سودانايل:
2025-03-04@12:01:08 GMT

لا أحد يتعلم من التاريخ

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

من نكد الدنيا علينا تسليط قتلة جهلاء يخوضون حربا بلا دوافع مقنعة وبلا تخطيط يستهدف غايات محددة. النصر لديهم مباهاة في أعداد الضحايا و حجم الدمار. هي حرب لا قاع لها و بلا سقف. حتى بعد عشرة شهور لا حصاد لفوز أو مكسب . مضرموها الجهلة غير عابئين بكم الأرواح المحترقة في أتونها. غير مدركين عذابات الناجين من لهيبها.

هراءٌ إن هم تحدثوا عن السلام. افتراءٌ إن هم تكلموا في السياسة. فلا سلام مع الإصرار على التوغل في الدم والهدم. السياسة ليست إدعاء هرطقةٍ أو نباح بكذبٍ صراح داخل غرف الأخبار ، بث رسائل وصور مفبركة و شتائم مقذعة عبر وسائط التواصل. فالسلام في أبسط تعريفاته هو صون أمن شعب ، استقراره ، حقوقه ومصالحه. كذلك السياسة هي فن إدارة دولة على درب التنمية والتقدم.
*****
من نكد الدنيا علينا فرض حرب القادة فيها دمىً بلا إرادة والمقاتلون قطعان جوعى سيقت إلى ما لا تدرك ما إذا هو مرعى أم محرقة! أهي دفاع عن حق أم خوض في باطل ! كل المتقاتلون كومبارس والشعب ضحايا بين موتى ومعذبين وحيارى يعلكون صبر الفرجة على صفيح ساخن. في هذه الحرب الحمقى يتساقط الأموات، تحترق البنايات،تنهب الأملاك ، تُغتصب النساء ويُذل الرجال.لكن لا أحد يتحدث في لغة الأرقام عن قزح الخسائر الوطنية الفادحة في حق الأجيال. جولات الكر والفر لا تصنع انتصارا حاسما أو سلاما دائما. كما لم يعد أي طرف خطة للحرب فإنه لا يملك تصورا متكاملا للنتائج.كلاهما اقتحم تلك الغرفة المظلمة (الحرب)حسب توصيف أدولف هتلر.
*****
من نكد الدنيا علينا كشف هذه الكارثة القومية الماحقة سوأتنا الجمعية؛ من تلك غياب العقل الراشد ، الحكيم الرائد ،السياسي المحنّك صاحب الكاريزما . قديما قال الاسكندر (أعطني خطيبا مفوها وخذ ألف جندي). لكننا نعايش زمن تنابلة العنف ،سماسرة ثقافة الكراهية ذئاب النهب والسلب ،أمراء الإبادة الجماعية. هؤلاء يقاتلون ليس لانهم يستطيعون صنع انتصار بل لأنه لم يعد أمامهم خيار غير الفرار من مواجهة المحاكمة أوالموت. هم يؤثرون حربا لا نهاية لها لأنهم لا يدركون قيمة الوقت . تلك القيمة شكّلت احدى ركائز انتصارات نابليون وفق وصاياه.أما هؤلاء الجهلاء يهدرون أعمار أجيال شعب بأسره. حتما لم يدركوا بعد كم كانو ا أغبياء عندما استرخصوا الحرب على تثبيت السلام الهش. كما كانوا حمقى حينما آثروا أطماعهم على الإنحياز إلى مصالح الشعب.
*****
حتما لا يزال أمامنا فرص للتعايش والعيش الكريم . فالحرب ان بدأت (فتية تسعى بزينتها لكل جهول ....تعود عجوزا غير ذات خليل ) كما يروي عمرو بن معد يكرب . تلك حتمية رهينة بذهاب أباطرة الحرب أكثر من الرهان عليهم. نعم هناك فرص حتمية لبلوغ السلام لكن ليس ثمة فرصة البتة للتسامح في حقوق الشعب والوطن.لكن ينبغي ادراك أن السلام يسبق العدالة.كذلك كما السلام ليس عملا مؤطراً يسهل تحقيقه فان انجازه لا يتم إلا في سياق وفاق جماعي . لكن التوافق الوطني لا يستلزم بالضرورة شرط الإجماع .فالسلام كالحرب له جنود ه، أنصاره ،قياداته وعتاد ه. فأي انتصار عسكري لأي من أطراف الاقتتال-إن حدث- لا يعني وصوله إلى فرض نفوذه على الساحة الوطنية.على نقيض ذلك ينبغي عليه ادراك انه سيدخل فصلا مغايراً من المواجهة مع الشعب لا تقل شراسة. إذ سيجد نفسه منبوذاً مطاردا بلعنات، مطالبات ومساءلات في شأن عمليات التدمير والتقتيل.
*****
على الساسة كذلك ادراك أنّ سوداناً جديداً يتولّد من بين أكداس عذابات الشعب ومن تحت أنقاض المدن المهشمة.فهذه الحرب الرعناء جرّفت الحقل السياسي الموروث برمته . فمن الصعب التيقن ما اذا كانت ثمة شجرة في ذلك الحقل لاتزال قابلة للحياة والإثمار. هناك بذور ، فسائل وشجيرات تنبت من تحت رماد هذه الحرب تتمتع وحدها بمقومات النمو الإخضرار والعطاء. هي وحدها ستصبح محط جهد واهتمام أنصار السلام الجدد وبناة السودان الجديد. هذه مهام لا يجرأ عليها ساسة لم يستطيعوا الوقوف على أرجلهم في وجه أمراء الحرب القذرة.كما لم يمتلكوا جرأة الخروج من العتمة بغية المجاهرة بالمواقف تحت الشمس.هذا زمن القابضين على جمر الحسم لا المتكئين على ردود الأفعال المختبئين خلف كواليس داخلية و دهاليز خارجية .ساستنا نموذج حي على مقولة هيغل(لا أحد يتعلم من التاريخ).
*****

