اللعبة الأولى وتطلعات المجتمع
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
الحيز الواسع من النقاش العام في المجتمع (في حيزه الواقعي والافتراضي) خلال الأيام الماضية تمحور حول المستوى المتدني والخروج المبكر للمنتخب العُماني لكرة القدم من بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2024، ذلك نظير شعبية كرة القدم والحيز المعنوي الذي تمثلهُ مشاركات المنتخب الأول لكرة القدم في مختلف المحافل، والأمر الآخر نتيجة أن البطولة تقام في دولة مجاورة؛ وبالتالي تنطبع منافساتها وأجواءها برمزيات ثقافية قريبة من الجو العام في السياق العُماني.
لا ترنو هذه المقالة إلى مناقشة السياق الرياضي (الفني) لخروج المنتخب، ولكنها تحاول الإجابة على سؤال: لماذا يجب أن نهتم بالمنتخب الأول لكرة القدم تحديدًا؟ وهنا أتحدث عن المنتخب الأول لكرة القدم بوصفه واجهة لللعبة الشعبية الأولى، وربما يكون العنصر الأهم في هيكل الرياضة في علاقتها بالمجتمع، والذي ظل يحوز اهتمام طيف واسع من الفئات المجتمعية، ويؤدي دوره بوصفه وسيلة من وسائل تعزيز الهوية والانتماء المجتمعي. تعود الذاكرة (القصيرة) للجماهير العُمانية في علاقتها بالمنتخب الأول لكرة القدم إلى معيارية ما يسميه العُمانيون (الجيل الذهبي). والذي شهد ألقه في بطولات كأس الخليج وتحديدًا (خليجي 16 – 17 – 18 – 19) وتوج الأخيره على أرض مسقط بأول ألقابه في هذه البطولة. هذا لا يعني تقليلًا من الأجيال السابقة للمنتخبات الوطنية، ولكننا نتحدث عن الأمد المعاصر؛ وكيف تحول منتخب كرة القدم إلى (ظاهرة اجتماعية) في عُمان. كانت البطولات سابقة الذكر تشهد تصاعدًا في اهتمام المجتمع بالمنتخب الأول؛ من خلال المتابعة الدقيقة للبطولات التي يخوضها، وتكوين المجالس الاجتماعية المصغرة المتمحورة حول تلك المنافسات، والتمام الأسر الصغيرة منها والممتدة حول الأحداث التي يخوضها، تجسد أشكالا رمزية من الولاء والانتماء في مظاهره المختلفة نتيجة الفخر بالمستويات، أو الالتفاف المعنوي حول (ظاهرة المنتخب الأول). أصبحت تجمعات الأقران، أو الأسر لمتابعة هذه الظاهرة معروفة، وامتدت المعرفة ببعض جزئيات التحليل الرياضي إلى المجالس الاجتماعية الرياضية، وأصبح نجوم تلك المرحلة أيقونات مجتمعية، امتد تأثيرها إلى الشواطئ والملاعب الأهلية وإلى ملاعب المدارس وإلى منظومة التنشئة العامة. وهنا يمكن القول أن رياضة كرة القدم في تلك المرحلة أدت الدور الاجتماعي المنوط بها. هذا الدور الذي يتحدث عنه علماء الاجتماع بوصفه يتمثل في 3 عناصر:
1-خلق الشعور بالهوية الجمعية والانتماء.
2-تعزيز الرمزيات الاجتماعية وتكوين الالتفاف المجتمعي حولها.
3-التكامل والاندماج وتحييد عدم المساواة الاجتماعية.
كيف استطاع ذلك الجيل خلق هذه الصورة؟ هنا تتكامل عدة عوامل؛ منها ما يتعلق باللاعبين أنفسهم من حيث توافر الدافعية، والطموح، والحافز بواسطة الأقران والمجموعة القريبة. ومنها ما يتعلق بعوامل مرتبطة بتسيير وإدارة منظومة كرة القدم، ومنها عوامل فنية ترتبط بالتكوين والتأهيل الفني ووجود رؤية متسقة لإدارة المنتخب الأول لكرة القدم. تضافر هذه العوامل فيما بينها أنتج هذا المشهد. والذي لم يقتصر فقط على التنافس الرياضي وحده؛ بل امتد لخلق الظاهرة الاجتماعية التي نكتب حيالها.
