عربي21:
2024-12-23@14:40:06 GMT

وقفة مع نتائج استطلاع للرأي العام الليبي

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

أجرى المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات استطلاعا للرأي حول مختلف القضايا والمسائل التي تشغل الرأي العام الليبي، السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وشمل الاستطلاع عينة تكونت من 1200 مبحوث تفرقوا حول مناطق البلاد الرئيسية، غربا وشرقا وجنوبا، وكانت نتائجه متفقة في العديد من القضايا وفق ما هو شائع ومعلوم، وفي أخرى، كانت النتائج عكس توقعات الكثيرين.



الاستطلاع أظهر موقف الرأي العام الليبي متسقا حيال عديد المسائل من ذلك الموقف من تقسيم البلاد وتكوين دويلات منفصلة، فقد عبروا وبنسبة متقاربة في كافة المناطق تجاوزت 96% عن رفضهم لتقسيم البلاد، أيضا اتسق الموقف من أهمية الانتخابات واعتبارها الوسيلة الأنجع لتخطي المأزق التي تعيشه البلاد، فقد عبر أكثر من 60% عن دعمهم الانتخابات، بل واعتبر الأغلبية من المستطلعين أن الانتخابات هي الأفضل من بين كل الخيارات الأخرى كالثورة والانقلاب والحكم العسكري الذي لم يتجاوز داعميه نسبة 7% في أكثر المناطق تأييدا للعسكر وهي المنطقة الشرقية.

وينبغي التنبيه إلى أن تأييد الانتخابات لا يأتي بالضرورة من منطلق أنه وسيلة لتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية والتعبير عن الإرادة الحرة والتقويم المستمر للمسار العام في البلاد، ويمكن القول أن دعم الانتخابات يأتي من كونه الوسيلة الانسب للخروج من الوضع الراهن، وما يدعم هذا التفسير هو نتيجة الإجابة عن سؤال : هل الحكم العسكري أفضل من الديمقراطية، إذ رأى نحو 40% من المستطلَعين في الغرب وقرابة 60% في الشرق و%45 في الجنوب أنه أفضل.

أيضا تقارب موقف المستطلَعين من الأجسام السيادية من مجلس نواب والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة، وأخذ مجلس النواب النسبة الأعلى في عدم رضا المستطلعين والإقرار بأن تأثيره سلبي على الأوضاع في البلاد إلى 66% في الشرق والجنوب و71% في الغرب.

حكومة الوحدة حظيت بتأييد 62% من الغرب و60% في الجنوب و48% في الشرق، وبالنظر إلى استطلاع سابق مضى عليه قرابة العام فإن التأييد لحكومة الوحدة تراجع قليلا.

من المسائل التي تثير فضول المراقب هي الموقف من الشريعة ومن التيارات الفكرية، الدينية والليبرالية، فقد أبدى 87% من المستطلعين تأييدهم لأن تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للقوانين، ولا يعني هذا أن الرأي العام يتعاطف مع التيارات والتنظيمات الإسلامية،الموقف يتقارب غربا وشرقا وجنوبا من دور البعثة الأممية وأثر التدخل الأجنبي والاحزاب والمجموعات المسلحة وتأثير المهاجرين على التركيبة السكانية الليبية، وبنسبة تتجاوز 60% في المتوسط في كل المناطق حيث اعتبر المستطلعون أن كل ما سبق ذكره له تأثير سلبي على الاوضاع في البلاد.

النسب تتفاوت بين المناطق الرئيسية في البلاد في قضايا أخرى مثل النظام الإداري للدولة حيث ترتفع نسبة التأييد للنظام الفدرالي نسبيا في الشرق عنها في الغرب والجنوب، إلا إنها نسبة لا تتخطى 22%، حيث تحصل نظام المحافظات على تأييد أكبر من النظام الفدرالي والمركزي، وكذا مسألة توزيع عوائد النفط، إذ يؤثر الاتجاه الجهوي على اختيارات المستطلعين خاصة في الشرق وبنسبة أقل الجنوب، لكن التأييد للإدارة المركزية من قبل الحكومة أكبر.

الفارق الأبرز في مواقف المستطلعين في المناطق الثلاث كان بخصوص تأثير الجيش بقيادة خليفة حفتر على الأوضاع في البلاد، فقد رأى فقط 18% في الغرب أن تأثيره إيجابي لترتفع النسبة في الجنوب إلى 49% وتقفز إلى 72% في الشرق.

وبمقارنة هذه النسب مع موقف المستطلعين من السؤال حول تسليم حفتر الحكم بدون انتخابات والذي كان بالرفض بنسبة 61% و 79% و 85% في الشرق والجنوب والغرب على التوالي، يمكن القول أن التأييد الذي يحظى به خليفة حفتر يتعلق بدوره كقائد عسكري وضامن الاستقرار الأمني وليس بالضروري رئيسا للبلاد، أيضا يمكن القول أن الغالبية يريدون أن تكون الانتخابات هي الفيصل بين المتنافسين، مع عدم استبعاد مؤثرات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.

ومن المسائل التي تثير فضول المراقب هي الموقف من الشريعة ومن التيارات الفكرية، الدينية والليبرالية، فقد أبدى 87% من المستطلعين تأييدهم لأن تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للقوانين، ولا يعني هذا أن الرأي العام يتعاطف مع التيارات والتنظيمات الإسلامية، فقد كانت نسبة الرضا عن التيار السلفي وتحديدا ما عُرِف بالتيار المدخلي 41%، وللأخوان المسلمين 19% فقط، ويمكن أن يفهم من هذا أن الليبيين يفرقون بين الدين والتيارات الدينية ولا يعتبرونهم ممثلين له، وأنهم لا يثقون بدرجة كافية في دور الجماعات الإسلامية في إصلاح وضع البلاد.

النظرة لا تختلف كثيرا للتيار الليبرالي حيث رأى 20% فقط أن دوره إيجابي، لكن ينبغي الإشارة إلى التغيير في نظرة الليبيين إلى الأفكار والتوجهات الليبرالية خلال السنوات الماضية، إذ لم تكن النسبة تصل إلى هذا الرقم وفق استطلاعات سابقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتائجه ليبيا استطلاع رأي نتائج قراءة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرأی العام الموقف من فی البلاد فی الغرب

إقرأ أيضاً:

الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)

 

عبيدلي العبيدلي

تعطيل طرق التجارة العالمية

تعتمد التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير على الطرق البحرية والبرية، والتي تتعرض الآن للتهديد بسبب اندلاع الحرب ضد غزة، والمنطقة المحيطة بها.

 قناة السويس:

تتعامل قناة السويس المصرية، وهي واحدة من أهم الشرايين التجارية في العالم، مع ما يقرب من 12% من التجارة العالمية و30% من شحنات النفط العالمية. ومع ذلك، أدى النزاع إلى: زيادة بنسبة 15% في تكاليف الشحن بسبب زيادة أقساط التأمين وتغيير المسار. وانخفاض بنسبة 66% في حركة السفن عبر القناة منذ بدء التصعيد في أواخر عام 2023.

وشهدت مصر، التي تعتمد على قناة السويس بنسبة 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، انخفاضا في الإيرادات الشهرية بنسبة 40% في أوائل العام 2024، من 2.1 مليار دولار إلى 1.26 مليار دولار.

2- البحر الأحمر وخليج عدن:

يواجه البحر الأحمر، وهو طريق تجاري حيوي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هجمات متزايدة على السفن التجارية، لا سيما بالقرب من اليمن، حيث تصاعدت التوترات.

وأدت الإجراءات الأمنية الإضافية للسفن العابرة للمنطقة إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 20%، مما أثر على الميزان التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي.

3- الاختناقات اللوجستية الإقليمية:

أدى إغلاق الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر إلى تعطيل تدفق البضائع، مما أثر بشكل خاص على واردات غزة من الإمدادات الأساسية وصادرات إسرائيل من المنتجات الزراعية التي تبلغ قيمتها ملياري دولار سنويًا.

التأثير على الاتفاقيات التجارية الإقليمية والعلاقات الاقتصادية

1- نكسات اتفاقيات إبراهام:

أدت اتفاقيات إبراهام، الموقعة في العام 2020، إلى تطبيع العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى نمو التجارة الثنائية بنسبة 25% سنويا، لتصل إلى 3 مليارات دولار في العام 2023.

وبعد تصاعد النزاع، علقت البحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وأوقفت ما يقدر بنحو 600 مليون دولار من التجارة السنوية.

وأفاد مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي بانخفاض بنسبة 40% في الاتفاقيات التجارية الجديدة في الربع الرابع من العام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

2- التجارة مع الدول المجاورة:

تأثر كل من الأردن ولبنان، اللذان يعتمدان بشكل كبير على التجارة الإقليمية، وانخفضت صادرات الأردن إلى إسرائيل، التي تقدر قيمتها بـ  700 مليون دولار سنويا، بنسبة 50%. وشهد الاقتصاد اللبناني المتعثر انخفاضا في التجارة البينية بنسبة 12%، مما أدى إلى تفاقم العجز التجاري البالغ 3.6 مليار دولار.

3- السياحة وتجارة الخدمات:

تأثرت السياحة، التي تعد محركا مهما لصادرات الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشدة؛ حيث انخفضت عائدات السياحة في مصر، التي تساهم بنسبة 9% في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 30% في الربع الأول من العام 2024 بسبب انخفاض السفر داخل المنطقة.

وشهدت إسرائيل انخفاضا بنسبة 60% في عدد السياح الوافدين؛ حيث خسرت ما يقرب من 1.2 مليار دولار من عائدات السياحة خلال نفس الفترة.

