الثورة نت:
2024-07-04@09:59:41 GMT

أمريكا أم الإرهاب وصانعته

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

 

 

عندما تعلن الإدارة الأمريكية بأنها صنفت جماعة أنصار الله ( الحوثيين ) كما تصفهم؛ جماعة إرهابية فهذا يعني أنها صنفت السواد الأعظم من اليمنيين على أنهم إرهابيون، وهذا ليس بغريب على أمريكا وسياستها التسلطية القائمة على الغطرسة والتعالي والبطش والإجرام والتوحش، وبالمفهوم الأمريكي للإرهاب فإن مثل هذا التصنيف يعد مصدر فخر وعزة لليمن واليمنيين، فالإرهاب حسب المفهوم الأمريكي هو الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والذود عن الحمى والسيادة، وهو الوقوف إلى جانب أبناء قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة شاملة لم يسبق لها التاريخ المعاصر مثيلا .


يجرم ويشنع الأمريكي قيام القوات المسلحة اليمنية بمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتعاونة مع هذا الكيان المحتل الغاصب من الوصول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، كإجراء فرضه الواجب الديني والأخلاقي والإنساني للضغط على هذا الكيان للسماح بدخول المساعدات الإغاثية ونقل آلاف الجرحى للعلاج في مصر والأردن بعد أن دمر الاحتلال غالبية المشافي في القطاع المحاصر الذي تحول إلى منطقة منكوبة ؛ في الوقت الذي يعمل الأمريكي ليلا ونهارا على دعم وإسناد الكيان الصهيوني وتزويده بأحدث وأفتك الأسلحة المحرمة دوليا، ويعمل على توفير الغطاء السياسي والحماية الدولية له للمضي في حرب الإبادة التي يشنها على أطفال ونساء غزة على مرأى ومسمع العالم قاطبة .
ويرى الأمريكي أن مساندته للقاتل المجرم الغاصب المحتل الصهيوني من الواجبات التي لا يمكنه التخلي عنها، ويصر على استعداء من يقف ضد سياسته الخرقاء، ويرى في نصرة أبناء غزة إرهابا وإجراما، وهو ما يجعلنا نشعر بالارتياح؛ لأننا ندرك صوابية توجهنا، ومشروعية خياراتنا المناصرة لإخواننا في قطاع غزة، ولن يزيدنا التصنيف الأمريكي إلا إصرارا على المضي في مسار ودرب ( الإرهاب ) الذي يرضي الله ورسوله، ( الإرهاب ) الذي نرهب به إسرائيل وأمريكا وبقية الطواغيت وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي التي تمثل الإرهاب والإجرام الحقيقي بسلوكياتها وممارساتها الإجرامية الديكتاتورية التسلطية الاستعمارية المتوحشة التي لا تقرها أديان و لا تتماشى مع المواثيق والقوانين والمعاهدات والأعراف الدولية .
كلنا نعرف حقيقة أمريكا، وطبيعة الجرائم التي ارتكبتها وما تزال في العالم، والتي جعلت منها أم الإرهاب وصانعته، وكل الشواهد التي تؤكد ذلك ماثلة للعيان، وعلى كل أحرار العالم التحرك الجاد لمناهضة هذا الإرهاب الذي يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والسلم الاجتماعي والسلام على المستوى العالمي، فأمريكا بسياستها الإرهابية تستدعي الدخول في تحالفات على المستوى الإقليمي والدولي للتصدي لها وإيقافها عند حدها، وكبح جماحها، فما هو حاصل اليوم في قطاع غزة، وما تقوم به من تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن يمثل نتاجا لهذا السلوك الإجرامي الإرهابي الذي لا يمكن لأي حر القبول به، أو السكوت عنه على الإطلاق مهما كانت التبعات والنتائج .
بالمختصر المفيد، الإرهاب والإجرام أمريكي بامتياز ومن يقل خلاف ذلك يغالط ويضحك على نفسه، وعلى الأمريكي أن يعي ويدرك جيدا أنه مهما أرعد وأزبد، ومهما تهدد وتوعد؛ فإنه لن يفت في عضدنا، ولن يثنينا عن القيام بواجب نصرة غزة حتى يتم إنهاء العدوان عليها ورفع الحصار المفروض عليها والسماح بتدفق المواد الغذائية والإغاثية عبر معبر رفح دون قيود للتخفيف من معاناة الأهالي التي بلغت مستويات لا تطاق، وغير قابلة للتحمل.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية

 

