ديمقراطية الرياضة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
مسعود الحمداني
samawat2004@live.com
الديمقراطية الوحيدة التي يُمكن الاستمتاع بها في الدول العربية، هي ديمقراطية أستوديوهات التحليل الرياضي، هذه الأستوديوهات التي يمكن للمتحدث فيها ممارسة حقه في الكلام دون قيد، ويتحول فيها النقاش إلى "هايد بارك" مفتوح، ويعلو الصراخ، وتكال الاتهامات، وتنتقد أفعال المدرب، واللاعبين، ومجالس إدارات الأندية، والاتحادات الرياضية، ولا تملك تلك الجهات سوى الإنصات، مع حفظ حقهم في حق الرد إن شاءوا، وكل ذلك يتم عبر البث المباشر الذي يستمع له الجميع، ودون رقيب، وهي ممارسة ديمقراطية حقيقية، ولكنها مقصورة على الحديث عن شيء واحد، وهو: "الكرة"، هذه التي تجمعها المتعة، وتفرقها السياسة.
وحين استمع إلى مصارحات ومصارعات المحللين أو "أعضاء مجلس الرياضة" في الأستوديوهات، وتلك المناوشات التي تصل إلى درجة التجريح الشخصي، وتسفيه الرأي الآخر، أتمنى أن تمتد هذه الديمقراطية الرياضية إلى كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وأن أرى مجلس الشورى مثلًا، لا يتحفظ أعضاؤه في طرحهم، وأن يتقبّل كل وزير الانتقادات التي توجه إليه، وإلى الوزارة المسؤول عنها بروح رياضية، وأن يستمع المسؤول في الحكومة إلى مطالبات المواطن العادي، دون تشنج، أو تعالٍ، وأن تكون المناقشات في الاجتماعات الوزارية صريحة، وغير مجاملة، وأن يتحول المجتمع ككل إلى أستوديو رياضي، يمارس الجميع فيه حقه في التعبير دون رقابة أبوية، ودون تعدٍ على حقوق الآخرين، ودون خوف أو إرهاب فكري، أو مادي، فللجميع حق الكلام، وعلى الجميع الاستماع إلى الطرف الآخر، دون تمييز أو إقصاء.
ولكن هذا لا يحدث للأسف.. لأنَّ الروح الرياضية مفقودة لدى أطراف المجتمع، ولأن البعض يرى نفسه فوق مستوى النقد، وآخرون يرون أن نقد الأداء والعمل هو نقد لشخص المسؤول، وأن الصوت العالي هو "صوت مزعج"، وأن الحديث عن أداء الحكومة والوزارة مثلا هو تدخل في السياسة، و"السياسة" هي الكلمة التي يتوقف عندها الكلام، ويخشاها الجميع، ولا يمكن لفرد عادي أن يعطي رأيه في منظومة اجتماعية حكومية، لأن ذلك يدخل في بند الممنوع، ولأن "الحكومة لا تخطئ"، وهي قناعة تولدت لدى بعض المسؤولين بأنهم فوق مستوى النقد والمساءلة، ولذلك يفعلون ما يشاءون دون حسيب أو رقيب، فتكثر الأخطاء، وتقل الرقابة والمحاسبة.
لذلك يبقى جو "الأستوديو الرياضي" هو المساحة الواسعة للحوار، والنقاش، وممارسة حق النقد، والتعبير، وهو المكان الوحيد الذي لا تتدخل فيه الشرطة ولا الادعاء العام، ما دام يتم تحت قبة مجلس الرياضة، فإن خرج عن مجال الرياضة، فليتحمل سياط القانون، وحظًا أوفر للرياضة العمانية وللمنتخب "الوطني"، رغم أن الحظ وحده لا يكفي لبناء رياضة، أو كسب بطولة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترامب يوقع اليوم أولى العقوبات على إيران.. مزلزلة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى في تصريحات له، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيوقع اليوم توجيهًا يتضمن إجراءات جديدة ضد إيران تهدف إلى منعها من الحصول على سلاح نووي.
وأوضح المسؤول أنه ضمن الأوامر التي سيوقعها الرئيس اليوم، ستكون هناك خطوات إضافية لإعادة تفعيل سياسة الضغط القصوى على طهران، وهي السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية السابقة بهدف تقليص قدرة إيران على الحصول على الأسلحة النووية، وكذلك الحد من نفوذها الإقليمي.
اقرأ أيضاً أول مسؤول بحكومة بن مبارك يعود إلى عدن بعد تهديدات السعودية بعزل جماعي 4 فبراير، 2025 سر معركة "ردع العدوان" يكشفه الشرع لأول مرة: ماذا أخفى عن مقاتليه؟ 4 فبراير، 2025كما أضاف المسؤول أن هذا التوجيه يتضمن توجيهًا لوزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، بهدف تشديد الحصار الاقتصادي عليها، ومنعها من الوصول إلى أي وسائل أو طرق قد تساعدها في تطوير قدراتها النووية.
تأتي هذه الخطوات في سياق الحملة الأمريكية المستمرة التي تهدف إلى حرمان إيران من جميع المصادر التي يمكن أن تستخدمها في مشروعها النووي، سواء من خلال العقوبات المالية أو الاقتصادية، أو من خلال الضغط على الدول التي تتعاون مع إيران.
وفي إطار هذه السياسة الجديدة، أشار المسؤول إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية ستتعاون مع وزارة الخزانة لتنفيذ حملة تهدف إلى تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
ويُعد هذا التوجه جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية الأوسع لزيادة الضغط على طهران، بعد أن انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، والذي كان قد أُبرم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وتعتبر العقوبات الاقتصادية جزءًا مهمًا من هذا التوجيه، حيث تهدف إلى تقليل إيرادات النفط الإيرانية بشكل كبير، وهو ما سيؤثر على قدرة إيران على تمويل برامجها النووية، فضلاً عن ضغوط اقتصادية إضافية على النظام الإيراني.