«غارق في ذنوب الانتحال».. رد المورخ الشريف محمد الحسني على مؤرخ فرنسي افترى على النبي محمد
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
قال الدكتور الشريف محمد بن على الحسني، المفكر والمؤرخ ورئيس الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية، إن شخصية سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام - شغلت الكثير من الباحثين المرتبطين بالدراسات التوراتية والإنجيلية وتاريخ الشرق القديم.
ورد الحسني، في تصريح له، اليوم السبت، على ما حاول به المؤرخ الفرنسي كرستيان روبان، الافتراء على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم بقوله "يبدو أن نبي الإسلام لم يكن اسمه محمد عندما ولد، وإنما اتخذ هذا الاسم لأنه كان يدعو إلى عبادة الله الواحد.
وكشف المفكر والمؤرخ ورئيس الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية، أن تفسير الجملة الأخيرة بحسب الباحث اليمني المتخصص في نقوش المسند علي ناصر صوال:
وتف/وسطر/وقدم/على/سم/رحمنن: وضِع وكُتبَ ونُفِّذ باسم الرحمن.
• وتف: وضِع - دُوِّن - سُجل وقد يختلف المعنى بإختلاف السياق فقد يأتي بمعنى (منحة أرض - وثيقة تنازل).
• و سطر: أي وسُطر - وكُتب.
• وقدم: أي وقُدم - ونُفِّذ
- وتف/تممم/ذ حضيت: دَوّن تمام ذو حضية
• وتف: دَوّن قَيّد.
• تممم: تمام، وهو الذي قام بتدوين النقش.
• ذ حضيت: ذو حضية، والذو هنا يشير إلى اسم الأسرة مثلما (ذو يزن - ذو جدن - ذو كلاع) لكن ما يثير التساؤل أن اسم أسرة هذا الشخص جاء هنا (ذو حضية) وفي النقش Ry 507 جاء (تممم/بن/معدن/ذ قسملت/سبأين) أي تمام بن معدان ذي قسملة السبئي وهذا النقش هو نسخة مماثلة لهذا النقش الذي نحن بصدده، والإجابة على ذلك ربما (ذو حضية وذ قسملة) جاء على غِرار انتساب أبناء شرحبيل يكمل إلى (ذو يزن وذ جدن) وهذا الانتساب ما هو إلا نتيجة تحالف قبلي بين (ذو يزن و ذو جدن)، وهنا فقد اكتفى هذا الشخص باسم أسرة (ذو حضية) وفي النقش الآخر وضع أسرة (ذو قسملة).
- رب هد/بمحمد: هذه العبارة فيها نوع من الغموض من حيث توظيف الكلمات وصياغة التعبير الأمر الذي يجعل المعنى شائك الفهم لكن من خلال العبارة المماثلة التي جاءت في النقش Ry 515 بصيغة (رب هود/ برحمنن) باختلاف الكلمة الأخيرة (برحمنن = بالرحمن أو برحمن) وهذا اللفظ هو أحد صفات الله، هذا يعني أن الكلمة (بمحمد) هي كذلك صفة مثل الرحمن، وبذلك يمكننا القول أن العبارة (رب هد/بمحمد) في هذا النص الذي نحن بصدده تصف (رب اليهود بالمحمود).
• هد: المقصود به يهودا أي اليهود، والإسم (هد) هنا من الجذر الثلاثي اليعربي (هود) لكن حسب القواعد الخطية لقلم المسند يتم إسقاط الحرف الساكن لكنه يثبت نطقاً هود، وعندما ينتقل الإسم من العربية إلى اللغة العبرية أو الآرمية يتغير لفظ الإسم بما يتوافق مع النطق اللساني في تلك اللغات بحيث ينطق (يهودا) لأن صياغة الأسماء في المسند تدوّن على أصلها.
وأكد المؤرخ الدكتور الحسني، أن ممن فتن بالفرنسي كرستيان روبن، المترجم اليمني عطبوش، والذي يترجم دراسات روبان وكتب على صفحته في التواصل ما يلي "حكاية الأسماء الإسلامية مع اليمن مثيرة، بل حتى مريبة.. يزعم المسلمون أن النبي محمد هو أول من حمل هذا الاسم، في حين تخبرنا النقوش عن كثيرين تسموا به في كل مكان، بل والأغرب: أن الحِميريين لقّبوا معبودهم بلقب محمد! قد تكون مصادفة، لكن الأمر يصبح مريباً حينما نجد أن الحِميريين في نفس الفترة أيضاً لقبوا معبودهم باسم إسلامي آخر: علي!…الخ".
وأوضح أن عطبوش لم يقدم على زعمه الذي جاء في سياق التخادم مع اطروحات روبان وأستاذه النمساوي ألويس شبرنجر (Aloys Sprenger)، فهو يكرر أكاذيبهم التي تخالف نقوش المسند الذي يستدلون به من خلال تحريفهم للقراءة الحقيقة للمسند وكما رأينا أن كما زعموا انه أسم معبود في اليمن مجرد أكاذيب معتمدين على تحريفهم لقراءة النقش في نقش حاكم مملكة حِمير اليهودي يوسف أسأر، موجود في منطقة "بئر حِمى" في نجران، "ر ب هـ د / ب م ح م د" (رب اليهود بمحمد) وهو ما تم الإشارة أعلاه للقراءة الصحيحة وثبت كذب المستشرقين وتجنيهم على النص بالتحريف.
وتابع: "نحن المسلمين نعتقد بنص القرآن الكريم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن النبي الذي سيبعث من جزيرة العرب اسمه محمد وأحمد، وهما اسمان مشتقان من جذر واحد، وسمي بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ مولده، المقصود به في نقش يوسف أسار في حمى نجران هو النبي صلى الله عليه وسلم - رب اهد بمحمد- و هو كما نعلم من الاستفتاح ورد في كتاب الله العظيم في قوله (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)".
وأشار الدكتور الحسني، إلى أن الأخبار في ذلك متواترة من اليمن في قصص تبع الملك الأسعد وكسوة البيت ودخوله يثرب، إلى آخره، كما ورد كذلك في خبر سيف ذي يزن مع جد الرسول عبد المطلب، وكذلك في انتصار العرب على عدوهم بمحمد قبل ولادته في حربهم مع الفرس "هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا"/ عن ابن عباس: أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله ﷺ قبل مبعثه، وهم يعلمون أنه رسول الله ﷺ، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به﴾.
واستطرد الدكتور محمد بن على الحسني قائلا: لو كان محمد من أسماء الله تعالى في لغة العرب المعاصرين للبعثة المحمدية، لورد ذلك في نصوص القرآن الكريم أو السنة النبوية التي نصت على كل الأسماء الحسنى التي يسمى بها المعبود الواحد سبحانه، ولكن من صفات الله تعالى (المحمود) وقد قال حسان بن ثابت الخزرجي الأنصاري شاعر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في مدحه له:
وشقَّ له من اسمه ليجلّهُ
فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ
ولفت المفكر والمؤرخ ورئيس الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية، إلى أن مشعل غراد، عثر على نقش بنجران يكشف زيف ما ذهب إليه المستشرقين النمساوي والفرنسي والمترجم عطبون، من نقش ثمودي ورد فيه اسم محمد والنص: ي ث ع ت ص ر ج ر ن م ح م د.
المعنى: يثع تصر جرن محمد.والراجح هو (يثع تصرط. محمد). أي ليضع يثع محمد على (الصراط)، أي الطريق المستقيم. وهو كما ترى دعاء للإله يثع من قبل شخص اسمه محمد، عبر ياء نداء، أو هاء نداء، مقدّرة في أول الكلام. والإله «يثع» إله وثني معروف في شمال وجنوب الجزيرة العربية قبل مبعث سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله.
وتابع: "يثبت هذا النقش أن محمد هنا اسم علم وليس إله، ويعضد هذا ويدحض شبهات المستعربين النمساوي والفرنسي والمستغرب عطبوش نقش آخر من منطقة حائل اكتشفه في 2021 مشاري النشمي وجاء فيه: أيها الإله رضو احفظ، أو احمِ، محمد بن زبعة".
واختتم: "بهذا ثبت كذب ما نقلتَه يا عطبوش، عن بعض المستشرقين الذين أوردوا هذه الدعوى الداحضة التي لا رائحة فيها للعلم ولا للمنهجية العلمية، بل تفوح منها روائح الحقد الصليبي الاستعماري الذي جعلوا من الاستشراق غطاء له".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النقوش القديمة صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
حكم الصلاة على النبي في السجود بدلا من التسبيح.. رد مفاجئ من الإفتاء
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تعد من أنواع الدعاء التي يُثاب عليها المسلم، حيث تشكل الصلاة على النبي إحدى العبادات العظيمة التي ينال بها العبد الأجر وتزداد بها حسناته وتُكفّر بها السيئات.
وأضاف أن تعظيم وإكرام النبي وإظهار المحبة له، يُعد من الأمور التي تكمل إيمان المسلم وتجعله في مرتبة عالية من الإيمان، واستشهد بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
وذكر أيضاً حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء فيه: "من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً"؛ وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره.
حكم ذهاب المرأة بمكياج كامل وملابس كاشفة لحضور زفاف.. أمين الفتوى يحذر أدعية شفاء الأبناء من المرض.. احرص عليها يوميا لعلك صادف وقت الاستجابةوتابع "ممدوح"، خلال رده على سؤال حول جواز الصلاة على النبي أثناء السجود، بأن السجود هو موضع قرب العبد من ربه، وأفضل وقت للدعاء والتضرع لله.
وأشار إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء"؛ حديث رواه مسلم في صحيحه. وأوضح أنه يُستحب للعبد أن يعظم ربه في الركوع ويدعو بإلحاح في السجود، فالدعاء في هذه اللحظة مُستجاب بإذن الله، وأنه عندما يحمد العبد ربه ويصلي على النبي في سجوده، فإن ذلك من أسباب استجابة الدعاء.
أذكار وأدعية في السجود مأثورة عن النبيكما أورد الشيخ أحمد ممدوح بعض الأذكار والدعوات المأثورة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بها في سجوده، حيث جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده وركوعه: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح"، وهو من التسبيحات التي توضح تعظيم الله وقداسته. ومن الأذكار التي وردت عن النبي في السجود أيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين"، كما جاء في صحيح مسلم.
وأضاف أيضاً من الدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في السجود، ما روي عن الرسول: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"، وهو من الأدعية التي كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يكررها في سجوده لبيان خضوعه وذلّه بين يدي الله وتعبيره عن الإقرار بعظمة الله وعجزه عن إحصاء نعم الله عليه.
وأكد الشيخ ممدوح في النهاية أن الدعاء في السجود له أهمية خاصة، وأن استغلال هذه اللحظات في الدعاء والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، مُشدداً على ضرورة استحضار الخشوع والتواضع في هذه اللحظات من العبادة.