الغفران في التاريخ السوداني، الحزب الشيوعي السوداني كمثال ..
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أكبر مجموعة سياسية ساهمت في إطالة أمد هذه الحرب هي الحزب الشيوعي السوداني ، ليس بالضرورة أنهم كانوا من ضمن مجموعة الناجي الزيت التي هاجمت معسكر الدعم السريع يوم 15 أبريل في المدينة الرياضية وتسببت في إندلاع الحريق حتى اليوم ، ولكن يُمكن أن تلعب دوراً في الحرب عن طريق التشكيك في النظام السياسي ..
قام الشيوعيون بإختراق حكومة الدكتور حمدوك تحت صفة المستشارين مما مكنهم لاحقاً من قيادة المعركة الإعلامية ضد حكومة الحرية والتغيير .
فالشيوعيين كانوا ضد الدكتور حمدوك
ضد الحرية والتغيير
ضد الإتفاق الإطاري
وهم الآن يساندون عملية إستمرار الحرب ويقطعون أي أمل للسلام ويعارضون أي خطوة فيها بارقة أمل للحل السياسي ،وكلنا نعرف أن الحزب الشيوعي هو حزب النخبة وتعيش كل قياداته وأنصاره في الخارج وينعمون بمال المنظمات الدولية لأنهم يعيشون بصفة أنهم لاجئين والدولة في السودان تمثل خطراً على حياتهم وأمنهم ..
والآن يحتفي الكيزان بتصريحات أمجد فريد أو طليقته ساندرا كدودة
لكن لماذا ؟؟
فقبل 15 أبريل كان الحزب الشيوعي هو مسؤول تاريخياً عن مجزرة بيت الضيافة ، وكان مسؤولاً عن إجتياح الجزيرة أبا وقتل 30 ألف من أنصار الإمام الهادي والذين كان معظم أناس بسطاء من غرب السودان...
ولا شك أن الشيوعيين هم الذين اسسوا للتمكين في السلطة وتصفية المؤسسات الوطنية وتخريب محراب العدالة ..
فلا أعلم ..
فهل موقفهم الحالي وهو تأييد الحرب قد منحهم صك الغفران من قبل الإخوان المسلمين والذين إعتبروا في السابق أن ما جرى في بيت الضيافة والجزيرة ابا هو كربلاء تتطلب الثأر والإنتقام ..
وأنا أفسر أصطفاف الشيوعيين والإسلاميين في دعم الحرب بانه وحدة جهوية ولا ينبع هذا التحالف من قواعد وطنية ، فكل التنظمين عانق الدولة المركزية والتي تعتبر بمناسبة الأوكسجين لإستمرار مصالحهم والتي تضعهم في مصاف النبلاء كما يحدث في العهد الإقطاعي ، فخطر تفكيك دولة 56 يهدد الأيدلوجيات المستوردة من الخارج ، وهذه الوحدة الشاذة والتي تشبه زواج المتعة عند الشيعة سببها الخوف من خسارة دولة 56 ، هذه الدولة تعني للطرفين الكثير وسقوطها يعني تحرير شهادة الوفاء لعهد النخب النيلية في حكم السودان .
والشيوعيين هم الذين يروجون لقصص المجازر والإغتصابات في هذه الحرب ، وكوادرهم التي تعمل في المنظمات الإنسانية هي التي أقنعت منظمات العون الإنساني بالخروج من مدينة ود مدني بعد سقوط ولاية الجزيرة في يد قوات الدعم السريع ..
ولا أعتقد أن بث التقارير المفبركة عن التجاوزات سوف يجعل العالم يصنف الدعم السريع بأنه جماعة إرهابية أو يضعها في المرتبة الثانية بعد الجيش
أتعلمون لماذا يعامل العالم الجيش والدعم السريع بنفس المعيار ؟؟
السبب لأنه لا توجد حكومة تطبق القانون في السودان ، ولا توجد شرعية لها ، بل يوجد ضباط فارون من الحرب إلى شرق السودان ، وقد إنتهى دور الجيش وحلت مكانه المليشيات العقائدية .
في ظل عدم وجود سلطة شرعية في السودان يصبح كل من يحمل السلاح له صفة شرعية بقدر حجم الذخيرة التي في حوزته..
ولن تسنح للشيوعيين الفرصة للمشاركة في القتال على الأرض ضد الدعم السريع لأنهم يؤمنون بمبدأ إدخار القوة ، وهم ليست لهم قواعد شعبية أو تاثير كافي يجعل المتعاطفين معهم يشاركون في الحرب.
هذه الحالة أشار إليها المفكر اللبناني حسين مروة عندما إستخدم نظرية الصراع الإجتماعي في الدولة الإسلامية ..
قال أنه لا يوجد صراع بين الأيادي المتوضئة والغير متوضئة إلا في خيال العوام لكن الأمر كله صراع سياسي وإجتماعي ولا يتقيد بأطر ثابتة في الفكر .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بحرق وتدمير مصفاة الخرطوم
وفقًا لشهود عيان، تصاعدت سحب دخانية كثيفة غطت سماء مدينتي بحري وأم درمان، مع سماع دوي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في منطقة بحري منذ ساعات الصباح.
الخرطوم: التغيير
تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الخميس، الاتهامات بشأن المسؤولية عن إحراق مصفاة الجيلي، الواقعة شمال العاصمة الخرطوم، والتي تعد المصفاة الأهم والأكبر لتكرير النفط في السودان.
ووفقًا لشهود عيان، تصاعدت سحب دخانية كثيفة غطت سماء مدينتي بحري وأم درمان، مع سماع دوي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في منطقة بحري منذ ساعات الصباح.
وفي بيان رسمي، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ”إحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي” واصفًا الخطوة بأنها “سلوك إجرامي حاقد على البلاد وشعبها”.
وأشار البيان إلى أن الحريق جاء بعد تضييق الجيش الخناق على قوات الدعم السريع في مختلف جبهات القتال.
وأضاف أن هذا العمل يمثل محاولة يائسة من قوات الدعم السريع لتدمير البنية التحتية للبلاد بعد فشلها في تحقيق أهدافها.
ووصف الجيش تصرف قوات الدعم السريع بأنه “إجرامي” وغير مسبوق في تاريخ الحروب، مؤكدًا عزمه على ملاحقة هذه القوات والقضاء عليها.
من جانبها، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا اتهمت فيه الجيش السوداني بقصف مصفاة الجيلي باستخدام البراميل المتفجرة صباح اليوم، مما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وأكد البيان أن الهجوم يمثل “جريمة حرب مكتملة الأركان” تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الجيش منذ اندلاع الصراع.
وأدانت قوات الدعم السريع هذا القصف، ودعت المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة، كما ناشدت وسائل الإعلام المستقلة تسليط الضوء على ما وصفته بـ”ممارسات الجيش البربرية”.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيانها أنها ماضية في ما وصفته بـ”النضال لتحرير السودان من قبضة الحركة الإسلامية المتطرفة”، والعمل مع الشعب السوداني لإعادة بناء الدولة على أسس تضمن العدالة والمساواة ورفع الظلم والتهميش عن كافة الشعوب السودانية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة المعارك مؤخراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل 2023، الذي أدى إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية للبلاد ونزوح الملايين من السكان.
الوسومآثار الحرب في السودان البنى التحتية انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الدعم السريع مصفاة الخرطوم