تمكنت فرق صواريخ حزب الله العدو من تحدي الجيش الإسرائيلي منذ حرب لبنان الأولى، وضرب القوات والمستوطنات حتى في ظل الظروف الصعبة، وهو الأمر الذي دفع تل أبيب للتساؤل عن كيف أصبح مقاتلو حزب الله خبراء في إطلاق صواريخ ساجار وكورنيت، فقد أصبح هناك ما يسمى بأسطورة قناصة ساجار، وأصبح دقة إصاباتهم محل ذهول دلى الخبراء العسكريين، حتى أنهم يرونهم يتفوقون على كفاءة جيوش كبرى.

وبحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة كالكاليست العبرية، فعند اندلاع الحرب، أطلقت محركات الصواريخ المضادة للدبابات صفيرها، وأصبحت لعنة على الحدود الشمالية لإسرائيل، فقد أصابت المنازل في المستوطنات الحدودية ومواقع الجيش الإسرائيلي في القطاع، وليس هذا فقط، فقد تمكن مقاتلو حزب الله من زرع صواريخ في أنظمة قاعدة HA على جبل ميرون، ووصلت إلى المزيد من المعسكرات والمرافق.

 

 

الصواريخ المضادة للدبابات وقناصة ساجار 

 

 

ووفقا للصحيفة العبرية، فقد تلقى عناصر التنظيم أفضل التدريبات والمعدات التي يمكن أن تقدمها إيران، وهو تحدٍ خطير بالنظر إلى أنها كانت تقاتل في تلك السنوات في العراق – في بداية تأسيس حزب الله في الثمانيات - وكانت منهكة للغاية، وكانت الصواريخ المضادة للدبابات، في نظر الإيرانيين، أفضل رد على التفاوت في القوة بين الإرهابيين في الأدغال والجنود في المواقع الاستيطانية؛ وأي شخص من حزب الله يحاول الاقتراب من ميدان الرماية كان يُمنح على الفور مجموعة من قاذفات القنابل اليدوية، وهكذا تعرف مقاتلوا حزب الله على صاروخ ساغار الأسطوري، وهو صاروخ موجه سلكياً أصبح إرهاب لبنان تجاه إسرئيل، وهو الصاروخ الذي يوجد كابل طويل يصله بالقاذف، فيقوم المشغل بالتحكم به عن طريق عصا صغيرة، ومن الصعب جدًا التصويب والضرب بشيء كهذا، حيث يجب على المشغل أن يرى من خلال التلسكوب كلاً من الصاروخ (يوجد خلفه مصباح يدوي أحمر) والهدف، ومناورة الأول إلى الثاني. 

 

 

ووفقا لخبراء عسكريين، فإن مقاتلي حزب الله حصلوا على إمدادات منتظمة وكبيرة منها، وسرعان ما اكتسبوا مهارة لا توصف؛ وتمكنوا من إطلاق النار على شقوق مراكز المراقبة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي من مسافة كيلومترين، حتى في الأحوال الجوية السيئة، ويُطلق عليهم في لبنان قناصة ساجار، وهم الأشخاص الذين يعرفون كيفية استخدام الصواريخ اليدوية الأكثر إزعاجًا، ويضربون معها كما لو كانت بندقية أولمبية.

 

 

التفوق في التصوير أمر فارق 

 

 

ومن بين أمور أخرى حدث تطور كبير لحزب الله، هو التفوق في التصوير، وفي ظروف الرؤية الضعيفة؛ حيث جلس الجنود في المواقع، يدخنون السجائر ويشربون الشاي بالتفاح، وينتظرون ليلة هادئة بسبب السحب المنخفضة والقيود الواضحة، ولكن في كثير من الأحيان، تفاجأ القناصون، فقد حددوا بدقة النقاط المناسبة لوضع المتدليات، واختاروا الزاوية جيدًا، وقاسوا الرياح، وبهذه الطريقة، بمجرد أن انفتحت السماء ولو للحظة وجيزة - أطلقوا ساجار وعرفوا بالضبط ما هي التصحيحات التي يجب إجراؤها في مسارها ومتى، والوصول إلى الهدف رغم الصعاب، وعلى مر السنين، تم استبدال ساجار بصواريخ أكثر تقدما، مما أثر بشكل كبير على قدرات وحدات حزب الله المضادة للدبابات، والأخطر من ذلك كله هو صاروخ كورنيت الشهير - وهو أخطر سلاح مضاد للدبابات في الساحة.

