بوابة الوفد:
2025-03-31@08:10:32 GMT

نحو دراما أكثر مسئولية

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

تعد الدراما من أهم القوالب الفنية التى يمكنها تناول الظواهر الاجتماعية المختلفة فى المجتمع المصري، والدراما باعتبارها عملًا أو حركة أو حدثًا فهى محاكاة؛ لأن المحاكاة تشمل العمل والحركة والحدث. والحقيقة، إن الدراما تتضمن الفعل والمشاهدة، فهى تتألف من شقين اثنين؛ هما: عمل المؤلف، وعملية التجسيد للشخصيات والأحداث والأفعال، والأهم من ذلك كله تجسيد العلاقات.

 

ومن هذه العلاقات التى قد تعبر عنها الدراما، بوجه عام، ومسلسلات التليفزيون، بوجه خاص، العلاقة بين الطبقات الاجتماعية؛ إذ يتباين أعضاء كل مجتمع بناء على عدد من المتميزات الاجتماعية؛ كالمهنة والملكية والمال، إلى جانب العادات والاهتمامات والمنجزات الثقافية، كما يتباين هؤلاء أيضًا فى الأذواق والقيم والمعتقدات، وسمات أخرى تُكتسب أثناء ممارسة الحياة الاجتماعية.

وتقيم المجتمعات وزنًا لهذه الاختلافات، لتصبح فيما بعد أساسًا مهمًا تعتمد عليه الأوضاع الاجتماعية من خلال تحديد الواجبات المختلفة فى تنظيم وجوه النشاط الاجتماعى وأنماط الحياة اليومية؛ فيما يسمى بالطبقات الاجتماعية. وتتعدد التنصيفات الاجتماعية لهذه الطبقات وتتنوع، بل وتختلف باختلاف أبعاد القياس التى يقوم عليها كل تصنيف؛ إذ يتم تصنيفها من حيث البعد الاقتصادي، ومن حيث بعد القوة، ومن حيث البعد المهني، لكن حجم التداخل بين هذه الأبعاد قد تزايد بشكل ملحوظ ليأخذ منحى جديدًا يقوم على المزج بين الأبعاد الثلاثة، وبما يتفق وطبيعة الأوضاع الاجتماعية.

ومع وجود الطبقات الاجتماعية وتباينها، ظهرت نظرية الصراع الطبقي؛ والتى تنظر إلى المجتمع وتحلله فى ضوء الصراع بين المصالح المختلفة والمتعارضة أحيانًا، حيث ترى هذه النظرية الصراع بين الطبقات الاجتماعية ضروريًا ولازمًا للتطور الاجتماعي، وقد يكون هذا الصراع داخل الطبقة الواحدة، أى أنه صراع من نوع معين يظهر داخل وحدة اجتماعية معينة، وليس صراعًا على المستوى الأفقى الذى يمتد فى شرائح المجتمع المختلفة، وقد يكون هذا الصراع بين الطبقات الاجتماعية فى ضوء الغايات والأهداف التى يحددها النسق الكلى للمجتمع.

وفى إطار ما تحظى به الدراما لدى الجمهور من كثافة مشاهدة مرتفعة، فإن التوظيف الثقافى للدلالات السيميولوجية التى تقدمها دراما التليفزيون للعلاقات بين هذه الطبقات الاجتماعية بما يُشكل أبنية سيميولوجية مليئة بالمعانى والدلالات الرمزية، قد يعكس صورة متحيزة تسهم، بشكل كبير، فى تعميق الصراع بين هذه الطبقات بما يخالف الواقع؛ ومن ثم فإن البناء المحكم والتصميم الدقيق لتلك العلاقات قد يكون من أهم مقومات نجاح ما تقدمه هذه الدراما.

وفى هذا الإطار فإن استخدام الرموز فى تشكيل البناء الدلالى الذى تعكسه الدراما لا بد أن يتم فى إطار من المسئولية الاجتماعية؛ فاتساع مجال الحرية الذى تتيحه الوسيلة فى نشر  المضامين المتنوعة وتداولها لا يجب إساءة توظيفه فى استخدام الرموز التى تقدم دلالات تتعارض وثقافة المجتمع، وهذا ما يوجه الأنظار إلى ضرورة الاهتمام بالتربية من أجل استخدام أفضل لوسائل الإعلام.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان لدراما الصراع بین

إقرأ أيضاً:

«ناقد فني»: تصريحات الرئيس عن الدراما تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني

تحدث الناقد الفني علي الكشوطي عن أهمية تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الدراما المصرية، مؤكدًا أن اهتمام القيادة السياسية بهذا القطاع يعكس مدى تأثير الدراما المصرية وريادتها في الوطن العربي.

