قال تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، إن "الصين تستغل الدعم غير المشروط تقريبا من الولايات المتحدة لإسرائيل، من أجل أن تستفيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وتستخدمها كفرصة لوضع نفسها كلاعب بنّاء في الشرق الأوسط".

وأوضح التحليل أنه: "بعدما تمكّن الصين من التوسط في اتفاق بين السعودية وإيران، في آذار/ مارس الماضي، قامت بعد توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في تشرين الثاني/ نوفمبر، بالتأكيد على أن معالجة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تشكل أولوية قصوى".



وتابع بأنه: " في وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن خطة السلام الخاصة بها، والتي تعتمد على وقف إطلاق النار واتخاذ مسار حل الدولتين"، مضيفا: "في وقت سابق من الشهر الحالي، دعت الصين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتحديد خارطة طريق ملزمة لتحديد مستقبل الشعب الفلسطيني".

إلى ذلك، انتقدت بكين استخدام واشنطن لحق النقض "الفيتو" من أجل إحباط قرارات تدعو لوقف العنف الفوري لإطلاق النار في غزة؛ فيما استخدمت الصين "الفيتو" ضد قرار أميركي يدين حماس بسبب عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وفي السياق نفسه، يشير التحليل إلى أن "هذا الدعم الصيني للفلسطينيين قد يكون ضمن استراتيجية أوسع من أجل إزاحة الهيمنة الدبلوماسية الأميركية، وذلك من خلال خلق واقع متعدد الأطراف يعمل على تعزيز مقاومة الهيمنة الغربية، وتعظيم النفوذ الصيني".

واسترسل التحليل، بأن "التطورات الأخيرة المتعلقة باتهامات تلاحق إسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل العليا، تعقّد حسابات بكين"، مشيرا إلى أن "محكمة العدل الدولية، دعت، الجمعة، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يحتمل أن يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه".


وأضاف: "المشكلة التي تواجهها الصين هي أنها أيضا متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بسبب معاملتها للأويغور، والأقليات الأخرى في إقليم شينجيانغ"، مردفا: "تتخوف بكين من أن تزايد زخم القضية ضد إسرائيل، قد يحفز تحركا جديدا متعدد الأطراف بشأن شينجيانغ".

وأكد: "هذا قد يُفضي إلى معادلة لا تريدها الصين، أنه كلما ارتفعت أصواتها القيادية في الصراعات وحماية المستضعفين، تعاظمت التكلفة الدبلوماسية لإسكات أو تجاهل الدعوات الجماعية لتحميل بكين المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان".

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ودول غربية، اتهمت الصين بـ"ارتكاب إبادة جماعية ضد الأويغور"، فيما خلص المفوض السامي لحقوق الإنسان، خلال شهر آب/ أغسطس عام 2022، إلى أن الصين "ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قد تشكل جرائم ضد الإنسانية".

وفي سياق متصل، واجهت الصين جُملة من الانتقادات من عدد من الدول الغربية بخصوص سجلّها في مجال حقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان، الثلاثاء، حيث تخضع لمراجعة دورية شاملة.

وبحسب "فرانس برس" فقد "تم إيلاء اهتمام خاص للوضع في شينجيانغ، وهي منطقة في شمال غرب الصين حيث تتهم بكين بالادلة، بسجن أكثر من مليون من الاويغور والأقليات المسلمة الأخرى"؛ بينما "تنفي الصين بشدة أي اتهامات بارتكاب انتهاكات، وأقنعت العديد من الدول بما في ذلك دول ذات أغلبية مسلمة لتأييد سياساتها في شينجيانغ".


ورغم أن بكين أحد أطراف اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، إلا أنها لا تقبل بتولي محكمة العدل الدولي الاختصاص في الفصل في قضاياها. فيما يلتزم مسؤولون صينيون إلى حدود الساعة بالصمت بخصوص الاتهامات الموجهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إنهم "يحثون أطراف النزاع على التنفيذي الجاد للقرارات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة؛ بما في ذلك التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار، ووقف العقاب الجماعي ضد سكان غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الصين مؤتمر دولي للسلام بكين غزة غزة الصين بكين مؤتمر دولي للسلام المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

سناتور أميركي يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين

التقى السناتور الجمهوري الأميركي ستيف داينس رئيس وزراء الصين لي تشيانغ في بكين، بحضور سبعة مسؤولين تنفيذيين لشركات أميركية، اليوم الأحد، بعد قمة سنوية للأعمال في العاصمة الصينية بمشاركة رؤساء تنفيذيين أجانب كبار.
ووذكر تقرير إعلامي أن داينس كان يرافقه كريستيانو آمون الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم وألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر وبرايان سايكس الرئيس التنفيذي لشركة كارجيل وبريندان نيلسون نائب الرئيس الأول لشركة بوينج، وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في قاعة الشعب الكبرى في بكين.

أخبار ذات صلة طرد لوكلير وهاميلتون من «جائزة الصين» ماكلارين يحتفل بـ«الثنائية الخمسين»! لي تشيانغ يستقبل السناتور ستيف داينس بحضور مسؤولين تنفيذيين لشركات أميركية

وتمثل زيارة داينس أول زيارة لسياسي أميركي للصين منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي. وتسعى بكين إلى حوار رفيع المستوى مع الإدارة الجديدة، أملا في التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من ضغوط الرسوم الجمركية من واشنطن.
وداينس مؤيد قوي لترامب وعضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وشارك بشكل كبير في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال ولاية ترامب الأولى وقام برحلات متعددة إلى الصين بصفته عضوا في مجلس الشيوخ.
وفرض ترامب رسوما جمركية إضافية على السلع الصينية.
ومن المتوقع أن يطلق ترامب في أوائل أبريل المقبل جولة جديدة من الرسوم الجمركية على جميع الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأميركية، ومنها الصين على الأرجح.
ومن المقرر أن تختتم في الأول من أبريل مراجعة أميركية لمدى وفاء الصين بالوعود التي قطعتها خلال "المرحلة الأولى" من الاتفاق التجاري الذي أبرمته إدارة ترامب في ولايته الأولى.
وقال رئيس الوزراء الصيني للسناتور داينس، خلال لقائهما "تمر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين حاليا بمنعطف مهم"، مؤكدا على ضرورة اختيار الحوار بدلا من المواجهة.
والتقى داينس خه لي فنغ نائب رئيس الوزراء الصيني في بكين، أمس السبت.
وقال السناتور، على منصة "إكس"، إنه "عبر عن أمله في إجراء المزيد من المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل القريب".

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين العدوان الأمريكي السافر على الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وصعدة
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين جرائم العدوان الأمريكي في العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وصعدة
  • في ختام ندوة بلندن.. دعوات لتحرك دولي عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • ما هي السيناريوهات المتوقعة بعد عرض قضية رئيس الشاباك على محكمة الاحتلال العليا؟ 
  • سيناتور مؤيد لترامب يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين
  • أعداد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 50 ألفًا في حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • مظاهرة في المغرب تنديدا بالإبادة الجماعية في غزة
  • المكتب الإعلامي في غزة ينشر بالأرقام إحصائية لجرائم الإبادة الجماعية في القطاع
  • سناتور أميركي يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين
  • موقف المحاكم الدولية من الإبادة الجماعية في غزة