الخليج الجديد:
2025-04-08@03:56:00 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

فلسطين ليست للبيع أو المصادرة

لم يعد الأمر يتعلق بالقضاء على حماس، بل أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها.

هل هناك، بعد هذا من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

يعلن اليمين الإسرائيلي أن الوقت حان للتخلّص من شعب فلسطين، وأن يقسموا المسألة لمراحل فالأولوية الآن لسكان غزّة ثم يأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس.

عندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، وتجويع مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة معطيات خطة شيطانية لأجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

* * *

تخلى اليمين الديني الصهيوني عن أسلوب المناورة والخداع، وأصبحت تصريحاتُ زعمائه صريحة ومباشرة. هم يعلنون، بوضوح، أنه قد حان الوقت للتخلّص من شعب فلسطين برمته، لكنهم على استعدادٍ لأن يقسموا المسألة إلى مراحل. الأولوية الآن لسكان غزّة، ثم سيأتي دور سكّان الضفة الغربية والقدس. لم يعد ذلك خافياً على أحد.

تذرّعوا في البداية بالهجوم الصاعق لـ"7 أكتوبر". لكن الموضوع الآن لم يعد يتعلق بالقضاء على حركة حماس، وإنما أصبح هدفهم المعلن الحصول على غزّة بدون أهلها، فعندما استعمروا فلسطين التاريخية زعموا أنها "أرض بلا شعب"، أما اليوم فهم يعملون على اختطاف بقية فلسطين عنوة، ويطلبون من الآخرين تنفيذ طلباتهم نيابة عنهم.

كانت خطتهم في البداية تقوم على مصادرة منازل الفلسطينيين وهدمها وبناء مستوطنات سريعة، مع تحويل الأحياء الفلسطينية إلى جحيم. ونجحوا في ذلك بنسبة عالية، حيث حشر أصحاب الأرض في حوالي 17% من فلسطين.

وهذه المرّة يريدون استغلال التطورات الأخيرة للقيام بقفزة في الهواء للسيطرة على شريط غزّة نهائيا. وكان اقتراحهم الأول الدفع بالغزّيين نحو مصر أولا والأردن ثانيا. ومارسوا ضغوطا كبيرة على الدولتين لقبول الصفقة الجديدة، وعدوهما بتصفية ديونهما وتحويل سيناء إلى منطقة لجوء للفلسطينيين.

النقاش داخل إسرائيل متواصل بقوة بشأن كيفيّة التخلص من الفلسطينيين بأي ثمن وبأي طريقة، مهما كانت ساذجة وخيالية. تقول وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: "جرّبنا حلولا مختلفة عديدة: الانسحاب (من المستوطنات في قطاع غزّة)، وإدارة النزاع، وبناء جدران عالية على أمل إبعاد وحوش حماس عن إسرائيل".

لقد فشلت جميعها.. وتنتقد الوزيرة غملئيل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قائلة "بدلا من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزّة أو إلى أونروا الفاشلة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تمويل إعادة التوطين ومساعدة الغزّيين على بناء حياتهم الجديدة في بلدانهم المضيفة الجديدة".

عندما فشلوا في ذلك، تحوّل الإسرائيليون نحو أفريقيا، ظنّا منهم بأن الأوضاع الصعبة التي هي عليها بعض دول القارّة السمراء من شأنها أن تجعلها تقبل بفتح أراضيها لمئات آلاف الفلسطينيين، وبذلك يغلق الملف. لكن المحاولة فشلت وسقطت الفكرة في الماء المالح.

انتقل أحد وزرائهم إلى إغراء الفلسطينيين بالانتقال إلى أحد البلدان الاسكندنافية، حيث سيكونون أكثر سعادة واستقرارا.

لم يتراجعوا عن الفكرة وواصلوا جهودهم في البحث عن وطنٍ بديل للفلسطينيين، فالوزير اليميني المتطرّف سموتريتش، الذي يتولى قيادة حزب الصهيونية الدينية، أكّد بوضوح على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع "بلدان ترغب في استقبال سكان غزّة، معلنا عن كونه "يشجّع على إحداث تغيير جذري في القطاع".

وصل خيالهم المريض إلى اقتراح بناء جزيرة اصطناعية، وذلك على لسان كاتس، الذي اقترح على الأوروبيين إنشاء جزيرة اصطناعية تبعد خمسة كيلومترات عن ساحل قطاع غزّة، بينهما جسر رابط، ووضع شرطا مسبقا على ذلك "أن تتحكم إسرائيل بكل ما يدخل أو يخرج من هذه الجزيرة".

وذلك كله من أجل رفض فكرة الدولتين التي تحولت هذه الأيام إلى سجال عالمي منذ طرحها الرئيس الأميركي، بايدن، في سوق المزايدات العالمية. ورغم أن الفكرة ليست لها مقوّمات عملية في مستوى تنفيذها على أرض الواقع، إلا أنها أرعبت الإسرائيليين وأثارت مخاوفهم.

هل هناك، بعد هذا الجدل العلني والصريح، من ينفي تهمتي الإبادة الجماعية والتهجير القسري اللتين تمارسهما دولة الاحتلال على أرض الواقع؟ قتل المدنيين المتواصل والمتعمّد، إلى جانب تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، وتحويل غزّة إلى مدينة غير قابلة للحياة. كل هذه المعطيات خطة شيطانية من أجل القضاء على الفلسطينيين جسديا خلال أشهر قليلة.