لقد مرّ ما يُقاربُ تِسعة أشهر على زلزال طوفان الأقصى الذي غيّر المُعادلات النّاجمة عن تخاذل وضعف ووهن معظم حُكّام الدّول العربيّة ورُعاتها الدوليين لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنّى الصّهيونيه بالمُطلق حيث نجمَ عن هذا الاستبداد ما يُقارب 40 ألف شهيد و100 ألف جريح فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء فضلًا عن آلاف المفقودين وتدميرٍ وحشي للبشر والحجر وإباداتٍ جماعيةٍ واضحة وجليّة فضلًا عن مجاعةٍ بدأت تفتكُ بالأطفال، وباتت تهدّدُ مئات الآلاف من السّكان على أرض مُغتصبةٍ مُقدّسة أمام مرأى المُجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدّوليّة وشُرعة حقوق الإنسان كرمىً لعيون الأخطبوط الصهيوني الإرهابيّ العنصريّ النازيّ المعادي للسّامية. وها هو الوقح نتنياهو يعترف ويتبجّج بكلّ وقاحةٍ أمام المجتمع الدّولي بإنه يسعى لصفقة جُزئيّةٍ لن تتعدى المرحلة الأولى من الصّفقة وهي أضعاثٌ من الأحلام.
إنّ المجتمع الدّولي الأسير للهيْمنة الأميريكيّة التي باتت تفقدُ هيّمنتها رويدًا رويدًا ما زال يكيل بمكياليْن في حربِ روسيا على أوكرانيا وإدانتها ومُعاقبتها أمام المحافل الدوليّة على عكس مقاربته للكيان الصّهيوني المؤقّت ومُكافأته على حرب الإبادة لغزّة وشعبها الأسطوريّ ومُقاومته الباسلة حيث إن طوفان الأقصى سيستمرُّ بتداعياته لعنةً أبديةً تُزلزلُ هذا الكيان من خلال حرب أهليةٍ ليْست ببعيدة نتيجة الفشل والتخبّط وتبادل الإخفاقات والانقسام الحادّ بين جماعات مجتمع هذا الكيان اللقيط والمرتزق.
أما في لبنان الذي فرض وجوده بفضل المقاومة، فما زال يشهد لمقاومته تحرير عام 2000 ونصر تمّوز 2006م اللذين صرعا هذا الكيان فانهارت هيبته، وما زالت ارتدادات هزيمته هاجسًا في وعيٍ المضروب، وما زالت المقاومة تتفنّن بإذلال جنود النّخبة في هذا الكيان وبث الرّعب بألويته وليس آخر إبداعات المقاومة طائر الهُدهد الذي كان صاعقة له ولداعميه بانتظار حماقة جديدةٍ من العدوّ تدمّر ما سينتج عنها من خلال استهدافات بنكٍ هائلٍ من الأهداف الاستراتيجيه تُنذر بهجرةٍ معاكسة لثلثي هذا الكيان، إضافة لأكثر من نصف مليون هاجروا منذ بداية طوفان الأقصى. ومن هنا فإن الموازين تستبعد توسيع الحرب لوجود توازنٍ للرّدع والرّعب، مع التذكير أن من الممكن أن يتغلب جنون العظمة عند نتنياهو والأحمقين سموتريتش وبن غفير فتتحول نسبة الحرب الضئيلة إلى حربٍ عمياء تبطش وتدمّر في الضفّتين وتقتل وتُبيد لكن مع فارق أكيد ألا وهو أنّ مصير هذا الكيان إلى الزّوال المتسارع، لا سيّما أنّ شعبنا اعتاد على الظروف القاسية بكلّ تفرعاتها منذ عشرات السنين وما من شيءٍ يخسره رغم أزماته الاقتصادية وهرطقات سياسييه الطّائفية، وجعجعات البعض الفتنوية وتنبّؤاتهم والقصص الخيالية لبعض الصحف الصفراء ووسائل الإعلام المأجورة. وما فبركة إشاعاتٍ للمطار إلاّ واحدةٌ من العديد العديد من الجعجعات الداخلية والخارجية. أمّا الكيان الصّهيوني النّازيّ المُعادي للسامية فإن تدمير منشآته وبُناه التحتيّة واللوجستية والبشرية وهجرته العكسية الهائلة سينذر بزواله خلال فترة ليست ببعيدة، رغم الدلال العالمي الذي تتمتع به الصّهيونية، حيث إنّ الشعوب هي الضحايا والصهيونية هي الذّئاب المفترسة وانبطاحات بعض حكام الدّول العربيّة هي المتخاذلة ومعظم دول الغرب هي الضباع وبلاد العم سام هي الرأس المُدبر لكل الأزمات…

مقالات مشابهة

  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية
  • العودة الأوروبية إلى المنطقة
  • الخارجية الإيرانية: فرض العقوبات الاقتصادية على الدول المستقلة من أهم مظاهر انتهاك واشنطن لحقوق الإنسان
  • جوش سارجنت بعد توديع أمريكا الكوبا: أنا مصدوم
  • انفضاح الإرهاب الأمريكي.. ماذا بعد؟!
  • ثروت الخرباوي: منتخب العالم للإرهاب يرتدي العالم ثياب الإسلام ويتسلل لإفريقيا
  • بعد وداع كوبا أمريكا.. أمريكيون يطالبون برحيل بيرهالتر
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة