السعودية تواصل إرسال النفط عبر البحر الأحمر رغم تهديد الحوثيين
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
تواصل أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، إرسال ناقلات محملة بالنفط الخام والوقود عبر جنوب البحر الأحمر، حيث يهدد الحوثيون منذ أشهر السفن التجارية رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال محمد القحطاني، الذي يرأس أعمال التكرير وتجارة النفط والتسويق في الشركة، في مقابلة بمقر الشركة، بمدينة الظهران، شرقي المملكة، إن شركته تنقل شحناتها من النفط ومنتجاتها عبر البحر الأحمر، مشيرا إلى أن المخاطر الناجمة عن ذلك يمكن التحكم فيها، حسب وكالة "بلومبرج".
ويتناقض هذا القرار مع قرارات شركات أخرى، تخلت بالفعل عن تسيير رحلات في البحر الأحمر، بعد أن قصفت أمريكا وبريطانيا أهدافا في اليمن، في مسعى لقمع هجمات الحوثيين.
اقرأ أيضاً
موازنة السعودية تجاه اليمن.. الحوثيون يعززون مكاسبهم وعملية السلام نحو ركود مستمر
ورد الحوثيون بالقول إنه سيتم استهداف الشحن البحري للدولتين، إلى جانب الشحن الإسرائيلي، مما دفع إلى إصدار تحذيرات بحرية للسفن التجارية بالابتعاد.
وقبل الهجمات التي شنتها أمريكا وبريطانيا، والتي كانت مستمرة منذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، كانت مئات من سفن الحاويات والعديد من السفن التجارية الأخرى قد ابتعدت بالفعل عن المنطقة وهو طريق لا مفر منه لأي ناقلة تريد استخدام قناة السويس للعبور من آسيا إلى أوروبا.
وهذا يؤدي إلى إطالة الرحلات وتأخير الشحنات بدءًا من الوقود وحتى قطع غيار السيارات، حيث إن العديد من السفن تسافر لمسافات أطول حول أفريقيا. كما أنه يثير المخاوف بشأن عودة التضخم.
ودعا السعوديون إلى ضبط النفس بعد الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين، في محاولة للحفاظ على محادثات السلام الخاصة بهم مع الحوثيين.
وتسعى المملكة إلى إنهاء تدخلها العسكري في حرب اليمن، وهو الصراع الذي شهد قيام الحوثيين بمهاجمة منشآت النفط السعودية في الماضي.
وفرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات الخميس على أربعة مسؤولين حوثيين، في حين كررت الصين دعوتها لكبح الهجمات على السفن.
موقع السعودية - مع البحر الأحمر من الغرب والخليج العربي من الشرق - يجعل من الصعب إلى حد ما على أكبر منتج في أوبك تجنب استخدام المنطقة.
وتقوم أرامكو بانتظام بجلب النفط الخام والوقود من الخليج العربي، حيث تقع أكبر حقولها النفطية ومصافيها الكبرى.
ولا تزال شركة أرامكو السعودية تستخدم البحر الأحمر لنقل النفط، بينما تقوم شركات الشحن الأخرى بتحويل السفن بعيدًا عن مضيق باب المندب الذي يمزقه الصراع.
وقامت ناقلتان أخريان على الأقل، بتحميل الخام السعودي في رأس تنورة، والوقود في الجبيل، وكلاهما في الخليج، اتخذتا الطريق حول أفريقيا في رحلتهما إلى أوروبا، بدلاً من اتباع الطريق الأقصر عبر البحر الأحمر، وفقًا لتتبع السفن.
وقال القحطاني إن أرامكو السعودية تستخدم أيضا خط أنابيب لشحن بعض الخام من حقولها الرئيسية في الشرق إلى ساحل البحر الأحمر حيث يمكن تصديره عبر قناة السويس.
وفي النصف الأول من شهر يناير/كانون الثاني، شحنت أرامكو كمية من النفط الخام من محطتها على البحر الأحمر في ينبع شمالًا باتجاه أوروبا كما فعلت في الشهر السابق بأكمله، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج.
اقرأ أيضاً
خبراء وباحثون: تدخل أمريكا ضد الحوثيين لن يفلح.. وهذا ما يمكن أن تفعله السعودية
وقال القحطاني: "وهذا يمنحنا أيضاً إمكانية وصول وخيارات هائلة". "نحن نقوم بتقييم ذلك بشكل يومي تقريبًا".
ومع ذلك، مثل بقية الصناعة، يتعين على أرامكو التعامل مع عدد أقل من السفن الراغبة في السفر إلى البحر الأحمر وارتفاع تكاليف التأمين للقيام بذلك.
وقال القحطاني، إن "التأثير يكمن في تكاليف هذه الشحنات.. إنها تتزايد نتيجة لما يحدث. ولكن بشكل عام يمكن التحكم في الأمر بشكل كبير".
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الحوثيون البحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
سلاح البحرية الأمريكية يحدث نظامه بسبب عمليات البحر الأحمر
دفعت التحديات الكبيرة التي فرضتها العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر على مدى عام ونيف، الإدارة الأمريكية إلى البدء في إجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها تلك المعارك البحرية.
وقال موقع قيادة الأنظمة البحرية التابع للبحرية الأمريكية، إن مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، قام بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم).
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز السفن الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة، مبيناً أن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “تاسك آند بوربس” الأمريكي المختص بشؤون البحرية، فإن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم يمني في البحر الأحمر.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي قد أفاد أن البحرية الأمريكية نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار اليمنية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله.
وذكر أن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى.
ونوه موقع “ذا وور زون” إلى أن شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وأردف أن الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، مبيناً أن القوات اليمني كانوا رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات.
في سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0.
وأضاف الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين، لافتاً إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: إن هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة.