هل ينام أهل غزة؟.. أطباء أميركيون يحذرون من آثار الحرمان من النوم
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
واشنطن- بين صدمة ما حدث والخوف مما قد يحدث، يصبح النوم رفاهية لا يدنو منها أهل غزة مع تجاوز الحرب الإسرائيلية على القطاع المئة يوم.
تفيد الإحصائيات بارتفاع معدلات الأرق حول العالم، ويعمل باحثون على رصد الآثار السلبية لقلة النوم على الإنسان المعاصر، لكن حصول المدنيين في حالة الحرب على احتياجاتهم من النوم لا يحظى باهتمام كبير.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 26 ألفا، ونزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، كيف ينام أهل غزة؟
نازحون فلسطينيون يدفئون أنفسهم بالنار في يوم بارد ممطر في المخيمات (رويترز) نغفو ولا ننام"لا أحد ينام في غزة"، جاء الرد واضحا وجازما عبر الهاتف من محمد سلامة، المحاصر في مستشفى ناصر في خان يونس منذ أيام.
لم ينم محمد، المصور، منذ 4 أشهر. وفي حديثه مع "الجزيرة نت" قال "هنا في غزة لا ننام، لكننا نغفو ساعة أو اثنتين في أفضل الأحوال".
يحتاج البالغون الأصحاء، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم في الليلة، وقد يتطلب الأمر المزيد بالنسبة للأصغر سنا. هذا ما توصلت إليه لجنة من الخبراء، شكلتها المؤسسة الوطنية الأميركية للنوم، والأكاديمية الأميركية لطب النوم، وجمعية أبحاث النوم.
وفي حديث مع "الجزيرة نت" أكد الأستاذ الفخري بجامعة كوينز، أليستير ماكلين، أنه من الأفضل أن تكون هناك فترة نوم موحدة لا تقل عن 5 ساعات، باعتبار النوم أمرا مهما جدا لحياة الإنسان.
أليستير ماكلين الأستاذ الفخري بجامعة كوينز والباحث في مجال النوم (المصدر: موقع جامعة كوين الأميركية)"ماكلين"، الباحث في مجال النوم، قال إنه في حالة الحرب أو الصراع، يبدو من المعقول افتراض وجود عدد من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على طبيعة وجودة النوم، من بينها الحرمان من النوم، واضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية بسبب النوم المتقطع أو فترات النوم المتغيرة، والضغوط النفسية، والإجهاد الفسيولوجي.
ولفت "ماكلين" إلى أنه مع زيادة الحرمان من النوم، يختبر الأفراد تغيرات عديدة، تزداد كلما طالت فترة الحرمان، ومن أبرز تلك التغيرات الشعور بالنعاس والانزعاج والاضطرابات البصرية.
اتفقت دكتورة العلوم النفسية والدماغية في مؤسسة أمهرست الطبية التابعة لجامعة ماساتشوستس، ريبيكا إم سي سبنسر، مع ماكلين على أن الحرب وما ينتج عنها من إجهاد حاد يؤثر بشكل كبير على جودة النوم ويحدث الكثير من الاضطرابات النفسية والجسدية، لكنها أضافت أيضا في حديثها مع "الجزيرة نت" أن التغيرات في بيئة النوم الناتج عن النزوح القسري يقلل، كذلك، من النوم وجودته.
يشبه نوم كبار السن
يغفو محمد بالحذاء وبملابسه الوحيدة المتوفرة لديه. لكن غفوة لساعة واحدة يتخللها الكثير من الأفكار والأحداث، "نسيت كيف يكون الاستغراق في النوم، أثناء غفوتي يبقى عقلي واعيا، أسمع أصواتا كثيرة دون وجوه، أفكر في الاستهدافات التالية، في المباني التي قد تقع على رؤوسنا وأصحو فزعا ما بين دقيقة وأخرى".
تشبه تجربة النوم القصير والمتقطع ما يعانيه كبار السن، وتوضح سبنسر أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انخفاض معدل الإدراك مثل ضعف الذاكرة، ومشاكل الصحة العقلية كالشعور بالوحدة.
وقالت سبنسر "يرتبط النوم المنخفض أو المضطرب بضعف في الوظائف الإدراكية، والتوتر والقلق، والصحة البدنية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويحذر ماكلين من أن الحرب والظروف الخطرة لفترة طويلة للغاية تدخل الشخص في دوامة من التوتر الشديد تحرمه من النوم العميق، ويصبح النوم المتقطع هو الطبيعي، الذي بدوره يقلل من قدرته على التعامل مع التوتر وتستمر تلك الدوامة دون مخرج، "إضافة إلى أن قلة النوم تزيد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وتضعف عملية اتخاذ القرار والقدرة على التكيف بسرعة مع المتطلبات البيئية المتغيرة".
لن ننام مرة أخرى
يحتمي محمد بمستشفى ناصر في خان يونس بقطاع غزة، منذ 5 أيام، لكن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى وتطلق النار على محيطه وعلى الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ، وتسقط عشرات المدنيين.
تقطع الاتصال معه عدة مرات عبر الهاتف، لكن صوته جاء ثابتا. قال محمد، بينما يقصف محيط المستشفى من حوله، "لم يعد هناك مكان نلجأ إليه". وتحدث عن لياليه مع العشرات داخل المستشفى، "في الليل لا تغادرنا الكوابيس، أسمع صراخ الأطفال والكبار أثناء نومهم، وأرى جثثا تعثرت فيها صباحا أو ساعدت في دفنها. حتى لو غفوت رغما عن الكابوس، يوقظني صراخ شخص آخر بجانبي وأشعر بالإرهاق المستمر. لا أعتقد أننا سنستطيع النوم بعمق مرة أخرى".
