لجريدة عمان:
2024-06-29@23:31:06 GMT

لهذه الأسباب لا يمكن القضاء على «أنصار الله»

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

تمثل الحرب التي أطلقها «محور المقاومة» على إسرائيل والولايات المتحدة المرة الأولى في التاريخ التي يقوم فيها تحالف من جهات غير تابعة لدول بالدفاع الجماعي عن جهة أخرى غير تابعة لدولة هي على وجه التحديد حماس.

بقيادة إيران، يضم المحور مجموعات سورية، وجماعتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وحزب الله اللبناني، ووحدات الحشد الشعبي العراقية، وجماعة الحوثيين اليمنية، أو أنصار الله، بحسب اسمها الرسمي.

على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، بادرت الجماعات الثلاث الأخيرة بشن هجمات على أهداف إسرائيلية وأمريكية دعما لحلفائهم الفلسطينيين.

لكن بدلا من الاعتراف بأن لدى هذه الجماعات دوافع ومصالح تخصها، تواصل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل التقليل منها وتصويرها باعتبارها شبكة عابرة للجنسيات مؤلفة من وكلاء لإيران وتعتقدان بأن بالإمكان قصف هذه الجماعات لحملها على الاستسلام وهو ما تجلى في موجة أخرى من الضربات الجوية الليلية. ويمثل هذا فهما أساسيا للديناميكيات الأساسية الفاعلة داخل المحور وللوحدة الأساسية لأعضائه، وذلك كله قادر على أن يجعل تدخل القوى الغربية في المنطقة باهظ التكلفة.

خلافا للتحالفات الغربية التقليدية التي تقيمها بلاد متماثلة العقليات لمحاربة تهديد مشترك بلا أي التزامات بعيدة المدى، بدأ محور المقاومة بوصفه تحالفا مستمرا تطور إلى ائتلاف حربي. ومنذ بدايته، كان ما يجمع الأعضاء الأساسيين معا هو تبادلها توفير الدعم العسكري والسياسي لمواجهة إسرائيل. وفي حين أن إيران زودت حزب الله وحماس وغيرهما من الجماعات الفلسطينية بالمساعدات العسكرية والمالية طويلة الأمد، قدمت سوريا أرضها لتكون مسار إمدادات مضمونا لحزب الله وملاذا آمنا لقيادات حماس. ومن جانبه، قدم حزب الله التدريب التقني والعسكري لحماس، فمن ذلك خبرة صنع القنابل وحفر الأنفاق، وقام مع إيران بتهريب تقنيات تصنيع السلاح إلى الضفة الغربية وغزة.

في عام 2013 شكل المحور تحالفه الحربي الأول، دعما للدولة السورية. وتدخل حزب الله رسميا في تلك الحرب وأقنع إيران بنشر الحرس الثوري في سوريا، ثم تبعته وحدات الحشد الشعبي العراقية حديثة التأسيس، موسعة المحور.

وبجانب دور المحور في سوريا، تدخل حزب الله وإيران مباشرة في العراق في 2014 لمساعدة وحدات الحشد الشعبي في محاربة داعش. وكانت الإضافة الأخيرة إلى المحور هي جماعة أنصار الله التي تلقت مساعدة عسكرية وسياسية من إيران، كما تلقت -بحسب ما جاء في بعض التقارير- تدريبا عسكريا من حزب الله في حربها مع التحالف ذي القيادة السعودية التي بدأت في 2015.

إن ما يجعل من هذا المحور تحالفا متماسكا ممتلكا أسباب الاستمرار هو عمق ورسوخ ركائزه الأيديولوجية وأهدافه الاستراتيجية المشتركة؛ فجميع أعضائه يتبنّون أجندة مناهضة للإمبريالية، مناهضة للصهيونية ويتخذون من القضية الفلسطينية بؤرة لهم. وللمحور اليوم غرضان مشتركان: إرغام إسرائيل على وقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة، وطرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا.

وفي سعيهم إلى هذين الغرضين، فإن الجهات غير التابعة لدول في هذا التحالف تعمل وفقا لمعتقداتها السياسية ومصالحها الاستراتيجية وليس اتباعا لإملاءات إيرانية. وفي حين أن إيران قدمت دعما ماديا لجهات غير تابعة لدول داخل المحور، فإن هذه المساعدات لم تتحول إلى نوع من فرض القوة الذي يسم علاقات الرعاة بالوكلاء. وهذه رؤية يراها مسؤول المخابرات الأمريكية بريان كاتز الذي ذهب إلى أن حلفاء إيران غير التابعين لدول «لم يعودوا الآن محض وكلاء لإيران»، بل أصبحوا بالأحرى «مجموعة من الفاعلين الناضجين سياسيا وعسكريا، المستقلين عسكريا، المتناغمين أيديولوجيا، الملتزمين بالدفاع المشترك». وطبيعة هذا التحالف في جوهره عضوية وتكافلية، خلافا للطبيعة المصلحية والهيراركية.

وقد تبين هذا أخيرا في هجمة حماس المفاجئة في السابع من أكتوبر على إسرائيل، وهي هجمة لم تكن إيران على معرفة مسبقة بها بحسب روايات إسرائيلية وأمريكية. لكن، يظهر بقوة أن هناك استراتيجية «دفاع مستقبلي» مسبقة التخطيط تقوم بموجبها جماعات حزب الله وجماعة أنصار الله ووحدات الحشد الشعبي بالهجوم والمبادرة بتوجيه الضربات لإسرائيل والولايات المتحدة في حال احتياج حماس لمثل هذه المساعدة. ويجري تنفيذ هذه الاستراتيجية اليوم من خلال تنسيق عسكري تكتيكي يتردد أنه يجري داخل العديد من غرف العمليات المشتركة في عواصم عديدة في المنطقة.

