلنا إننا لا علاقة لنا بهم، يتم رفضنا من المجتمع أيضًا".
بينما اعتبر دريفوس أن هجمات 7 أكتوبر "سببها الثقة بالعرب".
وذكر محللون في إسرائيل، أن حركة غارين توراني وغيرها من الحركات القومية الدينية المماثلة، زادت قوتها وتمكينها في ظل الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتانياهو، والتي تضم وزراء متشددين مثل إيتمار بن غفير، وفق الصحيفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحرب فی غزة مدینة اللد فی المدینة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغارديان: رجل العقارات ترامب يرى الدولار في أنقاض وبؤس غزة
شدد تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، على تحول غرفة الاجتماعات الشرقية في البيت الأبيض في ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية إلى مركز طموحات ترامب التوسعية والخطيرة، بعد تصريحات الأخير بشأن الاستيلاء على قطاع غزة.
وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ترامب مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ملاحقات قضائية وتهم فساد ورشوة تعود إلى عام 2019.
أما ترامب فقد أدين في 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلاته المالية. ويواجه نتنياهو مذكرة اعتقال دولية أصدرتها محكمة الجنايات الدولية ضده ووزير حربه السابق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. وعلى ما يظهر يريد ترامب أن ينافسه ويتفوق عليه في هذا السجل.
وبحسب التقرير، فقد بدأ الرئيس الأمريكي بالتفاخر حول بنائه سفارة "جميلة" في القدس مهاجما سلفه وسط إطلاقه الأوامر إلى فريقه، حيث بدا غريبا وبشكل لا يصدق.
وقالت الصحيفة إن غزة مكان "غير محظوظ" ولوقت طويل، وبدا وكأنه يتحدث عن بيت مسكون بالأشباح وأن "تكون فيه ليس جيدا فقط ويجب أن لا يمر بعملية بناء واحتلال من نفس الأشخاص الذين كانوا هناك في الحقيقة وقاتلوا من أجله وعاشوا وماتوا هناك وعاشوا وجودا بائسا هناك".
وبدا نتنياهو الذي كان يجلس بجانبه وكأنه يتماسك ويغالب الضحك، وتحدث ترامب عن بناء "هيمنة مختلفة" في عدد من الدول و"بقلوب إنسانية" حيث يمكن أن يعيش هناك 1.8 مليون فلسطيني وتدفع ثمن إقامتهم "دول الجوار عظيمة الثراء".
وتساءل التقرير هل كانت هذه خطة أم مفهوم خطة؟ فالرجل الذي عمل امتحان الذكاء من خلال ترديد كلمات مثل "شخص، امرأة، رجل، كاميرا"، قال "ربما كان هناك موقع واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، سبعة، ثمانية، 12 وربما كانت مواقع أو موقعا كبيرا" و "سيكون باهرا"، وهو يصف عملية التطهير العرقي.
ثم جاءت المفاجأة "ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة" و "سنقوم بالمهمة أيضا وسنتملكه". ماذا؟ هل قال سنتملكه؟ الانعزالي وداعية "أمريكا أولا" لم يستبعد سيطرة أمريكا على القطاع، وفقا للتقرير.
وكانت آخر الإشارات من ترامب التي تظهر أنه دخل في مرحلة توسعية خطيرة. وعند هذه المرحلة، وقبل 8 أعوام، كان ترامب في ولايته الأولى موحلا في أمور تافهة، مثل حجم الذين حضروا حفل تنصيبه أو محاولة السيطرة على النظام الصحي الأمريكي، لكن ترامب رقم 2 يبدو منشغلا بمشروع أكبر.
فقد قال إن الجارة كندا، يجب أن تكون الولاية رقم 51، ما أثار ضحكات متوترة من الكنديين، ليكتشفوا أنه لم يكن يمزح.
وهز الدنمارك عندما طلب منها بيع جزيرة غرينلاند. وأعاد تسمية خليج المكسيك باسم خليج أمريكا. وفي خطابه الذي ألقاه في حفل تنصيبه تحدث عن قدر أمريكا ومصيرها لزرع علم أمريكا على المريخ. فهو يوليوس قيصر الذي قال: "جئت، رأيت، فتحت"، وليس بحاجة للخوف لان مجلس الشيوخ الروماني تم تحييده، وفقا للتقرير.
ولكن عندما تحول المؤتمر إلى سؤال وجواب كشف ترامب عن دافعه الحقيقي، حيث قال "سنستولي على المكان ونطوره ونخلق آلالاف وآلالاف الوظائف وسيكون أمر يفاخر فيه كل الشرق الأوسط".
وبالطبع، ففي النهاية فانتهاز فرصة تطوير عقاري في مانهاتن، كانت وراء صعوده في السبعينات من القرن الماضي، حيث قام بإعادة تطوير فندق كومودور. ومرة أخرى ينظر إلى الدولار وسط الأنقاض واليأس.
وعندما سألته مراسلة "سي إن إن"، كاتلين كولينز، من سيعيش في عالم ترامب اليوتوبي، رد "أتصور عالما من الناس يعيشون هناك، عالم من الناس الذي سيخلق مكانا لا يصدق وأعتقد أن إمكانيات غزة لا تصدق وأعتقد أن كل ممثلي العالم ومن كل أنحاء العالم سيكونون هناك".
وأضاف ترامب: "لا أريد أن أكون ذكيا ولا أريد أن أكون رجلا حكيما ولكن ريفيريا الشرق الأوسط". وكرجل مبدع في صناعة العلامات، فمن سيخبر الفلسطينيين بأن ممتلكات ترامب والكازينوهات التي أنشأها أعلنت عن إفلاسها عدة مرات، وتواجه جامعته عددا من الدعاوى القضائية وتهم الغش، وتشوهت مؤسسته بفضيحة وطلب من شركته دفع 350 مليون دولار في قضية تزوير بنيويورك.
وكان هناك رجل واحد لم يبد أنه مهتم بأحلام ترامب في غزة، وهو نتنياهو الذي مدح الرئيس بأنه "أعظم صديق حصلت عليه إسرائيل أبدا في البيت الأبيض". وقال إن خطة ترامب لغزة "يجب أن تحظى بالإهتمام" و "يمكن أن تغير التاريخ"، رغم معارضة الدول الجارة لها. والتطبيع مستمر، كما قدم نتنياهو هذه التحية لترامب والتي سوف تجد صدى لدى معجبيه المتحمسين: "أنت تضرب صلب الموضوع. ترى أشياء يرفض الآخرون رؤيتها وتقول أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن تذهلهم، يحك الناس رؤوسهم ويقولون: تعرف كان على حق".
وهذه المجموعة لا تشمل كريس ميرفي، السيناتور الديمقراطي الذي رد على اقتراح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "لقد فقد عقله تماما".
مر أسبوعان فقط، ويبدو أن ترامب عازم على جعل هذا الفيلم "الإمبراطورية تضرب من جديد " أو "العراب الجزء الثاني" أو "المدمر 2" و "يوم القيامة فترات الرئاسة: تكملة" والذي سيتفوق على الفيلم الأول. اليوم غزة، وغدا العالم، وفقا للتقرير.