المقاومة ظاهرة ومسار طبيعي ….وإسرائيل إلى زوال
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
“طوفان الأقصى” هي خطوة أو عمل طبيعي لمسار طبيعي أن التاريخ يعلمنا أن ظاهرة الاستعمار دائما ما تعقبها بشكل تلقائي ظاهرة أخرى كرد فعل طبيعي لها وهي ظاهرة المقاومة وحركات التحرر الوطني وتظهر لنا ما عرف بالحروب غير المتكافئة الحرب بين جيش نظامي وقوة غير نظامية، ويخبرنا التاريخ أيضا انه دائما ما يأخذ ميزان القوة بين الاحتلال والمقاومة مسارا تصحيحا شيئا فشيئا لصالح المقاومة أصحاب الأرض إلى أن يصل لنقطة تزيد فيها تكلفة الاحتلال على العائد من عملية الاحتلال الاستيطاني.
قوة المقاومة دوما في نمو متصاعد والعملية التراكمية في الخبرات والقوة في نمو مطرد، وعلى الجهة الأخرى المحتل العدو يعيش في عملية انكسار وتضعضع تدريجي وخفوت في القوة والهيبة قوة الردع لديه تتلاشي، قوته السياسية والعسكرية تنكسر وتنحسر ويهزم نفسيا ومعنويا قبل أن تهزم آلته العسكرية.
ولأن طبيعة المعركة غير متكافئة بين القوتين قوة المقاومة وقوات الاحتلال الغاصب فالمقاومة دائما تكون عملية تراكمية قوتها الاستراتيجية تكمن في *الإرادة* أولا ثم تراكم الخبرات والبناء عليها وصمودها وثباتها وصبرها الاستراتيجي فمسارها أي المقاومة يكون تصاعدياً وفرصة الحاق الهزيمة بالعدو تدريجية وتصاعدية مسارا يبدأ من الصفر ويكبر وينمو تدريجيا وينتهي بتحويل هذه الإرادة والإيمان إلى فعل وبرنامج مقاوم مستمر حتى النصر الحتمي بأذن الله.
ولأن الكيان الصهيوني هو كيان مصطنع ورأس حربة لمشروع استعماري خطير، تم فيه تجميع هذه الكتل البشرية من جميع أصقاع العالم ليستوطنوا ارض فلسطين وبعد ذلك تم إنشاؤه ليكون دولة طبيعية واطلق عليه دولة إسرائيل، ولأنهم ليسوا أصحاب الأرض وغير متجانسين وما هم إلا غاصبون للأرض والحقوق ولا ينتمون بصلة لهذه المنطقة ولا لثقافتها، يعتمد هذا الكيان منذ نشأته على استراتيجية الأمن كركيزة لبقائه. هذه الاستراتيجية المرتبطة بالأمن والاستقرار تستند إلى أربعة عوامل.
العامل الأول الزمن: الصهاينة يضعون رهانا عاليا على عامل الزمن بأن الزمن يعمل لصالحهم وان مقاومة الشعب الفلسطيني لا بد أن تأتي عليها يوما وتخفت معها فكرة المقاومة ويمل المقاومون ويتعب الشعب الفلسطيني ومن ثم تتلاشى المقاومة وتنتهي ويتم تصفية القضية. فلذلك يجب أن لا يعمل الزمن لصالح العدو الصهيوني بل يكون الزمن لصالح المقاومة بتراكم الخبرات و تعمل في مسار تصاعدي تتنامى فيه قوتها وتزداد مع الزمن صلابة إرادتها وهذا ما اثبته “طوفان الأقصى” لقد دحضت عملية “طوفان الأقصى” فكرة أن الزمن سيعمل لصالح المشروع الصهيوني.
