يمانيون:
2025-01-19@14:25:44 GMT

“إسرائيل” بعد سبعة – 10..!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

“إسرائيل” بعد سبعة – 10..!

يمانيون – متابعات
من انتصارات عملية “طوفان الأقصى” إظهار حقيقة “إسرائيل” الإجرامية، التي عجز أصنام العرب وتُجار قضية فلسطين -من الذين وضعوها في رفوف المكاتب فنالها من الغبار ما نالها- عن إظهارها.

اليوم تبدو الصورة أكثر وضوحا للعالم -في جلسة واحدة- بعد أن نقل الأسد الأفريقي المأساة إلى لاهاي، وبدت هزائم “إسرائيل” تُبث مباشرة على الهواء.

فبعد 108 أيام من الحرب، استيقظت “إسرائيل”، يوم الاثنين الموافق 23 يناير 2024، على فاجعة قتل 24 جنديا وضابطا بهجوم واحد، وقذيفة واحدة، في عملية خاصة بغزة على أيدي أبطال المقاومة، أعادت ذكرى كابوس سبعة أكتوبر من جديد؛ لترتفع حصيلة قتلى الجيش الصهيوني إلى 558 جنديا وضابطا، وألفين و738 مصاب منذ التوغل البري في قطاع غزة.

وفي خضم هزائم “إسرائيل” المتلاحقة، فجرَّ محلل صهيوني – لم يذكر اسمه – جام غضبه أمام وسائل الإعلام العبرية، متناسياً نصحية بن غوريون، قائلاً: “حتى لو قضينا على كل مقاتلي حماس، وخرج واحد منهم فقط بيد مقطوعة ورجل مقطوعة، ويده الأخرى بها أصبعان فقط، سيرفع شارة النصر بها، وبهذا تكون قد انتصرت حماس”.

وعلى ذكر مقولة المؤسس بن غوريون القائلة: “علينا ألا نعطي معلومة للعدو.. علينا ألا نساهم في دب الفزع في أوساط المجتمع الصهيوني”.. التي أسس بها، عام 1948، منهجية التكتم على الهزائم والخسائر، فإنه ومنذ ذلك اليوم ومقص الرقيب العسكري يزداد حِدة.

لكن يبدو أن هزيمة “إسرائيل” يوم “سبعة عشرة” سببت صدأً بلون ذكرى الهزيمة الأسود، التي فاحت روائحها ملء الأفق، فكل اجتماع لحكومة الحرب الصهيونية ومجلسها الأمني المصغر ينتهي بتسريبات الخسائر والمشاجرات المحتدمة بين الأعضاء.

غارة القرن
يصف ضابط سابق – يعمل في الاستخبارات العسكرية الأمريكية- سكوت ريتر (62 عاماً) عملية يوم سبعة أكتوبر بأنها أنجح غارة عسكرية في القرن، مؤكدا أنه لا يمكن القضاء على حماس؛ لأنّها أصبحت رمزاً معنوياً وعملياً لمقاومة الاحتلال.

يقول ريتر، الذي كُلف آنذاك ضمن لجنة الأمم المتحدة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق خلال الأعوام من (1991 إلى 1998)، في مقال نُشر على حسابه بمنصة “إكس”: “حماس فأجأت العالم بعملية طوفان الأقصى، ولم تكُنْ المفاجأة فقط في حجم خسائر “إسرائيل” الضخمة، بل في عملية التخطيط والتنفيذ بسرية تامة، على الرغم من ما يُحاط بغزة من شبكات تجسس صهيونية تكنولوجيّة وبشرية”.

برأي الخبير العسكري ريتر، فإن المفاجأة المثيرة تمثلت بمدى نجاح أهداف العملية، ورجوع مقاتلي حماس إلى غزة، وفي قبضتهم أكثر من 240 أسيرا صهيونيا.

ويضيف: “ما فأجأني أكثر -كرجل عسكري مطّلع عن قُرب على جيش “إسرائيل” كوني أقوم بتدريسه، منذ سنوات- هي حالة تردي مستوى جنوده القتالية، خاصّة أفراد القوات البريّة، في ظل امتلاكه أسلحة متطورة، واعتماد مبالغ مالية ضخمة على التكنولوجيا، وإمكانيات القوات الجوية”.

