ما علاقة استئناف جهود السلام في اليمن بتوقف الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
استأنف المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ مؤخرًا، جهوده الدبلوماسية في محاولة للعودة بالعملية التفاوضية اليمنية إلى ما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي على غزة عقب السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إذ كانت تلك الجهود قد قطعت خطوات للأمام وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي في مسار الانطلاق صوب مرحلة جديدة من التوافق؛ وخاصة عقب إعلان غروندبرغ في 23 كانون الأول/ديسمبر عن توصل الأطراف اليمنية إلى توافق بخصوص عدد من الإجراءات على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، في سياق الاتفاق على خريطة طريق كانت المفاوضات الحوثية السعودية بوساطة عمانية قد تجاوزت معظم إشكالاتها.
ثمة أسئلة تفرض نفسها إزاء مناقشة امكانات ومقتضيات عودة الأزمة اليمنية إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، ويمكن اختزالها في سؤالين: إلى أي مدى تأثرت الأزمة اليمنية بالحرب الإسرائيلية على غزة؟ وكيف يمكن تجاوز التداعيات والعودة إلى ما كانت عليه هذه الأزمة قبل ذلك؟
مما لا شك فيه إن الأزمة اليمنية تأثرت كثيرًا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لاسيما بعد مشاركة جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في الحرب من خلال توجيه صواريخها ومسيراتها صوب جنوب إسرائيل والاتجاه نحو البحر من خلال استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، في سياق الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها ورفع الحصار عن غزة، كما تؤكد الجماعة.
تسببت عمليات الحوثيين بتوتير الأوضاع في البحر الأحمر، مع اتهام الجماعة الحوثية باستهداف السفن جميعها؛ الأمر الذي تنفيه الجماعة. وفي هذا السياق تصاعد التوتر في جنوب البحر الأحمر مع جلب واشنطن مزيد من القطع الحربية بهدف ما تقول إنه من أجل حماية مرور السفن، وصولاً إلى تشكيل تحالف «حارس الازدهار» وانتهاء بإعلان تنفيذ عملية «بوسيدون آرتشر» من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ضد ما قال عنه تحالف الدولتين إنها منصات إطلاق صواريخ ومراكز رادارات ومخازن صواريخ وطائرات مسيرة في اليمن؛ وهو ما اعتبرته مؤسسات يمنية عديدة عدوانًا أمريكيا وبريطانيا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية.
على الرغم من قيام واشنطن بعدد من الضربات الصاروخية في عدد من المحافظات اليمنية إلا أن ذلك لم يُظهر تأثيرُا حقيقيًا في إمكانات الحوثيين؛ إذ ما زالوا مستمرين في عملياتهم الحربية في البحر ضد ما يعتبروها سفنا مرتبطة بإسرائيل؛ مع استمرار التصعيد من أكثر من طرف؛ ما يُنذر باحتمال توسع دائرة الصراع، وسط تحذيرات دولية من توسع دائرة الاستهداف، وبالتالي التأثير على الوضع الإنساني للمدنيين في اليمن، مع احتمال خروج الصراع عن السيطرة، وصولاً إلى حرب إقليمية دولية، الأمر الذي يمثل تهديدًا للمنطقة والاستقرار الاقتصادي العالمي، وينذر بانزلاق الأوضاع في البحر الأحمر إلى مستويات لا يمكن تصور مآلاتها.
وفي السياق ستكون عملية السلام في اليمن أكثر تضررًا؛ إذ أن جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) لن تقبل بالمشاركة في أي مفاوضات في غمرة انشغالها بما هي عليه حاليًا، علاوة أن تصنيفها أمريكيا كمنظمة إرهابية زاد من تعقيد المسار.
الحرب المتمددة
يقول رئيس تحرير منصة خيوط، الكاتب محمد عبد الوهاب الشيباني، في حديث لـ«القدس العربي» في قراءته لما يجري على صعيد إمكانات استئناف جهود السلام في اليمن: «حينما ظهر المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، في مؤتمر صحافي في 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي، معلنًا للعالم عن خريطة طريق توافقت عليها الأطراف اليمنية في مسقط والرياض تمهيداً لإنهاء حالة الحرب المتمددة لتسعة أعوام، توقع الجميع أن يكون التوقيع على بنودها مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، حتى أن تسريبات متعددة حددت التفاصيل البروتوكولية، وبنود الوثيقة».
وأضاف: «أمريكا وبريطانيا لعبتا دوراً محورياً في تفاهمات مسقط والرياض للوصول إلى هذه المرحلة، غير أن انخراط الحوثيين وبشكل مباشر في حرب غزة من خلال عملياتهم العسكرية (إطلاق صواريخ ومسيرات واحتجاز سفن على علاقة بإسرائيل) في البحر الحمر وباب المندب وخليج عدن منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، استدعي قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بإطلاق تحالف دولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر كما أعلنتا، قبل أن تقوم الدولتان مع دول أخرى بإطلاق أكثر من عملية عسكرية داخل العمق اليمني ابتداء من فجر الجمعة 12 كانون الثاني/يناير استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء والحديدة وصعدة وذمار وتعز وحجة والبيضاء يعتقد أنها مخازن ومنصات اطلاق يستخدمها الحوثيون، لإيقاف تهديد الجماعة المباشر، وتبع تلك العملية أدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية (المشروطة)!
ومضى الشيباني يقول: «هذه التطورات ألقت بظلالها على حالة التفاهمات التي بموجبها أعلن غروندبرغ خريطة الطريق، ففي الوقت الذي تراجع فيه المسار خطوات إلى الخلف، تقدم الحوثيون خطوات في الاتجاه المعاكس فصاروا المستفيدين الأكبر من حالة التوتر المائي، إذ استطاعوا تسويق أنفسهم للداخل والخارج باعتبارهم نصيرا فعليا لمظلومية الفلسطينيين، الذين يتعرضون لحرب إبادة وتنكيل وتهجير إسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر الماضي. الطرف الحوثي، وبذات التكتيكات المعروفة، سيستثمر في هذه الحالة كثيراً، داخلياً وخارجياً، والتي سيستخدمها لرفع سقوفه عالياً لانتزاع أكثر المكاسب السياسية والعسكرية على حساب أطراف مكون الشرعية التي ظهرت أكثر تفككاً، خصوصاً وأن العمليات العسكرية الأمريكية البريطانية، لا تستهدف تغيير المعادلة على الأرض، أو تحجيم قوة الجماعة في معادلة الداخل اليمني، اذ ما زالت الدولتان تراهنان عليه كطرف فاعل في مسارات التسوية، المرتبطة هي الأخرى بملفات إقليمية شائكة اللاعب الرئيس فيها إيران-الداعم الأبرز للحوثيين».
وأضاف محمد عبد الوهاب الشيباني: «وحدهم اليمنيون سيبقون رهين هذا الضغط العالي والمُستثمر سياسياً على حساب أمانيهم في الاستقرار والسلام ورفع المعاناة الثقيلة عن كواهلهم».
ولابد من القول إن ثمة يأسا شعبيا يمنيا بمؤشر عال إزاء التعامل مع أخبار أي جهود تتعلق بالتسوية في بلادهم؛ فالوضع السياسي المترهل، وسيطرة العامل الإقليمي على قرار بيادق القوى المتصارعة، وتزاحم المشاريع الصغيرة، واستمرار تصاعد مؤشرات اقتصاد الحرب، وبلوغ المعاناة الإنسانية مبلغًا صعبًا، وقبل ذلك انعقاد جولات عديدة من المفاوضات في الكويت ومسقط وجنيف وستوكهولم وغيرها دون التوصل إلى اتفاق يفضي إلى سلام حقيقي، واستمرار الأطراف بتبادل الاتهامات عن المسؤول عن التعثر، كل ذلك أوصل اليمنيين إلى حالة غير مسبوقة من القنوط، وعدم الثقة في الأطراف المتصارعة، وصولاً إلى أنهم صاروا لا يأبهون لأي أخبار تتعلق بمفاوضات تسوية، لاسيما وهم يجدون أنفسهم يخرجون من أزمة ليغرقوا في أزمة سياسية أخرى مع استمرار اتساع الخرق على الراقع؛ وكأن استمرار الحرب وتزايد التوتر يمثل هدفًا رئيسيا للبيادق المحلية وقبلها القوى الإقليمية، التي تستهدف إفراغ البلد مما تبقى من مفاعيل قوته، وصولاً إلى توازن ضعف حقيقي يصبح معه البلد أشبه بكانتونات ممزقة (هو ما صار واقعا) تحت سيطرة قوى متصارعة تحمي مشاريع القوى الإقليمية؛ وهي مشاريع عديدة، يحرص القائمون عليها أشد الحرص على تكريس الوضع الراهن (وضع اللادولة واللاسلام واللاحرب) بما يضمن استمرار استثمارها لصالح تعزيز نفوذ سلطات الحرب، حتى أصبح البلد كما نراه مستباحا من القوى الإقليمية والدولية، إلى أن يقرر اليمنيون أنفسهم استعادة بلدهم والانتصار لحقوقهم في حياة كريمة ودولة تنتصر للمواطنة المتساوية والحقوق والحريات العامة.
