نظّم الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في ثالث أيامه بدورته الـ55، ندوة ثقافية حول قضايا شعر العامية، استضافت كلا من الشعراء «أحمد مجاهد، ومحمد علي عزب، ومسعود شومان»، أدارها الشاعر والناقد مدحت منير.

قال «مجاهد»، أنّ شعر العامية المصريّة هو الأقرب لقلب المواطن، لأنه يعتمد على مصطلحات بسيطة تصل إلى مختلف فئات المجتمع، نافيًا ما يتردد من أقاويل حول تعارض الشعر العامي مع الشعر باللغة العربية الفصحى أو القومية العربية: «الاثنان مرتبطان ببعضهما فبعض الشعراء يعتمدون على أخذ مصطلحات من شعر الفصحى، وترجمته لشعر العامية، والأهم هنا هو وصول الإحساس والمعنى».

وأضاف، أنّ العامية المصريّة هي عامية العرب جميعًا، لأنّها مفهومة لكل الشعوب العربية؛ لأسباب حضارية وتاريخيّة؛ فجميع العرب يستمعون لأغاني أم كلثوم، وكذا يستمتعون بشعر صلاح جاهين؛ لذا يمكن اعتبار اللهجة العامية هي عامل تأكيد على الروابط بين الشعوب.

بدوره، أوضح الشاعر محمد على عزب، أنّ الشعر العامي هو جزء أصيل من الشعر العربي، وهناك أعلام لشعراء العامية الذين نتعلم من نصوصهم ونقرأ التاريخ الاجتماعي والسياسي من أزجالهم الشعرية، كالشاعر بيرم التونسي وفؤاد حداد؛ مؤكدًا أنّ العامية ليست لغة مستقلة بل هي مستوى من مستويات اللغة العربية.

وأضاف «عزب» خلال الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أنّ الشعر العامي يمثل التحام بالجماهير للتعبير عن أحلامه وهمومه؛ موضحًا أنّ حداثة قصيدة العامية المصرية بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما انتقل الشاعر من دور المنشد الشعبي للمتأمل ذاتيًا، الذي يقوم بتكوين مشهد شعري من مجموعة لقطات فنية مأخوذة من الحياة اليومية، وتمّ استكمال حداثة الشعر العامي في منتصف التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، من خلال الانتقال من الهم الذاتي إلى الهم العام باستخدام السرد الشعري الحكائي لتأطير القصيدة.

فيما أكد الشاعر مسعود شومان، ضرورة التفرقة بين اللغة العامية ولغة شعر العامية، فاللغة العامية هي اللغة الدارجة التي نستخدمها في تعاملاتنا اليومية، أمّا شعر العامية هو فن له مصطلحات جمالية خاصة به، ما يدفعنا إلى ضرورة التدقيق اللفظي واللغوي عند التحدث عن الشعر العامي، لأنه تراث عظيم، ويستحق نظرة احترام وتقدير من الجميع.

وتابع «شومان»: الشعر العامي المصريّ له تاريخ طويل، فيمكننا من خلال الاطلاع على عدد من النصوص الزجلية والمواويل قراءة التاريخ الاجتماعي للشعوب، في حقب زمنية مختلفة، ما يجعلنا بحاجة إلى اهتمام الباحثين والفنانين بمناقشة قضايا شعر العامية في رسائل الماجستير والدكتوراه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس ا شعر العامیة

إقرأ أيضاً:

"استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضافت القاعة الرئيسية ببلازا 1 ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين ندوة بعنوان "استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا"، بمشاركة نخبة من الشخصيات الثقافية والتخصصية في مجال الدمج المجتمعي.

شارك في الندوة كل من الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الكاتبة فاطمة المعدول، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، وأدارت الجلسة الدكتورة رشا عبد المنعم.

في بداية الندوة، رحبت الدكتورة رشا عبد المنعم بالحضور وضيوف المنصة، مؤكدة على أهمية الموضوع الذي تتناوله الندوة وهو الدمج الثقافي لذوي الإعاقة في المجتمع، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي يقدمه المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في هذا المجال.

وأوضحت أن مصر تمتلك تاريخًا طويلًا في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، بينما تبرز سلطنة عمان كإحدى التجارب الناجحة في تعزيز الإتاحة والدمج الثقافي.

