الدوحة.. وجهة عالمية للرحلات البحرية ونرويجن داون تدشن مرحلة جديدة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
جهود مميزة تقوم بها قطر للسياحة للترويج للرحلات البحرية في قطر، بعد أن أصبحت هذه الرحلات مصدر جذب للسياح من جميع أنحاء العالم خلال المواسم السابقة.
وتقوم سياسة قطر للسياحة على استغلال الموقع الجغرافي المميز لقطر وتوسطها دول العالم، والأجواء الساحرة خلال فصل الشتاء الذي يبدأ فيه موسم السياحة البحرية.
وشهدت قطر زيادة كبيرة في عدد السفن السياحية التي رست في مينائها وفي أعداد زوار الرحلات البحرية على مر السنين، إذ حققت قطر نمواً خلال موسم الرحلات البحرية 2023/2024 بزيادة قدرها 151 ٪ في عدد الزوار مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم السابق.
واستقبلت قطر للسياحة وشركاؤها الإستراتيجيون الباخرة السياحية «نرويجن داون»، مسجلة بذلك أول نقطة إنطلاق وعودة لها في قطر ومنطقة الخليج عموماً. وقد وصلت الباخرة السياحية إلى ميناء الدوحة وسط احتفال نظمته قطر للسياحة ضمن موسم الرحلات البحرية 2023/2024 الذي انطلق خلال شهر أكتوبر. وتتسع الباخرة لما يقرب 2340 راكباً. ويؤكد سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة، بقوله: «أحدث الوصول الأول لباخرة «نرويجن داون» وظهورها لأول مرة في المياه
الإقليمية القطرية نقلة نوعية في قطاع السياحة البحرية المتنامي في البلاد، وأكد على مكانة دولتنا كوجهة سياحية رائدة في هذا القطاع. ويضيف: تحرص قطر للسياحة على عقد شراكات واتفاقيات جديدة مع خطوط الرحلات البحرية الرائدة، وتتعهد بإتاحة الفرصة للزوار الدوليين لاستكشاف الفعاليات العديدة التي تزخر بها قطر، بما في ذلك متاحفها ذات المستوى العالمي، ومعالمها الجذّابة، وأماكنها الثقافية».
ويؤكد «تعد سياحة الرحلات البحرية ركيزة حيوية تسعى قطر من خلالها إلى تحقيق إستراتيجيتها الوطنية للسياحة لتصبح إحدى الوجهات السياحية الرائدة في العالم. وقد شهد قطاع الرحلات البحرية في قطر نمواً ملحوظاً في أقل من عقد من الزمان، وذلك بفضل مشاركة قطر للسياحة في المعارض الدولية للسياحة والسفر، وعقد الشراكات والاتفاقيات، وثقل مهارات الموظفين، والتعاون الوثيق مع الشركاء الرئيسيين في القطاعين العام والخاص في قطر».
وبدوره يؤكد الكابتن عبدالله محمد الخنجي، الرئيس التنفيذي لمواني قطر: «نحن سعداء باستقبال الرحلة الأولى لخط الرحلات البحري النرويجي Norwegian Cruise Line (NCL) لشواطئ قطر ومنطقة الخليج، حيث يعكس هذا الحدث المهم الاهتمام المتزايد لمشغلي الرحلات البحرية السياحية بالرسو في ميناء الدوحة القديم والانطلاق منه إلى محطات السفن السياحية الأخرى في المنطقة.»
وأضاف: «شهدت قطر تحولاً سريعاً في سياحة الرحلات البحرية وباتت وجهة عالمية رائدة في هذا القطاع النامي بفضل ما تتمتع به من معالم سياحية جذابة، وموقع جغرافي مثالي، مما أكسبها شعبية كبيرة بين مشغلي الرحلات البحرية والركاب على حد سواء. وإننا في مواني قطر تماشيا مع الخطة الاستراتيجية لوزارة المواصلات وبالتعاون مع الجهات أصحاب المصلحة وشركائنا من خطوط الرحلات البحرية السياحية نعمل دائما على ضمان أن تكون قطر وجهة السفر الأكثر رواجاً في المنطقة.»
وفق تقديرات قطر للسياحة، يستقبل موسم الرحلات البحرية 2023/2024 في قطر 79 رحلة و350 ألف مسافر، متفوقاً بذلك على موسم الرحلات البحرية 2022/2023 الذي شهد 54 رحلة وإجمالي 253191 زائرًا. يتم الترحيب بالركاب في محطة الرحلات البحرية الحديثة والتي تضم أكواريوم وتعد قريبة جداً من مناطق الجذب المختلفة.
نمو مستمر الأعوام الماضية
وكانت قطر للسياحة قد عقدت شراكة مع الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) في المملكة المتحدة وأيرلندا، وذلك للترويج لقطر في تلك المنطقة كوجهة للسياحة البحرية، والتعريف بها بين أوساط مجتمع الرابطة الأشهر في صناعة الرحلات البحرية، ووكلاء السفر والشركاء.
ويتم الترحيب بالسياح والمسافرين على متن الرحلات البحرية الذين يصلون إلى قطر عبر ميناء الدوحة في مبنى الركاب الجديد والضخم والذي يضم أحدث المرافق. وتستوعب محطة المسافرين الجديدة في ميناء الدوحة ما يصل إلى 12.000 مسافر يومياً، مما يجعل عمليات التنقل أكثر سلاسة. وعند الخروج من مبنى الركاب، يجد المسافرون أنفسهم بالقرب من منطقة الميناء حيث يمكنهم الاستمتاع بمجموعة متنوعة من المطاعم والمتاجر الموجودة فيه بالإضافة إلى التنزّه بجانب البحر ومشاهدة مناظر بانورامية خلابة لأفق الدوحة الرائع.
79 زيارة لبواخر بحرية
ومن المقرر أن تكون الدوحة نقطة انطلاق وعودة للعديد من البواخر والسفن السياحية العالمية مثل السفينة «نرويجين داون» والتي تتسع لنحو 2,340 راكباً، وسفينة «لو بوغانفيل» التي تتسع لنحو 264 راكباً خلال هذا الموسم. بالإضافة إلى ذلك، ستواصل العديد من السفن الأخرى تقديم رحلات التحوّل الجزئي من الدوحة، منها سفينة «مين شيف 2» وسفينة «أم إس سي فيرتيوزا» والباخرة السياحية الإيطالية «كوستا توسكانا».
يضيف الكابتن الخنجي: مع انطلاقة الموسم الجديد يستمر تركيزنا على تقديم أفضل تجربة ممكنة للركاب من خلال تحسين مرافق استقبال السفن السياحية وتعزيز الخدمات ذات المستوى العالمي في دولة قطر تماشيا مع الخطة الإستراتيجية لوزارة المواصلات الرامية لجعل قطر وجهة مفضلة لمسافري الرحلات البحرية في المنطقة. يضيف: لقد قمنا بالتعاون مع الجهات أصحاب المصلحة بتأسيس بنية تحتية رائدة في قطاع السفن السياحية لتقديم خدمات عالية الجودة تتماشى مع أرقى المعايير العالمية وتساهم في توفير البنية التحتية اللازمة للتعامل مع التدفق الكبير لركاب السفن السياحية. وأضاف أن محطة السفن السياحية الجديدة بميناء الدوحة القديم وما تتميز به من معايير عالمية تساهم بدور رئيسي في تعزيز السياحة البحرية العالمية، فضلا عن ترسيخ مكانة قطر وتعظيم نمو قطاع السياحة الذي يعد أحد مرتكزات التنويع الاقتصادي الذي تسعى رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيقه، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تستقبل محطة السفن السياحية 79 رحلة يديرها 11 شركة من خطوط الرحلات البحرية المختلفة خلال الموسم الجديد، وهو ما يكرس موقع قطر على خريطة السياحة البحرية العالمية.
ترسيخ مكانة قطر
تتمثل مهمة قطر للسياحة في ترسيخ مكانة قطر على خارطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي وحداثة الحاضر، وتقصدها شعوب العالم لاستكشاف معالمها ومزاراتها السياحية.
وتتولى قطر للسياحة، التي تختص بتنظيم صناعة السياحة والضيافة وتطويرها وتنميتها وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فيها، مسؤولية وضع الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة والضيافة ومتابعة تنفيذها ومراجعتها بشكل دوري، بحيث تعزز من تنويع العروض السياحية في البلاد، وتدعم زيادة الإنفاق السياحي. وتعمل قطر للسياحة على تعزيز حضور قطر على خريطة السياحة العالمية وتعزيز قدرة القطاع السياحي للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة مباشرة من خلال شبكة المكاتب التمثيلية في أهم الأسواق العالمية، ومن خلال المنصات الرقمية المتطورة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطر للسياحة الرحلات البحرية السياحة البحرية السفن السياحية موسم الرحلات البحریة السیاحة البحریة السفن السیاحیة میناء الدوحة قطر للسیاحة رائدة فی من خلال فی قطر
إقرأ أيضاً:
السياحة الداخلية تكسب الرهان
د. محمد بن خلفان العاصمي
توجَّهتُ كالعادة مع أي إجازة أسبوعية أو مناسبيَّة إلى البلد لقضاء أيامها بين الأهل والأصدقاء وفي أجواء أسرية هادئة بعيدًا عن صخب الحياة ووتيرتها المتناهية في السرعة وضجيج الانشغال، مُستعيدًا الطاقة لبدايةٍ جديدةٍ وبتركيز عالٍ يُساعد على تقديم أفضل أداء وجهد ممكن في العمل.. وأثناء رحلتي- التي تستغرق ساعتين بالعادة- تفاجأت بالعديد من التوقفات في الطريق السريع نتيجةً للزحام الشديد، وكنتُ أظن في البداية أنَّ السبب يعود لوقوع حادث مروري- لا قدر الله- أو نقطة تفتيش على الطريق.
