يناير 27, 2024آخر تحديث: يناير 27, 2024

المستقلة/- عن دار وائل للنشر صدر للكاتب حسين الفلوجي كتاب جديد بعنوان “الدولة الغنية والدولة الفقيرة” ، ويتضمن قراءة تحليلية وعلمية لأسباب الفروقات الاقتصادية بين الدول.

وقال المؤلف لـ(المستقلة) ان تأليف الكتاب، المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حاليا، اعتمد على تجربتي الشخصية وبحوث معمقة عملت على تجميعها طيلة السنوات الماضية.

مستفيدا من أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، الامر الذي يضمن دقة التحليلات وغنى المعلومات.

وأوضح أن الكتاب، يقدم تحليلاً دقيقاً للعوامل التي تؤثر في ثراء الدول وفقرها، عبر استكشاف الديناميات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، يقدم الكتاب رؤى قيّمة تساعد في فهم وتحليل السياسات التي تشكل مصير الأمم.

ويبرز الكتاب الأهمية الحاسمة لتحقيق التوازن والتقدم في عالم يواجه تحديات مثل الفقر وحجم المديونية العالمية والتغير المناخي. كذلك يعرض، أمثلة واقعية ودروساً عملية من تجارب الدول التي نجحت في تحقيق الازدهار، مقدماً بذلك إطاراً فكرياً لأصحاب القرار والمهتمين بالتنمية المستدامة.

يذكر أن الكتاب يتوزع على أربعة فصول، يقدم الأول منها مفهوم الثراء والفقر بين الدول بشكلٍ تحليلي، حيث يتناول المبحث الأول التعريف بفكرة الكتاب وموضوعه، ويتناول المبحث الثاني النظريات الاقتصادية المفسّرة لثراء الدول وفقرها، ويستعرض المبحث الثالث أنواع الفلسفة الاقتصادية وتأثيرها على ثراء الدول وفقرها، ويركز المبحث الرابع على أهم المؤشرات الدولية لقياس ثراء الدول أو فقرها، ويتناول المبحث الخامس العوامل التي تساهم في ثراء الدول أو فقرها، ويتعامل المبحث السادس مع أوجه الاختلاف بين الدول الغنية والدول الفقيرة ويقدم دراسة مقارنة.

اما الفصل الثاني فيركز على فهم الدول الغنية وأسباب ثرائها، ويناقش المبحث الأول تعريف الدول الغنية، ويتناول المبحث الثاني السمات المشتركة بين الدول الغنية، ويستعرض المبحث الثالث العوامل والسياسات المشتركة بين الدول الغنية، ويوضح المبحث الرابع أنواع الدول الغنية، أما المبحث الخامس فيسلط الضوء على دول فقيرة أصبحت غنية عبر اتباعها لسياسات اقتصادية ناجحة واستغلال مصادرها بشكلٍ فعال.

ويركز الفصل الثالث: على فهم الدول الفقيرة وأسباب فقرها بشكلٍ تحليلي، ويعرّف المبحث الأول الدولة الفقيرة، ويوضح المبحث الثاني أنواع الدول الفقيرة، ويستعرض المبحث الثالث السمات المشتركة بين الدول الفقيرة، ويتناول المبحث الرابع أهم السياسات والعوامل المشتركة التي تجعل الدول فقيرة، ويتطرق المبحث الخامس إلى الاستعمار وأثره على واقع ومستقبل الدول الفقيرة، ويتعامل المبحث السادس مع المنظمات الدولية وتأثيرها على الدول الفقيرة، بينما يسلط المبحث السابع الضوء على حالات دول غنية أصبحت فقيرة وكيف يمكن تحليل هذه الحالات.