أكد الكشوطي، في لقاء مع برنامج «بلاتوه القاهرة» على قناة «القاهرة الإخبارية»، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، أن موسم رمضان 2025 هو الأقوى منذ سنوات طويلة، حيث قدم العديد من الأعمال التي ناقشت قضايا مجتمعية مهمة، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني من خلال البناء على النجاحات الحالية لضمان تقديم أعمال أكثر جودة وتأثيرًا في المستقبل.

كما أوضح أن حديث الرئيس عن الفن لا يعني بأي شكل من الأشكال فرض قيود على الإبداع، بل العكس، فهو دعم لتجويد الصناعة وتحقيق التوازن بين الفن الهادف والأعمال الترفيهية، مما يعزز التنوع في المشهد الدرامي المصري.

أشار «الكشوطي» إلى أن البعض حاول استغلال تصريحات الرئيس لإثارة الجدل حول حرية التعبير في الدراما، لكن الواقع يثبت العكس تمامًا، مستشهدًا بمسلسل «لام شمسية»، الذي ناقش قضية اجتماعية مهمة خلال الموسم الرمضاني، مما يؤكد أن هناك مساحة كبيرة لطرح القضايا الجريئة والمهمة دون قيود.

كما تحدث «الكشوطي» عن نقطة محورية في تصريحات الرئيس، وهي ضرورة أن يكون هناك توازن بين الفن كإبداع، والصناعة كقطاع اقتصادي مربح، مشيرًا إلى أن أي صناعة لا يمكن أن تستمر دون تحقيق مكاسب مالية، وهو ما يجعل من الضروري وجود أعمال ذات قيمة فنية عالية تحقق أيضًا نجاحًا تجاريًا.

وأكد أن الدراما المصرية تحتاج إلى مزيد من التطوير على مستوى السيناريو والتصوير والإنتاج، مشيدًا بالأعمال التي حققت نجاحًا عالميًا مثل «جودر» و«الحشاشين»، حيث تم بيعها لمنصات أجنبية وترجمتها إلى عدة لغات، مما يعكس قدرة الدراما المصرية على منافسة الإنتاج العالمي.

سلّط الكشوطي الضوء على تأثير الدراما المصرية في الوطن العربي، حيث أشار إلى أن الدراما العراقية تأثرت بالإنتاج المصري في تقديم أعمال وطنية مثل مسلسل «النقيب»، مستلهمة التجربة المصرية الناجحة في إنتاج أعمال مثل «الاختيار» و«رأفت الهجان»، مما يؤكد أن ريادة مصر الفنية لا تزال مستمرة وقادرة على إلهام الصناعات الدرامية العربية.

أكد الكشوطي أن تصريحات الرئيس السيسي تعكس توجهًا نحو دعم الإبداع، وتطوير الصناعة الفنية، وتعزيز تأثير الدراما المصرية عربيًا ودوليًا، مما يبشّر بمستقبل أكثر ازدهارًا لهذا القطاع في السنوات القادمة.

اقرأ أيضاًناقد فني: مسلسلات الـ15 حلقة الظاهرة الأبرز في دراما رمضان 2025

ناقد فني: «أعمال كثيرة في دراما رمضان لا تستحق أكثر من 7 حلقات»

احتلت مساحة كبيرة.. ناقد فني يعلق على قضايا المرأة في دراما رمضان «فيديو»

مقالات مشابهة

  • نجوم عرب تألقوا في الدراما المصرية في رمضان
  • أكثر من مليار و800 مليون ريال إجمالي تبرعات الحملة الوطنية للعمل الخيري بنسختها الخامسة
  • القومى للمرأة يطرح استبيانا حول صورة المرأة فى دراما رمضان 2025
  • سميرة عبد العزيز: اختيار فريق العمل مسئولية المخرج وليس الفنان
  • محمد رجب يكشف أسباب عودته لـ الدراما بالحلانجي
  • قومي المرأة يطرح استبيان حول صورة النساء في دراما وبرامج رمضان
  • الأوجلي: الدراما الليبية تعيش في أزمة
  • «ناقد فني»: تصريحات الرئيس عن الدراما تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني
  • ناقد فني: دراما رمضان 2025 تؤكد ريادة مصر وتأثيرها في الوطن العربي
  • محمود الخطيب: تتر «ظلم المصطبة» مزج بين الفلكلور والموسيقى الحديثة