الخليج الجديد:
2025-03-08@19:11:30 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

لم يعد الأمر يتعلق بالقضاء على حماس، بل أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها.

هل هناك، بعد هذا من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

يعلن اليمين الإسرائيلي أن الوقت حان للتخلّص من شعب فلسطين، وأن يقسموا المسألة لمراحل فالأولوية الآن لسكان غزّة ثم يأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس.

عندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، وتجويع مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة معطيات خطة شيطانية لأجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

* * *

تخلى اليمين الديني الصهيوني عن أسلوب المناورة والخداع، وأصبحت تصريحاتُ زعمائه صريحة ومباشرة. هم يعلنون، بوضوح، أنه قد حان الوقت للتخلّص من شعب فلسطين برمته، لكنهم على استعدادٍ لأن يقسموا المسألة إلى مراحل. الأولوية الآن لسكان غزّة، ثم سيأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس. لم يعد ذلك خافياً على أحد.

تذرّعوا في البداية بالهجوم الصاعق لـ"7 أكتوبر". لكن الموضوع الآن لم يعد يتعلق بالقضاء على حركة حماس، وإنما أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها، فعندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

كانت خطتهم في البداية تقوم على مصادرة منازل الفلسطينيين وهدمها وبناء مستوطنات سريعة، مع تحويل الأحياء الفلسطينية إلى جحيم. ونجحوا في ذلك بنسبة عالية، حيث حشر أصحاب الأرض في حوالي 17% من فلسطين.

وهذه المرّة يريدون استغلال التطورات الأخيرة للقيام بقفزة في الهواء للسيطرة على شريط غزّة نهائيا. وكان اقتراحهم الأول الدفع بالغزّيين نحو مصر أولا والأردن ثانيا. ومارسوا ضغوطا كبيرة على الدولتين لقبول الصفقة الجديدة، وعدوهما بتصفية ديونهما وتحويل سيناء إلى منطقة لجوء للفلسطينيين.

النقاش داخل إسرائيل متواصل بقوة بشأن كيفيّة التخلص من الفلسطينيين بأي ثمن وبأي طريقة، مهما كانت ساذجة وخيالية. تقول وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: "جرّبنا حلولا مختلفة عديدة: الانسحاب (من المستوطنات في قطاع غزّة)، وإدارة النزاع، وبناء جدران عالية على أمل إبعاد وحوش حماس عن إسرائيل".

لقد فشلت جميعها.. وتنتقد الوزيرة غملئيل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قائلة "بدلا من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزّة أو إلى أونروا الفاشلة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تمويل إعادة التوطين ومساعدة الغزّيين على بناء حياتهم الجديدة في بلدانهم المضيفة الجديدة".

عندما فشلوا في ذلك، تحوّل الإسرائيليون نحو أفريقيا، ظنّا منهم بأن الأوضاع الصعبة التي هي عليها بعض دول القارّة السمراء من شأنها أن تجعلها تقبل بفتح أراضيها لمئات آلاف الفلسطينيين، وبذلك يغلق الملف. لكن المحاولة فشلت وسقطت الفكرة في الماء المالح.

انتقل أحد وزرائهم إلى إغراء الفلسطينيين بالانتقال إلى أحد البلدان الاسكندنافية، حيث سيكونون أكثر سعادة واستقرارا.

لم يتراجعوا عن الفكرة وواصلوا جهودهم في البحث عن وطنٍ بديل للفلسطينيين، فالوزير اليميني المتطرّف سموتريتش، الذي يتولى قيادة حزب الصهيونية الدينية، أكّد بوضوح على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع "بلدان ترغب في استقبال سكان غزّة، معلنا عن كونه "يشجّع على إحداث تغيير جذري في القطاع".

وصل خيالهم المريض إلى اقتراح بناء جزيرة اصطناعية، وذلك على لسان كاتس، الذي اقترح على الأوروبيين إنشاء جزيرة اصطناعية تبعد خمسة كيلومترات عن ساحل قطاع غزّة، بينهما جسر رابط، ووضع شرطا مسبقا على ذلك "أن تتحكم إسرائيل بكل ما يدخل أو يخرج من هذه الجزيرة".

وذلك كله من أجل رفض فكرة الدولتين التي تحولت هذه الأيام إلى سجال عالمي منذ طرحها الرئيس الأميركي، بايدن، في سوق المزايدات العالمية. ورغم أن الفكرة ليست لها مقوّمات عملية في مستوى تنفيذها على أرض الواقع، إلا أنها أرعبت الإسرائيليين وأثارت مخاوفهم.