ويؤكد: “كان فشل “إسرائيل” الاستخباراتي صادماً بالنسبة لي، لكن الصدمة الأعنف هي رد فعل الجيش الصهيوني أثناء هجوم 7 أكتوبر”.

روايات بنكهة الهزيمة
وبعد مرور 15 أسبوعاً، مُنذ السبت الأسود، يوم “7 عشرة”، تؤكد وسائل الإعلام العبرية أن “إسرائيل” ما تزال بعيدة عن تحقيق هدفيها: “تدمير قدرات حماس العسكرية، وعودة الأسرى”.

وتكشف سردية الروايات الصهيونية – على لسان عتاولة الإعلام العبري الممزوجة بنكهة الهزيمة- حجم الإحباط، وحالة التخبط التي تعيشها حكومة “إسرائيل”، والمجتمع الصهيوني ككل، ويكفي هنا اعتراف صحيفة “هآرتس”؛ حين قالت: “مع تجاوز الحرب مائة يوم لم تكسر الروح القتالية لحماس.. ليدرك الجميع أن البعبع كان مصمما للتخويف فقط من بعيد”.

تؤكد بنرة الهزيمة في مقال نشرته، الأسبوع الفائت، أن “الحرب لم تنتهِ بعد، لكن يمكننا القول بكل يقين: لقد هزمتنا حماس، وبفارق ضئيل، والنصر في الحروب لا يقاس بقتل أكثر، أو احتلال المزيد من الأراضي”.

والحديث ما يزال لـ “هآرتس”: “لقد حطم هجوم 7 أكتوبر صورة “إسرائيل”، وشعورها بالأمان، وسيجبرها على إنهاء قمعها العسكري للشعب الفلسطيني، وحل الصراع بالطرق السياسية”.

وهو ما يؤكده كبار ضباط الجيش الصهيوني لصحيفة “نيويورك تايمز”، قائلين: “إنه من غير الممكن القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى”.

بلع “الطعم”
ويشير إيفان إيلاند -من موقع “ناشيونال إنترست”- إلى أن ‏نتن ياهو بلع “الطعم”، فقد جرّته حماس لرد فعل مبالغ فيه عاد بضرر كبير على “إسرائيل”، ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية”.

يقول المحلل العسكري للقناة 11 العبرية: “الوضع الحالي لجيش الاحتلال في شمال قطاع غزة يذكرني بالوحل الأمريكي في العراق، حرب استنزاف طويلة الأمد، قاسية جداً، وصعبة جداً”.

ويؤكد رئيس جهاز الموساد السابق ، تمير باردو، أن “إسرائيل” بعيدة عن حسم المعركة.. وليس لحكومة نتن ياهو أي خيار لتحرير الأسرى غير عقد صفقة تبادل يحدد السينوار شروطها وموعد الإفراج”.

بدورها، صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اعتبرت ما حدث في “إسرائيل”، قبل ثلاثة أشهر، بفعل عملية “طوفان الأقصى” أخطر من حرب يوم الغفران.. فاحتقار حماس عام 2023 كان أعظم بكثير من احتقار مصر وسوريا عام 1973، ل”إسرائيل”.

يقول المحلل السياسي حازم عيّاد: “إن إسرائيل لا تعترف بكل خسائرها في الحرب، ولم يبقَ لها شيء تتفاخر به، فقد خسرت كل شيء”.

‎تكشف تصريحات جنرالات “إسرائيل” حجم الهزيمة، التي مني بها جيشها، وهذا رئيس الموساد السابق، داني ياتوم، يقول لقناة 13 العبرية: “لم ننجح بردع حماس، ولم نحرر الأسرى الذين قتل عدد منهم، ولا يزال نتن ياهو يتعمد إطالة أمد الحرب على أمل أن يخرج بصورة انتصار”.

ويوجز المؤرخ الصهيوني المخضرم، إيلان بابيه، فى ندوة عُقدت بمدينة حيفا، السبت 20 يناير 2024، احتضار المشروع الصهيوني في نقاط، بدأً بنشوب الصراع الداخلي بين العلمانيين والمتطرفين
في “إسرائيل”، وإدراجها كنظام فصل عنصري، وتنامي الدعم العالمي لقضية فلسطين بفعل حرب غزة، ضف إلى ذلك تردي وضعها الاقتصادي، وعجز جيشها عن حماية الحدود الشمالية والجنوبية، وهو ما حوّل مستوطنيها إلى لاجئين داخل الأراضي المحتلة.