بموجب هذه الاستراتيجية، يتولى حزب الله دور إدارة المعركة بحيث يوجه ويخطط وينسق العمليات العسكرية في مختلف مسارح القتال. ويجري القتال بالتزامن في ثلاث ساحات معارك خارج غزة: فهناك حرب حزب الله معتدلة القوة مع إسرائيل، وهجمات وحدات الحشد الشعبي على أهداف تابعة للولايات المتحدة ولإسرائيل في سوريا والعراق وإسرائيل نفسها، وهجمات جماعة أنصار الله على سفن الشحن في البحر الأحمر وضرباتها بين الحين والآخر لإسرائيل. جميع الجبهات ستتوقف بالتزامن عند تعليق القتال في غزة، مثلما أظهرت الهدنة المؤقتة في غزة في نوفمبر الماضي.

إن تحالفا يتسم بهذا المستوى العالي من التنسيق، بحيث يعكس وحدة الهدف والرؤية، ليستوجب من الولايات المتحدة وحلفائها أن تبدل بشكل راديكالي من نهجها تجاه هذا الصراع. فافتراض أن العمل العسكري «المستدام» ضد هذه الجهات سوف يكسر إرادتها لمواصلة القتال هو افتراض مضلَّل إن لم يكن خطرا. فعلى العكس، لن يكون للحلول العسكرية التي توسع نطاق الصراع من أثر إلا أنها سوف تستدعي التنسيق لمزيد من الردود من المحور كله. ويحسن قادة الغرب صنعا إن هم تأملوا واقع أنهم لا يحاولون فقط حماية طرق الشحن، ولكنهم يخوضون حربا لا سبيل إلى الانتصار فيها على تحالف متماسك متحد أيديولوجيا من جهات قوية غير تابعة لدول.

إن كل ما فعلته الضربات الأمريكية والبريطانية لليمن هو أنها زادت من احتمالات نشوب حرب إقليمية كاملة النطاق، في ضوء أن جماعة أنصار الله الآن هددوا بتوسيع نطاق حملتهم لتشمل «جميع المصالح الأمريكية والبريطانية» في المنطقة. غير أن الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تظل الأشد قابلية للاشتعال، في ضوء أن إسرائيل تتلهف على حرب مع حزب الله. ونظرا لأن حزب الله هو أقوى جهة غير تابعة لدولة في محور المقاومة، إن لم يكن في العالم، فإن من شأن هذه الحرب أن تكون الأوسع مدى وتدميرا للطرفين. ولا يمكن لشيء أدنى من وقف لإطلاق النار في غزة أن يمنع المنطقة من التحول إلى برميل بارود.

أمل سعد محاضرة في العلاقات السياسية والدولية بجامعة كارديف.

عن الجارديان البريطانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحشد الشعبی أنصار الله حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الامريكي يعلن عن تدمير 7 طائرات مسيرة تابعة للحوثيين

بغداد اليوم -  متابعة

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم السبت (29 حزيران 2024)، عن تدمير 7 طائرات مسيرة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" في اليمن.

وقالت القيادة في بيان عبر منصة "إكس"، إنه "خلال الـ24 الساعة الماضية، نجحت قوات القيادة المركزية الأمريكية، بتدمير7 طائرات مسيرة تابعة للحوثيين، ومركبة واحدة لمحطة تحكم أرضية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

وأضافت "تبين أن الطائرات المسيرة ومحطة التحكم الأرضية تمثل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وقد تم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا".

وتابعت القيادة ان "هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن، للخطر".

وتصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء جماعة "أنصار الله"، في تشرين الثاني 2023، شن هجمات على سفن تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانيها، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأكد زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، أن عمليات الجماعة "مستمرة في إطار المرحلة الرابعة"، متوعدًا بأنها ستكون في "تصاعد مستمر كمّاً وكيفاً".

وفي المقابل، توجه أمريكا وبريطانيا، ضربات جوية على مواقع "أنصار الله" بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أنصار الله: سنرفع الستار عن زورق جديد استهدف سفينة Transworld Navigator
  • القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة
  • باحث سياسي: نتنياهو حريص على استمرار الحرب على هغزة لهذه الأسباب (فيديو)
  • الجيش الامريكي يعلن عن تدمير 7 طائرات مسيرة تابعة للحوثيين
  • باسم حلقة يكتب: لهذه الأسباب شاركنا في الثورة
  • مالية الدبيبة: لهذه الأسباب تأخر صرف منح الطلبة الدارسين بالخارج
  • بيزنس داي: لهذه الأسباب.. طرابلس ثاني أسوأ مدينة في العالم للعيش فيها
  • سيئول يمكن أن ترد نوويًا على بيونغ يانغ وموسكو
  • لهذه الأسباب احتل أهل الكهف المرتبة الأخيرة بإيرادات أفلام العيد
  • اليوم العالمي لاضطراب ما بعد الصدمة.. ما الأسباب الأكثر شيوعا وكيف يعالج؟