ويُقدم الفصل الرابع: من كتاب “الدولة الغنية والدولة الفقيرة” توصيات هامة وسياسات يجب اتباعها لإنقاذ الدول الفقيرة، ويستعرض المبحث الأول توصيات ذات بُعد سياسي، فيما يتناول المبحث الثاني توصيات ذات بعد اقتصادي، ويقدم المبحث الثالث توصيات ذات بعد استثماري ومالي وتمويلي، ويقدم المبحث الرابع توصيات ذات بعد اجتماعي وثقافي، ويتناول المبحث الخامس توصيات للدول الفقيرة ذات بعد دولي.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الدولة الفقیرة الدول الفقیرة الدول الغنیة بین الدول ذات بعد

إقرأ أيضاً:

قراءة إناسية في نشأة الدولة الإسلامية الأولى

الدراسات الحديثة المهتمة بنشأة الدولة الإسلامية قدمت العديد من الأطروحات عنها، ركز معظمها على لحظة الصراع الذي جرى بين المسلمين ومناوئيهم.. سواء في مكة كقريش، أم المدينة كالأوس والخزرج واليهود، أم القبائل التي دخلت بنفسها في حروب مع المسلمين، وأثر ذلك في نشأة الدولة، دون أن تسبر جذور المجتمع العربي ذاته.

من الدراسات العميقة التي بحثت نشأة الدولة الإسلامية في بواكيرها الأولى كتاب «من المَيسِر الجاهلي إلى الزكاة الإسلامية.. قراءة إناسية في نشأة الدولة الإسلامية الأولى» لمحمد الحاج سالم، وأصله رسالته في الدكتوراه، صدر عن دار المدار الإسلامي عام 2014م. وقد أهداني المؤلف مشكورًا نسخة ممهورة بتوقيعه: (الأخ الصديق خميس العدوي.. كي نعيد قراءة تأريخنا وديننا بعين أخرى. مع مودتي البالغة.. أخوكم محمد الحاج سالم، بيروت في 20/ 1/ 2018).

عالج الباحث الموضوع انطلاقًا من فكرة النظام الاقتصادي ببنيته الأساسية وهي الدين، وتوسع كثيرًا في التدليل على فكرته ببناء «نظام المَيسِر الجاهلي» معرفيًّا، حيث لم يرد قبله ذكر لهذا النظام إلا نادرًا ومحدودًا، فعمله مبتكر، وقد دعّمه بمئات الأدلة والاقتباسات، حتى تحولت فكرته من أشتات في كتب كثيرة: القرآن والشعر الجاهلي والسيرة والتاريخ والأدب، إلى نظرية متكاملة في كتاب جامع. وإن كان من ملاحظة أذكرها فهي ضخامة الكتاب، التي تأخذ القارئ إلى شُعب شتى، ولتمام الفائدة فينبغي لصديقنا الحاج سالم، أو غيره من المهتمين بالموضوع، أن ييسرها بمختصر غير مخل، حتى تنتشر الفكرة وتعم الفائدة.

الدراسة.. بحثت في جذور نشأة الدولة عبر فكرة «اللَّقاحية»؛ أي عدم السماح بتشكل سلطة سياسية على العرب، فهناك معتقدات وطقوس وممارسات تقف خلف «الحالة اللَّقاحية»، فكان على الإسلام وهو «يؤسس لدولته» أن يقوم على أعقاب «الدين الجاهلي» الحاضن لهذه اللَّقاحية، وهو ليس أفكارًا عابرة، أو معتقدات ساذجة، وإنما بُنية عقدية عميقة اجتماعيًا؛ شملت مناحي «الحياة الجاهلية»، جاء في مقدمة الكتاب: (إن هذا البحث ينخرط في سياق توجه نظري مفاده أن لا وجود لحقل ديني مستقل بذاته يمكن الحديث عنه وحوله بصفته تلك، فما من حقل ديني إلا وهو يتضمن إشكالات هي التي تحدد في المقام الأخير اتجاهه ومواقفه، وما من حقل ديني يروم أو يدعي التجديد إلا وهو يتخذ شكله الاجتماعي من خلال تلك المواجهة بين الرهانات الجديدة التي أفرزته بقدر ما بشّر بها، والرهانات القديمة التي أرهصت بولاته) [ص16].

إذًا؛ لم تنشأ الدولة في الإسلام من فراغ.. بل إثر نظام كان قائمًا، تشكلت له معتقداته وطقوسه عبر تاريخ الجزيرة العربية، أسماه الحاج سالم «المَيسِر الجاهلي». ولأن من طبيعة الحياة التغيّر، وإفراز مسار جديد من الأحداث؛ فإن المجتمع العربي دخل في جدل المعتقدات التي أفرزت واقعًا جديدًا، فرض نفسه بآليات جديدة، وبمعتقدات جديدة أيضًا، هذه المعتقدات كما يراها مؤلف الكتاب ليست من قبيل استنساخ المعتقدات؛ كما يرى بعض الدارسين بأنها نسخة معدّلة من اليهودية أو النصرانية.. بل هي «تطور جدلي» من الموروث العربي السائد. وبنظري؛ بناءً على هذه الرؤية لا يمكن استبعاد اليهودية والنصرانية من مكونات الموروث العربي، والقرآن خير شاهد على ذلك.

«من المَيسِر الجاهلي إلى الزكاة الإسلامية».. كتابٌ عملَ على تجميع الشظايا المتفرقة لمعتقدات المَيسِر الجاهلي، ذلك الدين الذي كان يمارسه العربي قبل الإسلام. لقد كانت عملية التجميع شاقة، استطاع الحاج سالم بجدارة وبجهد مضن، عبر البحث في بطون الكتب وأشعار العرب وآدابهم وأيامهم، أن يبني معمار دين طمسته معارف المسلمين اللاحقة، وعملت على تناسيه عن قصد وغير قصد، يقول الحاج سالم: (فإن عملنا الأساسي يستهدف في المقام الأول إثبات كلية ظاهرة المَيسِر الجاهلي في العموم، وغائيتها السياسية الخافية على وجه الخصوص، ومن ثمة اختبار فرضيتنا الزاعمة بأن المَيسِر كان إوالية لَقاحية تتكامل فيها جملة أبعاد دينية واجتماعية واقتصادية، وتتضافر للعمل بفاعلية على منع تركّز سلطة سياسية، وانبثاق نصاب سلطوي منفصل عن المجتمع هو الدولة) [ص:58].

السؤال: كيف استطاع المَيسِر الجاهلي أن يمنع انبثاق الدولة؟ ثم ما الدافع الذي أدى إلى انبثاقها في الإسلام؟

يرى الحاج سالم أن ذلك جرى عبر نظام المَيسِر، (ويعرّف البخاري المَيسِر بأنه القداح يستقسمون بها في الأمور؛ أي بمعنى الأزلام) [ص:152]، ومن المَيسِر انبثق القمار، وهو لعبة يشارك فيها المياسير؛ الذين هم من أصحاب الغنى واليسر، يقوم كل واحد منهم باختيار قدح، ثم يدفعون بأقداحهم إلى «رجل متأله عدل»، يلقيها فيخرج القدح الفائز. وجعلوا لكل قدح عددًا من الإبل ينحرها المياسر، قد يصل عددها إلى مائة بعير، ولم يكن القمار قبل الإسلام عيبًا، بل كان من الدِّين، و(الدِّين كان المحور الأساسي الذي تدور عليه الحياة الجاهلية) [ص:289]، و(كثيرًا ما عاب شعراء الجاهلية الممتنع عن الدخول في المَيسِر عن بخل ولؤم، وسمّوه «البَرَم»، وذموه في أشعارهم ونعتوه بخسيس الصفات كالنذالة والحقارة والخسة والدناء، في مقابل مدح المياسرين) [ص:305].

محمد الحاج سالم.. يذهب إلى أن العرب كانوا يعيشون في «حالة لَقاحية»، ولا يرتضون أن تكون عليهم سلطة، ولا قانون فوقهم، إلا أعراف القبيلة وتقاليدها، وأما شيخ القبيلة فلا سلطان له عليهم. ودوره فيهم أنه ممثلهم وحامي حماهم، ولا ينال هذه المنزلة إلا بالشجاعة والكرم، وكيلا يكون لشيخ القبيلة سلطة؛ فإن عليه أن يكون من المياسرين، فيدخل في القمار لكي تتبدد ثروته، فإذا خسر فعليه أن يدفع، وإذا ربح أطعم به الفقراء والمحتاجين، وليس له أن يأخذ من اللحم شيئًا، (وهذا ما يشير إليه الزمخشري أيضًا، إذ يركز على أن الأغنياء كانوا يدفعون تلك الأنصباء إلى الفقراء ولا يأكلون منها) [ص:295].

هكذا استطاع العرب بنظام المَيسِر في فترتهم اللَقاحية أن يمنعوا انبثاق الدولة بمنع تجمّع الثروة في أيدٍ قليلة تسود عليهم بيسرها. ولما جاء الإسلام حرّم المَيسِر، لأجل أن تحل محله الزكاة، لكيلا يكون دُولة بين الأغنياء، ويقصد بالزكاة الصدقات، وجعلها بيد «رئيس الدولة» فينفقها في وجوهها: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ) [التوبة:60].

أما السبب الذي أدى إلى انبثاق الدولة؛ فيطرح الحاج سالم فكرة أن المجتمع أصبح بذاته يحمل مشروع دولة، وقد حاول العرب بالمَيسِر أن يحافظوا على «لَقاحيتهم»، بيد أنهم فشلوا [ص:57-58]. والسبب الآخر.. هو أن أطراف الجزيرة العربية خضعت للدول المجاورة (كخضوع الغساسنة في الشام للروم في بيزنطة، واللخميين في العراق للساسانيين في فارس، وقبائل عربية من اليمن للحبشة أو لفارس) [ص:51].. بل جرت محاولة إقامة مُلك في مكة كما ذكروه عن عثمان بن الحويرث المعروف بالبطريق. فكان قد حان وقت قيام الدولة، والذي عمل النبي محمد على تأسيسه بـ«أسلمة المجتمع الجاهلي».

(لقد انبنت حركة الأسلمة التصاعدية للمجتمع الجاهلي باتجاه بناء الدولة الإسلامية، عبر ما يمكن وصفه بجدلية هدم وبناء مؤسسية، ارتكزت على ثلاثة متغيرات؛ هي: التحريم والإقرار والتغيير. تم بموجبها إنشاء مؤسسات بديلة لمؤسسات جاهلية قديمة؛ شُجبت ورُفضت وبالتالي هُدمت، أو إقرار مؤسسات موجودة على حالها، أو إدخال تحويرات على مؤسسات موجودة بما يتماشى مع متطلبات الدولة الإسلامية الناهضة) [ص:25]، وبالتالي؛ لم يحرّم الإسلام المَيسِر لذاته، وإنما لأنه جزء من منظومة عقدية دينية قديمة، كانت تمنع قيام الدولة، وأبدلها بالزكاة، أي الصدقات لتكون محور قيام الدولة.

خميس العدوي كاتب عماني مهتم بقضايا الفكر والتاريخ ومؤلف كتاب «السياسة بالدين»

مقالات مشابهة

  • كتاب «ثورة 30 يونيو».. مصطفى بكري يكشف أسرار الأيام الأخيرة لحكم جماعة الإخوان الإرهابية
  • قراءة إناسية في نشأة الدولة الإسلامية الأولى
  • عماد الدين حسين: بيان مجلس أمناء الحوار الوطني موجه للرأي العام والحكومة وليس توصيات
  • من بينها فتح النوافذ والأبواب لتهوية المركبة.. “المرور” يقدم عددا من الإرشادات للقيادة في الأجواء شديدة الحرارة
  • بعد 8 أعوام.. جامعة الدول العربية تتراجع عن تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية”
  • “شويه دلع”.. أحمد سليم يقدم اللون الطربي الرومنسي بجديده
  • كتاب House of Beckham يكشف تفاصيل “إنتقام” ديفيد بيكهام من الأمير هاري وميغان ماركل
  • تأثيرات اقتصادية مدمرة.. العمليات البحرية اليمنية تُشَلّ اقتصاد “إسرائيل” وتُلحق خسائر فادحة بشركاتها ومستهلكيها
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «4- 5»
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (4/5)