جناح الأزهر بمعرض الكتاب يناقش مشكلات "اللغة العربية" ويطالب جامعة الدول بوضع قوانين ملزمة لتفعيل استخدام "العربية" في المجتمع وحقول العمل المختلفة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
"أمين مجمع اللغة العربية": الأزهر الحارس الأمين على اللغة العربية ولولا دوره ما بقيت
رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية أوسع اللغات مذهبًا من حيث المفردات والتراكيب
رئيس جامعة الأزهر: الأزهر مُعني بالحفاظ على اللغة العربية ونشرها وتعليمها للناس
مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين: الأزهر الحصن الحصين لعلوم الدين واللغة العربية
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم السبت، ندوة بعنوان "اللغة العربية.
قال الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، إن اللغة العربية تحتاج إلى غِيرة عليها وتمكين واهتمام بها في المجتمعات وفي مختلف المجالات من إعلام وتعليم وثقافة وسياسة وغيرها، معربًا عن أسفه الشديد لغياب أطر سياسية تهتم بنشر العربية في بلادنا وأوطاننا، مصرحًا: "إن الذين يضعون السياسات اللغوية لا يملكون إخراج هذه اللغة الغنية من ضيق المجالات الأكاديمية إلى أفق التطبيق، ولن يتأتى ذلك إلا بتفعيل استخدام اللغة العربية السليمة داخل المؤسسات التعليمية، وبخاصة في مراحل التعليم الأساسي، وغيرها من المؤسسات الثقافية.
وأضاف الدكتور مدكور أنه لابد أن تتولى الجامعة العربية وضع سياسات لغوية وقوانين ملزمة تتبنى الدول العربية تنفيذها، تعنى بتفعيل استخدام "العربية" في المجتمع والمؤسسات العربية والحقول الدبلوماسية والعمل الثقافي والإعلامي، مشيرًا إلى أن الاهتمام باللغة العربية لابد وأن يأتي متسقًا مع اتساع رقعة عالمنا العربي من ٢٢ دولة؛ مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين على اللغة العربية، ولولا دوره ما بقيت.
من جانبه أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن اللغة العربية هي أوسع اللغات مذهبًا من حيث المفردات والتراكيب، وأن الأزهر معني بالحفاظ عليها ونشرها وتعليمها للناس، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر تسعى لتطبيق "تعريب العلوم" في الطب والصيدلة والهندسة وعلوم الحاسب لتدرس باللغة العربية التي فيها الأصالة والكلمات القيمة التي تُحيي فكر الأمة، وتعقد الجامعة دورات تدريبية للخطباء والأئمة في التحدث باللغة العربية، فضلًا عن الدورات التي تعقد لرفع مهارات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في مختلف الكليات لإتقان اللغة العربية تحدثًا وكتابةً، مبينًا أن للأسرة دور كبير في الحفاظ عليها وإتقانها، وهناك خطأ كبير تقع فيه بعض الأسر حينما ترغم الأطفال على تعلم اللغات الأجنبية، على عكس ما تربينا عليه في الأزهر من حفظ القرآن الكريم، وإتقان لغته، والاعتزاز بتعلم العربية، وإظهار التميز فيها في مختلف المحافل العلمية والأكاديمية.
من جانبها، قالت الدكتور نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن الأزهر هو الحصن الحصين لعلوم الدين واللغة، وهناك استراتيجية متكاملة للأزهر الشريف يتبناها باعتباره حارسا أمينًا على اللغة العربية، يحميها ويعتز بأصالتها وبدورها في البناء والحماية وتكوين الشخصية، مبينة أن أهم ما يميز اللغة العربية عن غيرها هو الإيجاز والتفرد بعدة معاني وتعدد استخدام الحرف الواحد فيها لعدة معان، وهو ما يعلمنا التنوع في التفكير.
