من ترف العقل الحالم بعالم جميل وغاية في للتعقيد
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
الخوف من المجهول قد يخشى بعض الناس من التفكير في المستقبل لأنه مجهول, قد لا يعرفون ما الذي سيحدث لهم أو للعالم من حولهم، وهذا يمكن أن يكون مخيفًا و التركيز على الحاضر قد يركز بعض الناس على الحاضر أكثر من المستقبل و يعتقدون أنه من الأفضل أن يعيشوا في الوقت الحالي وأن يتمتعوا بكل ما يمكنهم الاستمتاع به , أن الشعور بالعجزأن يشعر بعض الناس بالعجز تجاه المستقبل و قد يرون أنه لا يمكنهم التحكم في ما سيحدث، لذلك لا داعي للقلق بشأنه ومع هذا هناك أيضًا عدة أسباب تجعل الاهتمام بالحياة في المستقبل أمرًا مهمًا، ومنها الاستعداد للتحديات, يمكن أن يساعدنا التفكير في المستقبل على الاستعداد للتحديات التي قد نواجهها , على سبيل المثال، إذا كنا نفكر في التقاعد، فيمكننا البَدْء في توفير المال والتخطيط لكيفية قضاء وقتنا
لتحقيق أهدافنا و يمكن أن يساعدنا التفكير في المستقبل على تحقيق بعض أهدافنا على سبيل المثال، إذا كنا نريد السفر إلى جميع أنحاء العالم، فيمكننا البَدْء في وضع خطة وتوفير المال ترك إرث يمكن أن يساعدنا التفكير في المستقبل على ترك إرث.
من ترف العقل الحالم بعالم غاية في التعقيد والذين بيننا إن العقل البشري مخلوق قادر على استيعاب مفاهيم غاية في التعقيد، وغالبًا ما نستخدم هذا القدرات لخلق أشياء غاية في الجمال والإلهام على سبيل المثال، يمكننا التفكير في عالم خيالي مليء بالوحوش والشخصيات الأسطورية و يمكننا أن نتخيل حضارات غريبة وثقافات فريدة يمكننا حتى أن نتخيل قوانين الفيزياء أو الرياضيات التي تختلف عن تلك التي نعرفها في العالم الحقيقي بالطبع، هذه مجرد أحلام. لا يمكننا أبدًا أن نعرف ما إذا كان عالم غاية في التعقيد موجودًا حقًا أم لا. ولكن، حتى مجرد التفكير في إمكانية وجود مثل هذا العالم يمكن أن يكون تجربة رائعة و الأمثلة على ترف العقل الذي يمكن أن يخلق عالمًا غاية في التعقيد الأدب: يمكن للأدب أن يخلق عوالم خيالية مليئة بالشخصيات والأحداث التي تتجاوز الخيال. على سبيل المثال، يمكننا التفكير في رواية "سيد الخواتم" للكاتب جي آر آر تولكين والتي تدور أحداثها في عالم خيالي مليء بالوحوش والأبطال الموسيقىو يمكن للموسيقى أن تخلق عوالم عاطفية غنية يمكن أن تتجاوز حدود الواقع. على سبيل المثال، يمكننا التفكير في سيمفونية "الجنون" للمؤلف الموسيقي الألماني فرانز شوبرت، والتي تصور عالمًا من الجنون والفوضى الفن: يمكن للفن أن يخلق عوالم بصرية مذهلة يمكن أن تثير الخيال. على سبيل المثال، يمكننا التفكير في لوحة "حلم الربيع" للفنان الإيطالي بوتيسيلي، والتي تصور عالمًا من الجمال والإلهام في النهاية، من ترف العقل أن نحلم بعالم غاية في التعقيد. إنه ترف يمكن أن يأخذنا إلى عوالم جديدة ويفتح عقولنا لإمكانيات لا حصر لها رؤية للحياة في عالم الغد وفق المعايير العلمية من خلال التحديق في الكرة البلورية للعلم، يمكننا أن نتصور مستقبلًا مليئًا بالتطورات التي تعيد تشكيل تجربتنا كبشر. وإليكم لمحة عن الحياة في عالم الغد، مسترشدين باليد الثابتة للتقدم العلمي العمر الصحي، وليس العمر الافتراضي انسَ عد الشموع على كعكة عيد ميلادك. سيتحول التركيز إلى فترة الصحة، مما يؤدي إلى تمديد السنوات التي تقضيها على قيد الحياة بحيوية وخالية من الأمراض. يمكن للطب التجديدي أن يشهد إعادة نمو الأطراف، وزراعة الأعضاء في وعاء، والتعديل الوراثي للقضاء على الأمراض في مهدها. تخيل أنك تتخلص من نظارات القراءة الخاصة بك، وذلك بفضل العدسات الإلكترونية، أو تتمتع بروح الشباب في خطوتك ومع العلاجات الجينية التي تتحدى الشيخوخة المدن ككائنات حية: سوف تتحول مدننا الكبرى إلى أنظمة بيئية معقدة، تنبض بالبنية التحتية الذكية. تخيل سيارات ذاتية القيادة تنزلق عبر الشوارع المرصوفة بمواد تجميع الطاقة، في حين تنمو المزارع العمودية من ناطحات السحاب، لتنسج المساحات الخضراء في النسيج الحضري. ستقوم شبكات الاستشعار بمراقبة جودة الهواء وتدفق حركة المرور، وتحسين الموارد والحفاظ على سلامتنا صعود العالم المواطن المعرفة لن تظل حكرا على الأبراج العاجية بفضل مساعدي الذكاء الاصطناعي المتواجدين في كل مكان ومنصات التعلم الغامرة، يمكن لأي شخص أن يصبح عالمًا مواطنًا، ويساهم في المشاريع البحثية ويكشف أسرار الكون و تخيل الفصول الدراسية بدون جدران، حيث يستكشف الطلاب غابات الأمازون المطيرة من مكاتبهم أو يقومون بتشريح ضفدع افتراضي ثلاثي الأبعاد سيمفونية العقول والآلات سوف يتشابك الذكاء البشري والاصطناعي، ليشكلا رقصة تآزرية من الإبداع وحل المشكلات
تخيل أن الأطباء يستخدمون أدوات التشخيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تحلل عمليات المسح الطبي على الفور، أو الفنانين الذين يشاركون في إنشاء روائع باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تولد ضربات فرشاة من الإلهام الخالص العيش في عوالم أخرى وهذا لن يشبع فضولنا الكوني من خلال التحديق في النجوم البعيدة. سوف يصبح السفر إلى الفضاء أمراً شائعاً، مع قيام الشركات الخاصة والتعاون الدولي بإنشاء مواقع استيطانية على القمر والمريخ وما وراءهما.
تخيل أنك تتجول في حقول الحمم القمرية، أو تتنفس بمساعدة أنظمة دعم الحياة المتقدمة، أو تتأمل غروب الشمس على المريخ من قبة حيوية تطل على السهول الصدئة
هذه مجرد ضربات قليلة على لوحة الغد، مرسومة بالألوان النابضة بالحياة للتقدم العلمي. في حين أن التحديات لا تزال تنتظرنا بلا شك، فإن روح الاكتشاف الإنسانية، إلى جانب مسيرة العلم التي لا هوادة فيها، تعد بمستقبل مليء بالاحتمالات، حيث تتلاشى الحدود بين الخيال العلمي والواقع بشكل مبهج تذكر أن هذه مجرد لمحة. المستقبل غير مكتوب، والقلم في أيدي مسعانا العلمي الجماعي. ما هي القصص التي سنكتبها معًا؟ فقط الوقت كفيل بإثبات لوضع تصور لحياتنا بكرة، يجب أن نبدأ بالتفكير في أهدافنا وقيمنا. ما الذي نريد تحقيقه في حياتنا؟ ما الذي يهمنا حقًا؟ بمجرد أن نعرف ما نسعى إليه، يمكننا البدء في التفكير في الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتحقيق أهدافنا. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكننا اتخاذها لوضع تصور لحياتنا بكرة ,حدد أهدافك وقيمك. ما الذي تريد تحقيقه في حياتك؟ ما الذي يهمك حقًا؟ اصنع قائمة بالأشياء التي تريد تحقيقها وهنالك تساؤل ما هي الأشياء التي تريد تحقيقها في غضون عام؟ خمسة أعوام؟ عشر سنوات؟ ضع خطة لتحقيق أهدافك. ما هي الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها لتحقيق أهدافك؟
