«شخصيات أثرت في الإنسانية» بثقافي المكفوفين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
نظم المركز القطري الثقافي للمكفوفين بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لقاء بعنوان «شخصيات من المكفوفين أثرت في الإنسانية « قدمها الشيخ أحمد عظيم.
وأكد المحاضر أن الإعاقة لابد أن تكون حافزا، ونوعًا من التحدي، وأن الاعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليست في الجسد، مستدلاً على ذلك بأن هناك أشخاصًا استطاعوا أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل، ليحققوا أحلامهم ويحولوا نظرات الشفقة إلى الانبهار.
وألقى الشيخ الضوء على عدد من الشخصيات من ذوي الإعاقة البصرية، والتي أفادت الإنسانية على مر العصور، منهم أبو محمد الشاطبي الذي كف بصره صغيرًا، ورغم ذلك حفظ القرآن الكريم، وتعلم الحديث والفقه، وعلم القراءات، فكان عالمًا بكتاب الله، وبقراءته وتفسيره، وكان أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، بصيرًا بالعربية، وإمامًا في اللغة والأدب.
وأضاف في هذا السياق أن عطاء ابن ابي رباح الذي كان فقيهًا، وعالمًا، وكان طالبا للعلم، كما انه كان من العلماء المخلصين، نفع الله به المسلمين، ووقع عندهم موقع القبول، حتى وجدنا أصحاب الكتب الستة يُوثِّقونه ويروون عنه.
وتحدث المحاضر عن أبو بكر الرازي الذي فقد بصره آخر عمره، وكان محبا للعلم، مشهورا بالذكاء والفطنة، كان طبيب المسلمين وأحد المشهورين فِي علم المنطق والهندسة وغيرهما من علوم الفلسفة، ذاكراً في هذا السياق عددا من العلماء والفقهاء المكفوفين الذين تركوا بصمة في تاريخ البشرية لا يمكن نسيانها وظل ذكرهم قائما على مر العصور والسنين، ومنهم د. طه حسين عميد الأدب العربى الكفيف الذى أنار طريقنا ببصيرته وفكره، ويُعد أحد الأركان الأساسية في تكوين وصياغة الحياة الفكرية للعقل العربي المعاصر، ولويس برايل الذى أضاء عالم المكفوفين بالقراءة عبر اختراعه طريقة الكتابة «برايل».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر ثقافي المكفوفين وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
الملكة المتوجة
ستظل الديموقراطية هي الملكة المتوجة بالنسبة لكل الدول، ويكفى أنها أجدر مكتشفات الإنسانية بالتصديق والولاء، وهى سلوك ومنهاج من شأنه أن ينظم شؤون الحياة كلها، إنها الديموقراطية الأساس الحى لكل نهضة وكل استقلال، وهي صنو للحرية التى يراها المرء أفضل الطرق وأذكاها، ذلك أن الهدوء الذى يقره الخوف ليس إلا تربصا وليس نظاما، والاستقامة التى يولدها الإكراه ليست فضيلة وإنما هى كبت بكل معنى الكلمة. أما الحرية الحقيقية فتختلف كلية عن هذا السياق، فهي وسيلة الكمال المطلق معنويا وماديا.
تعد الديموقراطية فى تبلورها الأخير هى المعتصم الأوحد لحقوق الإنسان. وهنا نتساءل: من هم أعداء الديمقراطية الآن فى عصر قد يبدو فيه للبعض أن مصطلح الاستعمار القديم قد اختفى؟ غير أنه على أرض الواقع لم يختف، وإنما يظل قائما بكل هيلمانه وطغيانه، وبكل مؤامراته ومناوراته. كل ما هنالك أنه كسا مخالبه بالحرير. أما المخالب فلا تزال فى مكانها تنهش وتتبر كل ما طالته تتبيرا. والنموذج قائم أمامنا يتجسد في المشاركة الكاملة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو ما يشكل أكبر برهان ساطع على أن الاستعمار لم يختف.
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي تعد العدو الحقيقى للديموقراطية، ويتجلى ذلك بوضوح فى تعاملها مع الدول العربية والإسلامية. يؤكد ذلك عشقها لذاتها إلى الحد الذى يتوارى معه الحق. فهى تؤثر مصالحها على مصالح الشعوب، ولهذا مضت تتصدر القائمة التى تمارس لعبة الإجهاز والقضاء على الديموقراطية. والمثال على ذلك ظهر فى الدور الطليعى الذى قامت به فى صرف قادة ثورة 23 يوليو عن الديموقراطية. وجرى ذلك عندما حاولت إقناعهم بأن أى نظام ديموقراطى صحيح سيطيح بهم وبالثورة معا. ولم تبخل علينا يومئذٍ بعرض فيلم ( يحيا زاباتا)، الذى انتهت فيه حياة الزعيم الحريص على الديموقراطية بالإعدام رميا بالرصاص. كانت هذه محاولة منها من أجل تضليل جماهير الشعب أيضا وصولا لإقناعهم بأن تطبيق الديموقراطية لن يكون فى صالحهم.
قد يتراءى للبعض أن السبب فى تنحية الديموقراطية قسرا عن دول فى المنطقة تتصدرها الدول العربية إنما يعود إلى أن الشعوب العربية ما زال يعوزها الوعى الكافى الذى يؤهلها لاستيعاب الديموقراطية السياسية، وفهمها على حقيقتها. وأنه ومن أجل ذلك وحده يعمد الحكام إلى تنحيتها وإبعادها خشية منهم على مصالح دولهم. غير أن هذه الرؤية تتجاوز سوء الظن إلى البهتان، ذلك أن الشعوب العربية تتمتع بوعي عظيم. ولو رجعنا إلى ثورات وحركات الاستقلال التى خاضت معاركها بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لتبين لنا عقم هذا الرأى. ولا أدل على ذلك من أن الشعوب العربية قد مرت بتجربتها مع الديموقراطية قبل أن تبدأ الانقلابات والثورات فى العهد الأخير فكانت تجربة جد ناجحة. ولا أظن أن تنحية الشعوب فى منطقة الشرق الأوسط عن المشاركة فى شئون الحكم مشاركة كاملة وصادقة وفعالة يمكن أن يفيد الشعوب العربية بل على العكس سوف يشكل ضررا بالغا عليهم.