ويستخدم حزب الله عدة نماذج من الكورنيت، فهناك النموذج القياسي الذي يتراوح مداه بين خمسة ونصف إلى ثمانية كيلومترات، وهناك النموذج الإيراني الذي يأتي مع قاذفة مزدوجة ويسمح بإطلاق زوج من الصواريخ بسرعة على نفس الصاروخ، الهدف، ونموذج EM F3 بشحنة أضعف بنسبة 30% ولكن بمدى أكبر يصل إلى 10 كم، ولا يفتقر الكورنيت إلى المزايا: فهو دقيق للغاية وتوجيهه بالليزر يساعد حتى المشغل غير الماهر على التصويب والضرب به، وله أنظمة مراقبة ليلية ونهارية تساعد على التصويب حتى من مسافة بعيدة وفي ظل الاضطرابات الجوية، كما أن قوة تأثيرها هي ببساطة هائلة.

 

 

كتالوج حزب الله 

 

 

وبخلاف ما ذكرته الصحيفة فيما سبق عن أنواع صواريخ حزب الله، فقد فند التقرير الإسرائيلي، ما أسماه كتالوج حزب الله للصواريخ، ومنها صاروخ يسمى كونكورس، وهو أقدم ويتم توجيهه بواسطة سلك مثل الساجار، على الرغم من أن تشغيله أسهل بكثير وأكثر ملاءمة، ويمكنه إصابة أهداف من مدى أربعة كيلومترات، ويعمل بأنظمة رؤية ليلية محدودة، والصاروخ التالي في القائمة هو Fagot، الأخ الأصغر للكونكورس، ويتم إطلاقه من نفس القاذفة ويعمل بنفس الطريقة، لكن مداه لا يتجاوز كيلومترين ونصف، وهو صاروخ مناسب للسيناريوهات الدفاعية، حيث يقترب الهدف من قوة الإطلاق، ومن المحتمل أن يستخدم أكثر ضد تحرك بري في لبنان، كما أن لديها رأسًا حربيًا صغيرًا نسبيًا ودقة محدودة، والتي تعتمد بشكل أساسي على المشغل نفسه.

 

والصاروخ التالي في القائمة يسمى ماتيس، وهو في الواقع صاروخ كورنيت صغير، ولديه أنظمة مراقبة ورؤية ليلية ناجحة، وله رأس حربي قاتل يدمر الدبابات والتحصينات - وهو أخف وزنا وأكثر ملاءمة للحمل، وتنتهي القائمة بالصاروخ الذي بدأنا به، وهو صاروخ ساغار الكلاسيكي – في نسخة إيرانية تسمى رائد، وهو مزود برأس حربي مزدوج وتوجيه محسّن، وهو لا يزال المدى قصيرًا، ولا تزال المعدات مرهقة، ولدى حزب الله أيضًا صواريخ تاو وميلان وصواريخ أخرى لا تُستخدم في الخط الأول لأسباب مختلفة - أولها حقيقة أن المعدات الحالية أكثر كفاءة ومتاحة وملاءمة.

 

تلك أسباب جوهرية لتلك الطفرة 

 

وفي نهاية تقرير الصحيفة العبرية، كان هناك تفنيدا لأسباب تلك الطفرة الكبرى لمقاتلي حزب الله، ومنا ثلاثة أسباب وجيهة أولها هو نطاق تدريب المنظمة اللبنانية، والذي يتضمن الكثير من إطلاق النار المباشر إلى جانب ساعات من أجهزة المحاكاة، فالمدربون الإيرانيون يفوزون بالتدريب، وقد استثمر الفرس بالفعل عندما أنشأوا حزب الله، وما زالوا يستثمرون فيه حتى يومنا هذا، وتقول الصحيفة العبرية، إنه من المهم أن نتذكر أن الإيرانيين بنوا جيشهم في الأصل وفقًا للأساليب الأمريكية، وهذا يتضمن ثقافة التحقيق ومفهوم التدريب الصارم والمنمط، وبقي الأمر في الحمض النووي للقوات الإيرانية حتى بعد الثورة، وعندما علم الإيرانيون حزب الله استخدام الصواريخ وتشغيل الفرق، علموه أيضاً كيف يتعلم.

