يمانيون – متابعات
بفضلِ تواصُل ضّربات المُقاومة الإسلامية في العِراق ضد قوات الاحتلال الأمريكية في كلاً من سوريا والعراق.. يبدو أن الأخيرة تستعد للهروب “المُذل” من هذين البلدين العربيين إلى غير رجعة، بعد أن عاثت فيهما كل أنواع الفساد.

وقالت وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون” في تصريحات صحفية لها اليوم السبت: إن وتيرة الهجمات ضد الجيش الأمريكي في العراق وسوريا ارتفعت بشكل ملحوظ في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وبنسبة 45 في المائة.

وفي أحدث استهداف لقوات الاحتلال الأمريكي، أعلنت المقاومة العراقية اليوم، وفقاً للميادين، عن استهداف قاعدتي الاحتلال الأمريكي، “كونيكو” و”القرية الخضراء”، بالعمق السوري، بواسطة الطيران المسير من داخل الأراضي العراقية.

وأمس الجمعة، استهدفت المقاومة العراقية قاعدة “عين الأسد” الأمريكية، غرب البلاد، بواسطة المسيرات، ونشر الإعلام الحربي مقطعاً مصوراً يوثق لحظات إطلاق طائرة مسيّرة في اتجاه القاعدة الأمريكية قرب مطار أربيل، شمال العراق، بعد يوم من استهداف مماثل.

وتواصل المقاومة العراقية استهداف عدداً كبيراً من القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، مع بروز مخاوف بشأن بقاء القوات الأمريكية في هذين البلدين، وفق ما عبرت عنه مجلة (ذا أمريكان كونسيرفيتيف).. مؤكدةً أنّ القوات الأمريكية تخاطر بحياتها “بلا داعٍ”، بسبب الشلل السياسي، والافتقار إلى الشجاعة السياسية.

وفي مقال لها بعنوان (عارنا الوطني في العراق وسوريا)، شدّدت المجلة الأمريكية على أنّ هذه القوات موجودة في العراق وسوريا كجزء من “عملية قتالية مدمّرة للذات”.

واستهدفت المقاومة العراقية القواعد الأمريكية في سوريا والعراق عشرات المرات، مستخدمةً القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.. مُعلنة بكل وضوح أنّها تَعُدّ القواعد الأمريكية في سوريا والعراق هدفاً مشروعاً لها، بسبب الدور الرئيسي للأمريكيين في الحرب على غزة.

وقبل أيام صرح ‏مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن موسكو تمتلك معلومات بأن القوات الأمريكية تستعد للانسحاب من العراق.. فيما أكدت مصادر للميادين، أن أمريكا تعيد انتشار قواتها في سوريا بسبب عمليات المقاومة العراقية، المستمرة في ظل العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة.

ونتيجة للعمليات البطولية للمقاومة العراقية، فقد طلبت أمريكا من الحكومة العراقية، إجراء محادثاتٍ لترتيب وضع قواتها، بينما أكدت المقاومة العراقية، أن الطلب “ليس إلا محاولة لخلط الأوراق، وقلب الطاولة على المقاومة، وكسب الوقت، لتنفيذ المزيد من الجرائم والمخططات الشيطانية”.

وقالت المقاومة العراقية، في بيانٍ لها: إنّ الطلب الأمريكي “ما كان ليكون لولا ضربات المقاومة، وبركات دماء الشهداء”.. مُشيرةً إلى أنّ ذلك يُثبت بأنّ الأمريكي “لا يفهم غير لغة القوة”.

وانطلقت اليوم، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق وأمريكا، لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.. حيث أفاد المكتب الإعلامي للسوداني في بيان له، بأن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق”.

