صدى البلد:
2024-11-24@11:32:57 GMT

أحمد النومي يكتب: ذبح الرموز بنيران صديقة

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

القوى الناعمة تاج المحروسة الذهبي لا ينافسها فيه أحد، وطوال تاريخها العتيق كانت مصر ولادة بعظماء فى كافة المجالات من السياسة إلى الفن والأدب والثقافة والرياضة والعلم، فهم سر سحرها وسحرة عشاقها وكنزها الثمين.

الحفاظ على قوتنا الناعمة فرض قومى وتكريمهم واجب أصيل، والأيام الماضية شهدت حالة من الحزن على ما يمكن تسميته ذبح رموز قوتنا الناعمة من خلال أسطورتين فى عالم الرياضة والغناء .

الاسطورة الأولى هى المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة، إحدى أيقونات الغناء العربى وصاحبة أجمل الأغنيات الرومانسية التى تربت عليها أجيال عديدة، على خلفية تكريمها من مهرجان جوى اووردز بالسعودية ، كانت المفاجاه ظهور النجمة الكبيرة على مسرح المهرجان وهى تغنى أحد أجمل اغنياتها الخالدة "عيون القلب" ، بطريقة البلاى باك ، بعد اعتزال واحتجاب دام أكثر من ربع قرن.

ظهور نجاة  فتح النار عليها من قبل موتوريين، معتبرين أن ظهورها وهى فى سن متأخرة، غرضه المال، وإهانة لتاريخها الكبير، وتشويه لصورتها الجميلة فى أذهان عشاقها، ووصل الشطط مداه معتبرين أن الظهور فى حفل سعودى إهانه للفن المصرى، وهناك من رآها فرصة لخلط السياسية بالفن وتعكير صفو العلاقات المصرية السعودية، بإعتبار ان التكريم جاء من بلد سعودى هدفه سحب البساط من القاهرة .

الحقيقة التى لا لبس فيها أن نجاة رفضت الظهور على الساحة منذ قرار اعتزالها الفن، واختارت الاحتجاب والابتعاد عن الأضواء، ورفضت العديد من التكريمات فى أكثر من مناسبة، لكن ظهورها المفاجئ فتح الباب لتساؤلات ساخنة، لماذا ظهرت فى السعودية ولماذا رفضت التكريم من بلدها، وهى تساؤلات مشروعه، لكن تبقى نجاة أسطورة  فى سماء الغناء العربي، وتكريمها تكريم للفن المصري، بصرف النظر عن الجهة المكرمة.

الأسطوره الثانية هو النجم محمد صلاح أيقونه الملاعب العالمية، والذى تعرض لإصابة استوجبت ابتعاده عن إستكمال خوض منافسات بطولة الأمم الإفريقية مع منتخب بلاده، وسفره إلى إنجلترا لبدء برنامجه التأهيلي.

الانتقادات طالت صلاح ووصلت إلى التشكيك فى وطنيته، وهناك من رآها فرصة لتصفية الحسابات وتشويه صورة النجم الكبير  فى أعين محبيه، وهناك فريق آخر أراد الانتقام من أسطورة مصرية رفضت أموال "بالشوالات" لمجرد اللعب فى دورى لا يقارن بدورى كبير مثل الدوري الانجليزي، وخرج مرتزقه يهاجمون صلاح، ويبقى فريق آخر حسن النية انتقد اللاعب ورأى إنه كان من الواجب الإستمرار مع المنتخب باعتباره القائد.

وفقا للتقارير الطبية فإن إصابه صلاح تستوجب فترة علاج لا تقل عن ثلاثة أسابيع وبالتالى أمر مشاركته فى منافسات البطولة انتهت، ولم يكن امامه  سوى إتخاذ القرار إما الإستمرار في المعسكر مع المنتخب أو السفر إلى إنجلترا للعلاج .

ما بين ظهور نجاه وسفر صلاح، يبرز التقدير الذى قد يكون خاطىء، وهو تقدير أشبه بالنيران الصديقة، وبقرارهما الظهور والسفر  فتحا الباب أمام نيران الاصدقاء والأعداء .

الهجوم على نجاة وصلاح هو ترمومتر لقياس المزاج السائد على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكشف مستوى الإعلام ويفضح مأجورين ومرتزقه، ويفتح الباب أمام تساؤلات عن من يقود ويحرك المشهد الإعلامي ، فالتريند اصبح هو الهدف بصرف النظر عن أى إعتبارات، فلاسقف فى الهجوم ولا اعتبارات لمصلحة وطنية .

ويبقى السؤال، هل الحالتين تستحق كل هذا الهجوم والتشنيع ، متى نتعلم النقد بدون تجريح ، ومتى نصل لمرحلة الاختلاف على أرضية وطنية ، ومتى يكون لدينا توازن فى الطرح والمناقشة ، ومتى ومتى...، اعتقد أنها تساؤلات إجاباتها تحتاج مجلدات .

من حق الجميع أن ينتقد ولكن دون الطعن فى وطنية أحد ، قد يكون هناك خطأ فى القرار سواء بالظهور لنجاة او الإختفاء  لصلاح، لكن أبدا لن نستطيع أن ننكر أنهما أحد ايقونات قوتنا الناعمة .

لا جدال أن هناك دول فى الإقليم تحاول أن ترث القوى الناعمة المصرية عبر سلاح المال، وحدث ذلك منذ فترة ليست بالقصيرة، فى الغناء والدراما والسينما، لكنها لم تنجح لأنها ببساطة لا تملك الأدوات ولا الصناعة هى فقط مجرد مشترى وليس صانع لها .

الفارق بين دول تحاول بمالها شراء القوى الناعمة ودول ولدت ومعها قوتها الناعمة شاسع ، والحفاظ على رموزنا الوطنية واجب، وذبح أيقونات قوتنا الناعمة مرفوض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قوتنا الناعمة

إقرأ أيضاً:

مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 10 بنيران حزب الله

قُتل جنديان إسرائيليان، بينما أُصيب 12 آخرون، بنيران حزب الله خلال معارك جنوبي لبنان، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، السبت. 

 

وأعلن مستشفى "رمبام" الإسرائيلي، في مدينة حيفا المحتلة، استقباله 3 مصابين في الساعات الأخيرة، تم إجلاؤهم عبر مروحية من الشمال عند الحدود مع لبنان.

 

يأتي ذلك بينما يواصل حزب الله التصدي لقوات الاحتلال في البلدات الحدودية، وخصوصاً في الخيام، دير ميماس، كفركلا، شمع والبياضة، حيث تستهدف تجمعاتها بالصواريخ وتخوض الاشتباكات ضدّها، بالتوازي مع استهداف تجمعات في عدد من مستوطنات الشمال.

 

 

مقالات مشابهة

  • العرموطي يوجه للحكومة 12 سؤالا حول سرقة سفارتنا في باريس
  • تعرف على الرموز الروحية لصوم الميلاد
  • إصابة مواطن بنيران العدو السعودي في صعدة
  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
  • مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 10 بنيران حزب الله
  • إعلام عبري: نجاة قيادي بحزب الله من الاغتيال في غارة على بيروت
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • اليونايتد يضرب نفسه بنيران صديقة؟
  • دنيا سمير غانم في أحدث ظهور: «لا أزال أطارد أحلامي» (صور)
  • مفاجأة مدوية.. محمد صلاح يحدد شروطه للتجديد مع ليفربول والنادي يرفض