رواد كازينو
ما يثير للسخرية والاستهزاء هو تشبيه ‏خبير الشؤون الاستخباراتية والأمنية الصهيوني، رونين برغمان، “إسرائيل” ،وجهازها الأمني بروّاد كازينو، أو شخص فقد الثقة بنفسه، فدخل ملهى ليلي ليضع نقوده في آلة القمار، وخرج خاسرا.
والكلام لبرغمان: “(إسرائيل) بكل أجهزتها تقف أمام آلة الحظ على الرغم أنها تخسر كل مرة، وتربح نقودا ضيئلة في أفضل أحوالها، لكن في نهاية الأمر هي في حالة خسارة هائلة، ولا تزال مستمرة في لعبة الخسارة”.

ويشير تقرير حديث للمخابرات الروسية، حول الوضع الداخلي في “إسرائيل”، إلى تخوّف نتن ياهو من حدوث انقلاب داخلي عليه، وحالة الإحباط التي يعيشها الجيش بعد كسر هيبة جنود النخبة في غزة، وطلب بايدن صيغة لوقف الحرب، فضلاً عن ثمن التنازلات التي ستقدمها “إسرائيل”، في ظل ضغط المقاومة الشرسة، وحجم جرائم الاحتلال التي باتت سيفاً مُسْلطاً لمحاكمة مرتكبيها.

وهنا تؤكد صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية -استنادا لمصادرها – انتهاء عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأصحبت أيامه معدودة على رأس حزب الليكود؛ رغم محاولته تشكيل جبهة داعمه.

كيان ضعيف
يقول الكاتب الصهيوني نحاميا شترسلر، في “هآرتس”: “لقد حولنا نتن ياهو إلى كيان ضعيف غير قادر على إدارة حرب بدون مساعدة أمريكية مستعجلة، ولم يحقق أي شيء مما وعد به: لم يدمر حماس، ولم يعد أي أسير، ومكانتنا في العالم تدهورت حتى لدى أمريكا، واليوم تمثل “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية”.

تقول رئيسة قسم العظام في مستشفى إيخيلوف بمدينة حيفا، الدكتورة ميري جاتانيو: “مر أكثر من 100 يوم من الجحيم، وكل يوم وأنا أبكي، وأنا أشاهد مئات الجنود مقطعة أطرافهم بلا أيادٍ، ولا أقدام، لقد دمرتني قصص الجنود الجرحى”.

يوم لاهاي الأسود
ويروي الكاتب الصهيوني، نداف إيال، عبر “يديعوت أحرونوت”، روايته ضمن سلسلة هزائم “إسرائيل”، قائلاً: “لا معنى لإنكار ذلك.. يوم أمس كان قاسياً على “إسرائيل” في لاهاي، بل أحد الأيام الأكثر قسوة على المستوى الدبلوماسي منذ اندلاع الحرب”.

وأضاف: “إسرائيل” خسرت بالفعل، حتى لم تنجح في إقناع المحكمة بعدم إصدار الأحكام المؤقتة، فقد ظهر ملف جنوب إفريقيا مرتّبا ومتقنا، ومليئا بالحقائق”.

وأمس الجمعة 26 يناير 2024 ، أصدرت محكمة الجنايات الدوليه في لاهاي ، ما يسمى قرار “التدابير المؤقتة” ضد “إسرائيل” يلزمها بعدم إرتكاب عمليات إبادة جماعية بحق الفلسطينين في غزة مع إستمرار محاكمتها بتهمة الأبادة، في حين لم يتضمن القرار وقفا لإطلاق النار .
كما يلزم القرار “إسرائيل” برفع تقرير خلال مدة شهر يتضمن حماية المدنيين وفك وإدخال المساعدات الإنسانية والسماح للمدنيين بالعوده لمنازلهم.

