حلقة نقاش وزارية حول تطوير السياحة في الأوقات غير المستقرة بمعرض إسبانيا
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
في إطار فعاليات منظمة السياحة العالمية في معرض فيتور 2024 FITUR، نظمت الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط بالمنظمة جلسة نقاش وزارية حول: كيفية بناء علامة إقليمية للسياحة في الأوقات غير المستقرة، اليوم في معرض السياحة في مدريد، إسبانيا.
وشارك في جلسة النقاش معالي وزير السياحة والآثار بالمملكة الأردنية الهاشمية، الأستاذ مكرم مصطفى القيسي، ومعالي وزير السياحة والآثار بجمهورية مصر العربية، الأستاذ أحمد عيسى، ومعالي وزير التجارة الخارجية والسياحة بجمهورية البيرو، الأستاذ خوان كارلوس سالاثار، وسعادة الرئيس للمجلس العالمي للسفر والسياحة، السيدة جوليا سيمبوسون، وأدار الحلقة، الباحث في درجة الدكتوراه بجامعة كمبلوتنسي في مدريد، الأستاذ حسن بن منصور النجراني.
وفي مستهل الحلقة، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة السياحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، الأستاذة بسمة بن عبدالعزيز الميمان، إن منظمة السياحة العالمية تعمل على تعزيز السياحة وتسهيل وصول السياح لجهاتهم المحددة، وأن الشرق الأوسط لطالما كان مفترق طرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولديه بنية تحتية قوية ومبادرات مدعومة من الحكومة تهدف إلى التنويع الاقتصادي، مما يمهد الطريق لنمو وتطور واسع النطاق.
وأضافت الميمان أنه بالنظر الى منطقة الشرق الأوسط، سنجد أنها قد عانت من سلسلة من الصدمات العالمية منذ جائحة كورونا في عام 2020 وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت اقتصاد اتها مرونة استثنائية، مما رسم توقعات اقتصادية إيجابية للمنطقة، وقيام منظمة السياحة العالمية التدابير اللازمة لمساعدة الدول الأعضاء على الاستجابة بفعالية لتأثيرها على قطاعات السياحة لديها من خلال عدد من المبادرات مثل تشكيل لجنة الأزمات العالمية وصياغة توصيات للتخفيف من اثار الجائحة على السفر والسياحة.
وخلال الجلسة تناول أصحاب المعالي الوزراء عددا من المحاور منها كيف يمكن للحكومات في منطقة الشرق الأوسط الترويج للسياحة في الأوقات غير المستقرة؟، والرسائل الرئيسة التي يجب توجيهها إلى العالم وخصوصا إلى القطاع الخاص ووكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحية ، وكذلك كيف يمكن للوجهات السياحية أن تعاود الصعود، وما هي الخطط والخطوات المعتمدة لتدفق السياح، وتحفيز كل من صانعي السياسات والمستثمرين على دعم قطاع السياحة في الأوقات غير المستقرة، والآليات وأدوات الاستثمار المالي المتاحة لدعم السياحة في منطقة الشرق الأوسط.
وأثنى أصحاب المعالي الوزراء على الخطط السعودية في تطوير السياحة وأن المنطقة ستستفيد من ذلك الدعم اللامحدود للسياحة، مؤكدين أن الدول في منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون متفاعلة ومتكاتفة وأن على الجميع المشاركة في دعم السياحة في المنطقة، وأيضا على القطاع العام والخاص في دول المنطقة العمل على تعزيز العمل المؤسسي في تطوير السياحة.
وفي ختام حلقة النقاش استمع أصحاب المعالي الوزراء للعديد من المداخلات، كما تم التقاط صور تذكارية بهذه المناسبة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: السياحة معرض فيتور منطقة الشرق الأوسط السیاحة العالمیة السیاحة فی
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"