وفي هذا السياق.. قال الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان في مقال له اليوم السبت، على صحيفة الرأي: “أخيرًا رضخت الولايات المتحدة الأمريكيّة لمطالب المُقاومة الإسلاميّة العِراقيّة بالانسِحاب الفوريّ والسّريع والتخلّي عن جميع قواعدها العسكريّة في العِراق، والفضل في ذلك يعود بالدّرجة الأولى لهجمات المُقاومة التي استهدفت هذه القواعد في أربيل والشدادي، وعين الأسد، علاوةً على نظيراتها في سوريا مِثل حقل العمر و”كينيكو”، و”التنف”… وغيرها.”

ورأى عطوان أن تِعداد القوّات الأمريكيّة في العِراق صحيح أنه لا يزيد عن 2500 جندي، ولكن سحبها يُشكّل هزيمةً كُبرى لأمريكا، ونُفوذها في مِنطقة الشّرق الأوسط بعد هزيمتها المُهينة في أفغانستان.

وأكد أن أمريكا التي أنفقت حواليّ ستّة تريليونات دولار في حربها على العِراق، علاوةً على 4487 قتيلًا و32 ألف جريح، ستُواجه نهاية لم تتوقّعها مُطلقًا وبهذه السّرعة، ولا نعتقد أن سفارتها التي تحتلّ جُزءًا كبيرًا من المِنطقة الخضراء في بغداد، وتُعتبر الأضخم في العالم ستُعمّر طويلًا، جُزئيًّا أو كُلّيًّا، بعد انحِسار الوجود الأمريكي.

وشدد على أنه لا خِيار أمام أمريكا غير سحب قوّاتها من العِراق، وسيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان من أبرز قارعي طُبول الحرب على العِراق محظوظًا إذا جاء هذا الانسِحاب “المُهين” سَلِسًا وليس فوضويًّا مُخجِلًا على غِرار الانسِحاب من كابول.

وقال عطوان: “اللّغة الوحيدة التي يُمكن أن تفهمها القيادة الأمريكيّة هي لغة القُوّة، ويبدو أن المُقاومة العِراقيّة قرّرت استخدامها بكثافةٍ، بعد أن فشلت الحُكومات العِراقيّة في كُلّ مُحاولاتها الدبلوماسيّة في تطبيق قرار البرلمان بتفكيك وطرد جميع القواعد العسكريّة الأمريكيّة على أرض العِراق وإنهاء هذا الوجود الذي يتعارض مع أبسط مبادئ السّيادة الوطنيّة”.

كما أكد الكاتب الفلسطيني أن العِراق العظيم يعود بقُوّةٍ لمكانته الرّياديّة في مِنطقةِ الشّرق الأوسط والعالم العربي، وسَتُتوّج هذه العودة بكُلّ وضوحٍ في القضاء على الوجود الاستِعماري على أرضِه.

وكانت وزارة الخارجيّة العِراقيّة قد أعلنت الخميس، أنه تم الاتّفاق مع الولايات المتحدة على وضع جدول زمني تدريجي لإجلاء “المُستشارين” التّابعين للتّحالف الدولي عن الأراضي العِراقيّة، وإنهاء هذا التحالف.

ويشار إلى أن الإدارة الأمريكيّة كانت تتهرّب من المطالب العِراقيّة بالانسِحاب، واشترطت وقف جميع الهجمات التي تستهدف قواعدها العسكريّة قبل الدّخول في أيّ مُفاوضاتٍ في هذا الصّدد، ولكن تصاعد هجمات المقاومة على هذه القواعد بالصّواريخ والطّائرات المُسيّرة الانتحاريّة، وتعاظم الخسائر في صُفوف جُنودها دفعها إلى إسقاط هذا الشّرط.

ونشرت وسائل إعلام أمريكية بينها موقع “المونيتور” ومجلة “فورين بوليسي” تسريبات متقاطعة تحدّثت عن انسحاب وشيك للقوات الأمريكية من سوريا، وهو ما جرت مناقشته خلال اجتماع لـ”مجلس الأمن القومي” في البيت الأبيض، في الـ18 من يناير الجاري.

ويأتي ذلك بناءً على طلب وزارة الحرب “البنتاغون” تشكيل “لجنة السياسات المشتركة بين الوكالات (IPC)، والتي تضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، لمناقشة جدوى الوجود الأمريكي، وأفضل سبيل لإنهائه أيضا.. وهو ما اعتبرته التسريبات “قريباً جداً”.

وفي جردة حساب أجرتها “بغداد اليوم”، فإنه منذ 17 أكتوبر وحتى الآن، نفذت فصائل المقاومة العراقية أكثر من 150 هجوماً، وآخر رقم معلن عن عدد الإصابات المسجلة في صفوف الأمريكان كان إصابة 70 أمريكيًا، بحسب اعتراف “البنتاغون” والذي يبدو أنه بدأ يتحفظ عن عدد الإصابات.. بالمقابل، منذ 21 نوفمبر 2023 وحتى الآن، نفذت القوات الأمريكية ست هجمات فقط، أدت إلى مقتل عشرة عراقيين وإصابة أكثر من 25 شخصا.

وأعلنت حركة النجباء العراقية في بيان لها، اليوم السبت، أنها ستواصل عملياتها العسكرية في المنطقة، رداً على العدوان الأمريكي-الصهيوني، على الآمنين في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيانها: إن المقاومة تمتلك “رؤية متكاملة للوجود الأمريكي بكل أنواعه”، ورؤية واضحة لاستقلال العراق وتحريره من التبعية الأمريكية.. مضيفة: إن المقاومة حتى وإن استكملت طرد المحتل عسكرياً، “فإنها غير غائبة عن نفوذه وهيمنته في مفاصل الدولة”.

الجدير ذكره أن القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، تواجه تهديدات متنامية زادت حدتها مع انطلاق معركة “طوفان الأقصى” المباركة وشن العدو الصهيوني بدعم أمريكي عدواناً بربرياً على قطاع غزة، حيث تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لعشرات الهجمات، لذلك فلا خِيار أمام أمريكا إلا سحب قوّاتها من العِراق وسوريا.

-السياسية/ مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القواعد الأمریکیة فی المقاومة العراقیة القوات الأمریکیة فی العراق وسوریا سوریا والعراق ة الأمریکی ة الم قاومة فی سوریا ة فی الع

إقرأ أيضاً:

حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟

 