كن واقعيًا بشأن أهدافك. لا تضع أهدافًا مستحيلة التحقيق. كن مرنًا. قد تحتاج إلى تعديل أهدافك أو خططك حسب الحاجة.فيما يلي بعض الأمثلة على الأهداف التي قد نريد تحقيقها الحصول على وظيفة أحلامك الزواج وتكوين أسرة. السفر إلى جميع أنحاء العالم. بدء عملك الخاص. جعل العالم مكانًا أفضل. بوضع تصور لحياتنا بكرة، يمكننا أن نضع أنفسنا على الطريق لتحقيق أهدافنا وعيش حياة أكثر سعادة ورضا. فيما يلي بعض الأفكار المحددة التي يمكننا التفكير فيها عند وضع تصور لحياتنا بكرة نوع الحياة الذي نريد أن نعيشه. هل نريد أن نعيش في المدينة أم في الريف؟ هل نريد أن نعيش حياة مزدحمة أم حياة أكثر هدوءًا؟ الأشخاص الذين نريد أن نكون معهم. من هم الأشخاص المهمون بالنسبة لنا؟ من نريد أن نقضي الوقت معهم؟ الأشياء التي نريد أن نتعلمها ونحققها. ما هي اهتماماتنا؟ ما هي المواهب التي نريد تطويرها؟ الأثر الذي نريد أن نتركه على العالم. ما الذي نريد أن نتذكره؟ بوضع هذه الأفكار في الاعتبار، يمكننا أن نبدأ في رسم صورة لحياتنا بكرة.أنا في حالة أنبهار وقلق ةنفس الوقت أشعر بعدم الامان الانساني من عالم الغد الحالم هو غاية في التعقيد قد لا نستطيع مواكبته ونعيش فيه بعزلة عن كل الانجازات التي تضمن الحياة الاكثر سهولة ولكنه تعاني الوحدة والخوف من انهار أحدي تجاليات العلوم ونصبح كأهل القرون الوسطي في التعايش لما بعد أنهيار حلم الحياة العصرية.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: على سبیل المثال یمکننا أن تحقیقه فی الذی نرید یمکن أن فی عالم نرید أن ما الذی عالم ا
إقرأ أيضاً:
الرد على الوليد آدم مادبو- بين أزمة الخطاب وامتحان العقل
في لحظات المفصل التاريخي، حين تتبدل المصائر ويُعاد تشكيل الوعي الجماعي، يكون للعقلاء والتاريخ كلمتهم، وهي كلمة قد تأتي متأخرة، لكنها تحمل قسوتها التي لا ترحم. غير أن هذه الكلمة ليست بالضرورة صرخةً في الميادين أو خطبةً على منابر الجدل، فقد تكون صمتًا مدويًا في وجه الخطاب الشعبوي، أو تأملًا باردًا في مسرح العواطف الملتهبة. والعقل، في صورته الأصيلة، ليس نزاعًا بين الذوات، بل سيرورةٌ لفهمٍ أعمق، حيث لا يكون العقل مجرد سلطةٍ إجرائية تحكم المواقف، بل معيارًا يزن المقولات في ميزان الحقيقة.
كتب الدكتور الوليد مادبو مقاله الأخير في نقد الأستاذ شوقي بدري، مستخدمًا لغةً مشحونةً بالتقريع، تتداخل فيها الذاتية مع الموضوعية، والنقد مع الاستعداء. غير أن الأزمة هنا ليست في حدّة اللغة فحسب، بل في الطبيعة الاستدلالية التي أسس عليها مقاله، والتي تستدعي وقفةً نقدية تتجاوز الشخصي إلى الكلي، من حيث طبيعة التفكير ومنهجية التحليل.
المغالطة المنهجية الخطاب بين الشخصي والتاريخي
ليس من الحكمة أن يُقرأ الواقع بمسطرة الذات، فتُختزل التناقضات المركّبة في ازدواجية "المهرّج والعالم"، أو "المؤدلج والمستقل". فالفكر في جوهره ليس مجرد تراكم أسماء أو انتماء أكاديمي، بل هو ميدانٌ مفتوحٌ للجدل الحر والتفاعل المعرفي. حين يجعل الكاتب من ذاته معيارًا للفرز بين "المتطفلين" و"الجادين"، فإنه يقع في مأزق فلسفي عميق: كيف يمكن للعقل أن يكون حكمًا وهو طرفٌ في الخصومة؟
يتخذ مادبو في طرحه موقفًا يتأرجح بين المدافع عن القيم والمحلل البارد، لكنه في جوهر خطابه يستخدم لغةً معياريةً أخلاقية تحاكم الآخر من منطلق ذاتي. وهنا يظهر التناقض: كيف يمكن استدعاء معايير الفكر النقدي، بينما يُمارس الإقصاء والتهكم في ذات اللحظة؟ إن النقد الفلسفي، كما صاغه فلاسفة مثل هابرماس أو ألتوسير، ليس خطابًا يعتمد على الشخصنة، بل هو تفكيكٌ لبنى التفكير وإعادة بناء المفاهيم وفق منطقٍ متماسك، لا وفق انفعالات اللحظة.
إشكالية السلطة المعرفية والاستعراض الخطابي
حين يلجأ الكاتب إلى تعداد الشخصيات التي تتلمذ على أيديها – من طه عبد الرحمن إلى الجابري – فإنه يسعى إلى تأسيس سلطةٍ معرفية قائمة على الانتماء أكثر من البرهان. لكن العلم، كما أشار إليه غاستون باشلار، لا يُكتسب بالانتساب إلى الأسماء، بل بالقدرة على مساءلة الأفكار دون تحصينها بهالةٍ من القداسة. فالسؤال الفلسفي الحقيقي ليس "مع من درست؟"، بل "كيف تفكر؟"، وهذا ما لم يقدمه المقال.
إن استدعاء المرجعيات الفكرية لا يصنع معرفة، بل قد يكون مجرد تمرينٍ خطابي لإضفاء الشرعية على موقفٍ مسبق. ولذلك، فإن الوعي الفلسفي يقتضي تفكيك المسلّمات بدلًا من إعادة إنتاجها في قوالبَ جديدةٍ لا تخرج عن النسق نفسه.
قراءة التاريخ: بين السردية الخطية والتعقيد البنيوي
يتحدث مادبو عن التهميش كمسارٍ امتد لقرنين من الزمان، مصورًا التاريخ بوصفه خطًّا مستقيمًا من القهر والاستعلاء العرقي. غير أن قراءة التاريخ من هذا المنظور تعكس اختزالًا شديدًا لجدلية السلطة والمجتمع، حيث تُختصر الصراعات السياسية والاقتصادية في ثنائية "مضطهِد ومضطهَد".
إن تحليل التاريخ لا يمكن أن يكون فعلًا انتقائيًا يستدعي فقط ما يخدم موقفًا آنيًا، بل هو عملٌ بنيوي يُعيد تشكيل الوعي وفق تعقيد العلاقات الاجتماعية والسياسية. وكما أشار ميشيل فوكو، فإن السلطة لا تعمل ككيانٍ أحادي، بل تتجلى في أنماطٍ متغيرةٍ من الهيمنة والتفاوض والمقاومة، مما يجعل من أي تفسيرٍ أحادي للتاريخ نوعًا من التبسيط الأيديولوجي الذي يفقده قيمته التحليلية.
ازدواجية الخطاب ومشكلة المعيارية الانتقائية
إن وصف الجيش السوداني بأنه "غير قومي وغير مهني" مع الدعوة لمقاومته، في الوقت الذي يُنتقد فيه الدعم السريع باعتباره فاقدًا للمشروعية، يكشف عن مشكلةٍ معيارية في الخطاب. فإذا كان الجيش يعاني من أزمةٍ بنيوية، فإن الدعم السريع لا يخرج عن كونه تجلّيًا أكثر فجاجةً لنفس الإشكاليات، مما يجعل من غير المنطقي انتقاد أحدهما باعتباره "إرثًا يجب مقاومته"، بينما يُعامل الآخر بوصفه "خطأً تكتيكيًا يجب تصحيحه".
هنا تبرز إشكاليةٌ فلسفية تتعلق بازدواجية المعايير في الخطاب السياسي: كيف يمكن رفض منظومةٍ كاملة، ثم التعامل مع أحد منتجاتها على أنه "حالة استثنائية" تستحق المراجعة بدلًا من الإدانة المطلقة؟ إن النقد المتماسك لا يكون بالانتقاء، بل بالقدرة على الاحتفاظ بثبات المعايير بغض النظر عن الظرف السياسي.
في البدء كان العقل حاجة السودان إلى خطابٍ متزن
إن الأزمة السودانية اليوم ليست أزمة أشخاص، بل أزمة وعي، حيث يُستبدل النقد العقلاني بالهجوم الشخصي، ويُستبدل التحليل العميق بالسرديات التبسيطية. فحين يتنادى البعض بالألقاب، متناسين جوهر القيم التي يدّعون الدفاع عنها، يكون التاريخ في موقف الحكم، حتى وإن تأخر في النطق بكلمته.
لكن السؤال الذي يظل معلقًا في الهواء- هل ننتظر أن يحكم التاريخ أم نحاول أن نحكم عقولنا قبل أن تصدر الأحكام؟ إن وعي اللحظة يقتضي الخروج من دائرة الشخصنة إلى فضاء النقد الفلسفي، حيث تُختبر الأفكار لا الأشخاص، وتُناقش الخطابات لا الذوات. فالتاريخ قد يكون قاسيًا، لكن العقل أحيانًا يكون أشد قسوة، حين يُطالبنا بأن نكون على مستوى ما ندّعيه من قيمٍ ومبادئ
zuhair.osman@aol.com