يحل اليوم ذكرى وفاة السيناريست العظيم محسن زايد، الذي درس في المعهد العالي للسينما بقسم المونتاج ثم الإخراج، اتجه بعد التخرج إلى كتابة السيناريو للسينما والتليفزيون بعد تجربته في الأفلام التسجيلية حيث كانت مسيرته الفنية تتضمن ترجمة أعمال نجيب محفوظ للشاشة.

قصة ارتباطه بـ اسم نجيب محفوظ

دائمًا يرتبط اسمه بالأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث قام بتقديم عدة أعمال أدبية في المجال الدرامي المصري.

كان من بين النادرين الذين استطاعوا فهم فلسفة محفوظ حول الوجود، ونجح في تقديم قصصه بمهارة فائقة، ومن بين أعماله الأكثر شهرة في المجال الدرامي "بين القصرين، السيرة العاشورية، حديث الصباح والمساء، الحرافيش، ليلة القبض على فاطمة". وأثر في عالم السينما أيضًا من خلال أفلام مثل "حمام الملاطيلى، السقا مات، إسكندرية ليه، قهوة المواردى". 

في تصريحاته على إحدى البرامج التلفزيونية، أشار إلى أن معظم المخرجين الذين عمل معهم نجحوا في التقرب من رؤيته بشكل كبير، كما أشاد بالمخرجين مثل صلاح أبو سيف ويوسف مرزوق ومحمد فاضل.


زايد يتحدث عن قلة أعماله

رغم مروره بمشوار فني يقترب من العشرين عامًا، يعلق على تقديمه لعدد قليل من الأعمال قائلًا: "أنا أكون سعيدًا لو قدمت عملًا في كل سنة، لكن على سبيل المثال، استغرق إنتاج 'ليلة القبض على فاطمة' ثلاث سنوات. البطء ليس دليلًا على عدم الكفاءة، بل هو إيقاعي في الكتابة. أحب أن أتوحد مع عملي، أعيش فيه تمامًا، وأتفاعل مع شخصياتي بشغف. عندما أحس أنني بحاجة للتأمل، أتوجه إلى المكتب وأبدأ في الكتابة."

وفي سياق متصل، ينتمي زايد إلى الحي الشعبي والثقافة المصرية، التي أثرت على بتجاربه الروحية والصوفية وابهرنا في عدد كبير من الأعمال. 

 

أفكاره مميزة وغير تقليدية ولكنها حقيقية

الجدير بالذكر ما يميز شخصية الراحل محسن زايد عن غيره من السيناريستات بأن أفكاره تلمس الواقع، ليست مغرقة في الأفكار المثالية مثل "محمد جلال عبد القوي"، ولا تنغمس في عوالم رومانسية كـ "منى نور الدين"، إنها شخصيات تتأثر وتخطئ، تمثل بشرًا عاديين، فممكن أن يكتي قصة شخصية انتهازية ونصابة، لكنك لا تستطيع الحكم عليها بسهولة، فتتناول معها مشاعر التعاطف والاشمئزاز في آن واحد، كما تجد جزءًا من ذاتك فيها.

وكانت أحدث أعماله الذي برز فيها الحديث السابق فيلم "فرحان ملازم آدم"، بطولة "فتحي عبد الوهاب"، "لبلبة"، و"ياسمين عبد العزيز"، حيث رسم محسن زايد ببراعة شخصية الشاب الصعيدي  الذي يأتي إلى القاهرة للمرة الأولى ويفتتح بصره على الحياة بالإضافة إلى ذلك، نجح في رسم شخصية "لبلبة" بمهارة، كامرأة محرومة من الحب تبحث عنه في أي شخص، وكذلك رسم شخصية "حسن حسني"، التي تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات في مسيرته الفنية، كسمفونية شعبية متكاملة نادرة في عالم السينما.

رحيله

رحل عنا زايد في 27 يناير 2003، وترك وراءه ثلاثة أبناء، من بينهم نشوى التي كانت تخطط لمشروع مسلسل لوالدها قبل وفاته، والذي أُكمل بإخراج شقيقها ياسر.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محسن زايد نجيب محفوظ محسن زاید

إقرأ أيضاً:

محفوظ عبدالرحمن ورحلة البحث عن مسلسل «أم كلثوم»

فى إطار احتفالية «الوفد» بمناسبة مرور خمسين عاما على رحيل «أم كلثوم»، كشف الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن عن كواليس كتابة مسلسل «أم كلثوم»، موضحًا كيف تحول مشروع الكتابة إلى تحدٍّ فنى كبير، بعدما كانت فكرة العمل قديمة، بدأت الأمور تأخذ منحى جديًا عندما تواصل معه الراحل ممدوح الليثى، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، مقترحًا عليه العمل على مسلسل يروى سيرة حياة كوكب الشرق، بدأ عبدالرحمن رحلة بحث عميقة حول شخصيتها، ليكشف عن جوانب إنسانية وفنية لم تكن ظاهرة للجمهور، ليقدّم للمشاهدين صورة شاملة لهذه الشخصية الاستثنائية.