تكررت الوقفات، وفي كل مرة لا أجد سببًا سوى العدد الكبير من السيارات التي تسير في الطريق أو رتل من الشاحنات التي تسببت في تكدس السيارات الكثيرة خلفها، والحقيقة أنَّ عدد السيارات كبير جدًا لدرجة غير معتادة حتى في إجازات الأعياد. وفي طريقي مررت بأحد المواقع السياحية الوطنية الثقافية الحديثة، وذُهِلتُ من عدد السيارات المتوقفة هناك؛ لدرجة أن أصحابها استخدموا الباحات المُحيطة بالمبنى كمواقف من شدة الزحام، وهذه المناظر تبعث على الراحة والسعادة عندما نشاهد هذا النشاط السياحي الداخلي.
صورٌ متعددةٌ نقلتها لنا وسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام إجازة العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، مشاهد من كل ولاية تكتظ بالزوار الذين توافدوا لمشاهدة معالم وطنهم والاستمتاع بطبيعتها المتنوعة والخلابة. اكتظت ولاية نزوى وحارتها الشهيرة التي عبرت سمعتها الحدود وصيت سوقها التقليدي وصل مسامع القاصي والداني، وتجمهرت الجموع لمشاهدة (رونات) رمال بدية والاستمتاع برمالها الذهبية ولسعة برودتها وممارسة نشاطات متعددة ومتنوعة فيها، كما امتلأت ثوارة نخل بالجموع التي قدمت لتشاهد روعة المياه الساخنة المنسابة من تحت الجبال والعيون التي تنفجر عذوبة.
في كل محافظة من محافظات الوطن العزيز مناطق سياحية بعضها معروف ومكتشف وبعضها مازال ينتظر، وقبل أسبوعين دعاني أحد الأصدقاء لزيارته في ولاية الخابورة وتوجهنا إلى وادي شافان، لقد أذهلتني تلك الطبيعة الجبلية الساحرة ومنظر المياه التي تنساب وسط الجبال، وقد تغلغلنا إلى عمق المنطقة وأنا في طريقي أتساءل لماذا لم أزر هذه المنطقة من قبل، وهل وحدي الذي لم يكتشف هذا المكان أم هناك غيري ممن لا يعرف ما تختزنه هذه البلاد من أماكن غاية في السحر والجمال؟ وكم من مكان جميل لم نصل له بعد، رغم أني من هواة السياحة الداخلية.
ما شاهدناه في الإجازة الماضية أمر يدعونا للوقوف وقراءة المؤشرات بدقة وتحليل الأرقام التي رصدت، فقد أبلغني زميل لي أنه حاول حجز نزل أو فندق في ولاية نزوى خلال هذه الأيام ولم يجد غرفًا شاغرة، كما إن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق والاستراحات في عموم البلاد بلغت أعلى نسب لها، وهذه مؤشرات مُبشِّرة بانتعاش السياحة الداخلية ويجب البناء عليها من أجل تعظيم الاستفادة من القطاع السياحي الذي يعد أحد قاطرات التنويع الاقتصادي ومولداً لفرص العمل التي سوف تساهم في حل قضية الباحثين عن عمل.
يجب أن نعمل على تشجيع السياحة الداخلية من خلال توفير البنية التحتية المناسبة وتوفير الخدمات الأساسية في كل المواقع السياحية، وخلق التنافسية التي تساهم في زيادة العرض وتلبي كمية الطلب المتزايد يومًا بعد يوم، يجب علينا النظر لهذا الملف بشيء من الجدية والحرص على الدفع بالمؤسسات والشركات الناشئة إلى الاستثمار فيه وابتكار المشاريع التي تساهم في تجويد القطاع السياحي وتنهض به، ويجب أن نولي مساءلة الترويج عناية خاصة، حيث إن تنوع البيئات في بلادنا العزيزة يمنحنا فرصة تنويع أشكال السياحة ويجعل السائح قادرًا على اختيار ما يرغب فيه، ولذلك من المهم أن يعرف السائح ما لدينا، وهذه مسؤولية تقع على عاتق المؤسسة المختصة بالسياحة.
لا بُد من تعظيم الاستفادة من القطاع السياحي إن كنا ننشد التنويع الاقتصادي ونرغب في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" وعلينا أن ندرك معنى استثمار الفرص المتاحة واستغلالها بالشكل الأمثل وأن نحول هذا القطاع إلى إحدى ركائز الدخل القومي وأن ندفع به نحو زيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وما شهدناه خلال الأيام الماضية بمثابة مؤشر على إمكانية تحقيق ذلك، إذا ما استطعنا استثمار الفرص المتاحة.