خبراء: كليات الهندسة تحكم بوصلة بناء أجيال الاستدامة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
دبي: محمد إبراهيم
أكد عدد من الخبراء والأكاديميين، أهمية دور كليات الهندسة في بناء أجيال الاستدامة، إذ إنها تحكم بوصلة تمكين المجتمعات الخضراء بمقوماتها ومساراتها واتجاهاتها الحديثة المتغيرة، لاسيما في ظل تغييرات المناخ وقضايا البيئة التي تتنامى عاماً تلو الآخر.
وأكد الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض بجامعة العين، أهمية دور الجامعات في تعزيز أهداف الاستدامة، بدمج مفهوم الاستدامة في البرامج الأكاديمية، إذ أخذت الجامعات والمؤسسات التعليمية على عاتقها مهمة بناء جيل من الخريجين المثقفين بيئياً، بتوفير الدراسات البيئية والهندسة المستدامة، ومناهج الأعمال الصديقة للبيئة.
وقال: إن المبادرات البحثية تدفع الجميع إلى الابتكار في التقنيات والسياسات المستدامة، وتسهم في الحلول العالمية، كما تعمل الجامعات مراكز للتعاون المتعدد التخصصات، ما يعزز الشراكات بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والصناعات المختلفة، لمواجهة التحديات البيئية الملحة. موضحاً أنه بالتعليم والبحث والمشاركة المجتمعية، لا تعدّ الجامعات الطلاب للوظائف الخضراء فحسب، بل تؤثر، كذلك، في التوجه المجتمعي، وتعزز نهجاً شاملاً للاستدامة في عالم سريع التطور.
تخصصات متنوعة
وأكد الدكتور فادي غيث، رئيس كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية، بجامعة «هيريوت وات دبي»، أن تخصص الهندسة الميكانيكية مهم لتعزيز أهداف الاستدامة، حيث يصمّم المهندسون الميكانيكيون الأنظمة، ويحسّنونها لتكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ما يقلل استهلاك الطاقة الإجمالي في الصناعات والنقل والمباني، وتساعد هذه العملية في خفض انبعاثات الكربون، والتخفيف من تغير المناخ.
وأضاف، أن المهندسين يشاركون في تصميم تقنيات الطاقة المتجددة، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، وأنظمة الطاقة الكهرومائية، وتسهم ابتكاراتهم في الانتقال إلى مصادر طاقة أنظف ومستدامة، كما يركزون على إيجاد حلول النقل المستدامة، بتصميم محركات موفرة للوقود، ومركبات هجينة وكهربائية، وتحسين كفاءة المركبات بشكل عام، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقليل الانبعاثات.
هندسة الروبوتات
وأفاد بأن هندسة الروبوتات، من التخصصات الأكثر شيوعاً، وأهمية في تحقيق أهداف الاستدامة، حيث يبتكر المتخصصون فيها مشاريع تعزز الكفاءة والإشراف البيئي، ويمكن للتطبيقات الروبوتية في الزراعة، على سبيل المثال، تحسين استخدام الموارد، وتقليل النفايات، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة.
أما في التصنيع، فتعمل الروبوتات على تسهيل العمليات، وتقليل استهلاك الطاقة وهدر المواد، وتستفيد المدن الذكية من الروبوتات في إدارة الموارد، وتعزيز وسائل النقل العام، لتقليل الانبعاثات، فضلاً عن أن التقنيات الروبوتية تساعد على المراقبة البيئية، والتنظيف بأنظمة الروبوتات الذكية.
ويرى أن هندسة الطاقة المتجددة، محرك رئيسي يزود الطلبة بالمعرفة، والمهارات اللازمة، لإحداث ثورة في الطاقة المتجددة، والطاقة النظيفة، إذ إن متخصصيها يسخّرون الطاقة من المصادر الطبيعية مثل، الشمس والرياح والمياه، للتخفيف من الأثر البيئي، ومعالجة تغيرات المناخ، وتقليل انبعاثات الكربون، بتصميم حلول الطاقة النظيفة، وتوفر أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوربينات الرياح.
خطط الاستدامة
ويرى الدكتور عطا عبد الرحيم، مدير التعليم المستمر، في الجامعة القاسمية، أن دراسة الهندسة تشكل أهمية كبيرة في تحقيق خطط الاستدامة، إذ تعدّ بمختلف تخصصاتها، جزءاً أصيلاً من استراتيجية تحقيق أهداف الاستدامة، حيث تزود الطلبة والمهنيين بالمعرفة، والمهارات اللازمة لتصميم وتنفيذ حلول صديقة للبيئة.
وأضاف أن المهندسين، يؤدون دوراً محورياً في تطوير التقنيات المستدامة، وتحسين استخدام الموارد، وتصميم بنية تحتية مرنة، وتتيح الطبيعة المتعددة التخصصات للتعليم الهندسي، التعاون عبر المجالات، ومعالجة تحديات الاستدامة المعقدة بشكل شامل، ما يحقق مستقبلاً أكثر استدامة بابتكارات متطورة، توازن بين الاحتياجات البشرية والخصوصيات البيئية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الاستدامة أهداف الاستدامة
إقرأ أيضاً:
بنعلي تعلن عن إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال بالناظور على خلفية ارتفاع لافت للاستثمار في الطاقات المتجددة
أعلنت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عن إطلاق طلب إبداء اهتمام يهم تطوير البنيات التحتية الغازية الوطنية، والذي يشمل إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال (GNL) بميناء الناظور غرب المتوسط.
جاء هذا الإعلان خلال مشاركة الوزيرة، يوم الأربعاء 23 أبريل، في أشغال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الطاقة، المنعقد بمدينة ورزازات تحت شعار: “الطاقات: ركيزة استراتيجية للأمن المائي والتنمية المستدامة”، والمنظم من طرف فيدرالية الطاقة بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (MASEN) ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN)، وبرعاية ملكية، وترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء وشركاء دوليين وفاعلين من القطاع الخاص.
وأكدت بنعلي، أن المملكة رفعت من وتيرة استثماراتها في مجال الطاقات المتجددة، حيث تمت مضاعفة المتوسط السنوي لهذه الاستثمارات أربع مرات، إضافة إلى مضاعفة الاستثمارات السنوية في مجال تقوية شبكة النقل الكهربائي خمس مرات مقارنة بالفترة الممتدة بين سنتي 2009 و2024.
وكشفت الوزيرة أنه سيتم تشييد شبكة أنابيب الغاز لربط هذه المحطة بأنبوب الغاز المغاربي-الأوربي (GME)، مع تزويد المحطات الكهربائية الحالية والمستقبلية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمناطق الصناعية إلى غاية القنيطرة والمحمدية.
وأفادت أنه سيتم لاحقًا ربط المقاطع الجديدة بمحطات GNL مستقبلية على الواجهة الأطلسية، وبمشروع أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي الجاري تطويره عبر ميناء الداخلة، في أفق تعزيز سيادة المغرب الطاقية وتوسيع آفاق الشراكة الإقليمية.
وشددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على أهمية التكامل بين الطاقة والماء والأمن الغذائي في ظل السياق الجيوسياسي العالمي والضغوط البيئية المتصاعدة، مؤكدة أن الانتقال الطاقي في المغرب يمثل خيارًا استراتيجيًا تؤطره الرؤية الملكية منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.
وأبرزت دور التعاون الدولي في تسريع هذا الانتقال، مشيرة إلى الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا، ضيف الشرف لهذه الدورة، وذلك من خلال مشاركة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، جيرار ميسترالي. وقد تطرقت إلى الاتفاقيات الأخيرة بين البلدين في مجالات الهيدروجين الأخضر، والربط الطاقي، ودعم إزالة الكربون في القطاع الصناعي.