إلى الكابتن عادل عباس

 

لا أبالغ حين أقول إن لاعبي منتخب الناشئين هم أفضل نواة لتأسيس منتخبات يمنية قوية على مستوى منتخب الشباب أو المنتخب الوطني، لأن جميع اللاعبين موهوبون وقدراتهم الفنية عالية ويمكن أن تصبح مواهب عالمية إذا ما صقلناها وأوليناها الرعاية والاهتمام بتطويرها حتى يصبحون نجوماً للكرة اليمنية ومنتخباتها.
ولكن ورغم هذا كله لاحظت مؤخرا كُتاباً وكتابات في مواقع التواصل الاجتماعي تمدح الكابتن عادل عباس وبشكل مفرط وتنفخ بقدراته وتروج أخباراً عن احترافه في أندية أوروبية وأخرى عربية، أسلوب النفخ الزائد الذي رأيته يضر في شخصية اللاعب ليصل إلى مرحلة الغرور وكما يعرف الجميع أن الغرور الطريق الأقرب إلى المقابر.

الجمهور الرياضي اليمني عاشق ومحب لمنتخب الناشئين ومنهم عادل عباس كلاعب مهاري مميز وهذا أمر متفق عليه، لكن التطبيل والمدح الزائد عن حده يدخل الإنسان والرياضي على وجه التحديد في توهان الغرور الذي هو مقبرة للمواهب والموهوبين ونحن نعرف كثيراً من تلك المواهب الرياضية التي دمرها وقبرها الغرور ولم نعد نسمع عنها شيئاً، وضاعت قدراتها وإمكانياتها ومواهبها التي كانت تشعل الحماس وتشد عشق كرة القدم كما هو حال الكابتن عادل عباس.
بدون ذكر أسماء فالساحة اليمنية كانت مليئة بالموهوبين الرياضيين الذين سطع نجمهم ثم أفل بشكل سريع والجماهير الرياضية لم تعد تتذكرها أو تذكر محاسنها ومهاراتها وإبداعاتها وشهرتها اندثرت والسبب الغرور والشهرة التي تسبق الموهبة.
وهنا أود أن انصح الموهوب الكابتن عادل عباس ابن مدينة عدن أن لا يلتفت إلى مديح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأن لا يعير اهتماماً لذلك المديح والإشادات المبنية على الأعجاب بمهارات وإمكانيات اللاعب عباس، الفنية والمهارية التي قدمها خلال مسيرته مع منتخب الناشئين، وإذا ما أنشغل بمتابعة ما يكتب عنه وبهذا الكم من المديح، فمن المؤكد أن يتأثر ويؤثر عليه كلاعب موهوب ويتلبسه الغرور وهو لا يدري ويفقد بسببه موهبته وإمكانياته الإبداعية والفنية الرياضية، وبالتالي يدخل مقبرة الموهوبين من أوسع أبوابها ويحرم نفسه وعشاقه ومحبيه من الجمهور اليمني جمال تلك الإبداعات والمهارات الفنية التي أتحف واسعد الجماهير اليمنية بها.
لذلك نصيحتي للكابتن عادل عباس أن يبتعد عن الإعلام وكلام رواد التواصل الاجتماعي الافتراضي الذي أحياناً يصنع من الحبة قبة، وأقول للكابتن عادل عباس: ركز على تطوير موهبتك الفنية والبدنية والرياضية، لأنك نجم الكرة اليمنية في المستقبل ونحن أملنا فيك كبير لتكون راية رياضية خفاقة في الملاعب الرياضية ولاعباً تتسابق عليه كبرى الأندية العالمية، لأن هذا هو عشمنا فيك وفي كل لاعب موهوب من زملائك.. أتمنى منك استيعاب هذا الأمر جيدا.

المصدر: الثورة نت