الثورة نت:
2024-07-06@12:02:27 GMT

الكيان الصهيوني والعدالة الدولية

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

 

رغم أن الأعمال الإجرامية التي قامت بها العصابات الصهيونية هي جرائم مشهودة وموثقة بالصوت والصورة، سواء بأيديهم أو بأيدي الآخرين، إلا أنه لم يتسن المحاسبة عليها أمام المجتمع الدولي والعدالة الإنسانية بفعل الفيتو الأمريكي والبريطاني وغيرهما من الدول الداعمة لإنشاء وتأسيس الكيان الصهيوني، ففي كل مرة نجد أن المجتمع الدولي عاجز عن الإدانة، وعن إيفاد لجان تقصي الحقائق حتى أن تلك اللجان يتم إفشال جهود تأسيسها إذا لم تكن منحازة لهم.


واليوم استطاعت جنوب إفريقيا أن تضع الإجرام الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية لكي يشهد العالم هل مازالت هناك عدالة قادرة على محاكمة القتلة والمجرمين أم أن المسألة ستكون كسابقاتها إدانات وشجب ثم استنكار وسكوت، وبينما تتكلم الحقائق والأحداث والصور عن إجرام يمارس وفق خطط مدروسة وتكتيكات معدة مسبقا لتحقيق أكبر قدر من الإبادة والإرهاب ضد شعب أعزل ثلثاه من الأطفال والنساء بعد أن تم قتل الرجال، إما بأساليب الاغتيال أو الاعتقال أو الاستهداف المباشر، فإننا وجدنا محامي الكيان الصهيوني في إحدى مرافعات المحكمة يتحدث عن أن تلك الجرائم تفتقر إلى النية، بمعنى أنها صادرة عن سهو أو نسيان أو خطأ وليست أعمالاً قائمة على ممارسات منهجية ومخططة ومدروسة.
في تحديد المسؤولية عن الأعمال الإجرامية يذهب الفقه الجنائي إلى اعتماد القصد الذي يقوم على العلم والإرادة والأساس في ذلك توافر النية في تلك الأعمال، وفي الاطلاع على بعض ما ورد في الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا وتحديدا ما يتعلق بالنيات، نجد عجبا رغم أن الدعوى لم تحط بكل الأقوال والأفعال الصادرة عن المسؤولين الصهاينة وغيرهم من القائمين على الإجرام الصهيوني نظرا لأنها تفوق الحصر وتعتمد على الأسس الدينية والثقافية وغيرها، فالنية كأمر خفي لكن يمكن الاستدلال عليه من خلال الفعل ومن خلال الآلة المستخدمة فيه وهنا نجد في الحالة الصهيونية توافر الأمرين معا، فالنوايا الإجرامية واضحة ودالة على الإبادة الجماعية والقتل والتشريد وغيرها، بالإضافة إلى استخدام أفتك وأقذر الأسلحة المحرمة دوليا، ولن نسرد أنواع الأسلحة ولا آثارها، فقد شاهد العالم أجمع أحياء سكنية تقصف وتدمّر ويباد كل من فيها، لكننا سنتوقف قليلا لاستعراض النوايا الإجرامية وذلك تحقيقا لقول المولى عز وجل وقوله الحق المبين ” قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ” آل عمران (118).
النوايا الإجرامية
بعد مبادرة حماس في 7 أكتوبر خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتن ياهو” ووعد بالعمل بقوة في كل مكان وبعدها أكد قائلا: (نحن نضرب أعداءنا بقوة غير مسبوقة)، وهذا التصريح بعد مرور سبعة أيام من سابقه بعد وصول (القنابل والصواريخ من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وغيرها من الحلف الصليبي الذين توافدوا سراعا لتقديم التعازي والمواساة والمساندة وإيجاد الغطاء السياسي والعسكري لممارسة الإبادة الجماعية المخطط لها سلفا والتي كشفت