العامل الثاني: النسيان أو التقادم: الصهاينة الإسرائيليون يراهنون على النسيان وعلى أن الأجيال الفلسطينية الجديدة ستنسى يوما ما الأرض والوطن والقضية والحقوق التاريخية وحق العودة وبالتالي تنتهي القضية مع مرور الزمن. وهذا ما اعتمدته سياسات القوى الإمبريالية قوة الاستكبار على رأسها الولايات المتحدة من سياسات تسويف للقضية الفلسطينية. ولكن لسوء حظهم لا الصغار نسوا ولا الكبار كلوا ظلت فلسطين بمقدساتها الإسلامية والمسيحية في وجدان الفلسطينيين أينما ذهبوا وحلوا بل في وجدان الأمة العربية والإسلامية وما قامت به عملية “طوفان الأقصى” إلا إشعالا لنار خامدة تحت رماد لم تطفئها القضايا الجزئية والفرعية القضية الفلسطينية ظلت ومازالت هي أم القضايا ومع عملية طوفان الأقصى توهجت القضية الفلسطينية في ضمير الأمة العربية والإسلامية بل وأخذت تأخذ مساراً إنسانياً عالمياً باعتبارها قضية بين الحق والباطل بين الظالم والمظلوم واضحت عنواناً للمظلومية وشواهدنا على ذلك المظاهرات التي رأها العالم كله في عواصم دول أوروبية وتوجه دولة جنوب أفريقيا لرفع قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل. الأجيال الفلسطينية الشابة أظهرت تمسكها أكثر بأرضها وقضيتها وحقها في المقاومة بكل الوسائل المشروعة وعلى رأسها المقاومة المسلحة واستطاعت هذه الأجيال أن تنقل قضيتها وتروج لسرديتها في بلدان المنفى الدول الغربية تحديدا.
رأينا مقاومون شبابا من الجيل الجديد يمتلك قوة وإرادة وإيماناً لا نظير له رأينا بأم أعيننا عمليات مقاومين من المسافة صفر وصمود جبار وإصرار على طرد المحتل ودحره. يجب أن يستمر هذا وان يعمل على توسيعه ودعمه ونصرته وتقويته والإشادة به.
العامل الثالث الأمن: يعتمد المستوطنون الصهاينة على فكرة الأمن الشامل كركيزة لبقاء كيانهم المصطنع لذلك يجب أن تضرب فكرة الأمن الشامل وفكرة الجيش الذي لا يقهر وهذا ما قامت به عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر وسبقتها حرب لبنان حزب الله وتأسيس السيد حسن نصر الله لفكرة وعقيدة “أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” وتحويلها إلى حقيقة واقعية وعلى ارض الواقع ، وكذلك ما تبع عملية “طوفان الأقصى” من مقاومة وبطولات أسطورية عقب اجتياح قوات الاحتلال لقطاع غزة وعلى جغرافيا فلسطين حيث هشمت المقاومة هذه الصورة الذهنية الزائفة ضربتها في مقتل معنويا وماديا وهشمت هيبة جيش الكيان الصهيوني وأرهقته واستنزفته و قد انعكس هذا بدوره بشكل مباشر على سيكولوجية المجتمع الصهيوني المنهك و المنقسم أصلا على نفسه. وهذا ما كان يجب أن يحدث لأن هذا الكيان أساسا مبني على فكرة التفوق الأمني والعسكري لذلك كان لزاما ضرب هذا الجدار الأمني المعنوي والمادي.
العامل الرابع الاقتصاد: وهو ركيزة مهمة جدا لقيام التجمعات الاستيطانية وهجرة المستوطنين إلي أرضنا المحتلة فلسطين. في الغالب الجانب الاقتصادي هو الدافع الأساسي للهجرة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، استخدمته الحركة الصهيونية كعامل جذب ليهود الشتات. مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من أحداث تم توجيه ضربة قاسية لهذا الاقتصاد استنزف بشكل كبير وسجل خسائر فادحة في اهم قطاعاته قطاع الزراعة وقطاع السياحة وقطاع التكنولوجيا، و مع دخول قواتنا الباسلة القوات المسلحة اليمنية، القوة البحرية القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة السيد عبدالملك الحوثي لمساندة أهلنا في غزة والضغط على الكيان الصهيوني في الجانب الاقتصادي وهو ما لم يخطر على بال قادة الكيان الصهيوني هذه الخطوة عمقت الأزمة الإقتصادية حيث تلقى اقتصاد الكيان الصهيوني ضربة قوية تعطل احد اهم موانئه النفطية واصبح مشلولا ميناء أم الرشراش(ميناء إيلات) واضطربت سلاسل الإمداد لديه، و كذلك مع ضربات حزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة تعمقت أزمة قطاع الزراعة وتلقي هذا القطاع هو الآخر ضربة جعلته شبه مشلول، أما درة تاج الاقتصاد الإسرائيلي قطاع التكنولوجيا تلقى أيضا ضربة قاسية لأن هذا القطاع شديد التأثر بالأزمات والحروب لقد فقد العديد من العاملين فيه وتم توجيه العمالة في هذا القطاع للحرب في جبهة غزة وجبهة لبنان في عملية تعبئة واسعة النطاق قامت بها إسرائيل. سبق هذا حملة دولية نشاط حركة مقاطعة إسرائيل المعروفة عالميا “BDS” بدأت في عام 2005 تدعوا إلى مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي اقتصاديا وحققت هذه الحملة نجاحات معتبرة في العالم وأضرت بشكل واضح لا لبس فيه بالاقتصاد الإسرائيلي. العامل الاقتصادي من العوامل المهمة لبقاء الكيان الصهيوني وهو عامل جذب فضربه يعني فقدان الكيان الصهيوني أهم عوامل بقائه على قيد الحياة بل هو كان يسعى لتحقيق التطبيع لإنقاذ اقتصاده وتوفير المحيط الحيوي لضمان استمرار حياة هذا الاقتصاد الذي كان يعاني بالأساس قبل السابع من أكتوبر. فعليا تم فرض شبة حصار اقتصادي على الكيان الصهيوني -دولة إسرائيل-.
إن الكيان الصهيوني ما يسمي بدولة إسرائيل هو جزءآ من مشروع إمبريالي استعماري يتعدى الحدود الجغرافية لأرض فلسطين التاريخية. وهو مشروع استعماري استيطاني صهيوني استكمالا للمشاريع الاستعمارية الإمبريالية السابقة، هو آخر مشروع استعماري استيطاني فعال في العالم المعاصر اليوم بل هو أخطر من المشاريع الاستعمارية الأخرى لأنه يعمل على تغيير الهوية والدين والثقافة ويدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية وينتهك حرمتها. الكيان الصهيوني هو كيان وظيفي لا يستمد مشروعيته من مشروع محلي وطني أو حركة شعبية اجتماعية متجذرة في الأرض بل هو عبارة عن مجموعات غير متجانسة من جنسيات وثقافات وخلفيات مختلفة تحكمها مجموعة من الأفكار والأساطير المتطرفة وتشتق هذه المجموعات السياسية الاجتماعية وظيفتها من هذا الكيان الوظيفي ودوره في شكل العلاقات الدولية القائمة ومن هذه العلاقة يشرع لنفسه ولوظيفته ودوره في هيكل المنظومة الإمبريالية الاستعمارية وما ترسمه له من أدوار ومشاريع في منطقتنا.
إن أسقاط المشروع الإمبريالي العالمي ومنظومة الهيمنة العالمية في السياق الأوسع وهياكلها واذرعها العالمية وجميع أشكالها وأنماطها القديمة والحديثة ومواجهتها على جميع الأصعدة العسكرية والاقتصادية والعلمية والثقافية أولوية يجب أن تكون هي قضيتنا المركزية ومحور العمل ومحور التفكير وكل ما عدا ذلك قضايا ثانوية في الأولويات وليس المقصود هنا أنها ليست مهمة ولكن يجب أن تكون مواجهة مشروع الإمبريالية هي القضية المركزية في طريقة تفكيرنا وتحليلنا لمجريات الأحداث ولكي نصل لهذا المستوى من الوعي و التفكير يجب علينا أن نفكر بطريقة تاريخية متسلسلة ومترابطة ندرس التاريخ جيدا لكي نفهم الحاضر ونحلل ونفكك التباساته وتعقيداته ونستشرف المستقبل.
بعد أن انتهيت من كتابة هذه الكلمات أود أن اختم وأقول فلسطين ليست هوية جغرافية أو هوية وطنية إنما هي هوية أوسع. هوية للنضال الوطني والحرية والاستقلال والكرامة، فلسطين مرادف لكلمة النضال والحرية والاستقلال والكرامة والعزة والعنفوان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تحليل بيانات: صافرات الإنذار دوت في إسرائيل أكثر من 28 ألف مرة منذ طوفان الأقصى
كشف تحليل بيانات أجرته وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة أن صافرات الإنذار دوت في إسرائيل أكثر من 28 ألف مرة من الشمال حتى أقصى جنوب البلاد منذ عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية من غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأظهر التحليل أن صافرات الإنذار دوت بمعدل 78 مرة يوميا، خلال عام واحد، بفعل هجمات فصائل المقاومة في غزة، وحزب الله من لبنان، والحوثيين من اليمن، وإطلاق صواريخ ومسيرات من العراق وإيران.