مما سبق قد يكون هناك تأثير للحرب الإسرائيلية على غزة على مسار جهود التسوية باليمن، لكنها ليست بالقدر الذي يمكن القول إن توقف الحرب هناك سينعكس إيجابيا على وضع التسوية هنا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن غزة الحوثي عملية السلام البحر الأحمر البحر الأحمر فی الیمن فی البحر على غزة
إقرأ أيضاً:
في حضرة مناسبة ذكرى مولد الزهراء: رسائل المرأة اليمنية للأعداء: مؤمنات أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق
بسواد الوشاح المُكتسي حشمةً وحياءً، خرجت المرأة اليمنيّة وهي حاملةٌ شذرات الفرحة والبهجة؛ احتفاءً بمولد سيّدة نساء العالمين، وكوثر المرأة المعطاءة، السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، مجددةً عهد المسير على خطاها، ورافعة بيارق الصّمود الأسطوري في وجه عواصف الحروب الغربيّة الشيطانيّة.. مواسيةً في ذات الوقت نساء غزة ولبنان، اللواتي سطرن أعظم ملاحم الصّبر في مواجهة الغطرسة الصّهيونيّة.
في هذه المناسبة الغالية على قلب المرأة اليمنيّة، واكب المركز الإعلامي للهيئة النسائيّة للأمانة هذا الحدث العزيز، وأجرى استطلاعا لـ “الأسرة” مع المشاركات في هذه المناسبة.. إلى التفاصيل:
الثورة / خاص
البداية مع سارة المهدي، التي تحدثت قائلة: أتيتُ إلى هذه الساحة للمشاركة في إحياء ذكرى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فهي القدوة والمثال الأعلى لنا جميعًا في الصبر والثبات والإيمان.
وأضافت المهدي قائلة: يمكننا إحياء هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات، مثل عقد المجالس في المنازل والأحياء، وتقديم الأطعمة البسيطة كتعبير عن المشاركة والفرح، بالإضافة إلى تعزيز وعي الأجيال الجديدة بقيم السيدة الزهراء وسيرتها المشرقة.
وعن رسالتها للأعداء تقول: إن كل محاولاتكم لن تثنينا عن السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). نحن مستمرون في اتباع مسيرتها، متمسكون بقيمها، واثقون بأننا على طريق الحق الذي سينتصر مهما طال الزمن.
وكامرأة يمنية تقول: السيدة الزهراء (عليها السلام) تمثل لنا رمزًا للوعي الهائل والثقافة الدينية العميقة، نحن نسير على خطاها، نستلهم من نهجها القوة في مواجهة المحن، ونعمل على ترسيخ هذه القيم في مجتمعنا.
ولنساء غزة ولبنان تقول المهدي: إنكن القدوة في الصبر والثبات، تمامًا كما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام)، أنتنّ تحملن أمانة عظيمة، وأصواتكنّ هي صرخة الحق في وجه الظلم، أمّهات وأخوات وزوجات الشهداء، تضحياتكنّ تعزز مسيرة الحق وتجسد معاني الوفاء، نحن معكنّ، قلوبنا مع صمودكنّ، ودعاؤنا أن يكون النصر حليفكنّ قريبًا بإذن الله.
جهاد أبو نجوم المحاقري تقول: جئنا اليوم للاحتفال بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- واليوم العالمي للمرأة، هذه مناسبة مهمة، جئنا فيها لتهنئة النساء المسلمات بهذا اليوم العظيم الذي رفع شأن المرأة، وحرم عليها الذل والظلم والجور، وأعطاها مكانة عظيمة في الإسلام، هذا اليوم هو يوم المرأة المخلصة المجاهدة، التي كانت مثالاً في الحشمة والعفة والجهاد والعطاء.
اتباع سيرتها
وأضافت قائلة: هذا اليوم هو يوم عظيم للمرأة اليمنية الصامدة، الثابتة على الحق، والوفية لفاطمة الزهراء. ومن خلال هذا اليوم، نؤكد على أهمية الثبات والتمسك بقيم الزهراء في وجه كل الصعاب، العدو لا يريدنا أن نحتفل بهذا اليوم ولا أن نعيش في ظل قيم فاطمة الزهراء، ولا يريد لنا أي خير على الإطلاق.
وعن كيفيّة تعزيز هذه المناسبة في وجدان المرأة تقول المحاقري: نعززها أولاً باتباع سيرة الزهراء -عليها السلام- في صمودها وثباتها، لأننا في واقعنا بحاجة لتلك الروحية التي كانت تتسم بها الزهراء، التي كانت تخدم دين الله وتجسد قيم العطاء والتضحية.
أما بالنسبة للأعداء فوجهت المحاقري رسالة تقول: رسالتنا للأعداء الذين يحاولون تحريف مسارنا عن سيرة الزهراء، فإنهم لا يدركون عظمة المرأة في الإسلام، المرأة المسلمة تعرف وتطبق أوامر الله سبحانه وتعالى في كل جوانب حياتها، ولن يستطيع الأعداء أن يذلوها أو يسيطروا عليها، الزهراء كانت رمزاً لأكبر حرية وكرامة للمرأة، وهذا ما يجب أن نسعى لتحقيقه جميعاً.
ورسالتها لنساء غزة ولبنان فهي أن يكنَّ مثل فاطمة الزهراء في صبرهن وجهادهن وعطائهن، مثلما أثبتت الأمهات في حزب الله وفلسطين ثباتهن وصمودهن، فإن أمهات الشهداء هن المثال الحقيقي للكرامة والإيمان، هنيئاً لهن بهذا الفضل العظيم الذي لا يقدر بثمن، وهن بفضل الله يقدمن أبناءهن من أجل رفعة دين الله عز وجل.
وشاركت غدير الحمزي رسائلها المتعددة بالقول: تُعرف هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات الدينية والثقافية التي تسلط الضوء على سيرة الزهراء المباركة، يتم ذلك عبر إحياء المجالس في المنازل والمساجد، وتنظيم الأنشطة التي تُذكّرنا بمكانتها العظيمة، كما يمكن تقديم الهدايا البسيطة للأطفال لتعزيز ارتباطهم بهذه المناسبة، وإشراكهم في فهم قيمها العظيمة.
مضيفة: رسالتي للأعداء هي أن محاولاتكم مهما بلغت لن تمحو مكانة بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قلوبنا، سيرة الزهراء –عليها السلام- تعلمنا أن الحق دائمًا ينتصر، وأن الظلم مهما طال سيزول، نحن نستلهم من سيرتها الثبات والصبر، ونعلم أن النصر قريب بإذن الله.
كما بلغت رسالة لنساء غزة ولبنان في هذه المناسبة قائلة: إلى قلب غزة ولبنان، رسالة النساء واضحة، نحن على نهج السيدة الزهراء (عليها السلام)، صامدات في وجه المحن، وواقفات بجانب الرجال في ساحات الصبر والتحدي، ومهما اشتدت الظروف، نظل متمسكين بقيمها ومبادئها.
كامرأة يمنية، أرسل رسالة لكل العالم: نحن على خطى السيدة الزهراء (عليها السلام)، نسير بثبات رغم المحن، معًا، رجالًا ونساءً، نستلهم من سيرتها القوة والإيمان، نحن مؤمنون أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق.