نازحون فلسطينيين في المخيمات في رفح بجنوب قطاع غزة (الفرنسية)يؤثر النوم على قدرة الشخص على الأداء بفعالية وتحمل الضغوط النفسية والفسيولوجية، واعتبر ماكلين أن قلة النوم واضطرابه يزيدان من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، ويضعفان عملية اتخاذ القرار والقدرة على التكيف بسرعة مع المتطلبات البيئية المتغيرة.
وقال ماكلين إن الحرمان من النوم بسبب الحرب يؤثر على الأداء ليشمل:
الهفوات، وتوصف هذه أحيانا بأنها "نوبات صغيرة" أو "كتل" تتكون من فترات قصيرة من عدم الاستجابة. ورغم أنها تكون قصيرة في البداية تصل إلى حوالي 0.5 ثانية، فإنها تصبح أكثر تكرارا وأطول مع استمرار فقدان النوم. الصلابة المعرفية، وتعني الافتقار إلى الإبداع في طريقة التعامل مع مهمة ما. التباطؤ المعرفي، وهو انخفاض في سرعة معالجة المعلومات.وذكر ماكلين أن التأثيرات السابقة للحرمان من النوم أو النوم المتقطع لا تتضاءل بشكل رتيب، بل يتم تعزيزها أو تخفيفها اعتمادا على مدة النوم خلال اليوم، وكلما قل مقدار النوم وجودته زادت التأثيرات السلوكية والنفسية والجسدية بشكل سلبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرمان من النوم
إقرأ أيضاً:
الإرهاق المستمر: أسبابه وكيفية التخلص منه
يعاني الكثير من الأشخاص من شعور دائم بالإرهاق، مما يؤثر على إنتاجيتهم وقدرتهم على الاستمتاع بحياتهم اليومية.
هذا الشعور بالتعب المستمر قد يكون نتيجة لعوامل بسيطة مثل قلة النوم أو نمط حياة غير صحي، لكنه في بعض الأحيان قد يشير إلى مشكلات صحية تستدعي الانتباه.
تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية الأسباب الشائعة للإرهاق المستمر ونستعرض طرق فعّالة للتعامل معه واستعادة النشاط والحيوية.
أسباب الإرهاق المستمر وكيفية التخلص منهالإرهاق المستمر هو شعور بالتعب والإجهاد لا يزول حتى بعد الراحة أو النوم، وهو حالة يعاني منها الكثيرون نتيجة أنماط حياتهم اليومية أو بعض المشاكل الصحية.
الإرهاق المستمر: أسبابه وكيفية التخلص منهقد يكون الإرهاق عرضًا عابرًا بسبب ضغط العمل أو قلة النوم، لكنه في بعض الأحيان يشير إلى مشكلة صحية أكثر جدية.
أسباب الإرهاق المستمر1. قلة النوم أو اضطراباته
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو المعاناة من مشاكل مثل الأرق أو انقطاع النفس أثناء النوم يؤدي إلى إرهاق دائم.
2. نقص التغذية السليمة
التغذية غير المتوازنة التي تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد وفيتامين ب12، تؤثر على طاقة الجسم وقدرته على العمل.
3. التوتر والإجهاد النفسي
الضغوط اليومية والقلق المفرط يمكن أن يستنزف الطاقة ويؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق.
4. الجفاف
عدم شرب كميات كافية من الماء يؤدي إلى انخفاض الطاقة وصعوبة التركيز، مما يزيد من الشعور بالإرهاق.
5. الخمول البدني
قلة النشاط البدني تؤدي إلى ضعف العضلات وانخفاض اللياقة البدنية، مما يجعل الشخص يشعر بالتعب حتى عند بذل جهد بسيط.
6. أمراض مزمنة
فقر الدم: نقص خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى الجسم يؤدي إلى ضعف عام وإرهاق.
اضطرابات الغدة الدرقية: قصور الغدة يسبب بطء في العمليات الحيوية وزيادة الشعور بالإجهاد.
السكري: ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى التعب المزمن.
الدوخة المفاجئة: أسبابها وكيفية الوقاية منها7. تناول بعض الأدوية
بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الحساسية قد تسبب الإرهاق كأثر جانبي.
8. الإفراط في استخدام الكافيين والمنبهات
على الرغم من أن الكافيين يمنح دفعة مؤقتة من النشاط، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى انخفاض الطاقة بعد زوال تأثيره.
1. تحسين عادات النوم
النوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا.
اتباع جدول نوم منتظم.
تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
2. تناول غذاء متوازن
تناول الأطعمة الغنية بالحديد والبروتينات والفيتامينات.
تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.
3. شرب الماء بانتظام
الحرص على شرب كميات كافية من الماء يوميًا، خاصة إذا كنت تمارس الرياضة أو تعيش في مناطق ذات طقس حار.
4. ممارسة الرياضة
ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا لتحسين الطاقة.
تجنب الخمول لفترات طويلة.
5. إدارة التوتر
ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
تقليل ساعات العمل الطويلة وأخذ فترات راحة.
الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة6. الابتعاد عن المنبهات الضارة
التقليل من الكافيين والتوقف عن التدخين وشرب الكحول.
7. مراجعة الطبيب عند الضرورة
إذا استمر الإرهاق رغم تحسين نمط الحياة، يجب زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو آلام غير مبررة.
الإرهاق المستمر قد يكون نتيجة لنمط حياة غير صحي أو مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام.
من خلال تحسين عاداتك اليومية، وتناول غذاء متوازن، والاهتمام بصحتك النفسية والجسدية، يمكنك استعادة طاقتك وحيويتك.