كشف الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن عن تفاصيل عملية كتابة العمل، التى كانت بمثابة تحدٍّ كبير له، حيث أوضح أنه كانت لديه فكرة قديمة عن الشخصية، لكن الأمر بدأ بشكل جدى بعدما تواصل معه الراحل ممدوح الليثى، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، فى حادثة كان يذكرها دائمًا بكل حب، وقال عبدالرحمن: «كنت فى التليفزيون فى ممر طويل، وأتذكر أن ممدوح الليثى قال لى من بعيد: محفوظ، تعمل مسلسل عن أم كلثوم؟، فوافقت فورًا».

وأضاف الراحل عبدالرحمن: «فكرة العمل كانت فى البداية أن أكتب المسلسل عن أم كلثوم كفنانة، لكن مع البحث والتعمق فى شخصيتها، اكتشفت أن هناك الكثير من الجوانب الأخرى التى كانت بحاجة للكشف عنها، بدأت أقرأ عنها وأبحث بشكل مكثف، قابلت العديد من الأشخاص الذين عاصروها وعملوا معها، لكن لم أستفد كثيرًا منهم، ولكن عندما بدأت فى الاطلاع على الصحف والمجلات التى تناولت أم كلثوم، بدأت أفهم شخصيتها بشكل عميق، كانت الشخصية بالنسبة لى محورية، وأصررت على أن أكتب عنها فقط بعد أن أتعرف عليها جيدًا».

وكان التحدى الأكبر فى المسلسل هو تقديم أم كلثوم بالشكل الذى يليق بها، إذ كان عبدالرحمن مصرًّا على أن يتم تقديم الشخصية بصدق، وقال: «لأننى قروى وهى أيضًا قروية، كان من السهل علىّ أن أفهم شخصيتها وأقرب لها، هذا الارتباط الشخصى جعلنى أقدم أم كلثوم بالشكل الذى شعر به الجمهور، حتى أن بعض الأحداث مثل مشهد الوسام الذى حصلت عليه وأثر ذلك على عائلتها كان مشهدًا صادقًا للغاية، حيث كانت ردود الفعل المفاجئة تعكس التفاعل الحقيقى مع الشخصية».

وفيما يخص اختيار بطلة المسلسل، كشف الكاتب الراحل عن الصعوبات التى واجهته فى البداية، كان ترشيحه الأول للبطولة هو الفنانة نجلاء فتحى، ولكن سرعان ما اعترضت المخرجة إنعام محمد علِى علىَ هذا الترشيح، معتبرة أن ملامح نجلاء فتحى تتسم بطابع تركى، وهو ما لا يتناسب مع الشخصية المصرية الخالصة لأم كلثوم، ورغم اعتراضها، أصر عبدالرحمن على ترشيحها ولكن بعد اعتذارها عن قبول الدور، بدأت المخرجة فى البحث عن بديل.

الترشيح الثانى كان للفنانة سوسن بدر، التى كانت تتمتع بملامح مصرية خالصة، إلا أن المخرجة بعد جلسة عمل مشتركة لم تجد أن هذا الترشيح يتناسب مع الدور كما كانت تعتقد، لذلك قررت المخرجة التوجه نحو خيار آخر أكثر تحديًا، ورغم كون الفنانة صابرين لم تكن من نجمات الصف الأول فى ذلك الوقت، إلا أن المخرجة والممثلين قرروا تقديمها لتجسيد الدور، وهو ما أثبت نجاحه فى النهاية، حيث تمكنت من تقديم الشخصية بشكل متميز وحقيقى، خاصة بعد العمل المكثف والتعاون الوثيق مع محفوظ عبدالرحمن.

مسلسل «أم كلثوم» هو واحد من الأعمال الفنية التى أظهرت كيفية الدمج بين البحث والتوثيق والشخصية الفنية الكبيرة التى أثرت فى تاريخ الموسيقى العربية، وبفضل التعاون بين فريق العمل ورؤية الكاتب، تمكّن المسلسل من تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية والإبداعية لشخصية أم كلثوم بشكل مميز، تاركًا بصمة كبيرة فى تاريخ الدراما المصرية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بينها الألبان.. أطعمة نعتقد أنها صحيّة ولكنها «تقصّر العمر»
  • بعد وفاة 120حالة .. كل مالا تعرفه عن الحصبة المميتة بالمغرب
  • محفوظ عبدالرحمن ورحلة البحث عن مسلسل «أم كلثوم»
  • «يا عم».. كريم محسن يطرح أحدث أعماله بهذا الموعد (صورة)
  • إعلام إسرائيلي: يجب النظر إلى الضفة كمعركة وليس عملية محدودة
  • أول تعليق من الإعلامي محمد سعيد محفوظ بعد تعرضه لحادث سير
  • الدويري: المقاومة لن تتخلى عن جنين رغم محدودية إمكانياتها
  • في ذكرى وفاته ما لا تعرفه عن مخرج المسلسل الشهير "باب الحارة"
  • مع قرب إطلاق Android 16 Beta قريبًا.. إليك كل ما لا تعرفه عنه
  • بالأسماء.. حركة تنقلات محدودة لقيادات بـمصر العليا للكهرباء