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام

يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
لتعرف حجم الكارثة التي تسببت فيها

بقلم/ أوهاج م صالح

انا لست من المتابعين الراتبين لمسلسل دلالة المواسير التي في العادة يبث في رمضان، ولكن هذه السنة قد ارسل لي احد المتابعين اولى حلقات دلالة المواسير التي بدأت في أول يوم رمضان هذا العام. وكان المرسل متأثر جدا لدرجة انه يكاد يبكي واصر عليَ ان اشاهدها، لأنه يقول انها حركت في نفسه ذكريات اليمة للغاية قد مر بها مع بداية حرب البرهان القذرة. على العموم جبرت بخاطره امتثالا للقول المأثور" من سار بين الناس جابرا للخواظر حماه الله من المخاطر" بالإضافة الى ان جبر الخواطر من القيم الإسلامية النبيلة التي يحث عليها الدين الإسلامي، وقد اشير الى جبر الخواطر في آيات قرآنية كثيرة وابرزها أول 4 آيات من سورة عبس، والتي جبرت بخاطر ابن مكتوم الأعمى الذي توجه للنبي صلى الله عليه وسلم ليسأله في أمر ما وكان النبي مشغولا عنه بدعوة صناديد قريش مما جعله لا يستمع إليه.
وجبرا للخاطر مني قررت مشاهدة هذه الحلقة بعنوان (حلب اعصاب/ اعتلال مصرح)، واعتقد ان المقصود بالعنوان (حرب اعصاب/واحتلال مصرح) ولدهشتي لاحظت الكم الهائل من التعليقات التي تجاوزت ال 700 تعليق خلال اقل من 3 ساعات، ففتحتها لأرى العجب العجاب، حيث ان معظم المعلقين من الذين ذكرتهم هذه الحلقة بتجاربهم القاسية التي مروا بها عند اندلاع حرب البرهان القذرة، ومعظمهم قد زرف الدمع مدرارا، ومنهم من ذكرتهم انسان اعزاء عليهم فقدوهم في هذه الحرب القذرة، ومنهم من ذكرتهم طريقة خروجهم الخطرة من الخرطوم تاركين خلفهم كل شىء عدا ملابسهم التي يرتدوها، ومآسي لا حصر لها. وانا على الرغم من انني لم اكن موجود بالسودان اثناء اندلاع هذه الحرب القذرة، الا انني تذكرت تجارب اسرتي الصغيرة التي كانت تحكي لي عندما اتواصل معهم للإطمئنان عليهم، وكيف انهم كانوا محاصرين لعدة ايام داخل البيت والطائرات تطلق صواريخها عندما تكون في محاذات منزلنا، فيضطروا ان يحشرون انفسهم اسفل الأسرة، وانهم لم يروا الشمس لعدة ايام. وقد لاحظت ايضاان هناك جنسيات اخرى ايضا شاهدت الحلقة ومنهم من دعى الله بأن يرفع عن الشعب السوداني هذه الغمة، وان معلقاً مغربيا اضاف في تعليقه ان الشعب السوداني شعب طيب و لا يستحق كل هذا.
يا برهان، انك والكيزان والدواعش والمشتركة والدعم السريع، بحربكم القذرة هذه قد تسببتم بمآسي لا يمكن حصرها ولو ظللت اكتب عنها مائة عام لأجاري فيها مساعدك ياسر كاسات لم استطعت ان اوفيها حقها. وان كمية التعليقات التي لاحظتها خلال اقل من ساعتين من بداية المسلسل كفيلة بأن تغنيك عن معرفة حجم المصائب التي مر بها هذا الشعب المغلوب على أمره. لذلك ادعوك انت والذين من حولك من البلابسة، والجهويين والعنصريين والدبابين والبرائين والدواعش والمشتركة وغيرهم من الذين يصرون على استمرار هذه الحرب القذرة ان يشاهدوا هذا المسلسل ويتقوا الله في هذا الشعب الذبيح وهذا الوطن المحتل الجريح. وحتما اذا كان فيكم من في قلبه ذرة رحمة وانسانية سوف يسعى بكل جد لإيقاف هذه الحرب القذرة. لأن استمرار هذه الحرب اكثر من هذا سوف ينتهي الأمر الى مرحلة لا وطن والى لا شعب. وكلكم يعلم ما يدور هذه الأيام من سيناريوهات تهجير اخوتنا الفلسطينيين والتي يكون احداها تهجيرهم الى ارض السودان شمالا، حيث تحتل جارتنا الشمالية اجزاء واسعة من أراضينا بعد الحرب وقبل الحرب (حلايب وشلاتين وابو رماد) يا سجم الرماد.