الحركات الفلسطينية أمرها وبادرت بالفعل لإفشالها، وهذه التصريحات تشير بوضوح إلى التوجيهات التي مارس الجيش الصهيوني عمله بموجبها وتحرك بكل أسلحته للقتل والفتك بالأطفال والنساء حتى أنه صرح أن الجنود (يفهمون نطاق المهمة وهم مستعدون لهزيمة الوحوش المتعطشة للدمار التي قامت ضد إسرائيل لتدميرها)، ولم يغب عن باله الاستشهاد بالنص التوراني كتحفيز على مزيد من القتل والإبادة حتى قال (نحن نواجه وحوشا قتلت الأطفال أمام والديهم، وإنها ليست معركة فقط إسرائيل ضد البرابرة، بل معركة الحضارة ضد الهمجية)، وكان ذلك مفتتح عمليات القصف الجوي والبحري على غزة، أما في الاستعداد للغزو البري، فقد استشهد بقصة العماليق (اذهب وهاجم عماليق واحرم كل ما يخصه لا تشفق على أحد، بل اقتل على حد سواء الرجال والنساء والأطفال والرضع، الثيران والأغنام)، لقد أطلق رأس الإجرام قطيع الكلاب مزودا بأفتك أنواع الأسلحة ليقضي على شعب أعزل، لا يفرق في الإبادة بين إنسان أو حيوان أو امرأة أو طفل، فالكل مستهدف والكل يجب القضاء عليه وإبادته.
ورغم أن الرئيس منصب بروتكولي باعتبار أن النظام برلماني فإن التوجه هو ذاته من رأس الهرم السلطوي إلى أصغر جندي في القوات الصهيونية، فقد حمل الرئيس (هوتسوغ) الفلسطينيين المسؤولية (فليس هناك مدنيون غير مشاركين وغير مدركين وأنهم سيقاتلون حتى يكسر عمودهم الفقري)، بل أنه ذهب للتوقيع على القنابل والصواريخ التي سيتم بها قصف المدنيين على أرض غزة وعمّد إجرامه بخط يده وأثبت نواياه الإجرامية لكل العالم، لكن في إطار العدالة وسوق الأدلة والاحتكام إلى الحق.. فهل بعد ذلك يمكن القول إن الجيش الإسرائيلي مارس إجرامه بناء على تصرفات فردية، وأن تلك الجرائم ارتكبت بدون نوايا لإحداثها؟
أما القيادة العسكرية المتمثلة بوزير الدفاع، فإذا كانت تصريحات وأقوال من سبقة تمثل الجانب السياسي واتجاه الحكومة، فإن تصريحاته تمثل الأساس في مسؤولية الجيش العامل تحت أمرته وقيادته حيث صرح بأنه (سيفرض حصارا كاملا على غزة لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، وكل شيء مغلق، نحن نقاتل حيوانات بشرية وأنه يتصرف وفقا لذلك) وأكد لقواته المستعدة لدخول غزة أنه (اطلق جميع القيود) وبالتالي فبإمكانهم أن يفعلوا ما يشاءون، فلا شيء يعوقهم في ممارسة الإبادة والإجرام على أرض غزة، ولم يكتف بذلك بل أعلنها صراحة (غزة لن تعود كما كانت قبل سنقضي على كل شيء إذا لم يستغرق يوما واحدا، فسوف يستغرق أسبوعا قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهر، سنصل إلى جميع الأماكن)، فعباراته واضحة لاستهداف والقضاء على كل شيء، وفعلا تحركت قطعان الإجرام، فقتلت الأطفال وحتى الخدج في الحضانات وقتلت النساء الحوامل ودمرت الاحياء السكنية والمستشفيات ودور العبادة، حتى تجاوز الإجرام أكثر من ثلاثين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح بخلاف الأضرار المادية والمعنوية والآثار النفسية على الذين حالفهم الحظ ولم يفتك بهم المجرمون أو دفنوا تحت وركام انقاض المباني والأحياء المدمرة على رؤوس ساكنيها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سورية… الجامعة العربية تطالب بوقف حرب الإبادة في غزة