والسبب الثاني هو أن حزب الله لديه 40 عامًا من الخبرة الرطبة في إطلاق الصواريخ على مواقع الجيش الإسرائيلي ومواقعه والبنية التحتية، فقرب المقاتلين من أهدافهم، والذي تم الحفاظ عليه منذ الأيام التي كنا نجلس فيها في لبنان نفسه، وفر العديد من الفرص، وللعمل واكتساب الخبرة، وأي فكرة عن طريقة أو تقنية كان يمكن لحزب الله أن يختبرها ويحسنها مع مرور الوقت، والسبب الثالث هو الأراضي اللبنانية نفسها: فهي كثرة الوديان والقنوات، والتي تساعد على التخفي السري، والنباتات المتشابكة التي تزين الخط الحدودي بأكمله تساعد على الاختباء والمراقبة، والسحب والضباب تميل للاستقرار على القمم وتسهل على هؤلاء الوصول إليها، والذين يريدون أن يتحركوا في الأودية التي تحتهم وأكثر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المضادة للدبابات حزب الله هو صاروخ الله ا

إقرأ أيضاً:

حزب الله يستخدم نسخة مقلدة من صاروخ إسرائيلي متطور في مواجهة إسرائيل

كشفت تقارير إعلامية ومسؤولون عسكريون إسرائيليون عن أن حزب الله اللبناني يستخدم صواريخ متطورة مضادة للدبابات تم هندستها عكسيا من صاروخ "سبايك" الإسرائيلي، والذي استولى عليه الحزب خلال حرب عام 2006.

وأفاد مسؤولون دفاعيون إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة أن مقاتلي حزب الله شحنوا نماذج من صواريخ "سبايك" إلى إيران، حيث قامت الأخيرة بعكس هندستها وتطويرها إلى صواريخ تحمل اسم "ألماس". وتستخدم هذه الصواريخ الآن في استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي، مما يشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل بفضل دقتها العالية ومدى يصل إلى 16 كيلومترًا.

صاروخ "ألماس": تطور عسكري بارز
صاروخ "ألماس" يتميز بجهازي توجيه متقدمين لتعقب الأهداف وتحديدها، ويُصنف كصاروخ هجومي من أعلى، مما يجعله قادرًا على ضرب الدبابات من الزوايا الأكثر عرضة للخطر. كما يمكن إطلاقه من منصات متعددة تشمل المركبات البرية والطائرات المسيرة وحتى المروحيات.

حسب محللين في مركز ألما للأبحاث والتعليم في إسرائيل، فإن صواريخ "ألماس" ليست مخصصة فقط لمواجهة إسرائيل بل تُعد تهديدًا محتملًا على جبهات أخرى تديرها إيران ووكلاؤها. وأكد تقرير صدر عن المركز أن حزب الله يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع من هذه الصواريخ، الذي يتميز بإرسال صور أكثر وضوحًا لمسار الصاروخ إلى المشغلين، مما يزيد من دقته وفعاليته.

تغير في ديناميكيات القوة الإقليمية
وفقًا لتحليلات خبراء، مثل محمد الباشا، الذي يدير شركة استشارية للمخاطر في الولايات المتحدة، فإن "ألماس" يمثل جزءًا من تحول استراتيجي في استخدام إيران لوكلائها الإقليميين. فقد انتقل الانتشار التدريجي للتقنيات العسكرية القديمة إلى نشر سريع لأنظمة متطورة.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد تصعيدًا متزايدًا بين حزب الله وإسرائيل، ما يزيد من احتمالات اندلاع صراع واسع النطاق، خاصة مع تأكيد إسرائيل أن هذا السلاح يشكل تهديدًا مباشرًا لقواتها ومعداتها على الحدود اللبنانية.

سلاح ذو تأثير إقليمي محتمل
توقع تقرير لمركز ألما أن صواريخ "ألماس" ستنتشر في ساحات قتال أخرى تديرها إيران، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي. كما أشار إلى احتمالية استهداف الصواريخ لأهداف عالية القيمة ليس فقط داخل إسرائيل بل في مناطق أخرى.

بهذه الصواريخ، يسعى حزب الله لتعزيز موقعه العسكري كقوة إقليمية مدعومة من إيران، في مواجهة التحديات الإسرائيلية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: إسرائيل ترفض التعهد بتجنب تصفية كبار مسؤولي حزب الله
  • صحيفة عبرية تصف الفصائل الفلسطينية بـ«مقاتلي الحرية».. والاحتلال الإسرائيلي يرد
  • ألماس صاروخ غنمه حزب الله من إسرائيل وطورته إيران
  • في يوم واحد.. حزب الله يطلق مئات الصواريخ على إسرائيل
  • صحيفة عبرية اعتبرته "فصلاً عنصرياً".. ماذا يعني إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين بالضفة المحتلة؟
  • الرهوي: التطور الذي تشهده القوات المسلحة في الصناعات العسكرية يجب أن يشمل المجالات المالية
  • صحيفة كورية: أمريكا و”إسرائيل” فشلتا في إيقاف الهجمات اليمنية
  • حزب الله يستخدم نسخة مقلدة من صاروخ إسرائيلي متطور في مواجهة إسرائيل
  • صحيفة عبرية: العثور على جثة مجهولة في الإمارات قد ترتبط بالحاخام المفقود
  • تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي ضد إسرائيل