تواصلت المستويات في السنوات اللاحقة في شكل متذبذب، تخلله فوز يتيم ثان ببطولة كأس الخليج 23 في أرض الكويت، حتى وصلنا لهذه المرحلة التي يرى النقاد أنها كشفت الكثير من المشكلات المرتبطة بمنظومة كرة القدم والمتراكمة عبر سنوات. وهنا دعوة لمراجعة جادة لهذه المنظومة تحديدًا، ليس لأننا لم نعد قادرين على المنافسة فحسب؛ بل لأننا قد نخسر (الدور الاجتماعي) المهم الذي تلعبه (ظاهرة المنتخب الأول لكرة القدم) في سبيل هويتنا الوطنية ووجود عنصر قادر على إبراز الرموز الاجتماعية. أحد أشهر الكتب التي تناولت هذه العلاقة الدقيقة بين ما تصنعه كرة القدم من ظاهرة بالمجتمع هو كتاب «عملية الحضارة The Civilizing Process»، الذي يرى مؤلفه أن الرياضة عمومًا ظلت عبر التاريخ منظمًا ومهذبًا للسلوك الإنساني. وأن أثر كرة القدم كان تاريخيًا يسهم في تحضر الفرد والمجتمع والتأثير في هيكل الأعراف الاجتماعية. وتحولت كرة القدم عبر التاريخ – بحسب المؤلف – إلى مؤسسة اجتماعية تسهم في تعديل وتقويم الطرق التي يتفاعل بها الناس مع بعضهم البعض. لن نتحدث هنا مرة أخرى عن إجراءات دقيقة لهذه المراجعة. ولكننا ندعو إلى أن تمتد ثقافة (الإدارة بالأهداف والمؤشرات) إلى المؤسسات المعنية بتنظيم وإدارة اللعبة، والأهم من ذلك أن يصاحب تلك الأهداف والمؤشرات مشاركة لها مع المجتمع؛ لنعرف اتجاه البوصلة، وليعرف المجتمع ما هو الحد الأقصى والأدنى من الطموح، وما هو الوضع الطبيعي، والوضع الذي يجب من خلاله أن تتم المساءلة. كما أن تعزيز منظومة الحوكمة الرياضية وتعزيز الرقابة على محدداتها، وتطوير هياكل مجالس الإدارات في الأندية والعملية الإدارية فيها، وترقية قدرات العاملين فيها هو في الختام يصب في مصلحة المنتخبات الوطنية.
الأهم أن لا نخسر أحد أهم الأدوات التي شكلت عبر عقود جامعًا وطنيًا. هنا نتذكر مشهد الأعلام والمسيرات الابتهاجية، مشهد النقاش العام منذ مطلع الصباح في أيام المباريات حول المنتخب وترتيب أماكن التجمع لمشاهدة المباريات، مشهد الأفواج التي تتدفق إلى الحدود والمطارات – وما زالت – خلف المنتخب. كل هذه الرمزيات وإن كانت بسيطة ويعتقد البعض أنها مؤقتة وآنية إلا أنها تصب في النسيج المجتمعي. وتعزز اللحمة الوطنية.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية في سلطنة عمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخب الأول لکرة القدم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
12 لقاء في دوريَّي الناشئين والشباب لكرة القدم .. غدا
تتواصل غدا منافسات المرحلة الثانية من دوري الناشئين لكرة القدم للموسم الرياضي 2024-2025م، حيث ستقام 6 لقاءات في الجولة الثامنة، ففي اللقاء الأول سيتنافس ناديا الطليعة والسيب على ملعب نادي الطليعة، والمباراة الثانية سيلعب فيها ناديا صحم وظفار على ملعب نادي صحم، وسيلتقي ناديا بهلا والسويق في المباراة الثالثة على ملعب نادي بهلا، وسيجمع اللقاء الرابع ناديي العامرات وإزكي على ملعب نادي العامرات، وسيتنافس في المباراة الخامسة ناديا الخابورة والكامل والوافي على ملعب نادي الكامل والوافي، وسيلعب في اللقاء السادس ناديا الاتحاد ومجيس على ملعب نادي مجيس، وستبدأ المباريات في الساعة الثالثة والثلث عصرا.
وخلصت الجولة السابعة من المرحلة الثانية في دوري الناشئين بتسجيل 17 هدفا، ففي المجوعة الأولى، تفوق نادي صحم على نادي بهلا بنتيجة 3-2، وتغلب نادي السويق على نظيره نادي السيب بنتيجة 2- صفر، وفاز نادي ظفار على نادي الطليعة بنتيجة 2-1، أما في المجموعة الثانية، فقد فاز نادي مجيس على نادي الكامل والوافي بنتيجة 3-2، وتألق نادي الخابورة على نادي إزكي بنتيجة 1- صفر، وفاز نادي العامرات على نادي الاتحاد بنتيجة 1- صفر.
وبعد انتهاء الجولة السابعة، تصدر ترتيب المجموعة الأولى نادي صحم برصيد 15 نقطة، وله 13 هدفا، وعليه 8 أهداف، وحل في المركز الثاني نادي السويق برصيد 14 نقطة، وله 11 هدفا وعليه 4 أهداف، وجاء في المركز الثالث نادي السيب برصيد 12 نقطة وله 13 هدفا وعليه 8 أهداف، أما المركز الرابع فجاء فيه نادي ظفار برصيد 10 نقاط وله 11 هدفا وعليه 12 هدفا، وخامسا حل نادي الطليعة برصيد 4 نقاط وله 8 أهداف وعليه 11 هدفا، أما نادي بهلا فجاء في المركز السادس والأخير برصيد نقطتين وله 7 أهداف وعليه 20 هدفا.
أما المجموعة الثانية فقد تصدرها نادي إزكي برصيد 13 نقطة وله 5 أهداف وعليه هدفان، وحل في المركز الثاني نادي الكامل والوافي برصيد 10 نقاط وله 5 أهداف وعليه 4 أهداف، وجاء نادي العامرات في المركز الثالث برصيد 10 نقاط وله 5 أهداف وعليه 4 أهداف، وفي المركز الرابع جاء نادي مجيس برصيد 8 نقاط وله 7 أهداف وعليه 9 أهداف، أما نادي الخابورة فجاء في المركز الخامس برصيد 7 نقاط وله 5 أهداف وعليه 8 أهداف، وفي المركز السادس والأخير جاء نادي الاتحاد برصيد 6 نقاط وله 5 أهداف وعليه 5 أهداف.
من جانب آخر، تقام غدا 6 لقاءات في الجولة الثامنة للمرحلة الثانية من دوري الشباب لكرة القدم، حيث سيلعب في اللقاء الأول ناديا مسقط والنصر على ملعب نادي مسقط، وسيتنافس في المباراة الثانية ناديا قريات والبشائر على ملعب نادي قريات، وسيلتقي في المواجهة الثالثة ناديا السويق والخابورة على ملعب نادي السويق، وستجمع المباراة الرابعة ناديي فنجاء وصحم على ملعب نادي فنجاء، وسيلعب في اللقاء الخامس ناديا الوحدة والمصنعة على ملعب نادي الوحدة، وسيتنافس في المواجهة السادسة ناديا ظفار وبوشر على ملعب نادي ظفار، وستبدأ المباريات في الساعة الثالثة والثلث عصرا.
وخلصت الجولة السابعة من المرحلة الثانية في دوري الشباب بتسجيل 11 هدفا، ففي المجموعة الأولى، حقق نادي مسقط فوزا على نادي الخابورة بنتيجة 2-1، وفاز نادي السويق على نادي البشائر بنتيجة 2-1، وتفوق نادي قريات على نادي النصر بنتيجة 3- صفر، أما في المجموعة الثانية، فقد فاز ناديا بوشر على نادي الوحدة بنتيجة 1-0، وفاز نادي المصنعة على نادي فنجاء بنتيجة 1-0، وتعادل ناديا صحم وظفار بنتيجة صفر- صفر.
وبعد انتهاء الجولة السابعة، تصدر ترتيب المجوعة الأولى نادي قريات برصيد 18 نقطة وله 13 هدفا وعليه 4 أهداف، وحل في المركز الثاني نادي السويق برصيد 15 نقطة وله 13 هدفا وعليه 6 أهداف، وجاء في المركز الثالث نادي الخابورة برصيد 12 نقطة وله 8 أهداف وعليه 6 أهداف، وحقق المركز الرابع نادي مسقط برصيد 6 نقاط وله 6 أهداف وعليه 9 أهداف، أما نادي البشائر فحل في المركز الخامس برصيد 3 نقاط له 6 أهداف وعليه 11 هدفا، وجاء في المركز السادس والأخير نادي النصر برصيد 3 نقاط وله 5 أهداف وعليه 15 هدفا.
أما المجموعة الثانية فقد تصدرها نادي صحم برصيد 10 نقاط وله 5 أهداف وعليه 3 أهداف، وحل في المركز الثاني نادي بوشر برصيد 10 نقاط وله 5 أهداف وعليه 5 أهداف، وجاء في المركز الثالث نادي المصنعة برصيد 10 نقاط وله 8 أهداف وعليه 9 أهداف، وحقق المركز الرابع نادي الوحدة برصيد 9 نقاط وله 4 أهداف وعليه 3 أهداف، وفي المركز الخامس جاء نادي ظفار برصيد 8 نقاط وله 3 أهداف وعليه 3 أهداف، وفي المركز السادس والأخير جاء نادي فنجاء برصيد 6 نقاط وله هدفان وعليه 4 أهداف