«الصحة العالمية»: تفشي الأمراض وانعدام الخدمات الصحية يهددان حياة سكان غزة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
وسط إحصائيات كاشفة عن حجم الدمار الذى لحق بالمدنيين فى قطاع غزة خلال الحرب التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى، هناك زيادة واضحة لنسبة الأمراض المعدية بين أكثر من 2 مليون نازح، اكتظوا فى مخيمات الإيواء، وباتوا يعانون من تدهور حاد فى خدمات الصرف الصحى، ويعيشون بلا طعام أو ماء، بينما تبلغ درجة حرارة الجو من حولهم حد التجمُّد، فضلاً عما يواجهونه من جوع ومرض متزايديْن، وخطر ناجم عن التعرض للإصابة أو الوفاة من جرَّاء القصف.
وبحسب آخر إحصائيات نشرها المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مع مرور أكثر من 100 يوم على الحرب فى غزة، كشفت أن غزة بالفعل تشهد معدلات مرتفعة من الأمراض المعدية.
100 ألف حالة إسهال بين الأطفال.. وإصابات بالتهاب السحايا والطفح الجلدى والجرب والقمل وجديرى الماءفمنذ منتصف أكتوبر، أُبلغ عن أكثر من 100 ألف حالة إسهال، ونصف هذه الحالات من الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويساوى هذا العدد من الحالات عدد الحالات المُبلغ عنها قبل اندلاع النزاع 25 مرة.
وذكرت الإحصائيات أنه تبلغ عن أكثر من 150 ألف حالة إصابة بعدوى الجهاز التنفسى العلوى، والعديد من حالات التهاب السحايا والطفح الجلدى والجرب والقمل وجديرى الماء، ويُشتبه أيضاً فى انتشار الإصابة بالتهاب الكبد، لأن العديد من الأشخاص يعانون من علامات اليرقان، كما تعانى أجسام الفلسطينيين الهزال والضعف؛ فالجوع يُضعف دفاعات الجسم ويفتح الباب أمام الأمراض.
وأشارت إلى زيادة سوء التغذية من خطر وفاة الأطفال بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوى والحصبة، لا سيّما فى الأماكن التى يفتقرون فيها إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة، بحسب الصحة العالمية التى أشارت إلى أنه حتى لو نجا الطفل، فيمكن أن يؤثر الهزال على حياته، لأنه يوقف النمو ويعيق النماء الإدراكى.
كما أن الأمهات المرضعات معرضات بشدة لخطر سوء التغذية، وبدءاً من عمر يوم إلى 6 أشهر، يكون حليب الأم أفضل غذاء يمكن أن يحصل عليه الطفل، ويمكن أن تؤثر مشكلات الصحة النفسية الآخذة فى الارتفاع بين السكان فى غزة، ومنهم النساء، تأثيراً إضافياً على معدلات الرضاعة الطبيعية.
وفى غزة اليوم، يوجد فى المتوسط حَمَّام واحد لكل 4500 شخص ومرحاض واحد لكل 220 شخصاً، ولا تزال المياه النظيفة شحيحة، كما أن مستويات التغوّط فى الأماكن المفتوحة آخذة فى الارتفاع، وهذه الظروف تجعل انتشار الأمراض المُعدية أمراً لا مفر منه.
كما أن هناك انخفاضاً فى معدّلات الحصول على الخدمات الصحية فى جميع أنحاء غزة مع استمرار الحرب فى إضعاف النظام الصحى، فحالياً أهل غزة يواجهون الموت من الجوع والأمراض التى يمكن علاجها بسهولة بوجود نظامٍ صحى يعمل بكفاءة، كما أدى نقص الوقود إلى إغلاق محطات تحلية المياه، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، مثل الإسهال، وزيادة كبيرة مع شرب الناس للمياه الملوثة، بجانب الانتشار السريع واسع النطاق للحشرات والقوارض التى يمكن أن تنقل الأمراض أو تكون وسيطاً لها.
وأوضحت أنه مع توقف أعمال التطعيم الروتينى ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض السارية يزداد خطر انتشار الأمراض بسرعة.
ووفقاً للبيان الأخير، تعمل «الأونروا» ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة على توسيع نطاق نظام مرن لترصد الأمراض فى العديد من هذه الملاجئ والمرافق الصحية، وقد رصد هذا النظام اتجاهات حالية للمرض تبعث على القلق البالغ.
من جانبه، أعرب تيدروس أدهانوم جبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن القلق البالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية فى قطاع غزة، مدوناً فى آخر تصريح له عبر منصة «إكس»: «مع استمرار نزوح أهالى غزة بشكل هائل على امتداد جنوب قطاع غزة، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من مرافق صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائى فى منظمة الصحة العالمية قلقين للغاية من تزايد خطر الأمراض المعدية»، محذراً من أن تفشى الأمراض دون علاج فى غزة ينذر بموت عدد أكبر من سكان القطاع أكثر من القصف إذا لم يستأنف النظام الصحى عمله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سكان غزة الإبادة الجماعية الصحة العالمية الأمراض المعدیة الصحة العالمیة أکثر من فى غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة تنظم ورشة للتدريب على تصنيف البعوض ومكافحة ناقلات الأمراض
نظّمت وزارة الصحة والسكان ورشة عمل تدريبية لمدربي (TOT) حول التصنيف المورفولوجي لأنواع البعوض المحلية والدولية، وذلك وفقًا لمفاتيح التصنيف المعتمدة عالميًا، بهدف تنفيذ بروتوكول الخريطة الحشرية لنواقل الأمراض.
وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الصحة العامة ورفع كفاءة فرق مكافحة نواقل الأمراض.
وتأتي هذه الورشة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بضرورة تعزيز كفاءة الفرق الطبية من خلال التدريب المستمر على أحدث التقنيات، لضمان تحسين الأداء ومواكبة التطورات الصحية.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الورشة تهدف إلى رفع كفاءة فرق مكافحة ناقلات الأمراض في مختلف المحافظات، من خلال تمكينهم من التعرف الدقيق على أنواع البعوض استنادًا إلى مفاتيح التصنيف العالمية، إلى جانب رصد التغيرات التي قد تطرأ على الأنواع المحلية بفعل التغيرات المناخية، ومراقبة أي أنواع جديدة غير مدرجة قد تشكّل تهديدًا للصحة العامة.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة للشؤون الوقائية، أن البرنامج التدريبي يتضمن محاضرات نظرية وجلسات عملية متخصصة، حيث تم إعداد مادة علمية شاملة تتناول أحدث أساليب التصنيف المورفولوجي للبعوض، مما يسهم في تعزيز المهارات النظرية والتطبيقية للمتدربين في مكافحة ناقلات الأمراض على مستوى الجمهورية.
بدوره، أشار الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، إلى أن هذه الورشة تأتي ضمن خطوات الاستعداد لتفعيل بروتوكول الخريطة الحشرية لنواقل الأمراض، والذي يهدف إلى تحديث قاعدة البيانات الخاصة بالبعوض الناقل للأمراض، بما يتيح تنفيذ تدابير وقائية أكثر كفاءة، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية لضمان تطبيق استراتيجيات المكافحة وفق أحدث المعايير العلمية.
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة أماني الحبشي، رئيس الإدارة المركزية للأمراض المدارية وناقلات الأمراض، أن الورشة تعكس التزام الوزارة بتطوير الكوادر الوطنية وتأهيلها للتعامل مع التحديات الصحية المرتبطة بنواقل الأمراض، في إطار السعي لتحقيق بيئة صحية آمنة ومستدامة.