ومن جانبها، عبرت الدكتورة إيمان كريم عن سعادتها بمشاركة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في هذا الحدث، مشيدة بالدور الذي يلعبه معرض القاهرة للكتاب في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكدت أن 15 مليون شخص من ذوي الإعاقة يعيشون في مصر، وأنه من المهم أن يتم دمجهم في المجتمع بكل جوانبه، بما في ذلك الثقافة والفنون.

كما استعرضت أبرز القوانين التي تضمن حقوقهم، مشيرة إلى مشاركة المجلس في المعرض على مدار 13 عامًا بجناح مجاني يعرض منتجات ثقافية لذوي الإعاقة ويعزز التواصل المجتمعي معهم.

وأضافت أن المجلس يسعى لتعزيز التعاون مع وزارة الثقافة من خلال بروتوكولات تهدف إلى تقديم الأدوات الثقافية المتساوية للجميع.

أما السفير عبد الله الرحبي أعرب عن سعادته بالمشاركة في فعاليات معرض القاهرة للكتاب، مشيرًا إلى أهمية إتاحة الثقافة والفنون لذوي الإعاقة.

وتحدث عن تجربة الدمج الثقافي في سلطنة عمان، قائلا: بدأت عمان مبكرًا في الاهتمام بهذه الفئة، حيث بادرت بتوفير طرق برايل وتقديم الأخبار بطريقة الإشارة منذ أكثر من 15 عامًا.

وأكد الرحبي أن الثقافة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل هي عامل رئيسي في تعزيز العدالة الاجتماعية، كما تناول دور التشريعات العمانية في دعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأنشطة الثقافية والفنية.

واستعرضت الكاتبة فاطمة المعدول تجربتها الشخصية في العمل مع الأطفال ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أنه كان من الصعب عليها استكمال عملها بسبب قلة القنوات المفتوحة لتلك الفئة في الماضي.

وأضافت أنها قد قدمت العديد من العروض المسرحية وكتبت عدة كتب حول الدمج، مؤكدة أن لكل طفل الحق في الحياة والمشاركة الثقافية، وأشارت إلى أن عملها مع الأطفال ذوي الإعاقة علمها الإنسانية والحب، معتبرة أن التجربة كانت بمثابة تعليم للجميع حول كيفية التعامل مع هذه الفئة.

وتحدث الدكتور وليد قانوش عن أهمية الدمج الثقافي في مجال الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن التعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بدأ منذ فترة وأثمر عن نتائج إيجابية في الفترة الأخيرة.

وأكد على أهمية استمرار هذا التعاون من خلال مبادرات مختلفة، سواء مع الجامعات أو الإدارات التعليمية، لدعم الفئات المهمشة وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في النشاط الثقافي.

وفي كلمتها، شكرت الفنانة أمنية السيد على استضافتها في الندوة، مستعرضة تجربتها الشخصية بعد تعرضها لحادثة أدت إلى جلوسها على كرسي متحرك، وقالت إنها بدأت الاهتمام بذوي الإعاقة منذ عام 2014، مشيرة إلى أهمية أن يكون هناك وعي أكبر تجاه هؤلاء الأشخاص في الفعاليات الفنية والثقافية، سواء في المعارض أو المسارح. وأضافت أن الحضارة المصرية القديمة كانت من أولى الحضارات التي اهتمت بذوي الإعاقة، وأن هذا الاهتمام يجب أن يستمر ويترسخ في المجتمع.

واختتمت الندوة بعزف موسيقي رائع من الفنانة نيرة عصام، وسط تصفيق حار من الحضور، كما تم تكريم ضيوف المنصة بدروع تكريمية تقديرًا لمساهماتهم في دعم الدمج الثقافي للأشخاص ذوي الإعاقة.


 

مقالات مشابهة

  • الصالون الثقافي يناقش الواقع الفلسفي في جلسته الثانية بمعرض الكتاب
  • الدمج الثقافي لذوي الإعاقة.. تجارب مصرية وعُمانية في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب
  • شعر بادية مطروح والإسكندرية في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب
  • الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش «الفلسفة في مصر القديمة»
  • "استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب| صور
  • التقنيات الحديثة والأخلاق.. جدل فلسفي في الصالون الثقافي بمعرض الكتاب
  • المغربي مصطفى غلمان يستعرض رؤيته للشعر في العصر الحديث بمعرض القاهرة للكتاب
  • حورية النيل والنخيل أمسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • سامي سليمان يناقش الشعر والسرد في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يناقش «لمحات من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر»