البوابة نيوز:
2025-04-27@10:40:56 GMT

الحوار هو الحل (6)

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

ثالثا المرأة: 

مع مقالنا الجديد، نستهل الحديث عن المحور الثالث من محاور الحوار المجتمعي، التي تساهم في خلق ثقافة الحوار، أملا في النهوض بمجتمعنا المصري. نخصص محورنا الثالث للموقف المجتمعي من المرأة. يقولون إن المرأة هي نصف المجتمع، وأقول إن المرأة هي كل المجتمع، تماما على نحو ما يعد الرجل المجتمع كله، وليس نصفه.

فغياب أي منهما، يعني غياب الآخر، وبالتالي يعني أنه لن يكون هناك مجتمع في الأساس، فكل منهما يرتبط فيزيقيا ووجدانيا ووجوديا واجتماعيا ونفسيا بالآخر. فكلاهما يكمل الآخر، فهما متكاملان وليسا متعارضين أو متناقضين. وقد مرت المجتمعات الإنسانية بمراحل مختلفة في تحديد موقفها من المرأة، وتمكن بعضها من تحسين الوضع الاجتماعي للمرأة، في حين لا يزال بعض هذه المجتمعات غير قادر على تغيير موقفه السلبي من المرأة. هذا بالرغم مما حثت عليه الأديان السماوية الثلاثة من ضرورة مراعاة حقوق المرأة. غير أن الظروف الاجتماعية لبعض هذه المجتمعات قوية في مواجهة ممارسة المرأة لحقوقها الاجتماعية. وعندما نتحدث عن موقف المجتمع المصري من المرأة، فإن مصر القديمة منحت المرأة مكانة متميزة، تؤكد هذا وصايا الحكيم المصري القديم "بتاح حتب"، الذي يخصص جزءا كبيرا منها للمرأة، فيقول: "أحبب زوجتك كما يليق بها، واكس ظهرها، واعلم أن الضموخ علاج لأعضائها. أسعد قلبها، ما دامت حية، لأنها حقل طيب لمولاها". ويقول الحكيم المصري القديم "آني": "لا تمثل دور الرئيس مع زوجتك في بيتها، إذا كنت تعرف أنها ماهرة في عملها، واجعل عينيك تلاحظ في صمت حتى يمكنك أن تعرف أعمالها الحسنة، وإنها لسعيدة إذا كانت يدك معها تعاونها". وهي وصايا ومبادئ تعكس الروح المتحضرة للمصريين، التي ربما تكون سابقة عن غيرها من الحضارات في رؤيتها للمرأة.

هذه هي مصر القديمة التي تقدر المرأة المصرية، وتعرف قدرها وقيمتها ومكانتها الاجتماعية. وتستمر هذه النظرة التقديرية لمكانة المرأة حتى وقتنا الراهن، خاصة في المناطق الهامشية البعيدة عن المركز، كما في الطبقات الشعبية وفي الريف المصري. وبالرغم من ذلك فهناك من يرى أن المجتمع المصري يحمل نظرة سلبية تجاه المرأة. وإذا كان هذا يصدق بدرجة ما على وضع المرأة في المركز في فترة ما، فإن هذا الوضع قد تغير في المركز إلى حد كبير، ناهيك عن وضع المرأة في الريف المصري الذي كان أكثر إيجابية، فالمرأة في الريف المصري-كانت ولا تزال- هي التي تربي وتعمل في الحقل. وقبل كل هذا فإن المرأة هي حاملة للنسق القيمي للمجتمع المصري، وهي الحافظة للتراث الشعبي المصري، والمحافظة عليه من الضياع. وفي ضوء كل هذه الأدوار، يأتي دورها الكبير فيما عبرت به عن نفسها، وبما عبر به الرجل شعبيا عنها، على النحو الذي يعزز من مكانتها الاجتماعية. وهو ما سنتناوله في مقالنا القادم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: من المرأة

إقرأ أيضاً:

انسحاب

تدفعنا الحياة للتعامل مع صنوف مختلفة من البشر بشكل يومي، سواء أقارب أو أصدقاء وزملاء عمل أو غيرهم ممن نلتقي بهم في شتى الأماكن ونتعامل معهم بشكل مباشر، وهي بلا شك ليست عملية سهلة، لأنهم مختلفون في تفكيرهم وطباعهم ومستوى ثقافتهم، والأهم من ذلك قدرتهم على الحوار والنقاش وتبادل الآراء.

