الثورة / أحمد المالكي

منذ وقت مبكر عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تجميد أو إلغاء عمل الأونروا في وقت سابق من الحرب الراهنة على الفلسطينيين المحاصرين في غزة، ومارست ضغوطاً من أجل ذلك، وهو ما أثار مخاوف كبيرة في الأراضي الفلسطينية.
وتؤكد تصريحات لمسؤولين في مخيمات اللجوء، تحركات الأمريكية لإلغاء عمل الأونروا، إذ تحاول واشنطن وتل أبيب إلغاءها وإيقافها نهائياً كونها الشاهد الأممي الأكبر على احتلال فلسطين وتهجير أبنائها.


ولعلَّ التمهيد لتهميش أو إلغاء الأونروا، كان قد تمثَّل في تخفيض الدول المانحة مخصصات الدعم للوكالة عدة مرات، إلى حد أن الدعم لم يعد يغطي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في مواطن اللجوء، خاصة في الأردن الذي يستضيف العدد الأكبر منهم بما يتجاوز 3 ملايين لاجئ داخل وخارج المخيمات.
وأعلنت أمريكا وإيطاليا وأستراليا وكندا وعدد من الدول، عن تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بعد أن وجهت إسرائيل اتهامات لموظفين في المنظمة الأممية بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر.
واتهمت إسرائيل منظمة الأونروا بأنها ذراع مدنية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة.
ويأتي تجميد الدعم المالي الأمريكي للأونروا عقب قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل، حيث فرضت المحكمة تدابير طارئة بحق إسرائيل في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا بشأن الإبادة الجماعية في غزة.
ويشمل الحكم اتخاذ جميع التدابير لمنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية، وضمان عدم قيام الجيش الإسرائيلي بأي أعمال إبادة، ومنع ومعاقبة أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب إبادة في القطاع، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوصول المساعدات الإنسانية، إلا أن لاهاي لم تقر قراراً بوقف الحرب على القطاع.
وحذرت السلطة الفلسطينية من مخاطر سياسية وإنسانية «كارثية» تترتب على قرار وقف دعم الأونروا من جانب الدول.
وقالت الأمم المتحدة إنها تجري مراجعة مستقلة عاجلة وشاملة للأونروا للتبين من صحة الاتهامات الإسرائيلية، وعبّر أمين عام المنظمة عن «رعبه» من هذه المعلومات.
ورغم أن التحقيق لا يزال جارياً، قالت وكالة الأونروا إنها أنهت عقود عدة موظفين لديها جرى اتهامهم بالضلوع في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.
فيما اتهم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأونروا بإعلان الخبر بالتزامن مع الاهتمام العالمي المنصب على محكمة العدل الدولية، والتي أمرت إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
ولم يُكشف عن عدد الموظفين الذين قيل إنهم ضالعون في الهجمات ولا عن طبيعة ضلوعهم المزعوم.
وتُموَّل الأونروا بالكامل عبر التبرعات الطوعية، إلا أن الدعم المالي لم يواكب مستوى ارتفاع الاحتياجات، ونتيجة لذلك تعاني موازنة الوكالة الأممية من عجز كبير، وبالتحديد في دعم الخدمات الرئيسة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا تتحالف مع الدعم السريع وأنت من المساليت، وقد ارتكبوا إبادة جماعية بحق أهلك؟

من أحاجي الحرب ( ١٧١٣٠ ):
○ كتب: د. Khalid Sid Ahmed Awadelkarim
*حين يكون الموقف من الأساس خاطئاً، فإن المنطق لا يمكن أن يكون سليماً.*
وهذا تماماً ما كشفته ثلاث مقابلات فقط، وثلاثة أسئلة مباشرة، كانت كفيلة بنسف “تاريخ” ثلاث قيادات إلى الأبد — إن جاز أن نُطلق على أفعالهم لفظ تاريخ وعليهم صفة قيادات.
مذيعة الحدث تسأل عبد الواحد:
– هل تعتبر ما حدث للمساليت إبادة جماعية؟
عبد الواحد: نعم.
– من ارتكبها؟
عبد الواحد: أنا ما بعرف.
(موسيقى حزينة ترافق مراسم دفن عبد الواحد).

ثم تسأل صندل:
– لماذا تتحالف مع الدعم السريع وأهلك محاصرون في الفاشر، وقد ارتكبت مجزرة في معسكر زمزم؟
صندل: لدينا تاريخ طويل من المجازر… والعدل والمساواة حركة سياسية… وعمر البشير…
(موسيقى حزينة أثناء مراسم دفن صندل).

ثم جاء الدور على الحلو:
– لماذا تتحالف مع الدعم السريع وأنت من المساليت، وقد ارتكبوا إبادة جماعية بحق أهلك؟
الحلو: النظام السابق والجيش ارتكبوا مجازر أكبر.
(موسيقى حزينة أثناء مراسم دفن آخر ذرة من منطق عند الحلو).

ثلاثة أسئلة فقط… كانت كافية لهدم سرديات بُنيت على التناقض والازدواجية.
سقط القناع، ولم يتبقَ سوى الفراغ.
قيادات خلا
د. خالد سيد أحمد عوض الكريم
١٧ أبريل ٢٠٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
  • وزير الزراعة يختتم أعمال الدورة الحادية والثلاثين لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل
  • إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة
  • الأونروا: إسرائيل تستخدم المساعدات "ورقة مساومة" و"سلاح حرب" ضد قطاع غزة
  • استشهاد عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • الأونروا: لا مبرر للعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين
  • الأونروا: لا مبرر للعقاب الجماعي على الفلسطينيين
  • مقال بنيويورك تايمز: في دارفور إبادة جماعية لا تنتهي فصولها
  • لماذا تتحالف مع الدعم السريع وأنت من المساليت، وقد ارتكبوا إبادة جماعية بحق أهلك؟