فاتورة الموت بنشوة النصر
وبعد مائة و13 يوما للحرب، وصل عدد شهداء غزة إلى 26 ألفا و300 شهيد، 64 ألفا و800 مصابا، ينظر الحكم الأمريكي إلى ساعته، يوشك أن يطلق صافرة النهاية، ما جعل جيش”إسرائيل” يرمي كل ثقلة مراهنا على تحقيق انتصار في معركة “خان يونس”.

الخلاصة: بما أن حرب غزة دخلت المرحلة الأخيرة، فإن نتائجها تشير إلى تجرّع “إسرائيل” سم الهزيمة، ولأول مرة مُنذ ٧٥ عاماً يُضرب رأسها، وتنكسر شوكتها على أيدي أبطال المقاومة، ووفقاً لمؤشرات الساسة والخبراء العسكريين، “ستحتفي غزة قريباً بنشوة النصر”.

– السياسية/ صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: نتن یاهو

إقرأ أيضاً:

فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم

 

– لا يستطيع قادة الغرب وكيان الاحتلال إنكار أن هذه الحرب التي تشارف على نهايتها في قطاع غزة، كانت حربهم معاً، وأنه لولا حجم انخراط الغرب مباشرة فيها إضافة إلى التمويل والتسليح والاستنفار وجلب الأساطيل لما استطاع الكيان الصمود حتى هذه الأيام، ولا يستطيع أيّ منهم إنكار أنهم وضعوا ثقلهم معاً سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً ومالياً للفوز بهذه الحرب التي تدور على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً فقط، ما يعادل حياً صغيراً في أي مدينة كبرى، وأن الضربة الأولى في هذه الحرب يوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م كانت كافية لزعزعة عناصر قوة الكيان، ما أجبر الغرب كله على الهرولة إلى المنطقة بقادته وجيوشه وماله وسلاحه، واستنفار آلته الإعلاميّة والدبلوماسية لضمان أفضل مستويات الدعم والإسناد لجبهة الكيان بوجه غزة.
– تحوّلت الحرب قضية أولى على جدول أعمال الساسة والقادة والإعلام والشعوب على مساحة العالم، ورغم الخذلان العربي والإسلامي لغزة على مستوى الحكومات والشعوب، فقد نجحت غزة باستنهاض حلفاء لها يساندونها بجبهات قاتلت قتالاً ضارياً بلا هوادة، وتحمّلت تضحيات جساماً، خصوصاً في جبهتي لبنان واليمن، حيث تكفلت جبهة لبنان بإنهاء قدرات جيش الاحتلال على خوض حرب برية، وأجبرته على المجيء إلى وقف إطلاق للنار بدون مكاسب وهو يعترف ببقاء المقاومة على سلاحها، وما يعنيه ذلك من قبول مبدأ العودة إلى التساكن مع قوى المقاومة المسلحة على الحدود، رغم دروس الطوفان التي أجمع عليها قادة الكيان لجهة أن هذا التساكن يعني أن الخطر الوجودي على الكيان قائم وأن المسألة مسألة وقت، ومَن يقبل بالتساكن على الحدود الشمالية يقبل مثله على الحدود الجنوبيّة.
– نجح اليمن بتحدّي القوة الأمريكية والغربية البحرية بكل ما لديها من حاملات طائرات وسفن حربية ومدمرات وغواصات، وفرض إرادته رغماً عنها منجزاً حصاراً بحرياً على ميناء إيلات حتى تمّ إقفاله، وتسببت صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة بتأكيد ما فرضته صواريخ لبنان وطائراته المسيّرة، لجهة عجز القبة الحديديّة بكل تقنياتها المتطورة رغم تدعيمها بشبكة صواريخ ثاد الأمريكية، فبقي المستوطنون يهرولون بمئات الآلاف إلى الملاجئ، وسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية، وفشلت كل محاولات إخراج اليمن من موقعه كجبهة إسناد لغزة، بل إن أحد أسباب السير باتفاق ينهي الحرب كان اليقين بأن هذا هو الطريق الوحيد المتاح للتخلص من العقدة اليمنية وما تسببه لواشنطن وتل أبيب من إحراج.