اكتفي بهذا القدر لأنقلكم وادعوكم لقراءة مقالا للكاتبة القديرة الأستاذة/صفاء الفحل بعنوان " عصب الشارع" لتعرفوا حجم الكارثة التي ستقودوننا ايها بحربكم القذره هذه. حيث تناولت في مقالها موضوع خطر جدا الكاتب الصحفي المصري محمود عمارة والذي يحرض فيه (السيسي) لشراء الأراضي السودانية. واليكم جزء من نص مقال الأستاذة صفاء، وآمل ان تسمح لي بهذا الإقتباس.
مقتبس المقال (الصحفي المصري المعروف محمود عمارة وهو كاتب راتب بصحيفة يومية يكتب بكل (بجاحة) محرضا (السيسي) بتأسيس شركة مساهمة عامة لشراء (عشرة مليون فدان) من الأراضي السودانية محددا حتي السعر ب (١٥٠ مليار جنيه مصري) ومعللا ذلك بالانفجار المطرد للسكان بمصر والذي سيصل الي (مائة وستون مليون) خلال العشرة سنوات القادمة مع شح المياه بسبب سد النهضة واحتياج مصر للمياه ويعترف بان مصر تشتري قمح ب (١٥ مليار) سنويا بمعني ان هذا المبلغ (التافه) سيعود لمصر خلال عشر سنوات ويرتفع تدريجيا مع إضافة سلع اخري يتم استيرادها الي (١٠٠ مليار) بمعني ان مصر يمكنها استرداد هذا في عام ونصف حسب حساباته الموضوعية.
ولم يكتف الكاتب المصري وأحد المفكرين والمستشارين الاقتصاديين بمقترحه للرئيس السيسي والذي يقول بانه تفكير جمعي لكل الشعب المصري (معترفا) بأن العالم كله يتجه للسودان لتامين غذائه اليوم ولم يكتف بذلك فقط، بل قدم اساءات غير مقبولة للسودانيين بان السودان الموجود حاليا لن يكون له وجود في المستقبل القريب والخطوات متسارعة وسيباع لروسيا والصين ودول الخليج وأن مصر (أحق) منهم جميعا مذكرا بان السودان اساسا كان يتبع لمصر وان هناك حق تاريخي لمصر في أراضيه).

اختتم مقالي هذا بسؤال اخير للبرهان ورهطه، هل يا جماعة انتم مدركون لحجم الكوارث التي ستقودوننا اليها بحربكم القذرة هذه؟ الظاهر قدوقدو مالك جدادة معتق اوي.

لا للحرب،لا للجهوية، لا للعنصرية، لا لتقسيم السودان، لا لإحتلال السودان. كلنا سودانيين ويضمنا وطن واحد ولا يهمنا ان ننتمي الى هذه القبيلة او تلك (رحم الله البطل الوطني/ علي عبد اللطيف).

أوهاج م. صالح

 

awhaj191216@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
  • كاتس: لن نسمح بـ"انتهاك معاهدة السلام" مع مصر
  • البرلمان الأوكراني يشكر ترامب!
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • سياسي أنصار الله: إغلاق العدو الإسرائيلي معابر غزة تصعيد خطير
  • زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى سلام حقيقي
  • الحرية المصري يدين وقف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة وغلق المعابر
  • يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
  • لافروف: واشنطن ترغب في إنهاء الحرب لكن أوروبا تسعى لاستمرارها
  • الصومال تدعو موطنيها لدعمها في الحرب ضدّ «الإرهاب»