خريطة صافرات الإنذار من المستوى الأحمر منذ أكتوبر 2023 وحتى أكتوبر 2024ويستند التحليل على بيانات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي توفرها أنظمة الإنذار المختلفة وأبرزها تسيفا أدوم وتسوفار بمعنى الإنذار الأحمر، وهي الأنظمة المتخصصة في توجيه الإنذارات المتعددة للإسرائيليين في عموم المدن والمناطق حال وقوع هجمات صاروخية مختلفة.
ومنذ بداية عملية طوفان الأقصى، شهدت إسرائيل زيادة غير مسبوقة في عدد الإنذارات التي غطت معظم المدن والمناطق بما في ذلك القواعد العسكرية والمواقع والأهداف التابعة للجيش.
ضراوة الهجوم الصاروخيفي صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت كتائب القسام عند الساعة 6:25 دفعات صاروخية مكثفة استهدفت المواقع العسكرية الإسرائيلية ومنظومات القيادة والسيطرة، حيث بلغ عدد الصواريخ في الضربة الأولى 5500 صاروخ وقذيفة، وفق إعلان القسام، وهو بطبيعة الحال ما انعكس على المشهد الأمني في مدن إسرائيلية واسعة في جنوب ووسط إسرائيل.
حيث تظهر البيانات أن صافرات الإنذار دوت في يوم هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 4175 مرة داخل المدن الإسرائيلية، وكان جلها بين الساعة 6:29 صباحا حتى الواحدة ظهرا، وتأتي مدن القدس وتل أبيب الكبرى والرملة وهرتسيليا وديمونا واللد وجنوب يافا من بين أبرز المدن، في حين تركزت الهجمات الصاروخية على استهداف المواقع الإسرائيلية والمستوطنات في الجنوب، من بينها مدن عسقلان وبئر السبع وأسدود وعرعرة في النقب وقاعدة حتسريم الجوية.
خريطة صافرات الإنذار في السابع من أكتوبر 2023وبحسب صحيفة هآرتس، فقد قتل 39 إسرائيليا غالبيتهم جنود بفعل الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة خلال العام، وحوالي نصف القتلى كانوا في القصف الأول يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودوت صافرات الإنذار نحو 8535 مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك مع استمرار إطلاق الصواريخ والمسيرات من غزة ولبنان مع دخول حزب الله على خط المواجهة، ولم يختلف الوضع في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن سابقه، حيث جرى إصدار 4980 إنذارا مع بلوغ الحرب بين حزب الله وإسرائيل ذروتها ودخول مدن جديدة مثل صفد وحيفا وعكا وتل أبيب في دائرة الاستهداف.
خريطة صافرات الإنذار في أكتوبر 2023 و2024 التركيز على الهجمات الصاروخيةتشير البيانات إلى أن الغالبية العظمى من الإنذارات الصادرة عن الجبهة الداخلية كانت مرتبطة بهجمات صاروخية، حيث تشكل الإنذارات الحمراء أكثر من 23 ألفا و67 من إجمالي الإنذارات، مما يجعلها ضمن التحذيرات الأكثر شيوعا، وخاصة على صعيد المناطق القريبة من خطوط المواجهة، مستوطنات غلاف غزة، والبلدات والمواقع الواقعة في الجليل الأعلى شمالي إسرائيل.
وخلال العام نفسه، جرى تسجيل 5739 إنذارا بسبب التوغلات الجوية، حيث تتصدرها الطائرات المسيرة بدون طيار، التي يستخدمها حزب الله اللبناني بشكل يومي، وأطلقت أيضا من العراق واليمن عدّة مرات، وهو السلاح الذي برز بشكل كبير في هذه الحرب.