هكذا يتبين أن القضية اليوم باتت قضية وجود شعب تريد الدولة العبرية التخلص منه بأي ثمن، وتساعدها على ذلك أميركا بكل الطرق.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة حماس تجويع 7 أكتوبر أونروا الإبادة الجماعية جزيرة اصطناعية التهجير القسري قتل المدنيين اليمين الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

بعد الحكم بإعدامه اليوم .. فرصة ثانية أمام قاتل صاحب مقهى أسوان بمصر الجديدة

جاء حكم محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم شمال القاهرة بالعباسية، بمعاقبة المتهم بقتل صاحب مقهى أسوان بالكوربة بسبب خلافات سابقة بينهما بمصر الجديدة بالإعدام شنقا ليثير التساؤل حول الفرص المتاحة أمام المتهم بعد القضاء بإعدامه، وفي هذا التقرير نوضح هذا الأمر .. 

المستشارة ياسمين خطاب لـ«صدى البلد»: تمثيل قوي لعضوات النيابة الإدارية بمجالس إدارات الأندية القضائيةالمستشارة بسمة هاني لـ«صدى البلد»: النيابة الإدارية استحدثت وسائل رقمية لتلقي الشكاوى

ما زال أمام المتهم المدان بحسب حكم المحكمة فرصتان أخيرتان وفقا للقانون لتخفيف حكم الاعدام إلى المؤبد أو المشدد، حيث أتاح القانون بعد تعديلاته درجتان قضائيتان للمتهم يمكنه اتخاذهم بعد حكم أول درجة وهما "استئناف الجنايات"، والتى يمكن للمتهم ودفاعه التقدم بطلب استئناف على الحكم كدرجة قضائية جديدة له "ثانى درجة تقاضى" خلال فترة 40 يوما من صدور الحكم وإيداع حيثياته، ففى حال قبوله يتم تحديد دائرة جديدة تنظر فى أمر المتهم مرة أخرى، وفى هذه الحالة أما أن يتم تخفيف الحكم او تأيده من قبل الدائرة الجديدة.

وفى حال أيدت دائرة استئناف الجنايات حكم اول درجة بتوقيع عقوبة الاعدام على المتهم، يرتدى الجانى فى هذه الحالة البدلة الحمراء، الا أنه ما زال أمامه فرصة أخيرة وهى درجة النقض على حكمي أول درجة وثانى درجة، ويتم التقدم به من قبل الدفاع ويفصل فيه بقبوله أو برفضه، وفى حال قبوله يتم نقل ملف القضية برمته إلى محكمة النقض وهى أعلى محكمة والأخيرة التى لا يوجد بعدها اى إجراءات يمكن اتخاذها من قبل المتهم ودفاعه، ويكون الحكن فى هذه الحالة واحب النفاذ، فى انتظار تصديق رئيس الجمهورية عليه لتنفيذه.

وكانت النيابة العامة أمرت بإحالة المتهم إلى المحكمة الجنائية المختصة لمعاقبته، لأنه في يوم 30 أكتوبر 2024 بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة قتل المجني عليه «م. ع» عمداً مع سبق الإصرار والترصد، حيث أن المتهم بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليه بسبب خلافات سابقة بينهما، فتدبر لأمره واعد العدة اللازمة سلاحًا أبيض «سكين»، وتربص المتهم للمجني عليه بالمكان الذي أيقن سلفًا مروره منه، وما أن رأهه حتى طعنة بالسلاح الأبيض عدة طعنات قاتلة استقرت ببطنه، فأعجزته عن الحركة وسقط أرضا.

وجاء في أمر إحالة النيابة العامة أن المتهم بمجرد سقوط المجني عليه أرضا انهال عليه بعدة طعنات، استقرت بأنحاء متفرقة بجسده، قاصداً من ذلك إزهاق روحه فأحدث إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، وأرداه قتيلًا على النحو المبين بالتحقيقات، كما أن المتهم أحرز بدون ترخيص سلاحًا أبيض «سكين» على النحو المبين بالتحقيقات.

مقالات مشابهة

  • مصطفى أبو زيد: عبارة الرئيس السيسي مصر فرصة ليست مجرد شعار
  • عروض التطبيع والسلام، ليست جديّة حتى اليوم؟
  • لبنان يقترح تشكيلَ لجنة تقنية –عسكرية للترسيم الحدودي.. اورتاغوس:الفرصة المتاحة اليوم ليست مفتوحة
  • الداخلية تصدر تعميماً حول رفع القيود عن أموال المواطنين بالخارج
  • إليكم القصة الحقيقية.. تعرفة ترامب التبادلية ليست كما تبدو
  • محكمة سجن روميه ليست حلّا مثالياً.. والاعتراضات مستمرة
  • «غاز الضحك» متوفّر للبيع.. ما خطره على المراهقين؟
  • بعد الحكم بإعدامه اليوم .. فرصة ثانية أمام قاتل صاحب مقهى أسوان بمصر الجديدة
  • ماذا بعد رمضان؟.. الإفتاء توضح كيفية التخلص من الفتور في العبادة
  • أحوال طقس فلسطين اليوم السبت: أجواء غائمة جزئيا