هل هناك، بعد هذا الجدل العلني والصريح، من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟ قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، إلى جانب تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة. كل هذه المعطيات خطة شيطانية من أجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة حماس تجويع 7 أكتوبر أونروا الإبادة الجماعية جزيرة اصطناعية التهجير القسري قتل المدنيين اليمين الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

التخلص الآمن من الأدوية .. مسؤولية مشتركة لحماية الصحة والبيئة

أكدت الصيدلانية ندى بنت علي الديهنية على أهمية زيادة الوعي العام حول طرق التخلص الآمن من الأدوية والمكملات الغذائية، محذرة من المخاطر البيئية التي تنجم من التخلص العشوائي منها، فالكثير من الناس لا يدركون أن التخلص السليم من الأدوية يعد إحدى القضايا البيئية والصحية المهمة خاصة مع تزايد استخدام الأدوية غير المدروس في المجتمع.

وأكدت الديهنية على أهمية التخلص الآمن من الأدوية للإسهام في حماية الصحة العامة من التسمم أو التعرض لمواد كيميائية ضارة، وضرورة اتباع الإجراءات الصحيحة للتخلص من الأدوية مما يقلل من تلوث البيئة، حيث يمكن أن تؤثر الأدوية الملقاة في المراحيض أو قنوات الصرف الصحي بطريقة خاطئة على المياه والتربة والنظم البيئية.

وأوضحت الصيدلانية أن هناك مخاطر عدة مرتبطة بالتخلص غير السليم من الأدوية مثل إلقائها في المراحيض أو التصريف الصحي مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، وهذا التلوث يؤثر بشكل مباشر على جودة مياه الشرب مما يشكل خطرًا على الصحة العامة.

وقالت: هناك طرق معينة ينصح بها للتخلص من الأدوية غير المستخدمة والمنتهية صلاحيتها، سواء كانت بإعادتها إلى الصيدليات في المركز الصحي أو المجمع المرجعي حيث يتم جمعها في حاوية مخصصة لهذه المهمة وعند امتلائها يقوم الصيدلي بالتواصل مع هيئة البيئة للتخلص منها بشكل صحيح.

وشددت ندى على ضرورة التخلص الآمن من كافة الأدوية والمكملات وغيرها من المنتجات الطبية منتهية الصلاحية أو غير المستخدمة دون استثناء، مؤكدة في هذا الاتجاه ضرورة تكثيف الحملات التوعوية وحلقات العمل وعقد الندوات في المدارس ومؤسسات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات لدورها الفاعل في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع.

وعن الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الشخص لتقليل تأثير الأدوية على البيئة، أشارت الصيدلانية إلى تجنب شراء الأدوية غير الضرورية، وتخزين الأدوية بشكل صحيح لتفادي انتهاء صلاحيتها أو إتلافها، والتشاور مع الأطباء والصيادلة حول الأدوية الضرورية فقط.

وحول آثار الأدوية على النظم البيئية، أوضحت أن التخلص غير السليم من الأدوية يمكن أن يؤثر سلبًا على البيئة من خلال تسريب الأدوية إلى المياه الجوفية مما يسبب تلوث المصادر المائية، وهذا التلوث يمكن أن يؤثر على الكائنات الحية في النظم البيئية مما يسبب اضطرابات في السلسلة الغذائية.

ودعت الصيدلانية ندى الجميع بضرورة التخلص من الأدوية في المنزل بصورة آمنة، مشيرة إلى أنها مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا وإجراءات فعالة من جميع أفراد المجتمع ويجب أن نعمل معًا لحماية صحتنا وبيئتنا من آثار الأدوية المتبقية.

مقالات مشابهة

  • بالصور: "غزة ليست للبيع" هجوم يطال ملعب غولف يملكه ترامب
  • "غزة ليست للبيع".. فيديو وصور لهجوم طال ملعب غولف لترامب
  • نشطاء يخطون “غزة ليست للبيع” في ملعب ترامب للغولف بأسكتلندا / شاهد
  • الاتحاد الأوروبي يخفف قواعد التخلص من الذئاب
  • اليوم.. جولة تفقدية لوزير الإسكان بمشروعات سكنية وطرق ومرافق بـ العلمين الجديدة
  • طقس فلسطين: ارتفاع على درجات الحرارة اليوم
  • انطلاق اليوم الثاني لكأس العالم لسلاح الشيش بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • التخلص الآمن من الأدوية .. مسؤولية مشتركة لحماية الصحة والبيئة
  • الخارجية الأميركية: على العراق التخلص من اعتماده على الطاقة الإيرانية فورًا
  • نيوكاسل يحذر البارسا: إيزاك ليس للبيع