وتبين الإحصاءات كيف بدأت الهجمات الصاروخية بكثافة في أكتوبر/تشرين الأول، ووصلت إلى أدنى مستوياتها في فبراير/شباط 2024، ثم عادت للزخم والكثافة مع بداية سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي.
وكانت مخاوف التسلل حاضرة بين الإنذارات لكنها بنسبة أقل، حيث جرى إصدار 23 إنذارا على مدار العام، خاصة على صعيد المستوطنات في الضفة الغربية والمناطق الحدودية مع لبنان.
ودفعت عملية "طوفان الأقصى" الجيش الإسرائيلي للتفكير في إضافة إشارة إنذار إضافية في مستوطنات غلاف غزة، إلى جانب إنذار الصواريخ، حيث تختص الإشارة الجديدة للتحذير من عمليات تسلل مسلحين، وفق صحيفة معاريف.
المدن والمناطق الأكثر تأثراوتصدرت منطقة "خط المواجهة" كما تعرفها الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي الحدود الشمالية لإسرائيل، أكبر عدد من الإنذارات بواقع نحو 8728 إنذارا، كما شهدت منطقة "غلاف غزة" وهي المنطقة المحيطة بقطاع غزة قرابة 3288 إنذارا، إلى جانب نحو 2013 إنذارا في الجليل الأعلى ومنطقة "لاخيش" شمال النقب بواقع 2379 إنذارا.
وتوضح المعطيات أن مدينة كريات شمونة في الجليل الأعلى والقريبة من الحدود اللبنانية، شهدت أكبر عدد من الإنذارات، حيث تم تسجيل 417 إنذارا، مما يشير إلى تركيز حزب الله هجماته الصاروخية على هذه المدينة التي تركها غالبية سكانها، كما شهدت بلدات شمالية أخرى مثل تل حاي ومرغليوت عددا كبيرا من الإنذارات، حيث تم تسجيل 276 و273 إنذارا على التوالي.
وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أن السلطات عملت على إجلاء أكثر من 23 ألف ساكن من مدينة كريات شمونة الشمالية منذ بداية الحرب وبقي فيها عدد قليل، لكن حزب الله طالب من تبقى بالمدينة ومدن ومواقع أخرى بالإخلاء باعتبارها أهدافا عسكرية يتحصن بها الجيش الإسرائيلي.
وفي جنوب إسرائيل، شهدت مستوطنة نتيف هعسراه القريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة حوالي 240 إنذارا، حيث تعرضت لعمليات استهداف بالصواريخ والقذائف بشكل متكرر.
الهجمات الإيرانيةعلى مدار العام الحالي، شنت إيران هجومين صاروخيين منفصلين على إسرائيل، الأول كان في أبريل/نيسان، حيث أطلق الحرس الثوري عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية ردا على قصف سفارة طهران بدمشق، والهجوم الثاني هو الأوسع والأعنف، والذي وقع في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستخدمت فيه إيران نحو 180 صاروخا أصابت بعضها قواعد عسكرية إسرائيلية، وذلك ردا على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعباس نيلفروشان القيادي في الحرس الثوري الإيراني.
خريطة الإنذارات في يوم 1 أكتوبر 2024 إيلات ساحة معركةكانت مدينة إيلات على مدار السنوات الماضية منطقة هادئة وبعيدة عن تقلبات الواقع الأمني الإسرائيلي، حتى أصبحت ملجأ لعشرات الآلاف من سكان جنوب إسرائيل والشمال أيضا في ظل التوتر، لكنها تحولت مع الحرب إلى أحد الأهداف الإستراتيجية للصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق من اليمن والعراق على مدار الأشهر الماضية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مدينة إيلات استضافت نحو 35 ألف ساكن من مستوطنات الجنوب ومحيط غزة، بينهم 6 آلاف من مدينة سديروت.
ودوت صافرات الإنذار بفعل الهجمات الصاروخية من لبنان ما يزيد على 12 ألفا و530 مرة خلال عام واحد، وتأتي غزة في المرتبة الثانية، حيث جرى تسجيل نحو 11 ألفا و160 إنذارا، و418 إنذارا بفعل عمليات إطلاق صواريخ ومسيرات من اليمن، و60 مرة بفعل إطلاق من الأراضي السورية، و29 مرة من العراق، وفق ما أوردته البيانات.