سيدة نساء العالم
على صعيدٍ متصل، تؤكد هناء أبو نجوم المحاقري قائلة: نحن في مرحلة مفصلية، في معركة فتح الموعود وجهاد المقدس، التي هي قاصمة للعدو، ونحن اليوم نحيي ذكرى ميلاد سيدة النساء في هذا العالم، سيدة نساء أهل الدنيا والآخرة، فاطمة الزهراء، عليها السلام.
مضيفة: نتعلم من سيرة الزهراء الأخلاق والقيم، الثبات في مواجهة التحديات، ففاطمة الزهراء -عليها السلام- هي قدوة لنا إلى يوم القيامة، كانت مثالاً في الجهاد، العبادة، والتضحية، وكان لها من الروحانية العالية ما يجعلها المرأة التي يجب أن يُحتذى بها في صبرها، ثباتها، وجهادها، فلولا الزهراء -عليها السلام- لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
ومضت تقول: ونحن نرى في شعبنا اليمني العظيم نساء يفتدين الأوطان، نساء يمنيات يربين أجيالاً تخاف الله فقط، أجيالاً لا تخشى الطغاة، وهي دائماً في مواجهة الظلم، ثابتة في جميع الساحات، سواء في الداخل أو الخارج، وهذا بفضل الله وفضل الالتزام بمبادئ ديننا.
وواصلت المحاقري: نُعزز إحياء هذه المناسبة لنتعلم من الزهراء -عليها السلام- معاني الحكمة، الحياء، والصدق في العمل، فأن نكون قدوة في الإيمان والقرآن، وأن نسعى دائماً لرضا الله سبحانه وتعالى. في هذه المناسبة نتعلم منها الكثير من الدروس والعبر، مهما تحدثنا عن سيدة النساء فاطمة الزهراء، فلن نتمكن من الإحاطة بكل جوانب عظمتها.
أما عن رسالتها إلى الأعداء فتقول: مهما حاولتم نشر نماذج من النساء اللاتي لا صلة لهن بالإسلام ولا بالدين، فإن كل محاولاتكم ستزول، إن النماذج التي وضعها الله لنا هي التي نرتقي بها في الإيمان، الأخلاق، وفي كل شيء، مهما فعلتم، فإن مخططاتكم إلى زوال، ولن تحققوا أهدافكم.
وللأمة قالت: رسالتنا هي أن نكون معاً، في اتحاد تام، في مواجهة الطغاة، وفي مقاومة ظلمهم، هنيئاً لنا جميعاً بهذه المناسبة العظيمة، ونسأل الله أن يمنحنا المزيد من التوفيق والبركة في مسيرتنا نحو الخير والحق.
سيدتي ومولاتي
ختام استطلاعنا مع الكوثر ياسين، التي تحدثت بالقول: جئنا اليوم للاحتفاء بذكرى سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء -عليها السلام-، يا سيدتي ويا مولاتي، مهما حاول الأعداء أن يروجوا لنا الأفكار الغربية، سنظل أمة ثابتة على مبادئنا التي نستمدها من قيم سيدة نساء الدنيا وسيدة نساء الآخرة، التي جعلها الله قدوة لنا.
وللأعداء تقول ياسين: والله، مهما فعلوا من محاولات لتغيير مسارنا، فلن نبتعد عن القدوة التي حددها لنا الله سبحانه وتعالى، الزهراء -عليها السلام- هي الأسوة الحسنة التي يجب أن نقتدي بها في حياتنا في جميع جوانبها.
أما عن رسالتها لنساء غزة ولبنان في هذه المرحلة فوجهتها قائلة: هي رسالة محبة واعتزاز، في مواجهة العدوان الصهيوني والأمريكي، أنتن مثال للثبات والصبر، قد قدَّمتن الغالي والنفيس من رجالكن وأموالكن في سبيل الله، كما قدمت فاطمة الزهراء -عليها السلام- كقدوة لنا في جميع نواحي الحياة، وأنتن قدوة لنا جميعاً في صبركن وجهادكن، كتب الله عز وجل لكن ولأهل غزة ولبنان النصر والتمكين.