الاحتلال يتلقى "صفعة" قوية.. وتوقعات بزيادة الضغط السياسي لوقف الحرب

إقرار "تدابير مؤقتة" لحماية الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية

◄ إلزام إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر بشأن الالتزام بالتدابير المؤقتة

 

الرؤية- غرفة الأخبار

جاء قرار محكمة العدل الدولية مخيبًا للتوقعات الإسرائيلية، إذ كانت دولة الاحتلال تعتقد أنه سيتم رفض الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا والتي تتهم فيها إسرائيل بانتهاك قانون منع الإبادة الجماعية، عبر ممارستها في قطاع غزة وقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني ومحاصرة القطاع الذي يعيش فيه أكثر من 2.

4 مليون إنسان، إلى جانب قطع إمدادات المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية من المعابر الحدودية.

وفي جلستها أول أمس، أكدت المحكمة اختصاصها في نظر الدعوى، وأقرت بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، لافتة إلى أنَّ الفلسطينيين مجموعة تحظى بالحماية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

فرض "تدابير مؤقتة"

وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر، وذلك بعد أن صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضياً لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تُلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا باستثناء توجيه الأمر بوقف الحرب على غزة.

وقالت المحكمة إن على إسرائيل أن تتخذ "كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية".

وذكرت المحكمة أنها تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، وأن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على إسرائيل، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.

وقالت المحكمة إنَّ على إسرائيل أن تتأكد فوراً من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات المذكورة سابقا.

ارتباك إسرائيلي

وتسبب قرارا المحكمة في حدوث حالة من الارتباك بالداخل الإسرائيلي، إذ يؤكد خبراء قانونيون إسرائيليون أن قرار المحكمة يعد بمثابة "بطاقة حمراء" في وجه إسرائيل، إذ إن المحكمة أعلنت فوز الرواية الإفلسطينية وخسارة الرواية الإسرائيلية، بعدما سلطت المحكمة الضوء على ما يقوم به جيش الاحتلال في غزة، دون الإشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر.

وفي محاولة لعدم استفزاز محكمة العدل الدولية وعدم توريط إسرائيل بمزيد من الملفات والقضايا والدعاوى، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليمات إلى الوزراء بعدم الرد أو التعليق على قرار محكمة لاهاي.

وتأتي تعليمات نتنياهو خشية توظيف هذه التصريحات في أي مداولات أو إجراءات مستقبلية قد تعلن عنها المحكمة بكل ما يتعلق بالحرب على غزة أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب ما أفادت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية، موريا فولبرغ.

ويقول قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية المتقاعد حنان ميلتسر، إن "قرار محكمة لاهاي بمثابة بطاقة حمراء في وجه إسرائيل، وهو القرار الذي سيرافقها لسنوات طويلة، وسيكون له كثير من التداعيات على إسرائيل وقياداتها السياسية والعسكرية".

وأوضح ميلتسر، خلال حوار معه في القناة 12 الإسرائيلية، أن القرار يعني أن على إسرائيل توخي الحذر مستقبلا في كل ما يتعلق بالتعامل مع الفلسطينيين، لافتا إلى أن جوهره يعني أن إسرائيل لا يمكنها أن تفعل ما يحلو لها في قطاع غزة والضفة الغربية أو الاستمرار في الحرب والقتال بشكل عنيف.

ويعتقد القضائي الإسرائيلي أن القرار رغم عدم كونه ملزما لإسرائيل بوقف الحرب، فإنه يضع الجيش الإسرائيلي أمام اختبار ومجهر القانون الدولي، ويؤسس لمرحلة جدية وجديدة في التعامل الدولي مع إسرائيل بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين.

ماذا بعد القرار؟

تُوصف "التدابير المؤقتة" بأنها أوامر تصدرها المحكمة قبل حكمها النهائي في قضية ما، بهدف منع وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها. وبموجبها تُلزم الدولة المدعى عليها بالامتناع عن اتخاذ إجراءات معينة حتى تصدر المحكمة الحكم النهائي.

ويرى خبراء قانونيون أن هذا القرار يفتح الباب أمام المجتمع الدولي لممارسة الضغط الدبلوماسي والسياسي على دولة الاحتلال حتى توقف هذه الحرب ضد المدنيين في غزة، كما أن قبول الدعوى يعد بمثابة اتهام رسمي لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، وهو ما ستحقق فيه محكمة العدل الدولية.

وبموجب الحكم، فإنه على إسرائيلي أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مطفى بكري في رسالة مهمة للدول العربية: إن لم نتوحد ستنفرد بنا إسرائيل الواحد تلو الآخر

استنكر الكاتب الصحفي مصطفى بكري، رئيس تحرير جريدة وبوابة الأسبوع، عضو مجلس النواب، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث خلالها عن البدء في تنفيذ خريطة جديدة للشرق الأوسط.

وقال بكري، عبر حسابه الرسمي، على منصة «إكس»: «عندما يصرح النتن ياهو قائلا: بدأنا تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد، فاعلم أن جرائمه لن تقتصر علي فلسطين ولبنان، بل ستمتد إلي مناطق أخرى».

وأضاف: «إذا سقطت المقاومة، فاعلم أن الطريق بات مفتوحا لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد وإنشاء إسرائيل الكبري»، مناشدا الدول العربية: « فلتتوقف الخلافات والتنابزات وعمليات التشكيك، عدونا واحد ومصيرنا واحد».

وتابع: «أمريكا هي الداعم الأول للعدو الصهيوني في جرائم حرب الإبادة التي يرتكبها ضد أهلنا في فلسطين ولبنان».

وواصل: «أمريكا نفسها هي التي أصدرت بيانا منذ قليل، قالت فيه: إن العملية البرية ضد لبنان، تتماشي مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وأردف: «أمريكا شريك في جرائم إسرائيل. السلام بالنسبة لها تعني الإبادة، واحتلال أرض الغير يعني دفاعا عن النفس».

واختتم مصطفى بكري حديثه بتوجيه رسالة إلى الدول العربية، قائلا: «إن لم يتوحد العرب ويواجهون الخطر فسوف تنفرد بهم إسرائيل الواحد تلو الآخر، علينا أن نوحد جهودنا، فنحن أمام حرب نكون أولا نكون».

اقرأ أيضاًبعد استشهادها في غارة إسرائيلية.. أبرز المعلومات عن المذيعة السورية صفاء أحمد

استشهاد 19 فلسطينيا في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمخيم النصيرات ومدرسة «الشجاعية» بغزة

مقالات مشابهة

  • لقطات تظهر فرحة الفلسطينيين بصواريخ إيرانية تضرب إسرائيل
  • تشييع رسمي لـ شهداء الغارات الإسرائيلية على محطات الكهرباء في الحديدة
  • مطفى بكري في رسالة مهمة للدول العربية: إن لم نتوحد ستنفرد بنا إسرائيل الواحد تلو الآخر
  • الإعلام الحكومي ينشر تحديثًا لإحصاءات حرب الإبادة الجماعية بغزة
  • مقتل نصر الله.. لماذا امتنعت دول عربية عن إصدار بيانات الإدانة؟
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • نائب لبناني: المجتمع الدولي يتباطأ في إغاثة شعبنا.. والاحتلال مستمر في الإبادة الجماعية
  • سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل
  • السوداني يدعو الدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها ووقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان
  • حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة ترتفع مع استمرار الإبادة الجماعية