بينما يتنقل الاتحاد الأوروبي عبر مجموعة من التحديات الدولية والداخلية؛ تنشأ مخاوف بشأن مدى استعداده لمعالجة القضايا الملحة، وفقا لما نشره الكاتب الأمريكي الشهير سايمون تيسدال، في تحليل له، نشرته الجارديان البريطانية.

وسلط سايمون تيسدال، من خلال تحليله، الضوء على الجمود الملحوظ الذي يعاني منه زعماء الاتحاد الأوروبي في معالجة الأمور الحاسمة، وهو ما قد يؤدي إلى عام مليء بالتحديات بالنسبة للكتلة التي تضم 27 دولة.

وفقا لمقال سايمون تيسدال في الجارديان، دفعت الأزمة في البحر الأحمر، والتي اتسمت بهجمات الحوثيين على السفن، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى إطلاق عملية "حارس الأزدهار"، بالعمل بشكل مستقل. وعلى الرغم من مصلحة الاتحاد الأوروبي الكبيرة في هذه المسألة، فإن هولندا فقط هي التي قدمت المساعدة المباشرة، في حين ظلت الدول الأعضاء الرئيسية الأخرى في الاتحاد الأوروبي سلبية أو أصدرت دعماً شفهياً. وهذا يسلط الضوء على كفاح الاتحاد الأوروبي المتكرر لمواءمة تطلعاته العالمية مع إجراءات ملموسة وموحدة.

لقد أدى الصراع في غزة إلى المزيد من الضغط على طموحات الاتحاد الأوروبي كلاعب عالمي. وبينما تعترف الحكومات بتهديد الصراع لمصالحها الحيوية، فإن محاولات منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لتقديم خطة سلام لفلسطين قوبلت بالرفض من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي. إن نفوذ الاتحاد الأوروبي باعتباره الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل لم يُترجم إلى تأثير حاسم.

وعلى الصعيد الداخلي، يشكل صعود اليمين المتطرف تحديا، وخاصة في ألمانيا وفرنسا. وتؤدي معارضة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لتقديم حزمة مالية لأوكرانيا إلى تفاقم الاحتكاكات الداخلية في الاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى، يؤكد المشهد الجيوسياسي، بما في ذلك احتمال عودة ترامب إلى السلطة، ونفوذ روسيا، وعلاقة الاتحاد الأوروبي مع الصين، على الحاجة إلى الزعامة الاستراتيجية.

ويرى المنتقدون أن زعماء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، يفتقرون إلى القيادة السياسية والاستراتيجية اللازمة للتغلب على هذه التحديات بنجاح. إن صعود المشاعر اليمينية المتطرفة، إلى جانب الانتخابات الوشيكة والقضايا المشتركة مثل الهجرة والمناخ، يثير المخاوف بشأن مسار الاتحاد الأوروبي في المستقبل.

ورغم أن تيسدال يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يتدبر أمره، إلا أن غياب الزعامة الحكيمة الأشبه بشخصيات مثل جاك ديلور أمر مؤكد. ونحث الاتحاد الأوروبي على الاستيقاظ على الحقائق الجيوسياسية وتشكيل مستقبله بشكل استباقي لتجنب التعرض للضغوط الخارجية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدرس تغيير الحد الأدنى لضرائب الشركات

بروكسل (وام)

أخبار ذات صلة خلدون المبارك يناقش مع كبار المسؤولين في واشنطن خطط الإمارات الاستثمارية في أميركا انخفاض حجم التجارة العالمية بسبب «الرسوم الأميركية»

يعتزم الاتحاد الأوروبي دراسة التغييرات المحتملة في الحد الأدنى لضريبة أرباح الشركات البالغ 15%، في محاولة لتهدئة التوترات مع الولايات المتحدة.
وتترقب الأسواق الدولية ما ستفضي إليه مباحثات مسؤولي الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم المرتقب يوم الثلاثاء المقبل، من اعتماد خيارات يمكن أن تغير بصورة كبيرة طريقة تطبيق قانون هذه الضريبة، في إطار جهود أوروبية إلى استرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يعارض تطبيق هذه الضريبة على شركات بلاده.
وفي سياق متصل، تسعى المفوضية الأوروبية إلى معالجة أجزاء من القانون انتقدتها الولايات المتحدة، وتقترح خيارات تشمل تغيير طريقة التعامل مع الإعفاءات الضريبية الأميركية، لضمان عدم خضوع الشركات الأميركية للحد الأدنى الضريبي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي، ما يحد من قدرته على فرض ضرائب عليها.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي بدأ تطبيق الحد الأدنى للضريبة منذ أقل من عامين، حيث يتم فرض ضريبة بنسبة 15% على أرباح الشركات في مختلف دوله الأعضاء، في إطار اتفاقية دولية وقعها أكثر من 140 دولة، منها الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
 ووصفت إدارة ترامب قانون الحد الأدنى للضرائب في الاتحاد الأوروبي بأنه عائق تجاري أمام الشركات الأميركية، وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية محتملة، ليرد الاتحاد الأوروبي برفض تعليق عمله بالقانون، لكنه أبدى استعداده للتفاوض بشأنها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يشيد بدور المجر في دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي
  • فون دير لاين تنعى موت الغرب
  • الاتحاد الأوروبي يدرس تغيير الحد الأدنى لضرائب الشركات
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
  • رئيس المجلس الأوروبي يؤكد استعداده للقاء ترامب في أي مكان
  • أونماخت: الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا
  • وزيرتا خارجية النمسا وسلوفينيا تبحثان توسيع الاتحاد الأوروبي
  • المئات من موظفي الاتحاد الأوروبي يتظاهرون في بروكسل دعما لفلسطين
  • «الخارجية» والاتحاد الأوروبي يناقشان مكافحة غسل الأموال