حسن الوريث: المرتبات المنسية.. مازالت لقمة الشابع على الجاوع بطيئة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
كنت اتحدث مع صديقتنا العصفورة عن موضوع لغز اليوم لكن فجأة وصل زميلي المواطن العزيز وطلب أن يكون الحديث عن موضوع مهم جدا بحسب وصفه.. و بعد الموافقة قلنا له تفضل هات ماعندك.. فقال.. رأيت اليوم منظرا مؤلما ويحز في النفس بل ويدمي القلب ولابد أن نتحدث عنه وعن الوضع البائس الذي وصل إليه المواطن اليمني في ظل الهروب من المسئولية تجاهه.
قال زميلي المواطن العزيز.. رأيت اليوم اطفال صغار احدهم داخل برميل القمامة يبحث بقايا اكل والقوارير البلاستيكية ويقوم بتسليمها لأخته واخيه الذين كانا يأخذان ما يعطيه لهما إلى كيس كان بحوزتهما ويطلبان من اخيهما أن يبحث عله يجد بقايا اكل صالحة .. قلت له انا وصديقتنا العصفورة.. هذا المنظر يتكرر في كل وقت وهناك كثير من الناس يعيشون على ما يجدونه في براميل القمامة او من بيع القوارير البلاستيكية وما يجمعونه من هنا ومن هناك.. قال زميلي المواطن العزيز.. صحيح وهناك مئات الآلاف من المواطنين يتسولون ويرسلون اطفالهم إلى الشوارع والأسواق والموظفين يعانون من المؤجرين والطرد من البيوت وعدم قدرتهم على تأمين ابسط اساسيات الحياة والعيش ولكن بصراحة فقد أثر في نفسي هذا المنظر الذي شاهدته والحديث المؤلم الذي دار بينهم.. قلت له انا وصديقتنا العصفورة.. الكارثة هنا أن الدولة والحكومة غائبة تماما وكان الأمر لايعنيها بل انها تضع إذن من طين واذن من عجين.
قال زميلي المواطن العزيز.. اتعرف انت وصديقتنا العصفورة لماذا هذا التجاهل من قبل الدولة والحكومة لوضع المواطن ومعاناته؟.. قلت له انا وصديقتنا العصفورة لماذا هذا التجاهل؟.. قال اولا الوزراء والمسئولين والمشرفين وأعضاء مجلسي النواب والشورى يستلمون رواتب واعتمادات وحوافز وبدلات علاج وتعليم ومواصلات ومرافقين وغيرها وبالتالي فلا يهمهم وضع الموظف المسكين والمغلوب على أمره والمواطن الذي يعاني الأمرين جراء غياب الدولة والحكومة عن القيام بواجباتها تجاه الشعب، وثانيا من أجل أن يتم تحميل الطرف الآخر مسئولية قطع المرتبات.. قلت له انا وصديقتنا العصفورة.. نحن نعرف أن الطرف الآخر قطع المرتبات لكن هذا لا يعفي هذه الحكومة من صرف المرتبات من ايراداتها التي تقدر بالمليارات وهي قادرة على ذلك بعيدا عن المزايدات والمناكفات التي يذهب ضحيتها الموظف والمواطن.
قال زميلي المواطن العزيز.. كلام صحيح يجب أن لا يقع الموظف والمواطن ضحية لأي مناكفات وطالما وقد تحملت هذه الحكومة المسئولية فيجب عليها صرف مرتبات الموظفين الذين يقعون تحت مسئوليتها والقيام بمسئوليتها الكاملة تجاه الشعب الصامد ..قلت له انا وصديقتنا العصفورة.. يجب أن تعلم الدولة والحكومة علم اليقين أنها بعدم صرف مرتبات الموظفين تزيد من سخط الناس عليها وستجد نفسها يوما ما معزولة تماما وان ما يجري من حرمان الموظف من راتبه بينما الوزراء والمسئولين والمشرفين واعضاء مجلسي النواب والشورى يستلمون كل رواتبهم هو حرام حرام حرام ، ويجب ان تعرف الدولة والحكومة أن دعوة الموظف المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
قال زميلي المواطن العزيز.. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت ويتم مساواة المواطنين والموظفين بالوزراء والمسئولين والمشرفين وأعضاء مجلسي النواب والشورى بصرف الرواتب للجميع من باب العدالة التي نسمع عنها في الإعلام ام أن العدالة التي تنادون بها ستظل غائبة ومفقودة ومجرد شعارات وحبر على ورق وسيظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب أو البحث عن وطن بديل يتحقق له فيه العدل والإنصاف وصرف رواتبه؟..
كما نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة ان نسمع عن قرار قريب بصرف المرتبات بصورة شهرية وعدم الاستمرار في المناكفات التي تؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع وان لاتبقى هذه الصور المؤلمة موجودة وغياب الدولة أكثر إيلاما وان لايظل شعار الدولة والحكومة هو مرتبات منسية ولقمة الشابع على الجاوع بطيئة.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الدولة والحکومة
إقرأ أيضاً:
المواطن والسُّلطة!
المواطن والسُّلطة!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
السُّلطة هي الشرعية التي يمتلكها شخص ما. فأصحاب السُّلطة هم: الآباء، والكبار، والمعلمون، والشرطة، والموظفون! والحكومة وأجهزتها: القضاء، والإدارة، والإعلام. وكل من هؤلاء يمتلك سُلطة رسمية بموجب القانون، وربما سُلطة شرعية بموجب العادات والتقاليد. فأصحاب السُّلطة عديدون ، وقد يفوقون من لا يمتلكون سُلطة مثل المواطنين، والغلابا، وبقية المساكين. أصحاب السُّلطة أقوياء، و”الخاضعون لها” طرف ضعيف. ومن هنا تأتي معادلة الحقوق، والواجبات!
(01)
السُّلطة!
تمتلك السُّلطة شرعية قانونية، أو اجتماعية، أو معرفية (كالمعلمين، والأطباء، وسائر الفنيين). وبموجب هذه السلطات: تُفرض واجبات المواطن، وهذه الواجبات حق للسلطة، وواجب على المواطن! فللسُّلطة حقوق: الطاعة والولاء، والالتزام بالقوانين، ودفع الضرائب، وتنفيذ الأوامر. وعادة فإن غرور أي سُلطة يجعلها لا تفكر بواجباتها:
-المواطنة، والعدالة، والمساواة
-النزاهة، وعدم التمييز، والفرص المتكافئة.
-الالتزام بالقوانين
-تنفيذ منظومة حقوق الإنسان!
غالبًا ما لا يرى المواطن أن السُّلطة تقوم بواجباتها؛ ولذلك يهمل واجباته، ويطالب بحقوقه!
(02)
المواطن
لو وعى المواطن حقوقه لعرف أنها في معظمها حقوقا طبيعية، واجبة التنفيذ، وليست مرتبطة بواجبات يقوم بها بالمقابل! فحق العيش، والعمل، والتعبير، والزواج، وبناء الأسرة ، وغيرها هي حقوق طبيعية، يجب الحصول عليها مهما كان الوضع. وهذا واجب السُّلطة سواء أكانت قادرة أم عابرة. ولذلك؛ فإن المواطنة حق للمواطن، وواجب على السُّلطة، ولا يجوز أن نقول للمواطن: نافِق لي حتى أوظّفك! أو صفِّق لي حتى أفتح لك الطريق! هذه حقوق المواطنة!
(03)
سُلطة المعلم والطالب
مؤسف أن نسمع أن الطلبة يتوددون للمعلمين، وهم أصحاب السُّلطة! ومحزن أن نرى أستاذًا يرفض هذا التودد، ومعيب أن نرى أستاذًا يقول هذا حرام، وضد الدين!!!
طبعًا! في أي مجتمع يصفق مواطن لصاحب سُلطة، أو يكتب مقالات نفاقية بالسُّلطة، ويغنّي لأجهزتها، فإن ذلك يدل على اختلال المواطنة، وتغوّل السُّلطة! وفي أي مجتمع يغنّي فيه الفنان للسُّلطة فهو اختلال! السُّلطة هي من يجب أن تنافق إلى الفنان، والشاعر، والعامل، والمواطن حتى لا يسحب ثقته منها!!
راحت أيام” جوزك وِن راد الله”!!
نحتاج سُلطة تنافق للمواطن!
ونحتاج هُتاف: يعيش الطالب، أو العامل، أو المواطن يااااا
فهمت عليّ جنابك؟!