أزمات اللاجئين والتجارة الإنسانية

وخلقت الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع ضغوطا إضافية على التجارة البينية الإقليمية:

1- تدفق اللاجئين؛ حيث نزح أكثر من 1.8 مليون شخص بسبب النزاع، مما أثر بشكل أساسي الواقع الاقتصادي والاجتماعي في مصر والأردن ولبنان.

ويزيد اللاجئون من الطلب على التجارة الإنسانية، مثل الغذاء والإمدادات الطبية، ولكنه يضغط أيضا على الموازين التجارية للبلدان المضيفة.

وارتفعت واردات الأردن الغذائية بنسبة 15% في العام 2024، مما أدى إلى زيادة العجز التجاري بمقدار 400 مليون دولار.

وواجه لبنان ارتفاعا بنسبة 20% في أسعار القمح، مما أدى إلى تفاقم أزمته الاقتصادية.

2- تدفقات المساعدات الإنسانية:

تكافح المساعدات الإنسانية، التي تبلغ قيمتها 2 مليار دولار سنويا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للوصول إلى غزة بسبب إغلاق الحدود والحواجز اللوجستية. وأدت اختناقات المساعدات إلى تقليص التسليم الفعال للسلع بنسبة 40%، مما أثر على الأمن الغذائي والخدمات الصحية في المناطق المتضررة.

الآثار الأوسع نطاقا على التكامل الإقليمي

كشفت الحرب على غزة هشاشة جهود التكامل الإقليمي:

1- مبادرات جامعة الدول العربية:

شهدت منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التابعة لجامعة الدول العربية، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدما محدودا:

ونمت التجارة بين أعضاء منطقة التجارة الحرة والتجارة الحرة بنسبة 3% سنويا خلال العقد الماضي، ولكن من المتوقع أن تنخفض بنسبة 6% في العام 2024، مما يعكس سنوات من الاندماج التدريجي.

وأدت الحواجز غير الجمركية، مثل القيود الأمنية، إلى إعاقة التدفقات التجارية.

2- التعاون الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي:

تعطلت الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية. وتأخرت مشاريع البنية التحتية المشتركة، مثل سكة حديد الخليج، التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري، بسبب زيادة انعدام الأمن الإقليمي.

3- التكاليف الاقتصادية طويلة الأجل:

يُقدِّر صندوق النقد الدولي أن عدم الاستقرار الذي طال أمده قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة 1.2% سنويا، وهو ما يعادل خسارة نحو 65 مليار دولار من الناتج الاقتصادي على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولا يزال استقرار الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لصحة الاقتصاد العالمي. وتؤكد الدروس المستفادة من الحرب على غزة على الحاجة الملحة إلى نهج منهجية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، وتحقيق التوازن بين إدارة الأزمات على المدى القصير والتنمية الطويلة الأجل، وتعزيز إطار دولي تعاوني. ومن خلال تبني المرونة والابتكار والدبلوماسية، يمكن للمجتمع العالمي أن يتغلب على هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو الاقتصادي والاستقرار المستدامين.أعلى الشكل

إنَّ الحرب على غزة، إلى جانب التوترات الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لها تداعيات اقتصادية بعيدة المدى على المنطقة والعالم. وفي حين تزدهر صناعة الأسلحة وسط زيادة الإنفاق العسكري، فإن مواطن الضعف الاقتصادية الأوسع نطاقًا- بما في ذلك تقلبات أسعار النفط، وتعطل سلاسل التوريد، وتراجع ثقة المستثمرين- تؤكد تحديات عدم الاستقرار الناجم عن الصراع. تتطلب معالجة هذه القضايا جهودًا دولية متضافرة واستراتيجيات اقتصادية مبتكرة والتزامًا بالتنمية المُستدامة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • توقعات الأبراج 2025.. مواليد العقرب يواجهون تقلبات في العام الجديد
  • الأجانب يحولون بوصلة استثماراتهم في مصر نحو السندات
  • مفاجأة كبيرة في الاستطلاع الأخير حول الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة
  • اعتماد نتائج الانتخابات البلدية بشكل نهائي، مع حجب نتائج بلديتين
  •  تحذيرات من أمطار غزيرة وثلوج في المناطق الغربية والشرقية من تركيا
  • جمال سليمان يدعو لحوار وطني في سوريا بمشاركة كل الأطراف.. ويؤكد وحدة البلاد
  • الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)
  • الأرصاد الجوية: سقوط أمطار متفرقة على مناطق شمال شرق البلاد
  • عقيلة صالح: ندعم كل مبادرة تحقق إرادة الشعب الليبي بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • استطلاع للرأي: نصف الأمريكيين يؤيدون نهاية سريعة للصراع في أوكرانيا