– عوّضت التداعيات التي ترتبت على حرب غزة عالمياً عن الخذلان العربي والإسلامي، مع ظهور حركة الجامعات الغربية بحيويتها وحضورها المميز، وتطورها نحو إطلاق مد ثقافي فكري تاريخي لإثبات الحق الفلسطيني بكامل التراب الوطني الفلسطيني، وتوسّعت حركات المقاطعة الاقتصادية، وتسبّبت بتغييرات هيكلية في شبكة علاقات الشركات العالمية الكبرى بالكيان، وامتلأت شوارع عواصم الغرب بالملايين تهتف بالحرية لفلسطين، كما شهد العالم إعادة تموضع سياسية ودبلوماسية ونهوض حركة مساءلة قانونية بوجه جرائم الكيان ووحشيته، رغم التهديدات الأمريكية بالعقوبات، فقطعت دول علاقاتها بالكيان وأغلقت سفاراتها لديها وسحبت سفراءها من عاصمته، واعترفت دول أخرى بالدولة الفلسطينية، وذهبت دول لمقاضاة الكيان أمام المحاكم الدولية، وتحرّكت المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة الكيان.
– عادت القضية الفلسطينية إلى وهجها كقضية دولية إنسانية وقانونية، لكن أيضاً كقضية استراتيجية يتوقف على حلها بصورة يقبلها الشعب الفلسطيني استقرار الشرق الأوسط، وتالياً سوق الطاقة واستقرار العالم، ولم يعُد العالم كما لم تعُد القضية الفلسطينية بعد هذه الحرب كما كان الحال قبلها، وهكذا حقق الطوفان أهدافه، وكانت عيون العالم على الطريقة التي سوف تنتهي من خلالها الحرب، لتحديد سقوف السياسة ومقدار القوة التي سوف ينجح الفلسطينيون في انتزاعها في ظل الضوء الأخضر الممنوح للكيان بتدمير كل ما يتصل بالحياة في غزة، وها هم يفرضون اتفاقاً لا يطال سلاح مقاومتهم، ولا يمنح الاحتلال أي امتيازات أمنية وجغرافية في قطاع غزة، ويجد أنه مجبر على إعلان انتهاء الحرب، وسوف يكون سقف تباهي حكام واشنطن وتل أبيب بما أنجز في غزة ولبنان واليمن هو ما قاله أنتوني بلينكن عن إنجازات أميركا وإسرائيل في لبنان، وسقفها إبعاد حزب الله عن الحدود، وقطع إمداده عبر سورية، لكن قوته باقية ولذلك فالإنجاز كما يقول إنه تمّ حرمان حزب الله من تشكيل تهديد راهن؛ بينما بعض الحمقى والمهابيل في لبنان يحتفلون بأن نزع سلاح حزب الله على الطاولة، وهكذا سوف يقولون عن غزة، تحييد التهديد الراهن؛ بينما يحتفل بعض مهابيل وحمقى الأجهزة في السلطة الفلسطينية بالحديث عن هزيمة المقاومة وحتمية نزع سلاح المقاومة.. ويبقى الأهم ما تقوله واشنطن وتل أبيب لا ما يردده أيتام الوحدة 8200، إن القضية هي منع التهديد اليوم وليس آلة القوة وأسباب القوة، لكن ماذا عن الغد، والاحتلال لن يحلم في أي منازلة مقبلة، وهي مقبلة حكماً، ما يشبه ما ناله في هذه الحرب ولم ينجح بتحقيق النصر؟.
رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

مقالات مشابهة

  • مهندس “خطة الجنرالات”: حماس انتصرت ومنعت “إسرائيل” من تحقيق أهدافها
  • مسؤول صهيوني سابق: الحرب انتهت بفشل مدوٍ لـ”إسرائيل” وحماس انتصرت
  • خيانة..آلاف في إسرائيل يتظاهرون ضد وقف إطلاق لنار ويطالبون باستمرار الحرب
  • منهم بن غفير.. وزراء بحكومة إسرائيل يعلنون أنهم سيستقيلون بسبب اتفاق غزة صباح الأحد
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • ساسة وعساكر “إسرائيل”: أنتصرت غزة
  • لماذا وافقت إسرائيل على الصفقة الآن بعد تعنت طويل؟
  • حماس: أرغمنا إسرائيل على وقف عدوانها والانسحاب رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب
  • رئيس حزب الجيل: إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب على غزة
  • وزير خارجية إسرائيل: لم نحقق أهداف الحرب رغم الضربات القوية