الاعتراف بالهزيمة والفشل مسألة غاية في الصعوبة، خصوصا من كيان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة وجيشاً مدرباً على أحدث التقنيات والتكتيكات العسكرية. لكن ماذا يعني الاعتراف المتكرر بأن حماس فكرة لن تختفي، سواء كان ذلك على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال “دانيال هغاري”، أو على لسان “بيني غانتس”، العضو السابق في حكومة الحرب المنحلة -زعيم معسكر الدولة المعارض-، الذي قال بأن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، ولكن يمكن القضاء على تطبيقاتها؟
عبارة غامضة لا تختلف عما قاله هغاري عندما أكد استحالة القضاء على حركة حماس؛ مطالبا الحكومة التي يترأسها نتنياهو بتقديم رؤية واستراتيجية لليوم التالي للحرب، ذلك أن اليوم التالي إن أطل برأسه فإن حماس لن تغيب عنه، بل ستكون حاضرة في تفاصيله وفي تفاصيل الرؤية والاستراتيجية المقترحة إسرائيليا وأمريكيا.
فكرة حماس التي لن تهزم، أقر بها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قبل أشهر قليلة، داعيا الكيان المحتل لضرورة إعداد خطة لليوم التالي للحرب، الأمر الذي يعجز الاحتلال عن صياغته؛ لغياب البدائل الممكنة أو القادرة على الصمود في وجه المقاومة الفلسطينية كقوة صلبة، وفي مواجهة الفكرة التي تمثلها حماس كمقاومة وثقافة ملتصقة بالحاضنة الاجتماعية.
تكرار العبارة “حماس فكرة”، إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة، مازال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي، وهي رؤية تتجاهل الموقف الدولي المنكشف لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي بعد المجازر المقترفة في قطاع غزة، في مقابل صمود المقاومة وتجذر فكرتها في الإقليم، وتحولها إلى أيقونة تعوزها تحالفات إقليمية يصعب القفز عنها أو فصل ساحاتها، وأخيرا صراع وتنافس دولي لن يسمح لأمريكا و”إسرائيل” بحسم المعركة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، التي تخوض مواجهة مع الصين وروسيا.
فكرة حماس تدعمها بيئة دولية وإقليمية يغلب عليها الاستقطاب والصراع، وصمود يكاد يتم شهره التاسع منتقلا إلى الشهر العاشر، فما بعد رفح التي راهن على اجتياحها نتنياهو، مازالت حماس القوة الفاعلة والمؤثرة في الميدان وفي الإقليم؛ كونها أحبطت مخططات الاحتلال في الحسم، وأعجزته عن رسم ملامح المرحلة بتعزيز انقساماته وتناقضاته الداخلية.
حركة حماس بهذا المعنى، تجاوزت كونها فكرة نحو كونها حقيقة مادية واقعة على الأرض ومؤثرة في فضائها المحلي والإقليمي، فهي جسم سياسي وعسكري مازال فاعلا، ما يجعل الرهان على تفككها من خلال الضغط العسكري وهْما وسرابا، في حين أن المراهنة على منظومة التحالفات السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة العربية والإقليم لتفكيك المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، تضاعف الضغوط على الشراكة الأمريكية العربية، وتهدد بتفكك وخلخلة النفوذ الأمريكي وإضعافه.
الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي، عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية، بتمسك دول الإقليم العربية باتفاق “أوبك بلس” النفطي مع موسكو، ورفض الانضمام لتحالفات وشراكات أمريكية، عنوانها محاصرة الصين والصراع في منطقة الباسيفيك.
أمريكا تختبر تحالفاتها وشراكاتها وتضغط للدفع بها نحو أقصى طاقتها، ضغوط يتوقع أن تُلحق مزيدا من الضرر بنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، التي فقدت تأثير قوتها الناعمة لحساب المقاومة الفلسطينية وفكرة حماس الصلبة على الأرض، التي هزمت فكرة أمريكا التطبيعية في المنطقة العربية، وهو السر الكامن وراء تكرار المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين القول؛ “إن حماس فكرة”، فهو تعبير مجازي يتجاوز الإشارة إلى الصمود الميداني والحاضنة الاجتماعية، التي أشارت إليها مجلة فورين أفيرز الأمريكية، التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، في مقال للكاتب الأمريكي روبرت بيب، “حماس تنتصر”، نحو هزيمة استراتيجية إقليمية أعمق في شقيها الناعم والصلب (التطبيعي والعسكري)، هزيمة وفشل أُخفيا خلف عبارات منمقة، اعتقد الأمريكي والإسرائيلي أن التلاعب بتوصيفهما يحدّ من أثرهما، ويساعد في احتوائهما مستقبلا.

مقالات مشابهة

  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية استهدفت هدفا مهما للعدو الصهيوني في حيفا
  • القوات اليمنية تستهدف بعملية مشتركة مع المقاومة العراقية هدفاً حيوياً للعدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة
  • القوات اليمنية والمقاومة العراقية تنفذان عملية ضد هدف حيوي بحيفا
  • القوات المسلحة تُنفذ عملية مشتركة مع المقاومة العراقية على هدف حيوي في حيفا
  • تنفيذ عملية مشتركة مع المقاومة العراقية على هدف حيوي في حيفا
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • وماذا بعد تلك التصريحات؟
  • المقاومة العراقية تهدد بتصعيد العمليات في حال شن حرب على لبنان
  • تنسيقية المقاومة العراقية تصدر بيانا يخص لبنان وفلسطين
  • "تنسيقية المقاومة العراقية" تجتمع إثر تهديدات إسرائيلية أمريكية بشن حرب شاملة على لبنان