صدى البلد:
2025-04-10@07:29:03 GMT

خالد الشناوي يكتب: أكتب إليك أن تكون حليفا لعقلك

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

الصراع هو أحد قوانين هذا الكون العديدة، أو يمكن القول بأنه سنّة من سنن هذه الحياة، إذ بدون صراع لا تكون هناك حياة.. لأن الصراع هو ظاهرة طبيعية بين الخير والشر بين اليأس والرجاء بين الهزيمة والانتصار!

يقال "ضع قليلاً من العقل على قلبك حتى يستقيم، وضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين" لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ وما هي كمية "القليل" هذه؟             

بين عقولنا وقلوبنا صراع ما أن يبدأ، لا ينتهي، تخرج منه أنت (بعقلك وقلبك ونفسك) خاسراً، بغض النظر عن المنتصر، فإما أن تخسر مبادئك ومنطقك وإما أن تخسر سعادتك وعاطفتك.

فالعقل هو سيد الموجودات في حياتنا، والمتحكم بأفعالنا وتصرفاتنا فبه نفكر ونقرر، ننجز ونبدع، نبني ونصنع، كما ندمر ونهدم، نكتب ونقرأ فهذا ما خلق العقل من أجله، وهذا ما يجب أن يوظف له. 

أما القلب فهو سيد المشاعر والعواطف، وهو مستشارنا، به نحب ونكره، نغبط ونحسد، نحزن ونفرح
نعم فبه تقلبات المشاعر لكونه المتحكم الأول والأخير في عالم الحس فهذا ما خلق من أجله، وهذا ما يجب أن يوظف له أيضاً .   

لكن عندما يريد العقل ما يرفضه القلب، أو يريد القلب ما يأبى العقل، عندها تبدأ حرباً ضروساً بين عقولنا وقلوبنا حرب تدور رحاها في نفوسنا وضمائرنا، حرب لا ينتصر بها أحداً !

يتأذى قلبنا ويتعطل بعض عقلنا، تنهم أنفسنا ويضطرب ضميرنا فتنطفئ روحنا ونغدو جثة متحركة كل شيء فينا ينزف.  فما السبيل إذن؟ وكيف يتصالح العقل والقلب؟ فلا يصح أن تقودنا عقولنا بمعزل عن قلوبنا فنغدو جماداً مجردين من الإحساس، كما لا يصح أن تقودنا قلوبنا فنغدو كتلة من العاطفة تقذفنا مشاعرنا في كل واد!
وللإجابة على ذلك:

لا تستقيم حياتنا إلا بوضع كل منهما_العقل والقلب_ في مكانه الصحيح ليؤدي دوره الذي خلق من أجله.
فيجب أن ندرب أنفسنا على التحكم بكليهما، فبالعقل وحده قد نستطيع السيطرة على كل شيء، لكن لن نرضى بشيء، وبالقلب وحده قد يستطيع أي شيء السيطرة علينا وقد لا نسعد بشيء!

من الطبيعي أن نمر في حياتنا ببعض الأشكال من الهزائم، ومن الطبيعي أن نتعرّض للعديد من الانكسارات المتلاحقة، ولكن من غير الطبيعي أن نستسلم لهذه الخسارات وأن نجعلها تؤثر على نفسيتنا بشكل سلبي......!

فعندما تقسو علينا الحياة بمشاكلها وهمومها الكثيرة وتبدأ المشاعر السلبيّة بالتسلل إلى داخل أعماقنا بقوةٍ، حينئذٍ فقط علينا أن نقتنع بفكرةٍ أساسيّة وهي أنّهُ لا يوجد شيء دائم في هذه الحياة وبأنّ هذه الصعاب عبارة عن حالةٍ مؤقتة سرعان ما ستنتهي.

علينا أن نقتنع بأنّ التذمر والشكوى الدائمة لن تحل لنا همومنا واحزاننا ولن تخلصنا منها، لهذا يجب علينا أن نتوكل على الله وأن نكتفي بالدعاء لهُ مع العمل الجاد لكي يُساعدنا ويلهمنا على تخطي كل أزماتنا ومشاكلنا .
علينا أن نؤمن بفكرةٍ أساسيّة وهي أنّ كل مشكلة نعيشها في حياتنا اليوميّة ستكون بمثابة الدرس الذي سنأخذ منه العبرة المناسبة لكي نستخدمها في حياتنا للوصول إلى الأمام وإلى درب التفوق والنجاح. 

إلى كل مهموم و إلى كل من كاد ان يفقد بوصلة الأمل إياك أن تقف في مكانك أو أن تتراجع إلى الوراء متأثراً بقساوة الحياة وهمومها، بل عليك ألّا تتوقف عن المحاولة، وعن  الاستمرار في تكرار المزيد من التجارب إلى أن تصل إلى درب النجاح والتفوق الذي طالما تمنيته.

كثيرةً هي المواقف التي تواجهنا في حياتنا وتتطلب منّا اتخاذ قرارات عاجلة وحاسمة وهذا ما يضعنا أمام عدة خيارات قد يكون للحكمة والمنطق والعقل رأياً حاسماً فيها، وقد تأخذنا العاطفة المستمدة من مشاعرنا وأحساسينا إلى اتخاذ قرارات أخرى مختلفة ولا نعلم أيهما قد يكون أكثر جدوى .. ليستمر بذلك الصراع 
لنرى حياتنا في رحلة العمر القصير
ما بين أهوال الحياة وما تحمله الضمير 
فحياتنا رحلة في مهرجان إلهي مقام للبشر في كل مكان وفي كل أوان، فاستثمر قوتك وأنطلق، وتمتع بجماله ما دمت فيه، وتعاطف مع الأرواح القريبة من روحك، ولا تنس أن هذه الرحلة برمتها هي معبر لحياة خالدة، فالتمس السعادة في الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة....ولتكن على يقين أنه لن يتم شئ في كون الله إلا بمراد الله ...يقين العارف الواثق الموصول بربه الجابر لكسر قلبه المكلوم ..... 

قارب أمل تفوح منه روائح البحث عن الحقيقة ممزوجة بطمانينة روحية تبلغ حد التشبع لتبدأ معها رحلة إشباع العقل والروح مع قامات علمية وفكرية علمونا كيف نكون ، كيف نفكر ،كيف ننجح بلا غطرسة ،ونخفق بلا انكسار ،ونكبر بلا ضجيج ،ونعلو بلا نسيان للحظات ضعف وشوق وحنين لأيام الصبا والنشأة الأولى .
وأخيرا أكتب إليك أن تكون حليفاً لعقلك دائماً فالقلب قائدٌ أهوج !
وإن أردت شيئا فاطلق سراحه فإن أرادك رجع إليك !
وإذا اكتشفت أن كل الأبواب مغلقة وأن الرجاء لا أمل فيه وأن من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه وألقاها في سراديب النسيان، هنا فقط كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لا يسمعك، وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحد فيه، وأن تعيش على ذكرى من فرط فيك بلا سبب!
واعلم  أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هما سيّدا الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلّباته .
فسبحان من له الدوام الأبدي
سبحان الحي الذي لا يتغير ولا يموت

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی حیاتنا علینا أن

إقرأ أيضاً:

متى تكون بحة الصوت خطيرة؟

روسيا – تظهر عند البعض أحيانا بحة بالصوت نتيجة الإصابة بنزلات البرد أو التهاب الحنجرة، لكن هذا العرض قد يكون خطيرا في حالات معينة ويحتاج إلى مراجعة الطبيب.

حول الموضوع قالت الطبيبة الروسية وأخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة، فاليريا ستيبانوفا:”يتعرض البعض أحيانا لالتهاب الحنجرة الذي ينجم عنه بحة بالصوت، وقد يتطور هذا الأمر في حالات معينة إلى فقدان الصوت بالكامل، لذا توجد بعض الحالات التي يجب فيها مراجعة الطبيب فورا.. في معظم الحالات يختفي التهاب الحنجرة من تلقاء نفسه خلال أسبوع إلى أسبوعين، ويعود الصوت إلى طبيعته مع زوال المرض، لكن إذا استمرت البحة بالصوت لفترة أطول ودون سبب ففي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لإجراء تنظير للحنجرة”.

وأضافت: “يجب مراجعة الطبيب في حال ظهرت علينا أعراض بحة للصوت أو اختفاء الصوت لمدة تزيد عن أسبوعين دون تحسن، كما يجب مراجعة الطبيب فورا في حال كان لدينا التهاب للحلق مصحوب بارتفاع لحرارة الجسم لأكثر من 38.4 درجة مئوية، وعند الشعور بألم حاد في الحلق من جانب واحد فقط، وإذا كانت الأعراض المذكورة مصحوبة بضيق في التنفس، فيجب على المريض طلب المساعدة الطبية بشكل عاجل”.

وأشارت الطبيبة إلى أن فقدان الصوت أو البحة أحيانا لها أسباب متنوعة مثل الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مثل التهابات اللوزتين والبلعوم والحنجرة، وقد يصاب الإنسان ببحة بالصوت بسبب إجهاد الحنجرة والحبال الصوتية، على سبيل المثال بسبب الصراخ أو التحدث بصوت عال لفترة طويلة.

ومن أسباب الإصابة ببحة الصوت تبعا للطبيبة أيضا استنشاق الأبخرة الكيميائية الضارة، مثل تلك الموجودة في منتجات التنظيف، وكذلك التدخين وشرب الكحول، كما يمكن أن يصاب الإنسان ببحة الصوت بسبب الارتجاع الحمضي، إذ يدخل حمض المعدة إلى الجهاز التنفسي العلوي، ويمكن أن يحصل هذا الأمر بسبب ظهور عقد على الحبال الصوتية أو اضطرابات عضلية تؤثر على الحلق والحنجرة.

المصدر: mail.ru

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يستكشف حلول الحياة الصحية المديدة
  • تحولات الغزالي الفكرية.. من العقل الفلسفي إلى الذوق الصوفي
  • الحوار صوت العقل
  • متى تكون بحة الصوت خطيرة؟
  • مختص نفسي يكشف: هكذا تتغلب على التشتت وضعف التركيز.. فيديو
  • عاجل| نتنياهو: تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سوريا وهذا يشكل خطرا علينا ونعارضه
  • شيخ العقل التقى الرئيس ميشال سليمان والوزير المرتضى
  • بول كاغامي: فلتذهب إلى الجحيم الدول التي تفرض علينا عقوبات
  • شيخ العقل: للعودة الى الجذور الوطنية وعدم الخوض في سجالات سياسية وجدالات عقيمة
  • هل يجب علينا كدول عربية أن نقلق من رسوم ترامب الجمركية؟