وأوضحت الصعيدي، أن الأزهر يقوم بجهود كبيرة للحفاظ على اللغة العربية، مستعرضةً بعض المبادرات التي قدمها الأزهر للحفاظ عليها ونشرها كمبادرة: "قوِّم لسانًا.. تبني إنسانًا "، ومبادرة "التحفة الأزهرية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها" وهي سلسلة أزهرية تجول العالم لتعلم العربية، وهناك أيضًا عدة مشروعات تستهدف تعلم "فن الإلقاء" وتعزيز القراءة بين النشء، مبينة أن فضيلة الإمام الأكبر طالب مؤخرًا بتقديم تقرير في المجلس الأعلى للأزهر عن حال اللغة العربية في بلادنا وأسند الأمر إلى جامعة الأزهر، كل ذلك إلى جانب افتتاح عدد من المراكز الأزهرية على مستوى العالم لتعليم اللغة العربية كمركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في جامبيا، وكانت درة تاج هذه الجهود هو رواق الطفل بالجامع الأزهر الذي يعني بتعزيز اللغة العربية في نفوس الأطفال والنشء.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جناح الأزهر الشريف اللغة العربية رئيس جامعة الازهر الأزهر على اللغة العربیة جامعة الأزهر العربیة فی
إقرأ أيضاً:
الإسلام في الفكر الغربي وكيف يرانا الآخر؟.. أحدث إصدارات الأزهر بمعرض الكتاب
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "الإسلام في الفكر الغربي"، بقلم الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق (1933- 2020م)، أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، عضو هيئة كبار العلماء، من سلسلة إصدارات الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر (2025م).
يهدف الدكتور زقزوق من كتابه معرفة كيف يرانا الآخر؛ حتى نستطيع أن نعرض إسلامنا على أسسٍ موضوعيةٍ، لا على أساليب خطابيةٍ وعظيةٍ؛ فهؤلاء يريدون أن يقتنعوا عن فهمٍ وإدراكٍ، فعلينا ألا نقف موقف الدفاع عن الإسلام ورد الهجوم عليه دائمًا، بل علينا أن نقتحم الميدانَ بعرض الإسلام بأسلوبٍ علمي مقنعٍ، يصل إلى عقل كل ذي لب في عالمنا المعاصر، ويستمر تأثيره ويدوم.
ويحاول الدكتور زقزوق في هذا الكتاب الوقوف على صورة الإسلام في أذهان الأوروبيين، ومصدر هذا التصور، فيقول في مقدمته: «والمعروف أن الرجل الأوروبي يستقي معلوماته عن الإسلام من المختصين في هذا المجال من الأوروبيين، وهؤلاء هم -بطبيعة الحال- من طبقة المستشرقين»، وبناءً على هذا يقدم الدكتور زقزوق في هذا الكتاب عرضًا نقديًّا لثلاثة كتبٍ لهؤلاء المستشرقين؛ لنتعرَّف من خلالها على صورة الإسلام من وجهة نظر مستشرقين غير مسلمين، ومستشرقٍ مسلمٍ.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى قسمين، تناول في الأول منهما صورة الإسلام في نظر المستشرقين غير المسلمين، وفيه عرض كتابي: «عقائد الإسلام» لهرمان إشتيجلكر، و«محمد والقرآن» لرودي بارت، وكلاهما من المستشرقين الألمان، وقام بعرضهما عرضًا نقديًّا، فعرَّف بالمؤلف، ومنهجه، وهدفه، ومحتويات الكتاب وجوانبه الإيجابية والسلبية، وفي النهاية يعقب الدكتور زقزوق بذكر ملاحظاته على الكتاب.
أما القسم الثاني فعرض فيه كتاب: «إجابة الأديان» للمستشرق جرهارد تشيسني، وتعتمد فكرة هذا الكتاب على جمع إجابات علماء الأديان على واحدٍ وثلاثين سؤالًا وجهت لهم جميعًا، وهذه الأديان هي: اليهودية، والكاثوليكية، والبروتستانتية، والإسلام، والهندوسية، والبوذية، وكان منهج الدكتور زقزوق في هذا الكتاب هو ترجمة إجابات العالم الذي قام بالرد على الأسئلة المطروحة من وجهة النظر الإسلامية، وهو المستشرق الذي اعتنق الإسلام محمد أسد؛ لتتضح لنا صورة الإسلام في ذهن المسلمين منهم.
وقد جاءت هذه الطبعة الأولى للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عام (2025م) في (180) صفحةً، وصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الكتاب بتقديمٍ بقلم الأستاذ الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ثم بتصديرٍ للأستاذ الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء، ثم قدمت الأمانة العامة ترجمةً موجزةً لفضيلة الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.