بوابة الوفد:
2025-01-16@19:54:22 GMT

تسلحوا بالوعى لإحباط الشائعات

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

لابد للمصريين أن ينتبهوا الى أمر مهم وبالغ الأهمية، وهو أن مصر تتعرض لمخاطر شديدة جدًا خلال هذه الظروف فى ظل سقوط عدد من الدول العربية فى غياهب الفوضى والاضطراب. وكذلك فى ظل حرب بشعة تقوم بها إسرائيل من أجل القضاء على هوية فلسطين العربية. وهنا وجب الآتى.. لا تركنوا إلى الشائعات، ولا تستأنسوا آراء المغرضين الذين يتعمدون إصابة الناس باليأس والإحباط، هناك محترفون لديهم القدرة على بث الشائعات بين الناس التى تعد أفتك الأسلحة، والتى يطلق عليها حروب الجيل الرابع، ولأن هناك متربصين بالدولة الجديدة، نجدهم يتفننون فى بث ونشر الأكاذيب سواء من خلال فضائيات أو على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وسرعان ما تنتشر الشائعة بسرعة البرق، وتتناولها الميديا على الفور، ونجد بعدها حالة تذمر ويأس وإحباط، بهدف تضليل الناس وإحداث نوع من العداء للمشروع الوطنى المصرى.

ظاهرة الشائعات ترهق الحكومة مرتين، الأولى عندما يتحامل المواطنون على الجهة التى يقصدها المغرضون ويسعون إلى النيل منها، والثانية هى تعطيل الدولة بالرد والنفى على من أطلقوا الشائعة، وفى كلتا الحالتين إثارة اللغط والفوضى، وهذا هو المطلوب الذى يقصده المتآمرون والخونة الذين يطلقون الشائعات. قيام المغرضين بإطلاق السراح للشائعات، على شاكلة (ولا تقربوا الصلاة) وتعمدوا إخفاء (وأنتم سكارى)، مما يجعل الحكومة تعيش فى حالة يرثى لها، فى حين أن إعمال العقل فى هذا الأمر يؤكد أن مروجى الشائعات يهدفون إلى إرباك الدولة، لأن الشائعة تسرى كالهشيم فى النار، وتصيب الناس باليأس والإحباط ويتملكهم الخوف الشديد!

نشر الشائعات سلاح فتاك أقل ضرر لها هو التعطيل، فلماذا نستجيب لها ونعمل لها حساباً؟!.. المفروض على هذا الشعب العظيم صاحب الوعى السياسى الناضج أن يدرك أن هذه حرب شعواء، ويجب عليه التصدى لها، بدلاً من الاستجابة لأى شائعة، ولقد مرّ زمن عدم المصارحة إلى غير رجعة، ولا يمكن بعد ثورة 30 يونيه أن يُقدم أى مسئول على تطبيق سياسة خداع الناس والمفروض أن يحذر الجميع من العواقب الوخيمة التى تنتج عن الشائعات. والحقيقة أن مصر فى حالة حرب حقيقية، ولكنها حرب ليست كالحروب المعتادة أمام عدو ظاهر وواضح، إنما العدو هو تنظيمات متطرفة سرية، وهى أخطر التنظيمات الموجودة على الساحة العالمية.. ولها طبيعة خاصة فى الحرب.. العدو المستتر المتخفى بين أهالينا وأحبائنا يعد فى حد ذاته كارثة، والتعامل مع هذا العدو يحتاج إلى تكتيك خاص، خاصة أنها عصابات مجرمة تصر على التخريب ضد الممتلكات العامة ومؤسسات الدولة وتدمير الاقتصاد الوطني.

من حق مصر أن تتخذ من الإجراءات ما يكفل لها القضاء على هذه العصابات السرية التى تحارب الدولة بكل ما أوتيت ومدعومة من دول كبرى بالخارج بهدف إحباط مصر ومنع وتعطيل خطواتها نحو بناء الدولة الحديثة وعودة الريادة لها عربيًا وإقليميًا ودوليًا. فى ظل هذه الأوضاع يجب ألا تأخذنا الرأفة أو الهوادة فى التعامل مع هؤلاء..

والحقيقة أن أصغر طفل مصرى بات يحفظهم عن ظهر قلب ويعرف ألاعيبهم وتصرفاتهم غير الطبيعية وغير الأخلاقية. لكن الذى يجب التحذير منه والتصدى له بحق هو ترديد «الميديا» بكل أنواعها الشائعات، فهذا هو السلاح الوحيد المتبقى لدى هؤلاء الخونة، وهو سلاح فتاك وخطير، ولا يجب أبداً بأى حال من الأحوال أن نتركه يلوح به يميناً ويساراً، بل يجب على الفور إبطاله ودحره بكل السبل الممكنة.. وقد يسأل سائل: وهل يمكن إبطال هذا السلاح المستخدم بشأن الشائعات؟ نعم توجد خطط كثيرة لوأد سلاح الشائعات، لكن الذى يعنينى منه هو أسلوب ردع هذه الشائعات، ويتمثل ذلك فى وقف خطاب الشائعات، ولذلك يجب عدم ترديد أفعالهم هذه حتى لا نحقق هدف الخونة والمتآمرين دون أن ندرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلحوا بالوعى لإحباط الشائعات الشائعات الوعى تسلحوا تسلحوا بالوعى لإحباط الشائعات

إقرأ أيضاً:

قنوات مغرضة

بقلم: دانيال حنفي
برلين (زمان التركية)ــ كانت قناة البلد البترولي في مطلع عملها حكاية كما يقولون. فقد كانت تعرض الأحداث عن قرب، وكانت تعرض وتناقش وقائعا لم تجرأ قنوات أخرى على عرضها أو طرحها للنقاش، وخاصة في المجتمعات العربية.

ولذلك لفتت القناة أنظار الناس إليها وشدت إليها المتابعين، كقناة عربية مملوكة لجهة عربية وتدار بمعرفة جهة عربية في مجتمعات لا تعرف الحياة السياسية، ولا تمارس ديمقراطية حقيقية، ولا ترحب بممارسة أفرادها للسياسة. وقد ظهر انبهار الناس بالقناة يشكل واضح في الإقبال الكبير على المشاهدة، الأمر الذى شجع الدولة مالكة القناة على طرح قنوات كثيرة في المجالات المختلفة، حتى في مجال الرياضة مقابل اشتراكات وربح الكثير من الأموال واقتحام أسواق ربما لم يعرفها الإعلام في ذلك البلد البترولي من قبل.

ولا غبار على هذا الانتشار المصاحب لهذه الجرأة ولهذا النجاح، ولا غبار على المكاسب المختلفة الضخمة التي حققتها الدولة البترولية التي لا يتعدى تعداد شعبها ربع مليون نسمة فقط لا غير من وراء هذا التوجه الجريء الذي صادف توقيتا جيدا واستعدادا عظيما لدى الناس في المجتمعات العربية ولدى الجاليات العربية في الخارج بالطبع. فقد أصبحت الجاليات العربية التي تعيش في الغربة ترى بلادها بصورة غير مجملة بزيادة، وباتت ترى وتسمع وتعرف شيئا من الأحداث والأخبار التي لم تكن في المعتاد تنشر أو تناقش علانية من قبل.

ولكن القائمين على القناة أرادوا المزيد من الدهشة على وجوه الناس ومزيدًا من المشاهدات الحقيقية بلا تعب، فراحوا يفبركون الأخبار ويلقون بها إلى الناس ويحصدون المشاهدات بحسبهم القناة التي تتواجد في كل مكان وتغطي كل الأحداث الحقيقية، وذلك على خلاف الواقع ولا شك أن كثيرا من الناس رأوا هذا الخداع بأعينهم في بعض البلاد وأحسوه في بلاد أخرى. وقد حققت القناة انتشارا واسعا في سوق المشاهدة العربية، بسبب تفردها في هذه الجرأة الحقيقي منها والمزيف في آن واحد وغياب الجرأة الإعلامية المقابلة في الإعلام العربي الذى بدا باهتا. وبفضل هذه الأرضية من الانتشار والقبول الإعلامي تحولت الدولة إلى مؤثر له دور فعال في تحريك الجموع بالحق وبالباطل أيضا.

فقد كان الهدف من الاستثمار في تلك القناة وفي أخواتها من القنوات هو تحويل والمساعدة في تحويل البلد البترولي الشقيقة إلى لاعب مؤثر على الساحة العربية والإقليمية والدولية طبعا، ليكون لها دور سياسي أكبر ويكون لها درب الى تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية الصغيرة والكبيرة ما حلى للغير وما لم يحلو لهم أيضا. فلا يوجد شيء قيم بلا مأرب في الحياة، وإنما هناك دائما أهدافا مشروعة وأهدافا مغرضة وغير مشروعة. وقد تقدمت الخدع وتحسنت مهارات القائمين على القناة واستوت حرفيتهم كثيرا وأصبح لدى القناة من الإعلاميين الحرفيين القدماء الثعالب من يعرف كيف يختار ويمزج الطيب بالخبيث في نعومة ويسر، وكيف يرسم بقع النفور والكراهية والاعتراض على ثياب الآخرين في براءة الأطفال وسلامة نوايا الشيوخ الطيبين.

الحروب والصراعات لا تنتهى بين الأعداء وبين الأصدقاء أيضا، فليس الأصدقاء صفحات بيضاء لم يلمسها قلم، وإنما هم صفحات تشهد حروبا وصراعات يتحول اسمها إلى ” المنافسة الأخوية الشريفة ” بين الشعبين أو بين الشعوب الصديقة. ولذلك، ورغم نجاح الزعماء في التغلب على الخلافات السابقة مع الدولة مالكة القناة المغرضة و”تفهم الدوافع الأخوية النبيلة” التي كمنت خلف تلك الخلافات، تظل القناة المؤثرة على دأبها في فبركة الأخبار ولوى الحقائق ومحاولة التأليب داخل الدول وضد الدول، في العالم العربي وفى أفريقيا بصفة أساسية .

Tags: الاعلام الموجه

مقالات مشابهة

  • "خطورة الشائعات على الأمن القومى" .. ندوة لإعلام طنطا
  • منير أديب: الشائعات أداة التنظيمات المتطرفة لتشويه الخصوم.. والوعي سلاح المواجهة
  • باحثة بـ«مرصد الأزهر»: الشائعات الإلكترونية تهدد استقرار المجتمعات
  • «التنشئة الأسرية وأهميتها فى مواجهة الشائعات».. ندوة توعوية لمركز إعلام طنطا
  • رئيس حزب المصريين: جماعة الإخوان تسخر كل طاقتها لإحباط المواطنين
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش "دور الخطاب الدينى فى تعزيز الأمن الفكرى"
  • قنوات مغرضة
  • التصدي للشائعات من منظور ديني ندوة لمركز إعلام المحلة
  • الخرباوي: «الإخوان» تحمل شرا كبيرا لمصر وتتبع أساليب التنظيمات السرية وتستخدم العنف
  • أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار