مصرف لبنان لن يخفض سعر صرف الدولار ؟
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
كتب جوزيف فرح في "الديار": يتريث حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري في اتخاذ اي قرار على صعيد سعر الصرف بل همه اليوم الحفاظ على الاستقرار النقدي في ظل المصاعب الامنية والسياسية والاقتصادية والمالية التي يواجهها معتبرا انه قام بكل الخطوات التي تحافظ على هذا الاستقرار كما جاء في الخطة التي اعلنها في بداية عهده ولكن هناك بنودا مرتبطة بالمجلس النيابي وحكومة تصريف الاعمال لم تنفذ خصوصا في ما يتعلق بالاصلاحات التي طالب بها ومنها مشروع قانون الكابيتال كونترول واعادة التوازن المالي لكن هناك بنودا اخرى ساهم في انجازها عن طريق السلطات السياسية مثلا عندما رفض اقراض الدولة التي ستعتمد على زيادة ايراداتها وتأمين موازنة معقولة.
كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبريل يعتبر أن تحرك سعر صرف الدولار يخضع لعوامل عديدة منها الاستقرار السياسي، تدفق الاموال من الخارج، حركة الاستثمار، الاستيراد والتصدير، حركة الاستهلاك، وان مصرف لبنان قادر على تقرير مصير الدولار اذا لم يكن تثبيت لسعر الصرف. ويقول غبريل في حديثه لـ"الديار" إن "مصرف لبنان تدخل في سوق القطع منذ حوالى السنة بصورة مباشرة من خلال منصة صيرفة عبر ضخ الدولار وشراء ليرات لبنانية وقد سحب من السوق ما مجموعه 22 تريليون ليرة لبنانية مما خفف من حجم الكتلة النقدية". كذلك، عمدت الحكومة الى زيادة ايراداتها عبر تفعيل جباية الضرائب والرسوم ورفع سعر الدولار الجمركي بعد ان امتنع مصرف لبنان عن اقراض الحكومة لتسديد العجز في موازنتها. مع هذا، فقد قرر البنك المركزي عدم المس بالاحتياطي من العملات الأجنية إلى جانب قراره بعدم تمويل الحكومة، وسط استمراره في دفع رواتب موظفي القطاع العام بالدولار الاميركي والتي تقدر بحوالى 7 إلى 8 تريليون ليرة لبنانية. إضافة إلى ذلك، فإنّ الاقتصاد اللبناني بات مدولراً من خلال التعاملات بالدولار ان كانت فردية او تجارية عبر الشركات التي باتت تلجأ الى شراء الدولار مباشرة من الاسواق بعد ان بات متوافراً. وازداد أيضاً الاحتياطي الاجنبي في مصرف لبنان بحوالى 750 مليون دولار بعد ان كان يبيع الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الاميركي دون ان يقوم بطبع العملة اللبنانية. ووسط كل هذه المشهدية، فقد جرى توقيف بعض اللاعبين الكبار في سوق القطع نتيجة المضاربات وتحقيق الارباح بسبب خفض الهامش بين سعر صيرفة والسعر الموازي. أما الأمر الأبرز، بحسب "الديار"، فهو وجود قرار سياسي بعدم المضاربة .
كل هذه العوامل ساعدت في الاستقرار النقدي الذي يريده مصرف لبنان على الرغم من الخضات الامنية انطلاقا من حادثة الكحالة واحداث عين الرمانة وانتهاء باحداث غزة وامتدادها الى الجنوب اضافة الى مرحلة الاغتيالات التي تمت. ويؤكد غبريل ان مصرف لبنان لا يمكنه ان يخفض سعر صرف الدولار في ظل عدم تطبيق الاصلاحات وفي ظل استمرار التجاذبات السياسية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية مع العلم ان مصرف لبنان يتدخل في سوق القطع عندما تحدث تقلبات في سعر صرف الدولار ويمكنه تخفيضه في حال سحب المزيد من الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية . وبنهي غبريل حديثه بالتأكيد أن "منصة مصرف لبنان الجديدة بالتعاون مع بلومبيرغ ستؤمن العرض والطلب بمساحة من الشفافية وبالتالي هي من يحدد السعر في ضوء العرض والطلب".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سعر صرف الدولار مصرف لبنان
إقرأ أيضاً:
جوتيريش: مساهمات «اليونيفيل» كانت حاسمة لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، أن القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» أظهرت قيمة الخوذ الزرقاء في ردع العنف ودعم التهدئة وتوفير الوصول الإنساني وحماية المدنيين، لافتا إلى أن مساهماتهم كانت حاسمة في دعم استعادة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق.
وقال جوتيريش، في كلمة وجهها إلى قائد اليونيفيل العام الجنرال ارلدو لاثارو وقيادة البعثة، خلال زيارته إلى المقر العام لقوات «اليونيفيل»، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: «لقد أخبرت العالم أنكم جميعا لستم فقط على الخط الأزرق في لبنان، بل على خط المواجهة من أجل السلام»، لافتا إلى أن مهمة اليونيفيل هي البيئة الأكثر تحديا لقوات حفظ السلام في أي مكان.
وأضاف: «وقفتم بشجاعة وتفان ومرونة في وجه الضربات عبر الخط الأزرق، وكانت خدمتكم المستمرة بما يتماشى مع القرار الذي يقضي ببقاء قوات حفظ السلام في مواقعها لتنفيذ ولايتكم بموجب القرار 1701 ضرورية ورائعة»، مشيرا إلى أن قرار بقاء قوات اليونيفيل في مواقعها تم اتخاذه بعد دراسة معمقة لسلامتها وأمنها.
وقال جوتيريش، إنه يجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مؤكدا أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، وأنها تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب.
وأكد الأمين العام أنه سيواصل العمل بشكل وثيق مع الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لضمان حصولها على القدرات المعززة، بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، بغية تمكينها من استئناف الدوريات ومهام المراقبة الموكلة إليها.
ورأى جوتيريش، أن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويشكلان خطرا مستمرا على سلامة وأمن قوات اليونيفيل.. مؤكدا أن ذلك يجب أن يتوقف.
واعتبر أن دعم قوات اليونيفيل القوي وتنسيقها الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية سيكونان أساسيين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار 1701، مؤكدا أنه سيواصل حث المجتمع الدولي على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية.