عصام الدين جاد يكتب: ما بين أوسلو والسابع من أكتوبر
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
مر أكثر من 30 عامًا على "اتفاقية أوسلو" التي أُبرمت بين منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة البطل ياسر عرفات، التي تمثل الدولة الفلسطينية، وبين ممثل الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ويمكن القول إن الاتفاقية بُنيت على أساس قرار الأمم المتحدة 242، ووفقًا لهذا الاتفاق كان الاعتراف بسلطة فلسطينية، ومن مساوئه الاعتراف بفلسطين "كشعب" وليس كدولة تمثلها حكومة.
غير أنه بالنظر إلى عمق الحدثين، سنجد أن الكيان الصهيوني في الحالتين –في اتفاقية أسلو منذ عام 1991 وفي السابع من أكتوبر 2023- كان أهم أهدافه تثبيت فكرة أن للشعب الفلسطيني حق العيش كشعب فقط وليس كدولة.
وبعد مرور 30 عامًا، ذهبت إسرائيل متهمة أمام محكمة العدل الدولية، لترمي بخبث أن إسرائيل -الدولة- تتمنى العيش في سلام مع الشعب الفلسطيني، وأن العراقيل بسبب ما أتي من خلف استقلال حكم الفلسطينيين، وإن كنا سنذهب خلف طروحات أحاديثهم في إعلامهم، من وجود عرب - وهم ليسوا بعرب في الحقيقة حتى وإن انتموا لأصول عربية - يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويعيشون في تناغم ويحاربون من أجل هذا الكيان.
ليرموا للعالم أجمع نظرية "البدون" من جديد، ليكن الفلسطينيون – الحقيقيون أصحاب الأرض والشرف والرسالة - بلا جنسية، وأنهم بعض منكري السلام، ليجعلوا العالم يدافع عن نطريه التهجير، وينكرون كل المذابح التي يرتكبونها، حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 30 ألف شهيد من أطفال ونساء وشيوخ عزل.
ورمى دفاع الصهاينة، مصر، أمام العدل الدولية، باتهامات غير حقيقة لم يصدقها أحد، وشاهد العالم أجمع ما فعلته مصر حكومة وشعبًا من مواقف سياسية وسيادية وشعبية، لكنهم أرادوا تصوير مصر أمام العالم بأنها رافضة للمساعدة والتسكين، وقصدت التسكين في أن يرحل الفلسطينيون عن أرضهم إلى أرض أخرى.
وما تبحث عنه إسرائيل هو كيفية أن تظهر في صورة الدولة التي تدافع عن أرضها، لتصل إلى ما وصلت إليه بعض الدول المحتلة في العصور الحديثة، عندما قتلوا أصحاب الأراضي التي احتلوها، بزعم أنهم معادون للحداثة والتطوير، وتشهد إفريقيا، أرضًا وأمة على سفك دماء الأجداد.
غير أنها وقعت أمام دولة جنوب إفريقيا، الخصم الشريف بعيد العمق عن أحداث فلسطين، والتي فاجأت الجميع بكم المذابح التي نُزفت على الأراضي المقدسة، وكم افتخر جنود الاحتلال الإسرائيلي بقتلهم الأبرياء، ووثقوا هذا بأيديهم، لتكن أداة اتهام عليهم، لنجد بعد انتهاء أولى جلسات المحاكمة، دولًا لا توافق على ما سيحدث لإسرائيل من اتهام على جبينها بارتكاب إبادة جماعية، ليتأكد للجميع أن مذابح الهولوكوست قد تكون بدعة، أو صناعة صهيونية خالصة، فإن الاستفهام السابق هو نفسه ما قد يصل إلى أي صاحب عقل بسبب تناقض الأحداث والاتهامات والدفاع.
ومن المؤكد أن إسرائيل تستخدم الدعاية أكثر من الحقيقة، تستخدم الدعاية الكاذبة، أو غير الكاملة، مثلما فعلت الصحافة الصفراء في القرن التاسع عشر بين كبريات الدول.
إسرائيل تبحث عن تأجيج المشاعر والسياسة معًا، لتصل إلى تعاطف وتأييد الجميع.
لكن الحقيقة لن تختفي أبدًا، ولن يكبر الطفل الفلسطيني إلا في أرضه، ولن تولد مشاعر حب الوطن إلا من المقاومة، حتى وإن كانت منزوعة السلاح، وأكبر دليل على ذلك، ما فعله أبو الشهداء وائل الدحدوح، ليتمسك بمهنته – نقل الحدث – أمام العالم، حتى إن جُرح أو قُتل أبناؤه.
ومهما كثر كذب الإسرائيليين، فلن تهزم روح الكلمة، فما فعله فريق دفاع جنوب إفريقيا كان أكبر صورة تأكيدية لوقوف الشعوب مع الأمة الفلسطينية، وتشهد شوارع القاهرة بما تفعله الدولة حكومة وشعبًا من حب ومساعدة واجبة للشعب الفلسطيني.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
القائد يحذر “إسرائيل”: الحصار بالحصار
برز القائد الحيدري اليمني أمام الشرك كله، ليتحدث مخاطباً الكيان الصهيوني برفع حصاره عن غزة وشعبها، وإلا اللغة التي ستتحدث ويفهمها الصهيوني هي لغة البحار وإغلاقها.
أربعة أيام فقط إذا لم يعِ الصهاينة وتفتح الطريق إلى غزة ويرفع الحصار عنها، عندها تتحدث الصواريخ اليمنية وتتحول البحار إلى حممٍ بركانية وتنضب سفن الصهيونية وتغرق في البحار، من ثم لا نسمع إلا نحيب الصهاينة وعويلهم.
مؤامرة تلو أخرى لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم، فقد استخدم الصهاينة كافة الأساليب لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم، قتلٌ وتدمير، سلبٌ ونهب وقمع من قبلهم ولكن دون جدوى، حتى وصل بهم الأمر إلى حصارهم من الوصول إلى أبسط مقومات الحياة، هذا بكله وزعماء العرب ما بين مندد ومطالب ومتمنٍ في القمة العربية!
فقد جاء سيد الفعل بخطابٍ فيه من الإنذار والتحذير، إما فك الحصار أو الحصار بالحصار، فلا مساومة أمام تجويع إخوتنا ولا خذلان لأهلنا في غزة كما فعل الآخرون، فنحن مسؤولون أمام الله وهذا واجب ديني وأخلاقي ومبدئي ويجب على الأمة كلها اتخاذ موقف مما يحصل من قبل من لا عهد لهم ولا ذمة.
اليمن وعلى مدى معركة طوفان الأقصى كانت السبّاقة في مساندة ومؤازرة غزة بكل ما أوتيت من قوة، ففي البحار قصفت سفن الكيان وحاصرته اقتصادياً حتى جعلت من موانئه المحتلة على حافة الانهيار أو بالأحرى عُطِلت تماماً، وفي البر تم قصفهم إلى أوساط المناطق المحتلة وزلزلت المحتلين في المستوطنات بالصواريخ والطوائر المسيرة وأبقتهم في الملاجئ أياماً إن لم تكن أسابيع، وأفقدتهم السيطرة من هول الصدمة والمفاجأة بقدرات يمن 21 من سبتمبر.
اليمن اليوم وبقائده الفذ الشجاع يؤكد لشعب فلسطين ومقاومته الأبطال بأن غزة هي صنعاء ولن يتوقف الإسناد لها وأن إذا عاد الصهاينة لإجرامهم فلا يوجد شيء يثنينا عن مشاركة التصدي للعدو المجرم، وهذا جزء من المسؤولية أمام الله التي هي جزء من الجهاد لمقاتلة أعدائه ومقارعتهم .
فالتنصل من اتفاق وقف اطلاق النار والتلميحات من قبل العدو على العودة للحرب والدموية والإجرام، لن يزيد شعب فلسطين ومقاومته البواسل إلا صموداً وصلابة وعنفواناً وتمسكاً بحقهم وأرضهم حتى تحرير كامل فلسطين بإذن الله.
يتحدث كلب أمريكا عن الجحيم وهو لا يعلم بأن الجحيم له ولسياسته القذرة ولكيانه الزائل قريباً بإذن الله، فمقاومة اليمن وشعب اليمن وإرادة اليمن الصلبة لن تجعل العدو يستفرد بغزة وشعبها فهو إلى جانبها خطوةً خطوة، فاليمن وفلسطين شعبان في مقاومة واحدة وهدف التحرير واحد، وعدو صهيوني خطره على الأمة كل الأمة، وباءٌ إذا لم تتم مواجهته وكبحه فسينتشر.
إن عاد الصهاينة والتزموا بالاتفاق وفكوا الحصار عُدنا وعاد الله معنا، وإن تعنتوا ببقاء حصارهم فسيحاصرون هم وستبقى سفنهم تحت النار، فلا سفينة تصل لموانئهم حتى رفع حصارهم.
اليمن بقائدها وشعبها لغزة السند والإسناد، ولن يأبه الشعب بتصنيف أو تهديد من ذا أو ذاك بسبب الوقوف مع غزة، فلو اجتمع الأعداء وتآمروا علينا فلن نتراجع ولن يثنينا أي شيء عن مساندة غزة.