نُصدم أحيانًا من أن بعضهم لا يُحسن بشكل جيد فن ومهارة الحوار والنقاش، فيلجأ إلى أسلوب الجدل العقيم الذي لا ينتهي، دون أن يفكر، ويكون هدفه الأساسي من الجدل هو الانتصار لنفسه فقط، حتى وإن كان على خطأ، وذلك إن دل على شيء فإنه يدل على ضعف الحجة وعدم القدرة على الإقناع والتعصب للرأي فقط، ومع الأسف، هذا هو أسلوب أولئك الأشخاص ممن يتسمون بهذه العقلية.

وهنا يستحضرني كلام معبر لهيلين ميرين وهي ممثلة قديرة اتسمت بقوتها وحكمتها وهي مصدر إلهام حقيقي.

قالت هيلين ميرين ذات مرة: قبل أن تتجادل مع شخص ما، اسأل نفسك، هل هذا الشخص ناضج عقليًا بما يكفي لتقبل وتفهم مفهوم جديد أو منظور مختلف؟ فإذا كان الجواب بالنفي، فجدالك سيكون غير منطقي.

ليس كل جدال يستحق طاقتك. في بعض الأحيان، بغض النظر عن مدى وضوح التعبير عن نفسك، لا يستمع الشخص الآخر لمحاولة الفهم، بل يستمع لتكوين رد فعل حسب فهمه. فهم محاصرون في نطاق منظورهم الخاص، غير راغبين في النظر في وجهة نظر أخرى، والتفاعل معهم يرهقك فقط.

هناك فرق بين النقاش الصحي والنقاش الذي لا معنى له. الحوار مع شخص منفتح العقل، ويُقدّر النمو والفهم، يمكن أن يكون مشرقًا، حتى لو لم توافق. ولكن محاولة التفاهم مع شخص يرفض أن يرى أبعد من آراءه؟ هذا مثل التحدث إلى حائط. بغض النظر عن مقدار المنطق أو الحقيقة، سوف يحرفون كلماتك أو يشوهونها أو يتجاهلونها، ليس لأنك مخطئ، ولكن لأنهم غير راغبين في النظر إلى الاتجاه الآخر.

النضج ليس بمن يفوز في الجدال، بل هو معرفة متى لا يستحق الجدال. إدراك سلامك أكثر قيمة من إثبات نقطة ما لشخص قرر بالفعل أنه لن يغير رأيه. ليست كل المعارك بحاجة إلى خوضها. ليس كل شخص يستحق تفسيرك.
في بعض الأحيان، يكون أقوى شيء يمكنك فعله هو الابتعاد، ليس لأنك لا تملك ما تقوله، ولكن لأنك تدرك أن بعض الناس ليسوا مستعدين للاستماع. وهذه ليست أمتعتك لتحملها.

إذًا، فالحل الأسلم هو الانسحاب من الحوار “العقيم”، وهو السبيل الأفضل حتى لا نقع في دائرة المجادلة التي لا نفع ولا طائل منها.

مقالات مشابهة

  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"
  • من المطبخ إلى المائدة.. إليك الحل المثالي لحفظ الأطعمة وتقليل الهدر
  • انسحاب
  • بويصير: مصالح واشنطن في ليبيا النفط والاستقرار لا الديمقراطية
  • هل تبحث عن علاج لضرر البلاستيك الدقيق؟.. هذه الفواكه والخضراوات الحل الامثل
  • دعوة إسرائيلية لفتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو وإلا فالهجرة الجماعية هي الحل
  • النعمي: اللجنة الاستشارية للبعثة الأممية لا تضم سوى 4 ليبيين فقط
  • اليمن على طاولة النقاش في مسقط: هل اقترب الحل السياسي؟
  • مفوضية الانتخابات تناقش التحديات التي واجهت ترشح المرأة بانتخابات البلديات
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع