الشاعر الصيني ذاو لي هونج: الشعر أنقذ حياتي.. وفخور بترجمة أعمالي للعربية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
شهدت قاعة «ديوان الشعر» في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بدورته الـ55، أمسية شعرية استضافت الشاعر الصيني ذاو لي هونج، أديرت بواسطة الشاعر أحمد الشهاوي، بينما ترجم القصائد إلى العربية الدكتور محسن فرجاني، الأستاذ المتخصص في اللغة الصينية.
في البداية، أشار محسن فرجاني إلى مشاركة الشاعر الصيني ذاو لي هونج في قوافل المثقفين قبل 50 عامًا في المزارع، نتيجة لإغلاق كل المراكز التعليمية بعد الثورة الثقافية في الصين عام 1958.
وأوضح أن لي هونج، يُقدم صورة شعرية فريدة غير متاحة في الشعر العربي، حيث يتجلى ذلك في الروبرتاج أو الصور الروائية، التي تقترب أكثر من النصوص النثرية.
ملحمة الفرقة القومية الصينيةوأضاف أنه حصل على عضوية عام 1987، بعد صدور ديوانه «حبيبتي الصين»، الذي تحول إلى ملحمة قدّمتها الفرقة القومية الصينية في عمل فني.
وأكمل «فرجاني» شرحًا حول الإنجازات الأدبية للشاعر ذاو لي هونج، مشيرًا إلى حصوله على أعلى جائزة صينية في الأدب، وهي جائزة المفتاح الذهبي، وترجمة أعماله إلى كل اللغات الرسمية في العالم، موضحا أن لي هونج يتمتع بمهارة كتابية فائقة، حيث استطاع أن يتنقل بين مختلف الأجناس الشعرية.
وعبّر عن سعادته لترجمة شعره إلى العربية، مؤكدًا أن ترجمة الشعر تشكِّل تحديًا، لكن يتم نقل الصورة فقط دون تفاصيلها الكاملة.
وأعرب الشاعر الصيني ذاو لي هونج عن إعجابه الكبير بزيارته إلى القاهرة، وصفها بأنها كالحلم الذي تحقق، لافتًا إلى أن الرحلة من شنجهاي، حيث يقيم في الصين إلى القاهرة كانت مسافة طويلة للغاية.
الشاعر الصيني ذاو لي هونج: جئت إلى مصر محملا بمشاعر الفرحوأكد أنه جاء محملاً بمشاعر الفرح تجاه مصر، وأبان عن عدم إيمانه بفعالية ترجمة الشعر بسبب صعوبة نقل الحالة الشعرية من لغتها الأم، معربا عن سعادته بفهم ترجمة أعماله إلى العربية، مشيرًا إلى أنه قرأ شعرًا عربيًا قديمًا في الصين، ولكنه يفتخر بأن الفرصة جاءت له، ليتعرف على قامات شعرية كبيرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأضاف أن قراءة أعمال هؤلاء الشعراء، حتى لو كانت مترجمة، تمنحه فرصة لاكتساب تفاصيل حول الثقافة العربية وحركتها الشعرية، لافتا إلى أن الشعر كان مثل نجاة حياته، حيث واجه صعوبات كبيرة بعد مغادرته للمدرسة، وكادت الحياة تكون صعبة للغاية، ولولا وجود الشعر في حياته، كان فقد حياته.
وشدد على أنه رغم تجاوزه عامه الثالث والسبعين، إلا أنه يشعر بالشباب بفضل الشعر، كاشفا عن أن بداياته في الشعر كانت صعبة للغاية، حيث لم يجد فرصة للتعبير عن نفسه خلال عمله في المزارع، إلا من خلال كتابة يومياته بصورة أبيات شعرية.
وأوضح أن الكتابة كانت صعبة حتى كتابة المقالات الصحفية، حيث كل كتابة كانت محاولة للتلاحق، وتحقيق أشياء في خياله التي لا تنتهي.
ديوان «الآلام» حالة خاصةوفي ختام حديثه، أشار إلى أن ديوان «الآلام» الذي كتبه في عام 2007 يعتبر حالة خاصة، إذ تمت ترجمته إلى 18 لغة، ورغم أنه يعد أكثر ديوان صيني ترجم إلى لغات العالم في السنوات الأخيرة، إلا أنه يشعر بالفرح لترجمته إلى العربية خاصةً، حيث يقدر العرب الشعر، ويعتبرون ديوانه جزءًا من إرثهم الشعري.
وأكد أن الشاعر العربي الكبير أدونيس، عندما قرأ بعض أبيات ديوانه بالعربية في باريس، شعر بالموسيقى في شعره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس إلى العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الموقف الصيني من فلسطين وإسرائيل بعد 14 شهر على حرب غزة
بكين- ببحث سريع في الإنترنت، يمكن إيجاد عدد من الدراسات والمقالات الغربية التي تنتقد موقف الصين المستنكر للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة رغم العلاقات القائمة بين بكين وتل أبيب.
الجزيرة نت سلطت الضوء على الموقف الصيني الرسمي تجاه سياسات إسرائيل بعد "طوفان الأقصى" والحرب على غزة، ورصدت حجم ومدى التعاطف الشعبي الصيني مع الفلسطينيين ومعاناتهم ونضالهم.
كيف يبدو الخطاب الرسمي والإعلامي الصيني تجاه إسرائيل؟
ليس في الصين سوى الإعلام الرسمي، ولذلك يسهم الخطاب الرسمي في توجيه وصناعة الرأي العام لعدم وجود إعلام بديل آخر محلي، وصفحات الإعلام الأجنبي محجوبة عن التصفح في البلاد مالم يُفعّل المرء تطبيقات "في بي إن" لكي يتصفح غوغل وصفحات الأخبار حول العالم.
ويرى دينغ لونغ أستاذ العلاقات العربية الصينية في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية أن بكين وقفت مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان والإبادة الجماعية لأهالي قطاع غزة، وما تسببت به العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع من أزمة إنسانية شديدة وقتلى وجرحى.
وقال للجزيرة نت إن موقف الصين السياسي تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير وثابت منذ اليوم الأول، فبكين تدعم الشعب الفلسطيني في قضيته لنيل حقوقه وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وتدعم حل الدولتين، وطرحت مبادرات في المحافل الدولية باعتبارها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
إعلانوأشار إلى أن بكين أرسلت مساعدات إنسانية إلى غزة، وعقدت اجتماعا طارئا للدعوة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل للأزمة الحالية، وقدمت إسهامات مهمة في لم شمل البيت الفلسطيني بعقد حوارات بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وتم التوقيع على اتفاق بكين في يوليو/تموز الماضي.
كيف يتفاعل الصينيون مع الفلسطينيين اليوم؟يرى لونغ أن الشعب الصيني "أدرك الوجه القبيح للصهيونية لأنه قبل اندلاع الحرب كان هناك تعاطف من بعض المثقفين مع إسرائيل التي تظهر وجهها اللامع بالتنمية والتقنية، لكن هذه الحرب غيرت الرأي العام الصيني، فالأغلبية العظمى في كافة فئاته الآن تدعم الشعب الفلسطيني وتتعاطف معه بسبب ما تعرض له من عداون شرس وإبادة جماعية".
ويضيف أن التغطية الإعلامية الصينية لأحداث فلسطين زادت بشكل ملحوظ، وبعض القنوات ووكالة الأنباء الصينية لديها مراسلون في غزة وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والعراق وإيران ولبنان.
يقول لونغ إن "بكين تنتقد واشنطن على ازدواجية المعايير والنفاق السياسي، فمثلا تبذل الولايات المتحدة جهودا للوساطة، لكنها تقدم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للإسرائيليين".
ما تأثير حرب غزة على العلاقات الصينية الإسرائيلية؟العلاقات السياسية الصينية الإسرائيلية تأثرت بشكل كبير جراء موقف بكين الداعم للشعب الفلسطيني، وفق لونغ، الذي أضاف أن إسرائيل ممتعضة لأن الصين لم تستنكر ما فعلته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في "طوفان الأقصى"، لكن العلاقات الاقتصادية مستمرة حسب كلامه.
من جهته، يقول ليو بو الصحفي والمحلل السياسي الصيني والمهتم بالقضية الفلسطينية، إن بكين تدعم الشعب الفلسطيني ولديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ مطلع التسعينيات، وموقفها من الجانبين لم يتغير بعد الحرب على غزة.
ويؤكد للجزيرة نت أن الصين لها مصالحها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وتحاول أن يكون لها موقف متوازن في هذا الصراع، ولا سيما بعد أن توثقت علاقاتها مع إسرائيل، حيث يوجد بينهما تعاون على المستوى العسكري والتقني والزراعي والاقتصادي.
إعلانلكن في الوقت نفسه، تُعتبر الصين من أشد الدول النامية انتقادا لإسرائيل، حسب ليو بو. "يكفي اعتراف بكين بشرعية المقاومة المسلحة الفلسطينية واعتبار ما تقوم به نضالا، مقارنة بموقف دول غربية ترى أن إسرائيل تقوم بعمليات لمكافحة الإرهاب".
ما علاقة الصين بالدول العربية والنامية عموما؟يرى ليو بو أن بكين تسعى لتكون رائدة بين الدول النامية، وتأييد النضال الفلسطيني يمنحها أرضية أخلاقية متينة ويعزز من علاقاتها مع الدول العربية، لأن موقف هذه الدول في قضايا أخرى مثل تايوان مهم بالنسبة للصين.
ويتحدث المحلل السياسي عن سعي إسرائيل لاستمالة الموقف الصيني منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الصين لم تصغ للرواية الإسرائيلية واستمرت بالتعبير عن موقفها التقليدي والثابت، وهذا ما أغضب الجانب الإسرائيلي.
لماذا يتزايد التعاطف الصيني مع الفلسطينيين كلما طال أمد الحرب؟استمرار الحرب على غزة سيزيد من تعاطف الشعب الصيني مع الفلسطينيين لأسباب عديدة، وفق ليو بو، منها:
تزايد أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة ومشاهد المعاناة الإنسانية والدمار وصور أطفال غزة شهداء أو تحت ركام منازلهم والجوع الذي يعاني منه أهل القطاع. علاقات الصين التقليدية الجيدة مع الفلسطينيين والدول العربية عموما. تشابه جوانب من التاريخين الصيني والعربي بعيد الحربين العالميتين ونيل الاستقلال، ولأن الصينيين عانوا من التدخل الأجنبي، فإن هذا يجعلهم متعاطفين مع الفلسطينيين. بدأ الصينيون يتابعون ما يكتبه كتاب عرب وغربيون ونشطاء داعمون للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة وأوروبا، وما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب ما تعرضه وسائل الإعلام التقليدية، كل هذا كون فهما أفضل للمشهد الفلسطيني والعربي كله والسياق التاريخي للصراع، ولذلك يتعاطف الكثيرون مع الفلسطينيين. اهتمام الإعلام الصيني بشكل متزايد بالقضية الفلسطينية، وبما يحصل في الشرق الأوسط عموما، فالمنطقة مهمة إستراتيجيا بالنسبة لبكين، فهي مُصدّر رئيسي للنفط والغاز لها، ولأن لديها مشروعها وهو مبادرة "الحزام والطريق" الذي أطلق قبل 11 عاما، وهذا يجعلها أكثر اهتماما بهذه المنطقة. إعلان ما مستوى الوعي الصيني بالقضية الفلسطينية؟يرى ليو بو أنه يمكن تقسيم وعي الصينيين بالقضية الفلسطينية إلى مستويين:
فئة لديها فهم عام للقضية والأحوال المحيطة بها. وبسبب انشغال عامة الناس بحياتهم وأعمالهم، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم واحدة من القضايا الدولية، لكنهم يدركون -في الوقت نفسه- استمرار وتطور الأحداث عموما في فلسطين. فئة أخرى أكثر متابعة للقضايا السياسية الدولية ولديهم متابعة مفصلة، وبعضهم صار يكتب مقالات وقصصا وتحليلات عن القضية الفلسطينية.هذا التعاطف الشعبي الصيني والموقف الرسمي المؤيد لنضال الشعب الفلسطيني انعكس في استطلاع للرأي في أبريل/نيسان الماضي أجراه معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وأظهر أن 54% من الإسرائيليين يرون الصين دولة غير صديقة ومعادية لهم، في حين يراها 15% دولة صديقة وحليفة، ورد 31% منهم بالقول "لا أعلم".
ما تاريخ العلاقات الصينية الإسرائيلية؟لا ينفي دينغ لونغ وجود فئة من الصينيين تدعم إسرائيل في مواقع التواصل الاجتماعي، متأثرة بالموقف الغربي والأميركي، "لكنهم أقلية، إذ الأغلبية تدعم الشعب الفلسطيني".
ومنذ عام 1992، تأسست علاقات دبلوماسية بين الصين وإسرائيل. وحسب أرقام القنصلية الإسرائيلية في شنغهاي، هناك نحو 20 شركة إسرائيلية موجودة في العاصمة المالية للصين. ووفق أرقام وزارة الخارجية الصينية، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 23.4 مليار دولار خلال عام 2023، وبلغ 16.34 مليار دولار بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2024.
وأشارت وزارة التجارة الصينية، في بيانات يوم 24 مارس/آذار 2023، إلى أن بكين هي ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.
وحسب تقرير "تشاينا بريفينغ" في هونغ كونغ، صادر في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن الاستثمارات الصينية في إسرائيل خلال السنوات التي سبقت الحرب شملت 449 صفقة بقيمة 9.14 مليارات دولار في مجال التقنيات، و8 صفقات في البنى التحتية بقيمة 5.91 مليارات دولار.
إعلانأما بعد الحرب، فلا ينسى مسؤولون إسرائيليون إعلان شركتي "كوكسو" و"أوكول" للشحن الصينيتين وقف التعامل التجاري مع إسرائيل منذ بدء الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر، معتبرين ذلك مقاطعة تجارية لتل أبيب.
وتشير دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب في أبريل/نيسان الماضي إلى تراجع نسبي في التبادل التجاري عام 2023 مقارنة بالأعوام التي سبقته.
ووفق تقارير صحفية في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن جامعة التجارة والاقتصاد الدولي الصينية التي افتتحت فرعا لها في إسرائيل منذ 3 سنوات، أغلقت أبوابها، والأساتذة الصينيون عادوا إلى بكين.