دوامة البحر الأحمر تعصف بقناة السويس وتضع مصر أمام خيارين
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
تمثل هجمات الحوثيين على سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر مشكلة كبيرة لمصر، إذ تتجنب سفن عديدة الآن استخدام هذا الممر الحيوي، وبالتالي قناة السويس المصرية؛ مما يضع القاهرة في مأزق، فإما أن تعجز عن سداد الديون أو تلجأ إلى قرض جديد.
تلك القراءة طرحها كل من كيرستن نيب ومحمود حسين في تحليل بموقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" (Deutsche Welle) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أنه "مع بدء السفن في تجنب مضيق باب المندب بين شبه الجزيرة العربية وشمال شرق أفريقيا، وبالتالي عدم المرور عبر قناة السويس، تعاني الحكومة المصرية من تراجع كبير في الإيرادات".
ولفتا إلى أنه "في السنة المالية 2022-2023، جلبت قناة السويس لمصر 9.4 مليار دولار من رسوم عبور قناة السويس، لكن الأحداث الراهنة تشير إلى أن القناة لن تكون مربحة بالقدر نفسه".
وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، عبر التلفزيون المصري مؤخرا، إن دخل القناة انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، وتراجعت حركة السفن بين 1 و11 يناير/كانون الثاني الجاري 30% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
في المقابل، زادت حركة مرور السفن في المسار البديل حول أفريقيا، طريق رأس الرجاء الصالح، بنسبة 67% على الأقل لتفادي المرور في البحر الأحمر؛ خشية من هجمات الحوثيين، الذين يطالبون بوقف حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب نيب وحسين.
اقرأ أيضاً
فيتش: التداعيات الأوسع لحرب غزة تزيد المخاطر على مصر والأردن ولبنان
أزمة اقتصادية
وقال نيب وحسين إن "مصر استجابت سريعا للوضع الأمني الجديد، فرفعت رسوم العبور بين 5% و15% لتقليل الخسائر".
وأضافا أن "خسارة الإيرادات الناجمة عن نقص حركة المرور في قناة السويس تضرب مصر في وقت تعاني فيه من العديد من أعراض الأزمة الاقتصادية، وبينها تراجع صادرات الغاز الطبيعي، وانخفاض السياحة، وتضاؤل التحويلات المالية من المغتربين العاملين في الخارج".
وتتوقع شركة التجارة والاستثمار الألمانية (GTAI)، وهي خدمة معلومات اقتصادية، أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي لمصر من حوالي 475 مليار دولار في عام 2022 إلى حوالي 357 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.
وأشار نيب وحسين إلى أن الدين العام لمصر (نحو 165 مليار دولار) يبلع حاليا حوالي 88٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المرجح أن يرتفع التضخم إلى أكثر من 32%.
وقال الخبير الاقتصادي أحمد ذكر الله، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر في القاهرة والذي يدرس الآن في إسطنبول بتركيا، إن "مصر تواجه أزمة اقتصادية أكثر حدة بسبب الوضع في البحر الأحمر".
وأوضح أنه "من المرجح أن يعيش أكثر من نصف المصريين تحت خط الفقر، وهذا يعني أن فقدان الدخل من قناة السويس يلحق الضرر بالبلاد بشكل أكبر."
و"هذا الوضع، إلى جانب انخفاض قيمة الجنيه المصري، قد يضع الحكومة في موقف لا تستطيع فيه سداد ديونها، وعندها ستعتمد على قرض آخر من صندوق النقد الدولي"، وفقا لذكر الله.
اقرأ أيضاً
السيسي: مصر تواجه مخاطر عديدة منها أزمة الملاحة في البحر الأحمر
التحالف الأمريكي
ومع ذلك، أعلنت مصر أنها لن تشارك في عمليات التحالف العسكري، بقيادة الولايات المتحدة، لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
وبشأن احتمال أن يؤدي هذا الموقف إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة مصطفى كامل السيد إن "هذا غير مرجح، فقد رفضت دول عديدة، بينها العديد من الدول الغربية، الانضمام إلى التحالف".
كما اعتبر ستيفان رول، الخبير المختص بالشأن المصري في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره برلين، أنه "سيوجد قدر معين من التفاهم في واشنطن لموقف القاهرة".
وأردف أن "الأمريكيين يعرفون مدى عدم شعبية أي سياسات داعمة لإسرائيل في مصر، وأن مثل هذه السياسات تمثل مخاطرة سياسية جسيمة".
وأضاف رول أن "التحرك ضد الحوثيين لن يحظى بشعبية كبيرة في نظر الشعب المصري، وهذا شيء تدركه واشنطن جيدا".
اقرأ أيضاً
بحربها على غزة.. هكذا ضربت إسرائيل 3 اقتصادات عربية متعثرة
المصدر | كيرستن نيب ومحمود حسين/ دويتشه فيله- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر اقتصاد البحر الأحمر الحوثيون حرب غزة إسرائيل فی البحر الأحمر قناة السویس ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
وفد جامعة قناة السويس يشارك في ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك وفد رفيع المستوى من جامعة قناة السويس، في فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، والذي استضافته جامعة القاهرة، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حدث يُعد نقطة تحول محورية في مسار التعاون الأكاديمي والعلمي بين البلدين.
وكان في استقبال الرئيس الفرنسي الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور فيليب وزير التعليم العالي الفرنسي، إلى جانب قيادات وزارة التعليم العالي، ورؤساء الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية، وممثلي المؤسسات التعليمية الفرنسية والشركات العاملة في مصر.
وقد ضم وفد جامعة قناة السويس برئاسة الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، كل من: الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عادل حسن نائب رئيس الجامعة لشئون جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، والدكتورة غادة حداد عميد بقطاع الطب والعلوم الحيوية بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، والدكتور محمد الحماحمي منسق الطلاب الوافدين.
هذا وأكد الدكتور ناصر مندور أن المشاركة في هذا الحدث الدولي تأتي في إطار توجه الدولة المصرية، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز مكانة مصر على خريطة التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن جامعة قناة السويس تولي اهتمامًا بالغًا بالتوسع في الشراكات الدولية، ودعم الابتكار، وتوفير بيئة تعليمية تنافسية تواكب المعايير العالمية.
وأضاف أن الملتقى يعد فرصة ثمينة لتبادل الخبرات مع الجانب الفرنسي في مجالات البحث العلمي والتعليم التكنولوجي، خاصة في ظل الطفرة التي يشهدها قطاع التعليم العالي في مصر، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز مكانة الجامعات المصرية على المستوى الدولي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لتطوير قدراتهم، والانخراط في مشروعات علمية وبحثية رائدة.
وشهد الملتقى توقيع ما يقرب من 40 مذكرة تفاهم لتدشين درجات علمية مشتركة بين الجامعات المصرية ونظيراتها الفرنسية، في خطوة تعكس عمق التعاون الأكاديمي بين الجانبين، وتسهم في تعزيز جودة التعليم والبحث العلمي في مصر.