القاهرة-سانا

أدان مجلس جامعة الدول العربية اليوم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مطالباً مجلس الأمن الدولي بلجمها، وبوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومحذراً من أن تلك الممارسات العدوانية يمكن أن تزيد احتمالات الانزلاق إلى تصعيد إقليمي خطير.

وأشار المجلس في قرار له في ختام دورته غير العادية التي عقدت اليوم في مقر الجامعة بالقاهرة على مستوى المندوبين إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية تمثل انتهاكاً سافراً لسيادتها وسلامة أراضيها، وخرقاً للقانون الدولي واتفاقية فض الاشتباك، مجددا التأكيد على الوقوف إلى جانب سورية في ممارسة حقها بالدفاع عن أرضها وشعبها.

وطالب مجلس الجامعة، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على لجم تلك الاعتداءات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 تنفيذاً لقراراته ذات الصلة، بما فيها القرارات 242 و338 و497.

كما أدان المجلس الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، وضرورة ممارسة الضغوط الدولية لمنع “إسرائيل” من شن حرب عدوانية واسعة عليه، وحملها على إنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية المتبقية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري، ووقف خروقاتها لسيادة لبنان براً وجواً وبحراً.

وحذر مجلس الجامعة من أن استمرار ارتكاب “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال، جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ورفضها الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوقف إطلاق النار، والأوامر الملزمة لمحكمة العدل الدولية بوقف قتل الفلسطينيين، إنما تمثل اعتداء على المنظومة الدولية بشكل عام وعبثاً بالقانون الدولي والقيم الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتنفيذ تدخل حقيقي وحاسم يمكن من وقف جريمة الإبادة الجماعية فوراً، وملاحقة “إسرائيل” على جرائمها، ومجدداً التأكيد على الرفض القاطع لمخططات الاحتلال لما يسمى “اليوم التالي للعدوان”، وعلى أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين.

وأعرب المجلس عن الأسف حيال إخفاق مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في تنفيذ الوقف الفوري والعملي لإطلاق النار في غزة، بما يمكن من تسهيل إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى القطاع.

وأدان مجلس جامعة الدول العربية بشدة السياسات والإجراءات العدوانية التي يتخذها الاحتلال، بهدف منع تجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض، والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية، والتوسع الاستعماري الاستيطاني، بما في ذلك شرعنة 5 بؤر استيطانية في مناطق إستراتيجية بالضفة، والبدء بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية الجديدة، وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية في نحو 80 بالمئة من أراضي الضفة الغربية.

وطلب مجلس الجامعة من الأمانة العامة التنسيق مع الدول الأعضاء لتنفيذ قرار القمة العربية التي عقدت في البحرين في أيار الماضي بإدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى والمرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، والواردة في تقرير لجنة المندوبين الدائمين على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، والإعلان عن “قائمة العار” الواردة في تقرير اللجنة المذكورة لمسؤولي الاحتلال الذين يحرضون على الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم ومحاسبتهم في المحاكم الدولية.

ونوه المجلس بالجهود الدبلوماسية والقانونية التي قامت بها الدول والمنظمات الحقوقية ضد كيان الاحتلال في آليات العدالة الدولية، ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى المضي قدما في تحقيقاتها وملاحقاتها لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة العدوان بحق الشعب الفلسطيني، كما دعا جميع الدول للانضمام إلى تلك الجهود والمبادرات القانونية، وكذلك المنظمات والاتحادات والنقابات الحقوقية العربية، إلى المباشرة برفع قضايا ضد مسؤولي الاحتلال في المحاكم الدولية.

واستنكر مجلس الجامعة قيام بريطانيا بعرقلة مجرى العدالة الدولية والتسبب بإبطاء إنصاف الضحايا من خلال طلبها من المحكمة الجنائية الدولية السماح لها بتقديم ملاحظات مكتوبة حول ما إذا كان يجوز للمحكمة الجنائية الدولية أن تمارس ولاية قضائية على “إسرائيل”، وتحميل بريطانيا المسؤولية القانونية الدولية والأخلاقية عن هذا النهج القائم على العرقلة والمعايير المزدوجة لتمكين الجناة من الإفلات من العقاب.

وحذر المجلس من أن ما يجري من ممارسات إسرائيلية عدوانية من شأنه زيادة احتمالات الانزلاق إلى تصعيد إقليمي خطير، مطالباً المجموعة العربية في نيويورك بدراسة خطوات تجميد مشاركة “إسرائيل” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب عدم التزامها بمقاصد ومبادئ الميثاق، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين.

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان العربي يؤكد مواصلة تحركه لإيقاف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • هزات متواصلة للاقتصاد الصهيوني.. العمليات النوعية لليمن تؤلم الإسرائيليين
  • أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سورية… الجامعة العربية تطالب بوقف حرب الإبادة في غزة
  • إبادة عرقيّة وإبادة مجتمعيّة
  • مرصد الأزهر: الكيان الصهيوني شاذ دخيل على الشرق الأوسط غرسته أيادٍ غربية
  • أكثر من 38 ألف شهيد حصيلة الإبادة الجماعية الصهيونية على غزة
  • حكومة حزب العمال على خطى دعم الإبادة أم دعم وقفها؟
  • مرضى السرطان بغزة.. معاناة متواصلة بسبب الإجرام الصهيوني